https://youtu.be/LhF_56SxrGk

إن كنت من عشاق مسلسلات الجريمة الأمريكية وتحديدًا CSI و Criminal Minds فربما تعرضت للمشهد التالي كثيرًا حينما يدخل ذلك المحقق عابس الوجه عاقدًا حاجبيه بعد هذه الجريمة أو تلك إلى غرفة مظلمة يقبع فيها موظف مسكين مهمته أن يـ "Zoom and Enhance" -تلك الكلمة المسئولة عن الزج بنصف مجرمي المسلسات الأمريكية في السجون- كما لو أنها المهمة الأبسط على الكوكب، باختصار وظيفة ذلك الرجل هي أن يستلم صورًا ملتقطة من كاميرات في موقع الحادث ليقوم بتحليلها وتحسينها وتكبيرها لتظهر التفاصيل الدقيقة بجودة عالية، بالطبع هذا شيء رائع جدًا لولا أنه غير متوفر بالحياة الحقيقية!

ويبدو أن جوجل لم تكتف بأن تشاهد تلك التقنية الرهيبة معنا في المسلسلات الأمريكية وفقط حيث تعمل على مشروع Google Brain والذي يقوم بمثل هذه الوظيفة بطريقة أو بأخرى. يستخدم Google Brain ذكائين اصطناعيين من نوع Neural Network أو الشبكات العصبية -نظام كمبيوتر يقتدي بالمخ البشري في طريقة تكوينه وحله للمشكلات- في حاولة لتعزيز صورة 8×8 بكسل وتكبيرها لصورة أوضح .. ولكن لنكن واضحين لم تكن النتائج دقيقة إلا أنها كانت قريبة بشكل كبير كما يمكنك أن ترى من الصورة أدناه فالصورة أقصى اليسار هي الصورة المشوشة المطلوب تعزيزها يليها في المنتصف الصورة الناتجة بعد التعزيز وفي أقصى اليمين الصورة الحقيقية.

ولنكن واضحين بشكل أكبر يجب أن نذكر أن الشبكات العصبية لا تقوم بتعزيز الصورة الأصلية من الفراغ بشكل سحري ولكن وبدلًا من ذلك، فإنها تقوم بالتعلم والتحليل لقاعدة كبيرة من الصور العادية حتى تستطيع بعد ذلك "التخمين" لكيفية شكل الصورة الأصلية. بمعنى أن الصورة الناتجة تستخدم في جزء منها الصورة الأصلية وفي الجزء الآخؤ ما يعتقد الذكاء الاصطناعي أنه أقرب تخمين للصورة الحقيقية. وهو ما يعني أن الصورة الحقيقية والناتجة قد يكونا مختلفتين. لذا فإن هذه التقنية قد تكون أهميتها للشرطة مماثلة تمامًا لأهمية الرسام الذي يحاول تجسيد أفضل احتمال ممكن لصورة الشخص المشتبه بناءً على معطيات من الشهود.

نأتي الآن للنقطة الأهم وهي آلية العمل. ذكرنا سابقًا أن تقنية Google Brain معتمدة بالأساس على شبكتين عصبيتين. أولاهما تدعى “conditioning network” وهي المسئولة عن تكبير صورة من 64 بكسل 8×8 إلى صورة مشابهة ولكن بحجم أكبر. ثانيهما شبكة عصبية تدعى “prior network” وهي التي تأخذ الصورة بعد تكبيرها لتضيف مزيدًا من التفاصيل عليها بناءً على ما تعلمته من تحليل قواعد بيانات صور (وجوه وغرف نوم في حالة Google Brain) سابقة بنفس الحجم. بعد دمج عمل الشبكتين معًا تخرج لنا النتيجة على هيئة صورة واحدة قريبة للحقيقة بشكل ملحوظ.

ختامًا؛ فإنه من المحتمل أن نرى مزيدًا من التقنيات المتعلقة بمعالجة الصور في المستقبل القريب نظرًا للتقدم المذهل الذي يحققه الذكاء الاصطناعي هذه الأيام. وربما يومًا ما سوف تصبح مسلسلات الجريمة الأمريكية واقغًا.

شاركنا انطباعك عن Google Brain وهل تراها تقنية مفيدة برأيك؟