• شراكة دبي تاكسي وKeeta تعزز مستقبل التوصيل الذكي في دبي.
  • المشروع يبدأ بـ150 دراجة توصيل ترتفع إلى 500 قبل نهاية العام.
  • التعاون يُحسّن سرعة الخدمات ويُوفر مئات فرص العمل الجديدة.
  • دبي تخطط لاستخدام الدرونات والمركبات الذاتية في مراحل لاحقة.

أعلنت شركة دبي تاكسي (DTC) عن شراكة مع منصة Keeta الصينية لإطلاق خدمة توصيل أسرع وأكثر ذكاء داخل دبي، بتركيز خاص على ما يُعرف بمرحلة «التوصيل الأخير» التي تصل فيها الطلبات مُباشرةً إلى العملاء، وذلك في خطوة جديدة نحو تطوير خدمات النقل الذكي.

تُعد الاتفاقية التي تم توقيعها خلال فعاليات مؤتمر GITEX 2025 جزءًا من رؤية دبي لتوسيع نطاق الخدمات الذكية وتعزيز الكفاءة التشغيلية في المدن الحديثة.

اقرأ أيضًا: مؤتمر Gitex 25: ولادة سحابة ذكاء اصطناعي إماراتية بالدفع عند الاستخدام

تفاصيل الشراكة وأسباب أهميتها

تبدأ المرحلة الأولى من المشروع بإطلاق 150 دراجة توصيل تعمل فورًا ضمن أسطول دبي تاكسي، على أن يرتفع العدد إلى 500 دراجة قبل نهاية العام، ومن المتوقع أن تُدر الشراكة عائدات تتجاوز 10 ملايين درهم إماراتي في عامها الأول.

لكن اللافت هنا ليس الأرقام فقط، بل التوجّه نحو خدمة أكثر استدامة وذكاء تعتمد على تحليل البيانات واختيار أقصر الطرق لتسليم الطلبات بسرعة أكبر.

ووفق تصريحات منصور رحمة الفلاسي -الرئيس التنفيذي لشركة دبي تاكسي- فإن التعاون مع Keeta يُمثّل خطوة استراتيجية نحو رفع كفاءة عمليات النقل في المدينة ودعم الاقتصاد الرقمي، أمّا Keeta -التابعة لشركة Meituan الصينية العملاقة- فتنقل خبرتها العالمية في التوصيل الذكي إلى السوق الإماراتية.

التأثير على الحياة اليومية للمستخدمين

بعيدًا عن لغة الأرقام، ما الذي يعنيه هذا المشروع للمقيمين في دبي؟ الجواب ببساطة: خدمة أسرع وتجربة أكثر موثوقية.

  • انتشار الدراجات في أحياء المدينة سيُقلل من أوقات الانتظار المُعتادة خصوصًا في الطلبات الصغيرة كالأطعمة أو المستلزمات اليومية.
  • المنافسة المتزايدة بين الشركات ستدفع الأسعار إلى مزيد من التوازن وتُحسّن جودة الخدمة بشكل عام.

لكن الفائدة لا تتوقف عند المستهلكين فقط، فالمبادرة ستوفر أيضًا فرص عمل جديدة تصل إلى مئات الوظائف في قطاع التوصيل، مع التركيز على التدريب والسلامة المهنية.

ومن جهة أخرى، فإن خطط إدخال الدرونات والمركبات ذاتية القيادة في المراحل القادمة تفتح الباب أمام تجربة توصيل مختلفة تمامًا قد تُغيّر مفهوم الطلب السريع كما نعرفه اليوم.

تحديات الطريق ومستقبل التوصيل الذكي

بالرغم من الطموح الكبير، تواجه هذه الشراكة مجموعة من التحديات الواقعية يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • البنية التحتية: تحتاج دبي إلى تطوير مسارات مُخصصة للدراجات وتوسيع مناطق التحميل الآمن لضمان انسيابية حركة التوصيل داخل المدينة.
  • الجانب التشريعي: ما زال التوصيل عبر الدرونات والمركبات ذاتية القيادة بحاجة إلى لوائح واضحة تُنظّم العمل وتضمن الأمن والسلامة العامة.
  • الاستدامة البيئية: يظل التوازن بين سرعة الخدمة وتقليل الانبعاثات الكربونية هدفًا رئيسيًا ضمن رؤية دبي للتحول الأخضر.
  • الاختبارات التقنية: رغم التحديات، تُظهر التجارب السابقة في واحة دبي للسيليكون (DSO) -حيث جرى اختبار توصيلات جوية عبر الدرونات- أن المدينة ماضية بخطى ثابتة نحو هذا المستقبل.

على المدى البعيد، يُتوقع أن يُسهم التعاون بين دبي تاكسي وKeeta في ترسيخ مكانة الإمارة كمركز إقليمي للتقنيات اللوجستية وتعزيز حضورها في مشهد النقل الذكي العالمي.

في النهاية، ليست هذه مُجرد صفقة تجارية، بل نموذج مُصغّر لرؤية دبي في إدارة المستقبل بذكاء،
فبينما تسعى المدن حول العالم لتسريع خدماتها، تُثبت دبي مرة أخرى أنها لا تُسابق الوقت فحسب بل تُعيد تعريفه بطريقتها الخاصة.