
تقرير صحفى : الحرب السيبرانية تساند الحرب العسكرية فى قطاع غزة

كما أتت الغارات الجوية على غزة بكل ما أوتيت من قوة بطائراتها الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة و تستمر إلى الآن و تتصدى لها حركة حماس بإطلاق الصواريخ على القطاع الساحلى من المدن الإسرائيلية فهناك حرب أخرى خفية و هى الحرب اللاسلكية بين الجانبين على شبكة الإنترنت .
الحرب الخفية بين الجيش الإسرائيلى و الجماعات المسلحة فى غزة تشتمل على التسلل إلى شبكات الإتصال للهواتف الخلوية فى إسرائيل و قطع الوصول إلى الترددات فى غزة من خلال نشرات التحدي بالإضافة إلى منع الوصول إلى الشبكات الإجتماعية الفيسبوك و تويتر .
انقطع الراديو فى محطة حماس و محطة كتائب شهداء الأقصى و الجهاد الإسلامى بالقدس و جاءت رسالات أشبه بالتهديد لأهالى غزة و التى تحدث فيها ضابط فى الجيش الإسرائيلى بالعربية الضعيفة يقول :
" إلى سكان قطاع غزة حفاظاً على سلامتكم إبتعدوا عن حركة حماس و لا تساعدوا الإرهابيين " .
و على مدى الخمس أيام الماضية من الحرب الدامية بين الجيش الصهيونى و نشطاء غزة من سكانها البالغين 1.6 مليون فى القطاع و الذين لا يزالون يبقون صامدين فى بيوتهم و الذين سمعوا بالطبع تلك الرسائل التهديدية و التى لم تهزهم أبدا .
و نذكر فى أيام الحروب التى كانت واضحة عام 2009 لم تكن الحروب السيبرانية ظاهرة جلية مثل الآن و قال فى ذلك الصدد وليد عامر و هو مهندس تقنى بغزة :
" إلى جانب المنافسات و المناوشات العسكرية بين الجانبين و التى تستهدف ضرب حماس و غيرها من الجماعات المناصرة لشعبها فإن هناك حرب أخرى دائرة فى الإتصال اللاسلكى على الإنترنت و التى تعتبر جزء لا يتجزأ من الصراع الدائر " .
و أضاف أيضا أن الجماعات المسلحة و خاصة حماس تستخدم تكنولوجيا متطورة عالية حاليا و ليس فقط فى إطلاق الصواريخ الإلكتررونية على إسرائيل و لكن فى تسلل الأجهزة الخلوية لضباط الجيش الإسرائيلى و سجلاتهم الإلكترونية و يجزم الكثيرون أن إستخدام التقنية فى تلك الحرب لهى من الأشياء المهمة و الحاسمة .
يوم السبت الماضى أعلنت سرايا القدس ( الجناح المسلح بحركة الجهاد الإسلامى فى غزة ) عن نجاح إدارة المخابرات فى تحقيق التنمية الإنتقائية الفريدة من نوعها و التى مكنت الخبراء العرب من إختراق الهواتف الخلوية لحوالى 5000 ضابط من كبار الضباط فى الجيش الإسرائيلى و الحصول عل بياناتهم الشخصية .
و قالت المجموعة فى بيان لها :
" أرسلت رسالة إلى ضباط الجيش الصهيونى تحذرهم من المشاركة فى العمليات الغاشمة على قطاع غزة و نحن نؤكد على أن تكون غزة مقبرة لهم و أن تل أبيب ستتحول إلى بركان من اللهب عليهم " .
على مدى الخمس أيام الماضية أرسل الجيش الإسرائيلى رسائل التحذير إلى المئات من سكان قطاع غزة البواسل تحذرهم من الإقتراب من منطقة الإرهابيين و عدم منحهم أية مساعدات .
و قد حذرت إدارة حركة حماس الفلسطينين من الإجابة على هواتفهم النقالة أو الهواتف المنزلية لأن الجيش الإسرائيلى يستخدم الإتصالات فى تحديد موقع المنازل من أجل عمليات القصف المدمرة و بدأت كتائب شهداء الأقصى فى بث رسائل تلفزيونية باللغة العبرية إلى السكان الإسرائيليين .
و قد نجحت مجموعة القراصنة الفلسطينية من التسلل إلى البريد الإلكترونى لكبار مسئولى إسرائيل و كذلك موقع الأحزاب الدينية الإسرائيلية و وزارات الحكومة الإسرائيلية المدنية و العسكرية و الدفاع المدنى و قسم مكافحة الخرائط .
و تسلل قراصنة الإنترنت إلى الموقع الشخصى لعضو الكنيست الإسرائيلى ( حزب الليكود ) دانى دانون و نشرت صورة للشهيد أحمد الجعبرى القائد العام للجناح العسكرى بحركة حماس الذى أغتيل منذ أيام على يد الجيش الإسرائيلى .
فى المقابل قام القراصنة الصهاينة بالتسلل إلى مواقع الجماعات المسلحة الفلسطينية و كذلك موقع حركة حماس فى قطاع غزة و توسعت الحرب السيبرانية بين الجانبين و بدأت الشبكات الإخبارية و الأفراد بنشرها عبر الشبكات الإجتماعية المختلفة .
إنتقد جميع العرب و منهم من دون العرب ما تفعله إسرائيل على مختلف الشبكات الإجتماعية من نشر صور لشهداء غزة الأطفال الذين قتلوا فى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة و علقوا بلغة شديدة باللغتين العربية و الإنحليزية واصفين الإسرائيليين بأنهم مجرمين يجب القضاء عليهم .
إلى الأن تشتد الحروب العسكرية و لا سيما السيبرانية بين الجانبين و ما بإيدينا إلا الدعاء لأهل غزة بأن ينصرهم نصراً عزيزاً مؤزراً و أن يخسف الأرض بهؤلاء الخونة .
عزيزى القارئ ماذا ترى فى تلك الحروب السيبرانية بين الجانبين ؟
المصدر : من الأحداث الجارية
?xml>