في عام 2015؛ أُطلِقت المباردة الرئاسية "مصر تصنع الإلكترونيات (EME)" بهدف تعزيز صناعة الإلكترونيات كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد. وتتولى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) الإشراف على هذه المبادرة الطموحة. وتركز المبادرة على تصميم وتصنيع الدوائر والأنظمة الإلكترونية ذات القيمة المضافة العالية، تزامنًا مع تقديم خدمات الدعم الفني عالي الجودة، وتصنيع الإلكترونيات ذات العمالة الكثيفة.

واستهدفت المبادرة جذب المستثمرين لتصنيع منتجات إلكترونية ذات عائد ربحي مرتفع وسريع، وخاصةً التي تلبي الطلب المتزايد في السوقين المحلي والإقليمي. وتشمل هذه المنتجات الواعدة الهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، وأجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ، ومنتجات الإضاءة، والتلفزيونات، وشاشات العرض، والعديد من المنتجات الواعدة.

في إطار تحقيق أهداف المبادرة، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن إنشاء 4 مصانع لشركات عالمية عملاقة في مجال الهواتف المحمولة في مصر، وهي سامسونج وأوبو وشاومي، بالإضافة إلى مصنع فيفو الذي يستهدف إنتاج 6 ملايين جهاز سنويًا. كما أكد رئيس الوزراء على سعي المبادرة لجذب شركة آبل لإنشاء مصنع لها في مصر.

رئيس الوزراء أثناء زيارته لمصنع فيفو مصر

فيفو مصر: قيمة مضافة محلية واعدة في صناعة الهواتف الذكية

أكد رئيس الوزراء خلال زيارته لمصنع فيفو في منطقة العاشر من رمضان على توجه الدولة نحو جذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في مصر وتصنيع منتجات ذات قيمة محلية عالية. ويُذكر أن مصنع فيفو مصر، الذي أُنشيء عام 2022، هو الأول للشركة في أفريقيا، ويُعد استثمارًا ضخمًا بقيمة 20 مليون دولار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف وحدة شهريًا. وقد ساهم المصنع في توفير نحو 1200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأعلن مسؤول شركة فيفو، جيفن وانغ، أن مصنع الشركة في مصر بدأ بالفعل في تصدير لوحات الدوائر المطبوعة (المازر بورد) المستخدمة في الهواتف الذكية إلى مصنع الشركة في تركيا، مشيرًا أن المصنع يحقق قيمة مضافة محلية بنسبة 42% ويعمل على زيادتها. يُذكر أن شركة فيفو هي إحدى الشركات الصينية الرائدة في صناعة الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية، وتعمل في أكثر من 60 دولة حول العالم.

من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء أن مصر كانت تستورد الهواتف الذكية بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار سنويًا في السنوات الأخيرة، ولكنها تستهدف الآن استقطاب 4 من أكبر 5 شركات عالمية في إنتاج الهواتف الذكية لإنشاء مصانع لها في مصر.

وادي السيليكون المصري

في يناير 2024؛ زار رئيس الوزراء مصنع "وادي السيليكون" للصناعات الإلكترونية بالعين السخنة، والذي تبلغ استثماراته أكثر من 25 مليون جنيه. يختص المصنع بإنتاج الهواتف المحمولة واكسسواراتها، ويضم خمسة خطوط إنتاج، ثلاثة منها للتجميع وواحد للتغليف. تصل الطاقة الإنتاجية لخطوط التجميع الثلاثة إلى 150 ألف قطعة.

ويُعد مصنع وادي السيليكون أول مصنع في مصر متخصص في إنتاج اكسسوارات الهواتف المحمولة القابلة للارتداء، مثل السماعات اللاسلكية، والساعات الرقمية، والهواتف. ويشمل إنتاج المصنع أيضًا اكسسوارات خاصة بشركات عالمية مثل "جي تايد" الصينية، و"إنفينكس"، و"أورايمو"، و"إنتل"، بالإضافة إلى منتجات العلامة التجارية "يوني ترونيك" التابعة لشركة "يوني جروب" المالكة للمصنع.

وتؤكد هذه التطورات على نجاح مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات" في تحقيق أهدافها، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في هذا المجال. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاستثمارات والمشاريع في قطاع الإلكترونيات؛ ما يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. ولكن هل نشهد انخفاضًا في أسعار الهواتف الذكية في الفترة القادمة؟