يبدوا أن أيام فيس بوك السعيدة قد انتهت. فالشركة المالكة لأكبر موقع تواصل اجتماعي تخسر قرابة 150 مليار دولار أمريكي فيما يقدر بحوالي 20% من قيمتها السوقية بالإضافة لتراجع ثروة Mark Zuckerberg  بحوالي 16.8 مليار دولار وينزل إلى المركز السادس من حيث أغني الأشخاص في العالم.

وحدثت تلك الخسائر فور إعلان فبس بوك البيان المالي للربع الثاني من عام 2018 حيث أفاد التقرير أن نمو فيس بوك قد تقلص بشكل كبير حيث لم يزد عدد مستخدمين الموقع في الولايات المتحدة الامريكية أو كندا بأي رقم ملحوظ كما أن عدد المستخدمين زاد بعدد 22 مليون مستخدم فقط في باقي دول العالم وهو الأقل منذ عام 2011. ومع بداية التدولات فى بورصة Wall Street اليوم بدأت اسهم فيس بوك فى الانخفاض سريعاً لتخسر 150 مليار دولار فى ساعتين قبل أن تعاود الارتفاع بصورة بسيطة للغاية.

فيس بوك

الخصوصية هي الأخرى من أهم أسباب خسائر فيس بوك الأخيرة, حيث نالت فضحية Cambridge Analytica الأخيرة من سمعة فيس بوك وقدرتها على حماية بيانات مستخدميها كما أن وعود الشركة للمستثمرين بقدرتها على تخطي الازمة الكبرى التي واجهتاها ووعدها لهم بأن أرباح الشركة ونموها سيزداد بقدر أكبر باتت سراباً فالشركة لم تحقق أي نمو يمكن مقارنته بالأرقام التي وعدت المستثمرين بها كما ازداد الامر سوء بسبب ارتفاع مصروفات الشركة إلى نحو 7.4 مليار دولار أي زيادة بسبة 50% مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي.

ولعل أكثر الأسباب التي قللت من نسب نمو فيس بوك وقللت من أرباحها هي سياستها الجديدة في إدارة المنشورات التي يراها المستخدمون, فإذا كنت صاحب أحد الصفحات فلن تستطيع أن تشارك محتواك إلى متابعيك دون اجراء إعلانات مدفوعة الثمن باستمرار كما أن فيس بوك أصبح يحدد المحتوي التي تراه بما تتفاعل معه فقط حتي وصل الأمر إلى قائمة الأصدقاء والذي كان الأمر بعيداً عنهم لسنوات. وبرغم تحذير العديد لفيس بوك من سياستها الجديدة والتي تزداد يوم بعد يوم في الجشع فإن فيس بوك لم تلتفت لتلك النصائح لتجد نفسها الآن بمعدلات نمو أقل بكثير من المتوقعة وتخسر عدد لا بأس به من المستثمرين الذين فقدوا ثقتهم بها بجانب المستخدمين الذي نالتهم فضيحة Cambridge Analytica وسرقة بياناتهم.