خلال الأيام الماضية أبدت إحدى الشركات الأمريكية عزمها على تركيب رقاقات هوية إلكترونية في أيدي موظفيها .. وقد انتشر هذا الموضوع انتشار النار في الهشيم لمناقشة مدى أخلاقية هذا الأمر وما إن كان يحمل مستقبلًا مظلمًا للبشرية إن تطور لما هو أكثر من ذلك.

لا يخفي على أحدٍ أن المستقبل يتمحور حول تعزيز البشر بالآلة في يوم من الأيام -ولعل ما سمعناه في مؤتمر فيسبوك لهذا العام F8 لم يكن في أغلبه مبالغًا- لكن في الوقت الحالي لا نعلم مدى إمكانية تطبيق الأمر ومدى حمايته وأمانه.

الشركة المذكورة هي شركة أمريكية تُدعى Three Square Market وهي متخصصة بالأساس في صناعة ماكينات البيع الآلي (Vending Machines). وعدد موظفيها لا يتجاوز الـ 85، وقد وافق 50 منهم بالفعل على زرع رقاقات الهوية الإلكترونية في أيديهم. وعلى الرغم من أنها لا تفعل الكثير في الوقت الحالي -سوى شراء بعض الأشياء من الماكينات الآلية التي تقوم الشركة ذاتها بتصنيعها بالإضافة إلى تيسير فتح الأبواب آليًا وتسجيل الحضور والانصراف وتسجيل الدخول إلى حواسب الشركة وهواتفها بالإضافة إلى تبادل معلومات بطاقات العمل- إلا أن المدير التنفيذي للشركة الأمريكية يرى الأمر واعدًا جدًا بحيث يمكن أن يحل مستقبلًا محل جميع بطاقات الهوية والسجلات الصحية وطرق الدفع الرقمية.

أما بالنسبة لمخاطر تركيب الرقاقة، فإن الشركة تعمل بالتعاون مع شركة سويدية تُدعى BioHax لتقديم مثل هذا النوع من الرقاقات بحيث لا تتجاوز تكلفتها 300$ ولا يتجاوز حجمها حجم حبة الأرز الصغيرة، ولا تستغرق عملية تركيبها وإزالتها أكثر من عدة ثوانٍ. كذلك أكّدت الشركة لموظفيها أن الرقاقة غير قابلة للتتبع ولا تدعم إمكانيات GPS فضلًا عن كونها مشفرة وغير قابلة للاستجابة من مسافة أبعد من 15 سم.

على أي حال، لا زلنا لا نعلم الكثير عن الأمر سوى أن الرقاقة يتم زرعها ما بين السبابة والإبهام، لكن يظل كم المعلومات الذي يتم تحميله عليها مجهولًا كما يظل مستوى الحماية مجهولًا أيضًا.

يمكنك أن تتعرف أكثر عن الشركة وسبب سعيها لتطبيق تقنية زرع الرقاقات الإلكترونية في موظفيها من خلال جلسة أسئلة وأجوبة من هنا.

ما رأيك في تعزيز البشر بالآلة وزرع الرقاقات الإلكترونية بداخلهم من الناحية الأخلاقية ومن الناحية الفلسفية؟ هل يقود هذا الأمر إلى سيطرة الآلة على البشر يومًا ما؟ شاركنا وجهة نظرك في التعليقات.