
إغلاق شركة Hyperloop One بعد تاريخها الطويل من اللاشيء
أعلنت شركة Hyperloop One الرائدة في مجال "النقل المستقبلي" - التي كانت قد وعدت بنقل الأفراد عبر أنابيب شبه خالية من الهواء بسرعات توازي سرعات الطيران - عن توقف عملياتها وتسريح جميع موظفيها وإغلاق أبوابها بشكل نهائي، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة بلومبيرج.
شركة Hyperloop One (التي كانت معروفة سابقًا بـ Virgin Hyperloop) تأسست في عام 2014، ومنذ ذلك الحين نجحت في جمع حوالي 450 مليون دولار من خلال رأس المال الاستثماري واستثمارات أخرى متنوعة، وعلى الرغم من وجود بعض الشركات الناشئة التي لا تزال تحاول تطوير تقنية الهايبرلووب، فإن إغلاق واحدة من أبرز وأكبر شركات الهايبرلووب يعد بمثابة الضربة القاضية للحلم الذي راود إيلون ماسك منذ عام 2013 عندما قدم ورقته البحثية الأولى عن هذه التقنية.
كانت رؤية ماسك للهايبرلووب تتمثل في استخدام كبسولات ألمنيوم ذات ديناميكية هوائية عالية لنقل الركاب أو البضائع من خلال أنابيب خالية من الهواء بسرعات تصل إلى 760 ميلًا (1223 كيلومتر) في الساعة. هذه الأنابيب التي كان يُتوقع أن تمتد فوق سطح الأرض على أعمدة أو تحت الأرض كان من الممكن أن تربط مدن على نطاق واسع ببعضها البعض، ما كان سيوفر نموذجًا جديدًا وثوريًا للنقل يمكن أن يغير طريقة عيشنا وعملنا وتجارتنا وتجارب سفرنا.
الشركة في البداية بدأت بقوة كبيرة مدعومة بتمويل بملايين الدولارات ورؤية طموحة لنشر أنظمة الهايبرلووب حول العالم، ومع ذلك واجهت الشركة العديد من التحديات والمشاكل، بما فيها بعض دعاوى قضائية رفعت ضد مؤسسا الشركة بتهم عديدة، منها اتهامات بالاعتداء الجنسي وسوء السلوك، وقد تم استبعاد واحد منهما قبل نهاية 2017 من إدارة الشركة بعد اتهام ستة له بالاعتداء عليهن، هذا وقد عانت الشركة من مشاكل على نواحي أخرى عديدة، منها تعرضها لأزمات مالية مستمرة، ولكن بمساعدة برانسون، تم تأمين استثمار جديد بقيمة 50 مليون دولار من اثنين من المستثمرين الحاليين، ما ساعد في تلبية التزامات الرواتب وغيرها من النفقات.
رغم التمويلات الضخمة التي حازت عليها الشركة، إلا أنها فشلت في تحقيق الوعود الكبرى، حيث أنهم في عام 2020 أجروا أول وآخر اختبار للكبسولات وهي بداخلها ركاب (من خلال مسار تجريبي في ولاية نيفادا)، والنتيجة كانت أن سرعة الكبسولة لم تتجاوز 100 ميل في الساعة، وهو بعيد كل البعد عن الهدف الأصلي الذي كان يبلغ سبعة أضعاف هذه السرعة.
بعد تخيُّب الآمال، وُصفت الهايبرلووب بأنها رؤية "يوتوبية"، قد تكون ممكنة تقنيًا، لكنها في نفس الوقت تُعتبر مستحيلة وسط العالم الذي نعيش فيه؛ لصعوبة جعلها ممكنة إقتصاديًا، ولذلك نرى اليوم سقوط الشركة الأعلى في هذا المجال، والذي سيتم حل أوراقها وإغلاقها يوم 31 ديسمبر 2023 كليًا.
?xml>