• OpenAI تعتبر آبل منافسها الأكبر على المدى الطويل بسبب التركيز على الأجهزة.
  • أطلق سام ألتمان «الإنذار الأحمر» لتحسين ChatGPT لمواجهة ضغط جوجل التنافسي.
  • استقطبت OpenAI أكثر من 40 مهندسًا من آبل لدعم طموحاتها في مجال العتاد.
  • تأخر إطلاق نموذج GPT 5.2 يزيد الضغط على OpenAI في مواجهة Gemini 3.

ذكر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن شركة آبل هي المنافس الرئيسي لشركته على المدى الطويل، متجاهلًا بذلك شركة جوجل، التي تعد تقليديًا المنافس الأبرز له في مجال الذكاء الاصطناعي.

جاءت تصريحات ألتمان هذه خلال غداء مع الصحفيين في نيويورك يوم الإثنين الماضي، حيث جادل بأن المعارك المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي سيتم حسمها عبر الأجهزة عوضًا عن الاقتصار على البرمجيات، وفقًا لما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».

إعلان الإنذار الأحمر داخل OpenAI

تزامنت هذه التصريحات مع إصدار ألتمان أمرًا داخليًا أطلق عليه وصف «الإنذار الأحمر» في الأسبوع الماضي، طالب فيه الموظفين بوقف جميع مشاريعهم الجانبية لمدة ثمانية أسابيع والتركيز بشكل كامل على تعزيز وتطوير نموذج ChatGPT في ظل تصاعد الضغط التنافسي الذي فرضته Google. وشدد التمان على أن هذه الفترة الحرجة تتطلب تضافر الجهود لضمان الحفاظ على الريادة التي حققتها الشركة في السنوات الماضية.

أكد ألتمان خلال الغداء أن القطاع أخطأ في تحديد مصدر التهديد التنافسي لـ OpenAI، مشيرًا إِلى أن الهواتف الذكية الحالية ليست مُصممة ببساطة لتكون رفيقًا للذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت الصحيفة. وأوضح أن الجيل القادم من الأجهزة الشخصية يجب أن يُبنى من الألف إِلى الياء لدمج الذكاء الاصطناعي بعمق في تجربة المستخدم اليومية، وهو ما يفتح الباب أمام آبل لدخول المنافسة بقوة نظرًا لخبرتها الكبيرة في مجال العتاد.

يؤكد هذا التصور الاستراتيجي تحولًا جذريًا في رؤية OpenAI، التي بدأت تتخلى عن مشاريعها الطموحة، التي تتجاوز التوقعات، مثل مولد الفيديو Sora، وذلك سعيًا لتحقيق انتشار واسع النطاق في السوق الجماهيرية عبر استراتيجية «الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع».

في هذا السياق، أفاد تقرير لوكالة بلومبيرج أن OpenAI استقطبت أكثر من 40 مهندسًا لعتاد الأجهزة من شركة آبل في الشهر الماضي وحده، شملت القائمة مهندسين متخصصين في تكنولوجيا الكاميرا، والأجهزة القابلة للارتداء، والروبوتات، وتقنيات الصوت. وتؤكد هذه الخطوة نية OpenAI الواضحة في تطوير عتاد خاص بها، يُمكن نماذجها الذكية من العمل بكفاءة عالية خارج البيئة التقليدية للحواسيب والخوادم.

تسارعت وتيرة هذا النزوح عقب استحواذ OpenAI في شهر مايو على شركة «io» بقيمة بلغت 6.5 مليار دولار. وهي الشركة الناشئة المتخصصة في أجهزة الذكاء الاصطناعي، التي شارك في تأسيسها المصمم الأسطوري جوني إيف، إِلى جانب المديرين التنفيذيين السابقين لشركة آبل تانغ تان وإيفانز هانكي؛ إذ يُنظر إِلى جوني إيف على أنه العقل المدبر وراء أشهر تصاميم آبل.

سام ألتمان وجوني إيف - المصدر: Apple World Today
سام ألتمان وجوني إيف - المصدر: Apple World Today

استقطاب الكفاءات من آبل

أنتج هذا الفريق ما بين 15 و20 فكرة منتج جذابة حقًا، حيث يسعى إِلى إطلاق أجهزة بحلول أواخر عام 2026، ووصف إيف النماذج الأولية بأنها أنيقة وجميلة ومرحة. كما يركز الفريق على دمج الذكاء الاصطناعي بطريقة سلسة وغير مزعجة في حياة المستخدم اليومية، مع التزام بأعلى معايير التصميم الجمالي والوظيفي.

أحدث هذا الاستنزاف للمواهب دمارًا كبيرًا في قسم الذكاء الاصطناعي لدى شركة آبل. فقد غادر رومينغ بانغ، الذي قاد فريق النماذج التأسيسية المكون من مائة شخص في آبل، متجهًا إِلى شركة ميتا في شهر يوليو، بعرض تعويضات تجاوزت 200 مليون دولار.

كما لحق به كي يانغ، المدير الأقدم المشرف على جهود البحث في مجال الذكاء الاصطناعي لـ «آبل»، الذي انتقل إِلى ميتا في شهر أكتوبر. ودفعت هذه المغادرات شركة آبل إِلى اختبار نموذج Gemini التابع لجوجل لتشغيل ترقيات المساعد الشخصي Siri التي تأجلت إِلى عام 2026.

تعتزم OpenAI إطلاق نموذجها GPT 5.2، هذا الأسبوع، متقدمة على موعدها الأصلي الذي كان محددًا في أواخر ديسمبر. زعم ألتمان، قبل الموعد المقرر، أن التقييمات الداخلية أظهرت أن النموذج يتفوق على Gemini 3.

يتوقع المحللون أن هذا التأجيل قد يسمح لنموذج Gemini 3 بالاستحواذ على حصة أكبر من اهتمام المستخدمين والشركات المطورة، خصوصًا وأن مستخدمي ChatGPT، الذين يبلغ عددهم 800 مليون مستخدم، يواجهون منافسة متنامية من نموذج Gemini، الذي وصل عدد مستخدميه إِلى 650 مليون مستخدم.

أرى أن قدرة OpenAI على الوفاء بوعودها وإطلاق النموذج 5.2 في أقرب وقت ممكن ستكون حاسمة في تحديد مسار المنافسة في الأسابيع المقبلة.