مع اقتراب موعد تطبيق ميزة شفافية تتبع التطبيقات من أبل، تبحث العديد من الشركات والمطورين عن بدائل حتى لو كانت ملتوية من أجل مواصلة تتبع المستخدمين واستهدافهم بالإعلانات المخصصة لهم ومن أجل هذا طورت جميعة الإعلان الصينية المدعومة من قبل حكومة بكين طريقة تتبع  تعرف بإسم CAID ومن خلال تلك التقنية الجديدة، سوف يكون بمقدور بايت دانس وتينيسنت وغيرهما من الشركات الصينية الإستمرار في تتبع مستخدمي الآيفون دون أي قلق من ميزة شفافية تتبع التطبيقات ATT.

ويتم حاليا اختبار تلك التقنية عبر عدد من المطورين والشركات هناك ولكن المشكلة هنا في حالة قيام عدد كاف من التطبيقات في الصين بإستخدام تقنية CAID، هذا يعني أن أبل قد تغض النظر عن تلك الشركات ولا تقوم بحظرهم من أجل عدم المخاطرة بمكانتها الإقتصادية والسياسية في السوق الصينية.

ميزة شفافية تتبع التطبيقات

الشركات الصينية

وكانت أبل قد أعلنت عن ميزة ATT في يونيو العام الماضي وأوضحت أنه سيطلب من التطبيقات التي تعمل على نظام التشغيل iOS 14 سؤال المستخدمين والحصول على إذن منهم قبل تتبعهم وكان من المقرر تنفيذ ميزة الخصوصية في سبتمبر الماضي لكن الاحتجاج من قبل شركات مثل جوجل وفيسبوك عمل على تأجيلها بضعة شهور.

أثار اقتراب ميزة ATT قلق شركات التكنولوجيا التي تعتمد على الإعلانات بدرجة كافية لدرجة أن العديد من الشركات في الولايات المتحدة قد اجتمعوا معًا لتشكيل تحالف Post-IDFA، وهي مجموعة تركز على معالجة مخاوف مسوقي الأجهزة المحمولة وناشري التطبيقات في أعقاب تحديث أبل الأخير لسياسات IDFA.

التفاصيل حول طريقة التتبع CAID ليست متاحة على نطاق واسع حتى الآن، لكن شركة TrackingIO المتخصصة في الإعلانات بالهواتف الذكية ومقرها الصين، نشرت سابقا رأيها في تلك التقنية وقالت عنها "نظرا لأن تقنية التتبع CAID لا تعتمد على رقم معرف المعلنين IDFA ويمكنها إنشاء رقم تعريفي لجهاز المستخدم بشكل مستقل عن IDFA، وهكذا يمكن استخدام هذا الرقم كبديل لمعرفة المستخدم في نظام التشغيل iOS 14 عندما لا يتوفر IDFA".

سيحتاج مطورو التطبيقات الذين يطبقون تقنية التتبع CAID في الصين إلى دمج الإعلانات مع حزمة أدوات تطوير البرمجيات SDK داخل تطبيقاتهم ولا أحد يعلم بعد، كيف ستستجيب أبل لعصيان المطورين الشامل في الصين، إذا بدأو في الاعتماد على تقنية التتبع الجديدة.

إقرأ أيضا : لماذا جوجل محصنة من ميزة شفافية تتبع التطبيقات لشركة أبل ؟

الشركات الصينية

الشركات الصينية

قال إيريك سويفرت، خبير ومحلل تقني بأن أبل عالقة في وضع لا تحسد عليه، فهي غير قادرة على جعل ميزة ATT قابلة للتطبيق إذا إستثنت الشركات الصينية ومن غير المرجح أن تفرض عقوبات جماعية على الشركات الصينية وخاصة أن شركات التكنولوجيا هناك تكون مدعومة من الحكومة وهذا قد يعرض أبل لخسارة أحد أكبر الأسواق في العالم.

يؤكد  إيريك أن ما يجعل تقنية CAID مشكلة مستمرة لشركة أبل هي أن تلك التقنية الملتوية عبارة عن تعاون بيانات فعّال حيث يحتفظ الخادم المركزي بمعرفات دائمة للمستخدمين التي تساهم فيها مجموعة من الشركات.

أخبر زاك إدواردز، المؤسس المشارك لشركة متخصصة في تحليلات الويب أن أبل بين نارين، عدم اتخاذ قرار أمام ما ستفعله شركات التكنولوجيا الصينية أو فعل شيئا ما للحفاظ على علاقتها أيضا مع الحكومة الأمريكية التي تشتري الكثير من أجهزة الآيفون وبالطبع لن ترغب أبل في تعريض هذا العمل للخطر من خلال السماح لحزمة SDKs أن تنتهك متطلبات الخصوصية الخاصة بها.

في النهاية، لا ينبغي أن يكون قرار حظر أي شركة تستخدم تقنيات محظورة أو ملتوية لتتبع المستخدمين، صعبا على أبل إذا كانت بالفعل تُقدر خصوصية جميع مستخدميها بنفس الطريقة بغض النظر عن البلد، وبدلا من التسوية، يجب أن يرى مواطنو هذه البلدان ما يخسرونه عندما تنسحب شركة بحجم أبل من تلك الأسواق، حينها قد يشككون في نهج حكوماتهم ويضغطون عليها وعلى أي حال، في وقتنا هذا، تكلفة الحفاظ على الخصوصية باهظة للغاية، سوف نرى رد فعل أبل، هل ستخضع أم ستحافظ على خصوصية مستخدميها.