• مشروع تاكسي دبي الذكي يقدّم ترجمة فورية داخل السيارة لتسهيل التواصل بين الركاب والسائقين.
  • النظام يعتمد الذكاء الاصطناعي لتحديد اللغة وترجمتها صوتيًا أو كتابيًا فورًا.
  • المركبات الكهربائية تراقب الأداء والأمان عبر مركز تحكم متطور.
  • المبادرة جزء من استراتيجية التنقل الأخضر 2030 لتحقيق نقل خالٍ من الانبعاثات.

في خطوة جديدة تعكس التزام دبي بالابتكار في مجال النقل، أعلنت شركة تاكسي دبي عن إطلاق سيارات أجرة كهربائية مزوّدة بتقنية ترجمة فورية تتيح للركاب التحدث إلى السائقين بأي لغة، لا يقتصر المشروع على وسيلة نقل حديثة بل يمثل نقلة في مفهوم التواصل داخل المركبة، حيث تمكّن الركاب من تجاوز حواجز اللغة بمجرد التحدث بلغتهم الأم.

ربما تسأل: «وكيف تعمل هذه التكنولوجيا؟ ولماذا تُطبّق هنا أولًا؟» لنقترب أكثر من تفاصيل التجربة الجديدة التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والاستدامة.

اقرأ أيضًا: مؤتمر GITEX 25: دبي تكشف عن الترام الذكي بلا قضبان حديدية!

كيف تعمل الترجمة داخل التاكسي؟

في هذه التاكسيات الجديدة، دُمجّت أداة ترجمة تلقائية داخل نظام المعلومات الذكي في السيارة وتعمل بهذه الخطوات:

  • تلتقط أجهزة استقبال الصوت كلام الراكب وتُحدّد لغته.
  • يُترجَم الكلام فورًا إلى لغة السائق -سواء كتابة على الشاشة أو صوتًا مسموعًا.
  • يتم التواصل بلا توقف أو تأخير، كأن الطرفين يتحدثان بلغة واحدة.

بهذا الشكل، يستطيع الزائر القادم من أي بلد أن يتحاور بسهولة مع السائق سواء بالعربية أو الإنجليزية أو غيرهما في تجربة سلسة تُحاكي أسلوب المُحادثة الطبيعية.

إلى جانب الترجمة، تُرسل السيارة بيانات الرحلة لحظة بلحظة إلى مركز المُراقبة والتحكم الذي يتابع مؤشرات الأمان وسلوك القيادة، وحتى حالة السائق عند الإرهاق بفضل الكاميرات الذكية داخل المركبة، كما صُمّم المقعد الداخلي من مواد مُعاد تدويرها ومساحة مرنة تتيح سهولة حركة الأمتعة ومقاعد ذوي الاحتياجات الخاصة.

ليست فقط ترجمة

ما يميّز المشروع أن هذه التاكسيات ليست مجرد سيارات ذكية، بل جزء من استراتيجية أوسع تُعرف باسم «استراتيجية التنقل الأخضر 2030» في دبي، التي تهدف إلى جعل وسائل النقل خالية من الانبعاثات الكربونية خلال السنوات القادمة.

تسعى دبي لتحويل كامل أسطول سيارات الأجرة إلى مركبات هجينة أو كهربائية أو تعمل بالهيدروجين بحلول عام 2027، ومع كل دفعة جديدة من هذه السيارات تقترب المدينة أكثر من رؤيتها لنظام نقل مُستدام يُقلل الضوضاء والانبعاثات ويعزّز جودة الحياة.

ولا يتوقف الطموح عند الأرض، إذ تعمل الإمارة أيضًا على مشروع «التاكسي الطائر» بالتعاون مع شركات عالمية مُتخصصة في الطيران الكهربائي، لنقل الركاب عبر مسارات جوية قصيرة تختصر زمن الرحلات إلى دقائق معدودة.

بين الحاضر والمستقبل

حين تتطوّر التكنولوجيا بهذا الشكل السريع، فهي تفتح أبوابًا جديدة للتفكير في مُستقبل التنقل، هل سنركب سيارات تتحدث معنا أو نحلق فوق الشوارع المُزدحمة؟

الواقع أن دبي تمضي بخطوات عملية لا وعود، فالتاكسيات الذكية بدأت بالفعل بالظهور في الشوارع، والمرحلة التالية أقرب ممّا نتصوّر. هذه المشاريع تؤكد أن الابتكار ليس رفاهية بل أسلوب حياة في مدينة تؤمن بأن المُستقبل يُبنى اليوم.