يبدأ العام الجديد مع عدة إعلانات مثيرة بالنسبة لمنصة التواصل الاجتماعي فيس بوك، فبعد أقل من أسبوع من استقدام المراسلة والصحفية والمذيعة Campbell Brown لترأس الفريق المسئول عن الشراكة مع كبرى شركات الإعلام المقدمة للأخبار، أعلن Fidji Simo عن مشروع الصحافة الجديد الذي تتبناه فيس بوك في الفترة المقبلة واصفًا إياه بـ :

المشروع الجديد لتعزيز العلاقات ما بين فيس بوك وصناعة الأخبار حول العالم ويهدف في المقام الأول لمساعدة مؤسسات الأخبار والصحفيين أن يعملوا عن قُرب مع فيس بوك بشكل فعال ومؤثر

يُركز مشروع الصحافة على ثلاثة محاور من شأنها أن تعلي قيمة فيس بوك كمنصة أخبار صحفية من الدرجة الأولى:

  • الأول هو  التطوير المشترك لصناعة الأخبار مما يعني أن مهندسي فيس بوك سوف يتواصلون بشكل مستمر مع الصحفيين ومقدمي الأخبار لخلق بيئات وصيغ مختلفة تلائم أسلوب سرد الأخبار العالمية منها والمحلية، علاوةً على ذلك سوف تستمر فيس بوك في دعم المؤتمرات الصحفية الهامة لناشري الأخبار وكبار شركات الإعلام بما ذلك مؤتمر Digital Content و مهرجان الصحافة Perugia Festival
  • الثاني هو  توفير عدد من المحاضرات التعليمية عبر الشبكة لتعليم الصحفيين كيفية استخدام أدوات النشر الجديدة والتي ستتوفر بالأخص لمقدمي الأخبار وشركات الإعلام، سوف تأتي تلك المحاضرات بتسع لغات مختلفة. كذلك توفير أداة CrowdTangle مجانًا لجميع الناشرين والمختصين في صناعة الأخبار، قامت Facebook بشراء تلك الأداة مؤخرًا والتي تستخدم لتقييم ومتابعة معدلات المشاهدة والوصول للمستخدمين.
  • الثالث هو محو الأمية عند الجمهور بحيث يمكنهم أن يفرقوا بين الغث والسمين من مقدمي الأخبار، وكذلك لتعليمهم القدرة على تمييز الأخبار المكذوبة من الصادقة، على وعد بالاستمرار في تضييق نطاق الأخبار الكاذبة على موقع التواصل الاجتماعي.

لا شك بالطبع أن ما نراه الآن من مشروع الصحافة شيء منطقي جدًا، فمنصة فيس بوك تضم أكثر من مليار مستخدم، وهو ما يعني بيئة خصبة لتداول الأخبار ونشرها، إلا أن المانع الذي حال دون ذلك، هو أن فيس بوك يسعى بتلك الخطوات لالتهام السوق الرقمي، بالنظر إلى سيطرته على Facebook, Instgram, Whatsapp, Messenger وإلى محاولاته المستميتة للسيطرة على Youtube وكذلك أيضًا سعيه المحموم لـ "اقتباس" معظم الخصائص التي تميز غيره من المنصات مثل Snapchat, Twitter، نعلم جميعًا أننا أمام وحش كاسر لا محالة ما إن يفرض سيطرته الكاملة على العالم الرقمي، حتى يشرع بأن يملي علينا شروطه سواء كنا مستخدمين عاديين أو ناشرين أو صحفيين.

كذلك من الأمور التي حالت دون تحول كبرى شركات الإعلام إلى فيس بوك كمنصة أخبار هو أن فيس بوك معروف بأنه -على عكس Youtube- لا يُشارك مقدمي المحتوى فيه أيًا من الأرباح، وإن وُجدت فإنها لا تُذكر تقريبًا.

لقد حل Youtube محل شبكات التلفاز الرسمية بالفعل، فهل يكون Facebook هو البديل القادم لشبكات الأخبار وشركات الإعلام؟ شاركنا توقعاتك في التعليقات