power-paper-02

دائما ما يعمل العلماء على أشياء جديدة ودائماً ما يذهلوننا بها، وأحد تلك الأمور المذهلة حقاً ما حققه العلماء السويديون الذين كانوا يعملون على نوع خاص من الورق الذي يمكن أن يخزن الكهرباء! لقد استطاعوا أخيراً صنع شيء يُسمى "ورق الطاقة" وهو مادة شبيهة بالورق الرفيع الذي يمتلك سعة تخزين طاقة مذهلة. ماقدمه العلماء السويديون امر مذهل حقاً مع ورق الطاقة، تخيل فقط ورقة واحدة من هذه المادة بقياس 25 سم في القطر وبسماكة أقل من 0.5 ملمتر يمكن أن تخزن ما يصل إلى 1 فاراد من السعات الكهربائية. إن هذا الأمر مهم للغاية في عالمنا لأن الكمية التي تخزنها هذه المادة هي نفسها التي تخزنها المكثفات الفائقة الموجودة في الأجهزة اليومية والمهمة للغاية في حياتنا.

هذه المادة مصنوعة بشكل رئيسي من خلايا النانو وهي بولمير القابل للتوصيل. يمكن استخدام هذه المادة وإعادة استخدامها بإعادة شحنها وسيبقى عمرها الافتراضي طويل للغاية حيث يمكن شحنها على مدى مئات المرات من الشحن. الميزة الأفضل لها أنه يمكن أن تُشحن مرى أخرى خلال بضع ثوان! نعم هذا صحيح. بدوره قال إكسافير كريسبن وهو باحث من مختبر الالكترونيات العضوية لجامعة Linköping "ما فعلناه هو إنتاج المادة في ثلاث أبعاد. حيث يمكننا حتى أن نتنج ورق طاقة بسماكة أكبر بكثير".

power-paper-04

ورقة الطاقة مثل الورقة السوداء مع ملمس بلاستيكي حينما تلمسها. أضف الى ذلك, أنها تمتلك صفات مشابهة لما تمتلكه الورقة العادية بما في ذلك القوة وقابلية التحكم بها التي يمكن أن تدركها بمجرد النظر إلى قدرتها على الانطواء في عدة أشكال من الأوريغامي. هذه الورقات مصنوعة بشكل رئيسي من خلال كسر ألياف السليلوز عبر ضغط عالي من الماء. الماء يتضمن بوليمر مشحون كهربائياً الذي يشكل بعد ذلك طبقة رفيعة تغطي بالألياف، التي تسحب أجزاء من طبقات السليلوز, فالألياف المغطاة المتواجدة بداخلها تأتي على شكل مثلثات، بحيث أن الماء المتواجد في المساحات الداخلية بينها تعمل كالإلكتروليت.

هذه المادة عالية التوصيل بطبيعتها كما يشير العلماء مما يجعلها شيء مهماً فيما يتعلق بكيفية استطاعتنا لتخزين الشحنات في أجهزة صغيرة تستخدم يومياً. ورقة الطاقة هذه أكثر صداقة للبيئة لأنها تتكون من مصدر مجدد مثل السليلوز والبوليمر. فمعظم الموصلات التي نستخدمها الآن تحتوي على كيميائيات سامة والتي يمكن أن تكون مؤذية لنا خاصة أن كانت بكميات كبيرة. 

power-paper-03

من الأمور الإيجابية أيضاً لهذا التطور الهام هو أن ورقة الطاقة أخف ايضاً ومضادة للماء مما يجعلها البديل الأمثل لما يستخدم اليوم. ما نحتاج إليه الان هو انتقال هذا العلم الذي وصل له العلماء إلى مرحلة التصنيع الصناعي، وهذا سيكون صعبا قليلاً بسبب وجود شركات كبرى أو ما أحب أن أطلق عليهم "هوامير" لا تحب أن تخسر أموالها التي تستخدمها في تصنيع المكثفات على مستوى العالم من أجل تقنية تحافظ على البيئة, فدائماً وللأسف ما نشهد محاولات لحرق هكذا إنجازات علمية حينما يأتي الأمر لتحسين تقنية ما في عالمنا, فهناك الكثير من التقنيات التي يتم شرائها من قبل هؤلاء الهوامير ثم يتم حرقها...أي لا تخرج الى النور إطلاقاً. لنأمل أن نتمكن من رؤيه هذا التطور الرائع مستخدماً فعلاً في الأجهزة الالكترونية...قريباً.