
آبل تحاول القضاء على داء السكري!
وفقاً لمصادر خاصة بوكالة Bloomberg الإعلامية، احرزت Apple تقدماً في محاولتها لابتكار تكنولوجيا جديدة لقياس الجلوكوز في الدم ستغني عن الطريقة التقليدية التي تعتمد على الوخز بالإبر، حيث ستمكن التكنولوجيا الجديدة التي تعمل عليها آبل من التعرف على نسبة الجلوكوز في الدم بالنظر فقط على سطح الجلد!
لماذا تريد آبل تحقيق هذا الهدف؟
من المعروف أن جزء من إستراتيجية آبل التسويقية لساعتها الذكية "Apple Watch" هو تقديمها للعامة كجهاز لتتبع الحالة الصحية للمستخدم، وقد عملت الشركة جاهدة خلال السنوات الأخيرة على تكديس أفضل ما لديها من تكنولوجيا متعلقة بالصحة مثل: قياس الأكسجين في الدم، إمكانية رسم المخطط الكهربائي للقلب، تتبع الحالة أثناء النوم، وهذا بالطبع إلى جانب تتبع معدل نبضات القلب على مدار اليوم، وتتبع النشاط والحركة، والتنبيه في حالة ملاحظة أي أنماط غير طبيعية قد تدلل على إحتمالية حدوث وعكة صحية للمستخدم، بالإضافة إلى ميزات أخرى مثل التعرف على الإنزلاق (للاتصال بالنجدة إذا أغمي على المستخدم بعد تعثره أو انزلاقه) أو التعرف على حوادث السيارات.
تعمل حالياً آبل على تطوير مستشعر للجلوكوز، والذي قد يتم إضافته للـ Apple Watch في المستقبل إذا نجحوا في إثبات فعاليته، وهذا سيكون له فوائد عظيمة، حيث سيمكن المستخدم من البقاء على اطلاع دائم بمستوى السكر في الدم، وهذا لن يساعد فقط مرضى السكري، إنما أيضاً قد يقلل من إنتشار المرض بشكل عام لقدرته على تحذير المستخدمين التي تبدو عليهم العلامات الأولى، ليقوموا فوراً بإحداث بعض التغييرات التي قد تمنع وصولهم إلى النوع 2 من داء السكري.
يشير التقرير الذي نشرته وكالة Bloomberg الإعلامية أن آبل لازالت تعمل على إثبات قدرات اختراعها الجديد ولم تصل بعد إلى عمل نموذج يمكن إستخدامه في منتجاتها، لكنها حتى الآن استطاعت تقليل حجم الجهاز من حجم مقارب للتابلت إلى حجم أصغر مقارب للآيفون، ويقال أن Apple تعمل على هذا الإختراع منذ عام 2010 - منذ أن استحوذت الشركة (في عهد Steve Jobs) على شركة RareLight الناشئة المتخصصة في تكنولوجيا قياس نسبة الجلوكوز في الدم.
هل تستطيع آبل التقدم في اللعبة؟
آبل ليست الوحيدة التي وردت لها فكرة تصميم جهاز لقياس الجلوكوز دون إبر، شركة Verily (التابعة لـ Google) أيضاً كان لديها فكرة مشابهة، لكنها اتبعت نهجاً مختلفاً عن آبل ويعد غريباً بعض الشيء، حيث بدأت الشركة في 2014 العمل على تصميم عدسات لاصقة يمكنها قياس نسبة الجلوكوز في الدموع بهدف تسهيل متابعة مستوياته على مرضى السكري، لكن الشركة في 2018 أعلنت أوقاف المشروع لعدم قدرة الباحثين الحصول على نتائج دقيقة لمستويات الجلوكوز من خلال هذه الطريقة لقلة نسبته في الدموع بالإضافة إلى صعوبة جعلها آمنة على العين. شركات كثيرة حاولت تطبيق نفس الفكرة، ولكنهم جميعاً باؤوا بالفشل، وحتى بالنسبة لـ Apple لا أحد يعرف مدى فاعلية الجهاز الذي تعمل عليه، لكن الشركة لها تاريخ من الإنجازات في هذا المجال، وهذا قد يعطينا الكثير من الآمال الطموحة حول قدرة آبل على تحقيق هذا الإنجاز العظيم.
مسبقاً استطاعت Apple تصغير جهاز التخطيط الكهربائي للقلب (ECG) وإضافته لساعتها الذكية Apple Watch Series 4 عام 2018، وهذا أحدث تغييراً هائلاً في المجال الطبي، لكن قد يكون ذلك إنجازاً صغيراً مقارنةً بما تعمل عليه الآن، حيث قد يكون جهاز قياس الجلوكوز في الدم الذي لا يحتاج إلى الوخز هو الإنجاز الأكبر لها في قطاع تطوير الأجهزة الطبية، وقد يحدث بالفعل ثورة هائلة!
?xml>