
كيف حوّل الذكاء الاصطناعي فوتوشوب وبريمير برو إلى عمالقة إبداعية؟
أعلنت أدوبي عن ثورة في عالم البرامج الإبداعية من خلال دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي المُتقدم في أدواتها الرائدة، فوتوشوب "Photoshop" و Premiere Pro. هذه الوكلاء ليست مُجرّد إضافات تقليدية، بل تعمل كشركاء إبداعيين أذكياء قادرين على أتمتة المهام الروتينية، وتعلُّم تفضيلات المُستخدمين، وتوجيههم خلال العمليات المُعقدّة.
يهدف هذا التكامل إلى تقريب الفجوة بين المُبتدئين والمُحترفين، مع تسريع خطوات العمل الإبداعي بشكل غير مسبوق.
اقرأ أيضًا:
اختبرنا أداة Adobe Firefly للرسم بالذكاء الاصطناعي.. ما مدى براعتها؟
افضل 10 مواقع تعديل الصور اون لاين [بدائل فوتوشوب]
وكلاء الذكاء الاصطناعي الإبداعيون
تعتمد أدوبي على وكلاء ذكاء اصطناعي تُسمى "الوكلاء الإبداعيون"، المبنية على نماذج Firefly التوليدية والمدعومة بالأنظمة السحابية.

وفقًا لإيلي غرينفيلد -المدير التقني لأدوبي فإنّ هذه الوكلاء تتجاوز الأدوات التقليدية بمُحاكاتها لخطوات العمل البشري. فهي لا تقتصر على تطبيق الفلاتر أو التعديلات البسيطة، بل تفهم سياق المشروع وتُنفّذ تسلسلات تحرير (تعديل) كاملة بناءً على أوامر نصية طبيعية.
على سبيل المثال، يمكن للمُستخدم أن يطلب من فوتوشوب "إزالة الخلفية، تعديل الألوان، وإعداد الصورة لإنستجرام"، وسيُنفذ البرنامج المُهمة في ثوانٍ دون الحاجة إلى خطوات يدوية.
هذه القدرات تمثل قفزة من التحرير التقليدي إلى الأتمتة الذكية مع الحفاظ على التحكم الإبداعي الكامل.
فوتوشوب: تحرير الصور بأوامر صوتية وذكاء
يأتي فوتوشوب بمجموعة من الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، منها:
- لوحة الإجراءات الذكية: تقترح مهامًا مُتعلقة بالصورة تلقائيًا، مثل تعديل البشرة أو تحسين الإضاءة.
- التحرير باللغة الطبيعية: يمكن للمُستخدمين كتابة أوامر مثل "استبدال السماء بمنظر ليلي"، وسيُنفذها الذكاء الاصطناعي فورًا.
- التعبئة التوليدية: أداة مُتقدمة تسمح بإنشاء أو توسيع أجزاء من الصورة مع الحفاظ على التناسق الفني.
- التعلم التفاعلي: يعرض الذكاء الاصطناعي خطوات التعديل، والذي يُساعد المُبتدئين على فهم التقنيات الاحترافية.

هذه الميزات تجعل التصميم في مُتناول الجميع، بينما توفر للمُحترفين وقتًا كبيرًا في المُعالجة المُجمعة وإنشاء النماذج الأوّلية.
Premiere Pro والذكاء الاصطناعي: ثورة في تحرير الفيديو
لم يقتصر التطوير على فوتوشوب، فقد شمل Premiere Pro ميزات ذكاء اصطناعي مُتطورة.

- التمديد التوليدي: يُضيف إطارات تلقائيًا لإطالة المشاهد أو تحسين سلاسة القطع.
- إزالة العناصر غير المرغوب فيها: يُمكن للمُستخدمين حذف أشخاص أو أشياء من الفيديو عبر أوامر نصية بسيطة.
- الذكاء الاصطناعي للألوان والصوت: يوازن الألوان ويُحسّن جودة الصوت تلقائيًا.
- الاختيار الذكي للقطات: يُحدّد أفضل اللقطات بناءً على تعابير الوجه وجودة المشهد.
هذه الأدوات تُحدث تحولًا جذريًا في صناعة الفيديو، حيث يُمكن إنجاز مهام تستغرق ساعات في دقائق معدودة.
الالتزام الأخلاقي والشفافية في عصر الذكاء الاصطناعي
واجهت أدوبي تساؤلات حول استخدام الذكاء الاصطناعي، لذا اعتمدت نهجًا يركز على:
- تدريب النماذج على بيانات قانونية: باستخدام مُحتوى Adobe Stock والمجال العام فقط.
- تتبُّع المُحتوى المُنشَأ بالذكاء الاصطناعي: عبر مُبادرة أصالة المُحتوى (CAI) لضمان الشفافية.
- الحفاظ على التحكُّم البشري: التعديلات غير دائمة ويُمكن التراجُّع عنها في أي وقت.
هذا النهج يضمن مسؤولية استخدام الذكاء الاصطناعي ويبني ثقة أكبر بين المُبدعين.

المستقبل: إبداع بلا حدود بمساعدة الذكاء الاصطناعي
سيُطلق أول وكيل ذكاء اصطناعي في مؤتمر أدوبي ماكس 2025، مع خطط للتوسع في ميزات مُستقبلية مثل:
- تطبيق هوية العلامة التجارية تلقائيًا.
- تعلم أنماط التحرير الفردية لكل مُستخدم.
- التكامل مع برامج أخرى مثل After Effects وLightroom.
الخلاصة أن أدوبي لا تستبدل المُبدعين بالذكاء الاصطناعي، بل تمنحهم أدوات لتعزيز إبداعهم، والذي يفتح آفاقًا جديدة في الصناعة الإبداعية.
?xml>