
خبر صحفي: Battlefield 6 بين الحرب الشاملة والخيال السياسي
خبر صحفي - تحمل لعبة باتلفيلد 6 على أكتافها الكثير من الآمال والأحلام من عشاق السلسلة القدامى، وحتى محبي ألعاب التصويب يشكل عام نظرًا لغياب كبير لألعاب التصويب الحربية عن الساعة.
فبعد أن كانت على الساحة ألعاب مثل Call of Duty و Medal of Honor و Arma و حتى Brothers in Arms وغيرها، غابت معظم هذه السلاسل، وظلت باتلفيلد وكود في المنافسة، لكن مع إصدار باتلفيلد 2042 المٌخيب، خلت الساعة لكود التي تستمر سنويًا في تقديم التحسينات التدريجية والتي لا ترتقي بالضرورة إلى معايير اللاعبين التي يتمنونها.
وهكذا، جاءت باتلفيلد 6 لتكون خطوة للأمام وعودة إلى الجذور معًا. إنها أهم أجزاء السلسلة وإعادة إحياء غير مسبوقة عمل عليها 4 استوديوهات دفعةً واحدة، وهي الأعلى ميزانيةً في كل أجزاء السلسلة، فهل كانت تستحق الانتظار والترقب؟ والأهم، هل تستحق منك وقتك ومالك؟ إليكم مراجعة وتقييم لعبة Battlefield 6 بعد تجربة استمرت لـ 75 ساعة في عرب هاردوير.
قصة اللعبة بدون حرق
سقط حلف الناتو بسبب تخاذله في الدفاع عن حلفائه، وتفككت الدول التابعة له، وتكونت منظمة عسكرية مستقلة، شديدة التسليح، ومتطورة العتاد من الضباط المنشقين عن الناتو، بهدف الانتقام من النظام العالمي الحالي بقيادة الولايات المتحدة.
تسمى هذه المنظمة العسكرية الجديدة Pax Armata، وتسعى لقهر أمريكا وحلفائها أو ما تبقى منهم على الأقل. يقف العالم على حافة الهاوية وتندلع حرب كبيرة بين المعسكرين، حيث جمع جيش باكس آرماتا مجموعة من الحلفاء حوله من ضمنهم مصر وغيرها من الدول التي رأت في الناو جسدًا أمميًا هامدًا، لا بد من إزاحته من المشهد.
قصة اللعبة تقدم قالب قوي، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل، فالأحداث لا تحتفظ بحماسة البدايات، وسرعان ما تتعثر وتظهر عيوبًا كبيرة في الحبكة.
الأمور السياسية التي قد تهمك وتثير اهتمامك مثل من تحالف من باكس آرماتا ولماذا لا يتم التركيز عليها، وإنما يتم التركيز على أجندات شخصية بين شخصيات من كتيبة Dagger Squad والعدو الرئيسي في اللعبة.
للأسف شخصيات القصة ليست نقطة قوة والعدو الرئيسي شخصية بدائية الكتابة ولا تمتلك دوافع مقنعة ولم يحصل على وقت كافي على الشاشة لتتعاطف معه. كنت أتمنى قصة سياسية تطرح أفكارًا تلائم الوضع العالمي الجيوسياسي ولكن هذا الأمر لم يحدث، وكانت القصة فرصة ضائعة (على الأقل سرديًا) لتقديم شيء جديد وممتع.
أما على صعيد أسلوب اللعب، فقد كانت القصة ممتعة إذ قدمت بيئات متنوعة تأخذك بين القاهرة ونيويورك وأوروبا الشرقية في عمليات استخباراتية هادئة خلف خطوط العدو، وفي أحيان أخرى تأخذك إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال، لتدغدغ الرغبة في عيش أجواء الحرب الشاملة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
تعتبر القصة أداة قوية جدًا في تعريف اللاعبين على فئات اللعبة، وهم Assault و Recon و Engineer و Support والأدوات التي يستخدمها كلًا منهم ويُعد هذا الأمر مهمًا جدًا لتستطيع تحديد ما هي الفئة المناسبة لك أثناء اللعب. وقد جاءت مهمات القصة مُتنوعة من حيث المواقف التي تضعك فيها، ففي إحدى المهمات تقود دبابة، وفي مهمة أخرى تستطيع التحكم في درون وهكذا.
الأونلاين: عودة لكل ما صنع اسم باتلفيلد
تعود باتلفيلد مع 8 أطوار لعب، وحوالي 9 خرائط وهو ما يعد محتوى غزير وضخم مع نظام تقدم مشترك بين الأطوار، يسمح لك بفتح أدوات وأسلحة و سكينات جديدة مع تقدم المستويات. إليك أبرز أطوار اللعب المتوفرة مع الإطلاق، وهي ما يلي:
- Conquest
- Breakthrough
- Domination
- King of the Hill
- Rush
- Escalation
- Squad Deathmatch
- Team Deathmatch
مع وعود بتوفير طور الباتل رويال لاحقًا. أيضًا، أطوار اللعب المعروفة والمحبوبة لدى مخضرمي سلسلة Battlefield هي Conquest و Breakthrough وتعتبر هي أطوار «الحرب الشاملة» التي توفر تجربة حرب موسعة على رقعة كبيرة من الأرض، مع إمكانية التحكم في المركبات الأرضية والطائرات.
للأسف لعبة Battlefield 6 لا تمتلك معارك بحرية على عكس أجزاء مضت من السلسلة، وهو ما أشعر أنها سلبية لم ينتبه لها أحد غيري. في باتلفيلد 5 كانت المعارك البحرية من أمتع ما تم تقديمه في اللعبة، وهنا فإن اللعبة فقدت طبقة مهمة جدًا من التقدم والتنوعية في أسلوب لعبها بسبب هذا الخيار التصميمي. لكن لحسن الحظ، ما هو موجود هنا رائع ومصمم باحترافية ومستوى DICE المعهود.
لعبة باتلفيلد 6 تعد عودة للجذور كما قلنا، لذلك لن تجد هنا أي أدوات أو أسلحة مستقبلية، ولكنك ستجد أسلحة معاصرة كالصواريخ الموجهة بالليزر والدرونز التي تلعب دورًا كبيرًا في المعارك على غرار الواقع الذي نعيشه حاليًا.
تقدم اللعبة أيضًا شريحة واسعة من الأدوات التي تقلب موازين القوى في المعارك وتحول مباريات الحرب الشاملة إلى معارك يفوز فيها من تجهز أكثر بلاعبين بمستويات مرتفعة، وبالتالي، أدوات أكثر تقدمًا.
لكن في حالة كنت تريد زيادة مستواك والتدرب، هناك طور تدريبي كامل مصمم بشكل ممتاز للتدريب التدريجي على تجربة كل سلاح مع كل إكسسوار متوفر، وأيضًا من أجل تعلم كل طور من جذوره. هناك أيضًا الأطوار الصغيرة والتي تقدم نسخًا أصغر من الخرائط، و12 ضد 12 لاعب أو 16 ضد 16، وهي أطوار مناسبة لزيادة المستوى في البداية وتحقيق تقدم كبير في فتح الأدوات المناسبة للمعارك الشاملة.
لا تقدم أطوار اللعب أي جديد عن الأجزاء السابقة، وإنما الجديد هنا أن اللعبة أعطت محبي السلسلة ما يريدون، ونفذت ما تبرع به كثيرًا بانسيابية وبجودة عالية. بجانب تقديم تجربة حربية واقعية شاملة بخرائط متنوعة وتصميم قوي، مع مؤثرات تدميرية من أفضل ما تم تقديمه في السلسلة منذ الجزء الرابع.
الأجزاء الثالث والرابع هما المستهدفان بهذا الجزء، والمهمة الأساسية لهذا الجزء هو تقديم «وريث روحي» لهما من خلال زيادة الواقعية، ومؤثرات التدمير وتقديم أكثر الأجواء الواقعية الممكنة، وهو ما نجح فيه هذا الجزء كثيرًا وبنجاح وعلى معظم الأصعدة.
يُعد تصميم الخرائط في اللعبة ممتاز، وعددها كبير وهو 9 خرائط منها الكبير والصغير والمتوسط، لكن كشخص عائد من الجزء الماضي 2042، فإن الخرائط الكبيرة هنا تعتبر متوسطة في 2042 وذلك طبعًا بعد أن عادت باتلفيلد و من خلفها DICE عن قرار تقديم 64 لاعب في الخريطة الواحدة وقررت تقديم 32 لاعب بحد أقصى.
كما قدمت خرائط مثل Manhattan Bridge و Siege of Cairo و Liberation Peaks تجربة مناسبة لكل الأطوار وتصميم عبقري يجمع بين كونه ممتع على الصعيد العملي، وكونه أداة لاستعراض مؤثرات التدمير الرائعة التي قدمها هذا الجزء.
كل هذه الخرائط المذكورة ضخمة وتسمح بحرية حركة كبيرة وتكتيكات متنوعة وكمائن من أمتع ما يكون. وقد قضيت ساعات طويلة في تخصص أساسي هو صيد الدبابات في حصار القاهرة، وساعات أخرى وفيرة أعمل كصائد طائرات في Liberation Peaks بدوام كامل، أو قناص في Operation Firestorm وكل من هذه المهام وكأنها لعبة كاملة منفصلة، لها تكتيكاتها وحساباتها الخاصة وهذا هو أساس المتعة في باتلفيلد.
تقوم باتلفيلد في أساسها على فهم دور كل فئة من الفئات (الكلاسات) وتأدية دورها بأفضل شكل ممكن وهو ما ستجد نفسك مستمتعًا به أكثر في باتلفيلد 6 مقارنة بأي جزء ماضي بسبب الأدوات المقدمة وتصميم الخرائط والذي يفرض أسلوبًا في اللعب يقوم على التعاون والتنسيق بين الفرق.
باختصار، هذا هو «الجيل الجديد» من باتلفيلد 3 و4 مصمم بحب واحترافية وفهم عميق لما ميز السلسلة.
باتلفيلد بورتال: أداة ثورية في يد اللاعبين
بالإضافة إلى القصة والأونلاين، تمتلك لعبة باتلفيلد 6 طور بورتال، وهو طور «المحتوى المُصمم من اللاعبين» والذي يسمح لك ببناء الخرائط والأطوار وقوانين الـ Objectives (المهمات) الداخلية لكل طور، ومشاركته مع اللاعبين.
كما يمكنك الحصول على عدد معين من الإعجابات بالطور من أجل وضعه في قائمة المحتوى الرائج، وهي قائمة تظهر في واجهة الطور وتدفع اللاعبين لتجربة الأطوار المتوفرة بل وتشجعهم على ذلك.
يُعد طور البورتال لعبة منفصلة بذاته، فبناء وتصميم الخرائط يحتاج مهارات مختلفة عن التصويب وصيد المركبات، لكنها ممتعة جدًا وبها وسائل مساعدة كافية لتعطيك الدفعة الأولى لتجربة هذا الطور. ما صممه اللاعبون رائع لكنه حتى الآن ليس ثوريًا.
أسعدني أن رأيت خرائط مثل RUST و Shipment من سلسلة Call of Duty داخل طور بورتال وكأنه اتفاق عام على أن سلسلة كود ليست ما يريده اللاعبون وإنما إرثها، الذي جلبوه إلى سلسلة باتلفيلد.
يُعد طور بورتال هو مستقبل السلسلة في رأيي، على الرغم من أنه ليس محط الاهتمام للكثيرين الآن، إلا أن جميعنا يعلم أن هناك ألعاب تبقى حية لسنوات بل وعقود بسبب مجتمع المعدلين لها (Modders) أو المحتوى المصنوع من قبل اللاعبين، ومن أهمها روبلوكس وSkyrim، كما أنه يقدم قيمة تضيف إلى قيمة الأطوار الأخرى وتبرر السعر الذي تطلبه اللعبة، وهو 70$.
الترجمة العربية
تدعم لعبة باتلفيلد 6 اللغة العربية بترجمة النصوص والقوائم، بدون دبلجة عربية على عكس الجزء الماضي 2042. فالترجمة العربية في باتلفيلد 6 ممتازة ولا يوجد بها أخطاء سوى في بعض لافتات العالم المتواجدة في خريطة مصر، والمشكلة هي وجود الحروف العربية بشكل غير متصل.
وختامًا، باتلفيلد 6 هي الجزء الذي تمناه وطالب به الجميع منذ سنوات، لا شيء ثوري لكن كل شيء ميز السلسلة عبر أجزائها السابقة خصوصًا الثالث والرابع موجود هنا ومصمم بجودة خرافية مع تحسينات على الجانب التقني والرسومي ومؤثرات التدمير. لكن التحدي الآن يكمن في كيفية إبقاء هذه اللعبة حية لوقت طويل عن طريق دعمها بالمحتوى والتوسعات اللازمة.
- القصة: 6/10
- الأونلاين: 9/10
- الترجمة العربية: 10/10
- تصميم القوائم : 5/10
- طور بورتال: 8/10
- الأداء التقني: 10/10
- الرسوم والصوتيات: 10/10
- التقييم النهائي: 9/10
الإيجابيات:
- أداء تقني مثالي.
- أطوار تقنية متنوعة على الكونسول.
- قصة تعطي جرعة أكشن ممتازة.
- أطوار أونلاين منوعة وكثيرة.
- محتوى غزير.
- ترجمة عربية متقنة.
- عدد ضخم من الأسلحة.
السلبيات:
- تصميم واجهة المستخدم بدائي ومنفر.
- القصة ضعيفة كتابيًا.
- لا شيء جديد ثوري في الأونلاين.
- غياب معارك البحرية.
- غياب المناخ الديناميكي من الجزء الماضي.
- التقدم في المستوى وتوزيع الـXP بطيء.