يتحدث إيلون ماسك في كل مناسبة عن القدر الكبير من حرية التعبير المتاح للمستخدمين على منصة X (تويتر سابقاً) وأنه يسعى لإعطاء الحرية للجميع بدون قيود أو تحيز لأنه استحوذ على تويتر في الأساس من أجل هذا الأمر.

ربما حديث إيلون ماسك المتكرر ليس صادق بشكل كامل ولكن ما رأيناه منذ 7 أكتوبر الماضي يؤكد أن X يقدم حرية أكثر بكثير مما تقدمه منصات ميتا مثل فيس بوك وإنستاجرام أو حتى يوتيوب برغم التضييقات المستمرة وغير المباشرة.

كل هذا لم يكن يمثل أي تحدى أو أزمة بالنسبة للمنصة أو لماسك شخصيًا حتى رد أغنى رجل في العالم على منشور بـ "لقد ذكرت الحقيقة الفعلية".

المنشور الذي رد عليه إيلون ماسك كان يقول أن المجتمعات اليهودية توجه نفس الكراهية والعنصرية ضد "البيض" (في إشارة إلى الرجل الغربي الأبيض) الذين يزعمون أنهم يريدون الناس أن يتوقفوا باستخدامها ضدهم.

رد إيلون ماسك بأنه يتفق مع هذا الكلام فتح عليه أبواب الجحيم ففي نفس اليوم الذي نُشر هذا الرد كانت Media Matters تستعد لنشر تقرير يهاجمه ويدعي أن X تقوم بوضع إعلانات لكبرى الشركات الأمريكية في ردود منشورات داعمة للنازية ومعادية للسامية.

اتهم التقرير إيلون ماسك وتويتر بشكل مباشر بدعم حسابات متطرفة ودفع الأموال لسحابات تدعم هيتلر، النازية وتنفي وجود الهولوكوست.

وفور نشر هذا التقرير أعلنت كل من أبل، IBM وأدوبي إيقاف إعلاناتهم على المنصة فيما انضمت لهم ديزني، Paramount، NBCU، Lions Gate Entertainment و Warner Brothers لاحقًا. المفوضية الأوروبية أوصت كذلك الشركات الأوروبية بإيقاف إعلاناتهم على المنصة. كل هذا لمخاوفهم أن المنصة تحتضن وتدعم محتوى "معادي للسامية".

إيلون ماسك وفي محاولة لتحسين الأمر صرح أن مصطلحات مثل "إزالة الاستيطان" أو من "النهر إلى البحر" هي مصطلحات ممنوعة على X لإنها تحرض على الإبادة الجماعية وهو أمر قد يحظر الحسابات التي تستخدم مثل تلك العبارات لإنها مخالفة لشروط استخدام المنصة.
 

هذه المحاولة الفاشلة لم تمنع الشركات المعلنة من سحب إعلاناتها واحدة تلو الأخرى ليقرر التوجه إلى القضاء الأمريكي لرفع دعوى ضد الشركات التي حضرت على إيقاف الإعلانات على X وعلى رأسهم شركة Media Matters بدعوى تقويضهم لحرية التعبير ومحاولة فرض رأيهم.

ونشر إيلون ماسك هذا البيان:


قف مع X لحماية حرية التعبير

 

هذا الأسبوع، نشرت مؤسسة Media Matters قصةً تمثلت بشكلٍ كاملٍ تجربة المستخدم الحقيقية على X، في محاولةٍ أخرى لتقويض حرية التعبير وتضليل المعلنين.

فوق كل شيءٍ، بما في ذلك الربح، تعمل X على حماية حق الجمهور في حرية التعبير. ولكن لكي تكون حرية التعبير حقيقيةً، يجب أن نتمتع أيضًا بحرية رؤية أو سماع أشياءٍ قد يعتبرها بعض الناس غير مقبولة. نعتقد أن لكل شخصٍ الحق في اتخاذ قراره الخاص بشأن ما يريد قراءته أو مشاهدته أو سماعه - لأن هذا هو قوة حرية التعبير.

وعلى الرغم من موقفنا الواضح والمستقيم، فقد شهدت X عددًا من الهجمات من جماعات النشطاء مثل Media Matters ووسائل الإعلام التقليدية التي تسعى إلى تقويض حرية التعبير على منصتنا لأنها ترى ذلك كتهديدٍ لسردهم الأيديولوجي وداعمي التمويل. تحاول هذه الجماعات استخدام نفوذهم لمهاجمة مصادر دخلنا عن طريق تضليل المعلنين على X.

وإليكم الحقائق عن أبحاث Media Matters:

لإخفاء الجمهور والمعلنين، قامت ميديا ماتر بإنشاء حسابٍ بديل وقامت بتجميع المشاركات والإعلانات التي تظهر على جدول أعمال الحساب لإبلاغ المعلنين بشكلٍ خاطئ عن موضع مشاركاتهم. يمكن تطبيق هذه التجارب المصطنعة على أي منصة.

بمجرد قيامهم بتجميع موجزهم، قاموا بإعادة تحديث جداولهم الزمنية مرارًا وتكرارًا للعثور على مثيلٍ نادرٍ لعرض الإعلانات بجانب المحتوى الذي اختاروا متابعته. تشير سجلاتنا إلى أنهم أجبروا على حدوث سيناريو أدى إلى 13 ضعف عدد الإعلانات التي تم عرضها مقارنةً بالإعلانات المتوسطة التي يتم عرضها لمستخدم X.

من بين 5.5 مليار ظهور إعلاني على X في ذلك اليوم، تم عرض أقل من 50 ظهورًا إعلانيًا إجماليًا ضد جميع المحتوى العضوي المميز في مقال Media Matters.

بالنسبة لعلامة تجارية واحدة تم عرضها في المقال، تم عرض أحد إعلاناتها بجوار منشور مرتين وكان هذا الإعلان متاحًا في هذا الإعداد فقط لمستخدمين اثنين، أحدهما مؤلف مقال ميديا ماتر.

بالنسبة لعلامة تجارية أخرى تم عرضها في المقال، تم عرض إعلانين لها بجوار منشورين، مرتين، ولم يتم رؤية هذا الإعلان إلا في هذا الإعداد بواسطة مستخدم واحد، وهو مؤلف مقال ميديا ماتر.

يسلط مقال ميديا ماتر أيضًا الضوء على تسعة مشاركات يعتقدون أنه لا ينبغي السماح بها على X. وعند التقييم، خالف واحد فقط من التسعة تغريدات التي تم تسليط الضوء عليها في المقال سياسات المحتوى الخاصة بنا، وقد اتخذنا إجراءً بشأنه وفقًا لنهجنا في إنفاذ "حرية التعبير، وليس الوصول".

في النهاية تظل محاولات الاحتلال وداعميه إخفاء أي رواية حقيقية عما يحدث الآن أو عن السردية التاريخية الكاذبة التي روجوا لها منذ عقود طويلة وما يحدث مع إيلون ماسك ما هو إلا محاولة بائسة لتكرار ما فعلوه مع آخرين لم ينصفوا القضية بل اكتفوا فقط بطرح الصورة كاملة بدون أي تغييرات.