تفيد تقارير حديثة بأن آبل ضمنت لنفسها أكثر من نصف الطاقة الإنتاجية الأولية لرقائق 2 نانومتر لدى شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية TSMC، في خطوة تهدف إلى إبقاء المنافسين في موقع المتأخر. وتشير المعلومات نفسها إلى أن الشركة حجزت مصنعًا كاملًا في تايوان لصالحها، ما يمنحها أفضلية مبكرة في سباق الجيل التالي من المعالجات.

بحسب التقارير، لن تكون آبل وحدها في ميدان 2 نانومتر بحلول أواخر 2026، إذ تستعد كوالكوم وميدياتك لطرح شرائحهما المنافسة بالجدول الزمني نفسه. كما يُقال إن ميدياتك أنهت بالفعل التصميم النهائي (tape-out) لأول نظام على رقاقة بدقة 2 نانومتر أملاً في كسب أفضلية مبكرة عند بدء الإنتاج التجاري.

هذه التحركات تأتي امتدادًا لهيمنة آبل التاريخية على سلاسل توريد TSMC؛ إذ ما تزال الزبون الأكبر للمصنع التايواني. وتقدّر التقارير أن نحو 22 في المئة من إيرادات TSMC في عام 2024 جاءت من آبل وحدها، بما يعادل نحو 19.4 مليار دولار. وتوضح مصادر الصناعة أن TSMC لا تجد صعوبة في بيع أكثر من نصف طاقتها الأولية بدقة 2 نانومتر لآبل، لكنها في الوقت نفسه تسعى لعدم إقصاء بقية العملاء، لذا تعمل على تسريع وتيرة التوسّع خلال الأشهر المقبلة.

أهداف التوسّع لدى TSMC طموحة؛ إذ تستهدف رفع طاقة الإنتاج إلى نحو 100 ألف رقاقة شهريًا في 2026، مع إمكانية مضاعفتها إلى 200 ألف شهريًا بحلول 2028 مع دخول مصنع أريزونا الخدمة بكامل طاقته. ووفق التقارير، حُجزت الدفعة الأولى المخصصة لآبل بالكامل في منشأة باوشان، فيما ستُخصّص منشأة كاوهسيونغ لتلبية احتياجات كوالكوم وميدياتك وغيرهما.

كان الجيل الأول من دقة 3 نانومتر لدى TSMC (المعروف باسم N3B) مكلفًا للغاية، ما جعل العديد من الشركات تتريّث قبل الانتقال إليه، بينما تحملت آبل كلفة التصميم والإنتاج، ويُقدَّر أن تكلفة tape-out لسلسلة شرائح M3 بلغت نحو مليار دولار. ومع نضوج أجيال 3 نانومتر اللاحقة وتراجع التكاليف، لحقت الشركات المنافسة تدريجيًا, لكن سباق 2 نانومتر يلوّح بجولة جديدة من التموضع، إذ تسعى آبل للحفاظ على الفارق عبر الاستحواذ على الحصة الأكبر من الطاقات المبكرة.

ومن المنتظر—بحسب التسريبات—أن تطلق آبل خلال العام المقبل أربع شرائح جديدة مصنّعة بدقة 2 نانومتر، ما يجعل عام 2026 محطة لافتة في خارطة الطريق الخاصة بها. في المقابل، تراهن كوالكوم وميدياتك على منشأة كاوهسيونغ وتوسعات TSMC اللاحقة لتأمين حصتهما من السعة والإعلان عن بدائلهما في التوقيت نفسه تقريبًا.