يبدو أن هناك بطلاً حاول انقاذ Meta (الشركة المالكة لفيسبوك وانستجرام) قبل أن تصل إلى هذه المرحلة من الاضمحلال، حيث أن كبير علماء الشركة Yann LeCun حذر Mark Zuckerberg في وقت مبكر من تهديد الذكاء الاصطناعي التوليدي لـ Meta (تحديداً بعد ستة أسابيع من انطلاق ChatGPT للعالم)، مشيراً إلى أنه سيكون سبب انقراض 'ميتا' إن لم تتحرك الشركة في سبيل تطوير تقنيات نماذج تعلم آلي مشابهة لما تملكه OpenAI بشكل ملائم لمستخدمي منصات الشركة، لكن 'زوكربيرج' لم يكن منصتاً له - كل ذلك وفقاً لتقرير من 'ذا نيويورك تايمز' نُشر اليوم. 

التقرير الخاص بالجريدة ذكر أن 'مارك' لم يكترث لكلام 'يان ليكن' في البداية، وذلك على الأرجح بسبب انشغاله التام بالسعي في تطوير تقنيات الواقع الافتراضي، وهذا ما سبب تأخر الشركة في تحويل تركيزها نحو دخول مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والتمهل قليلاً فيما يخص بناء الميتافيرس، وما حدث هو أن الاثنان اجتمعا على العشاء في ليلة وقال 'مارك' لـ 'يان' (وفقاً لمصدر مُلم بالموضوع): 

لقد كنت افكر فيما كنت تقوله، وأعتقد أنك مُحق.

ورغم محاولات فرق الرقابة القانونية والسياسة من جعل مارك يتراجع عن قراره بالبدء في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ بسبب المخاوف الأمنية المحيطة بالأمر، إلا أن مارك قد اكمل سعيه بشكل مسرع تجاه إطلاق الشركة لأول نموذج AI مفتوح المصدر منها. 

بحلول شهر فبراير أعادت Meta تسمية مشروع "Genesis" (النموذج اللغوي الكبير الذي بناه فريق LeCun) إلى الاسم المعروف به اعلامياً في الوقت الحالي "LLaMA"، وقامت بإصداره للباحثين خارج الشركة؛ ليلقوا نظرة عليه والتعمق في خواصه، ولكن بعد أيام من الإصدار الأولي تم تسريب كود النموذج على 4chan؛ مما أدى إلى إثارة مخاوف أمنية داخل الشركة، وألفت الأنظار للشركة، حتى أن التسريب حفز بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي للتواصل مع ميتا بحجة فشلها في إجراء أي إجراءات احترازية فعلية لتجنب أي مخاطر محتملة قبل إطلاق النموذج، واتهموا الشركة بالإهمال الذي أدى لوصول النموذج لأيدي المفسدين، وذلك ما أجبر Meta على إطلاق النموذج في نفس الشهر لتملك زمام الأمور، ورغم الإطلاق المبكر، إلا أن الوقت كان متأخراً للحظي على بعض الاهتمام من قبل عامة الناس أو حتى الاعلام، وذلك لأن Microsoft قامت بإطلاق "Bing Chat" في نفس الشهر، وفي نفس الاسبوع أطلقت Google روبوت "Bard"؛ فتوزع اهتمام الجمهور والشغوفين بالتقنية على تلك الشركات وتشتت التركيز عن ميتا.

التجربة لم تحبط ميتا، وإنما واصلت الشركة سعيها للحصول على أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي بإصدارها تحديث في يوليو بسم "Llama 2" - الجيل الثاني من نموذجها اللغوي. 

وفي سبتمبر كشفت أيضاً عن أحدث جيل من نظارات Ray-Ban الذكية المدعومة بتقنياتها المكمن بها تطبيقات مختلفة للذكاء الاصطناعي، وأطلقت عشرات من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تلعب أدوار المشاهير مثل Kendall Jenner و Snoop Dogg، ولازال سعي الشركة مستمراً لتعويض المسافة التي كانت متخلفة عنها في سباق الذكاء الاصطناعي.