أمازون تقدم "Amazon Q"، روبوت دردشة مصمم خصيصاً للشركات مع لمسة مهمة.
قدمت شركة Amazon Web Services صباح اليوم خلال مؤتمر "AWS re:Invent" أداة جديدة للدردشة الحوسبية مصممة لمساعدة الشركات فيما يخص تجميع وفهم المعلومات عن خدماتهم المقدمة عبر خدمات AWS وتنفيذ المشاريع، الأداة تحمل اسم Amazon Q، وتعمل عن طريق نموذج AI متقدم، حيث تهدف الشركة بهذه الأداة الجديدة اعطاء امتيازة هامة لنفسها للتفوق على خدمات منافسة مثل Google Cloud Platform و DigitalOcean في منطقة الدعم والترقيات وحل المشاكل البرمجية.
تعمل أداة Amazon Q كتطبيق محادثة متطور (شبيهاً لـ ChatGPT) يسمح للمستخدمين بطرح الأسئلة المتعلقة بأعمالهم عبر الإنترنت والمساعدة في حل مشاكلها وتحديثها اعتماداً على معرفته المأخوذة من خبر AWS في مجال الخوادم على مدار الـ 17 عاماً الماضية، فعلى سبيل المثال: إن كان هناك مشروعاً بين يدي شركة ما مكتوبًا في لغة Java وتريد ترقيته للغات برمجة أحدث مناسبة له مع الوقت الحالي ليكون أيضاً أكثر توفيراً في الموارد (الطاقة الحوسبية والكهرباء)، وتريد الإنتقال إلى Kotlin أو Python أو Node.js، هذا قد يستغرق وقتًا طويلاً للغاية في مرحلة كتابة وإعادة كتابة الأكواد مراراً وتكراراً، وهناك الكثير من المشاريع التي قد تأخذ سنوات لإنهاء عملية ترقيتها، ولذلك تأمل AWS في تقليص مدة هذه العملية بجعلها آلية عن طريق خدمة "Code Transformation" المدمجة في أداة Amazon Q الجديدة، حيث كل ما على المستخدم هو الطلب من البوت إجراء عملية الترقية، وسيقوم بتنفيذها في خلال بضعة ساعات. لتوضيح مدى سرعة النموذج، يقول Adam Selipsky (الرئيس التنفيذي لـ AWS) أنهم كانوا يستخدمون التقنية داخلياً في الشركة قبل طرحها، واستطاع النموذج ترقية 1000 تطبيق مبني على Java 8 لـ Java 17 خلال يومين فقط!
يمكن الوصول له عبر مختلف القنوات مثل AWS Management Console وقريباً ستصل إلى بعض الـ IDEs مثل Visual Studio Code و JetBrains، والأمر لن يتوقف عند الأمور البرمجية المعقدة، بل سيساهم أيضاً Amazon Q في تنمية نشاطك التجاري على الناحية العملية.
مساعدك الشخصي في قلب شركتك:
أداة Amazon Q ستكون متاحة للاندماج مع تطبيقات الطرف الثالث مثل Slack و Microsoft Teams و Google Workspace للوصول لها وأيضاً لتجميع البيانات حول ما تقوم به الشركة فعلياً، حيث ستبدأ الأداة بالتعرف على الموظفين وأدوارهم وتراقب بعض الأنشطة حتى توفر الإحداثيات للجميع وتجيب عن الأسئلة المطروحة عن آخر المستجدات وفقاً للصلاحيات الخاصة بالموظف ومكانته في الشركة، ودائماً ما يقوم الروبوت بجمع البيانات من خلال فهم المحادثات الداخلية للشركة المُجراة عن طريق Slack أو Teams وفحص ملفات الشركة المرفوعة على Dropbox أو Google Drive لمعرفة نشاط الشركة وأسماء المنتجات والمعلومات عنها وما إلى ذلك، بالإضافة إلى فحصه الرسائل الواردة من العملاء عن طريق خدمات مثل Zendesk أو Salesforce لفهم المشاكل التي يتعرض لها المستخدمون؛ ليكون متكاملاً وعلى وعي شامل بما يحدث في الشركة، وفي النهاية تأتي الاستفادة من كل ذلك في موقف بسيط كالآتي: إذا قام مثلاً أحد المدراء بسؤال Amazon Q: "ما أكثر الميزات التي يشتكي منها العملاء؟"، بمجرد ارسال هذا السؤال سيقوم Amazon Q بفحص البيانات المجمعة لديه وعمل تقرير ما يسأل عنه المستخدم، وليس هذا فقط، بل سوف يعطيه فوق ذلك إحصائيات وتفاصيل دقيقة عن الأسباب وسيقدم له أيضاً نصائح وإرشادات لحل المشاكل.
العلاقة الوثيقة بين Amazon و NVIDIA تمتد لنواحي أوسع:
طبعاً من غير الممكن تنفيذ تطبيقات ذكاء اصطناعي متطورة مثل Amazon Q بدون الهاردوير، حيث يكمن وراء تقنية Amazon Q هاردوير قوي من شركة NVIDIA يدعّم ما تسميه أمازون بـ "AWS Nitro" ويسمح بتنفيذ فكرة الروبوت الذي تمحور حوله المؤتمر في النهاية.
الرئيس التنفيذي لـ NVIDIA 'جنسن هونج' احدث ظهوراً سريعاً خلال المؤتمر للتأكيد على حسن الشراكة بين الشركتين، وأسنى جنسن هوانج على مدى التعاون وكم تطور Amazon Web Services قائلاً أن البعض الدول تتمنى أن تمتلك حاسوباً خارقاً بطاقة حوسبية تبلغ 1 زيتافلوب (مليار تيرافلوب من القدرة الحوسبية)، بينما AWS لديها فعلياً 3 زيتافلوب في هذه اللحظة. الأمر لم ينتهي هنا، حيث شارك أيضاً 'جنسن هونج' أن NVIDIA تعمل الآن على مشروع لصالح AWS تسميه داخلياً "Project Ceiba"، والذي سيكون أكبر كمبيوتر فردي خارق متصل كقطعة واحدة في العالم، حيث سيحتوي على 16,384 بطاقة رسومية متصلة ببعضها البعض داخل كمبيوتر واحد ضخم مصمم لتنفيذ متطلبات الذكاء الإصطناعي!
صُنِعَ للضجة أم صُنِعَ ليغيّر؟:
في نهاية هذا الإعلان المثير نجد أن تقنية Amazon Q تشكل خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر ذكاءً وتطورًا في مجال الحوسبة السحابية، حيث أن إمكانية الوصول السهلة والفعّالة لمعلومات الشركة وتحسين العمليات البرمجية تعد تحولًا ملموسًا يعزز الإنتاجية ويوفر الوقت والموارد، ستستفيد الشركات الآن من فرصة لتسريع عملياتها التقنية بطريقة فعّالة وذكية، وسيشكل هذا فارقاً في حياة المستهلكين الذين ستعود عليهم تلك التقنيات في حياتهم بالنفع عن طريق توافر خدمات أكثر استقراراً وأعلى جودة لهم، وقد نرى ما قامت به أمازون في المستقبل كخطوة ثورية حفزت على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وجيد داخل الأنشطة التجارية.