كشفت جوجل أمس عن روبوت الدردشة Bard منافسة ChatGPT مٌحققة نقطة لصالحها في منافسة الذكاء الاصطناعي، لكن الآن وبعد ساعات قليلة من إعلان جوجل قررت مايكروسوفت مفاجأتنا بإضافة ChatGPT رسمياً إلى محرك بحث Bing، وأيضاً متصفحها الذي لا يحظى باهتمام كبير منذ سنوات مايكروسوفت إيدج.

أعلنت مايكروسوفت عن إصدار جديد من محرك البحث Bing الخاص بها، مدعومًا بنسخة مطورة من نفس تقنية الذكاء الاصطناعي التي تدعم روبوت الدردشة ChatGPT. جنبًا إلى جنب مع نسخة مطورة من متصفح Edge، واعدة بأن الاثنين سيوفران تجربة جديدة لتصفح الويب والعثور على المعلومات عبر الإنترنت.

قدمت الشركة المجموعة الجديدة تحت عنوان " AI-powered copilot for the web"، و قال ساتيا ناديلا ، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، في حدث للإعلان عن المنتج: "إنه يوم جديد في البحث".

تجربة البحث الجديدة مع روبوت ChatGPT

قالت مايكروسوفت في مؤتمرها أن نموذج البحث لم يتغير منذ أكثر من 20 عاماً، وأن نصف عمليات البحث لا توفر إجابات كافية للمستخدمين، لكن إضافة الذكاء الاصطناعي سيغير هذا الأمر، وسيوفر المعلومات بشكل أسرع وأكثر مرونة.

وبالفعل خلال العرض التوضيحي قدمت مايكروسوفت مقارنة بين محرك بحث Bing التقليدي، ومحرك Bing الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث عرضت الشركة عددًا من أمثلة عمليات البحث: عن الوصفات ونصائح السفر والتسوق لشراء أثاث من شركة Ikea والمزيد. وكان فرق التجربة ضخم.

تقنية ChatGPT التي تم دمجها في Bing نموذج أحدث من الموجود حالياً

ولم تكتف مايكروسوفت بدمج روبوت ChatGPT الذي نعرفه فقط، بل تعاونت الشركة مع OpenAI "المٌطورة لـ ChatGPT" لتقديم نموذج أقوى من الموجود حالياً.

الآن، يوفر "Bing الجديد"، كما تسميه مايكروسوفت، وظيفة دردشة أكثر تطوراً حيث يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة وتلقي الإجابات بطريقة طبيعية مثلما تتحدث مع صديق أو أي شخص وليس روبوت، وسيكون قادر على فهمك والتفاعل معك.

تستخدم الميزة إصدارًا مٌحدثًا من نموذج لغة الذكاء الاصطناعي- معروف باسم "نموذج بروميثيوس"- صممته OpenAI وتم دمجه في ChatGPT ليقدم معلومات أكثر حداثة مع إجابات مشروحة.

في أحد العروض التوضيحية، يطلب المستخدم من Bing "إنشاء مسار رحلة لكل يوم من رحلة مدتها 5 أيام إلى المكسيك". تمت الإجابة على السؤال بالكامل من خلال برنامج الدردشة، واصفًا مسار الرحلة جنبًا إلى جنب مع روابط لمصادر المعلومات بشكل يستحق الإعجاب.

متصفح مايكروسوفت إيدج الجديد مع AI-powered copilot

سيمتد استخدام مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي على الويب إلى ما هو أبعد من عمليات البحث عبر Bing، حيث أعلنت الشركة عن متصفح Edge الخاص بها باستخدام مساعد يعمل بالذكاء الاصطناعي " AI-powered copilot " يساعدك في المهام اليومية.

يٌمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي بالتكامل مع Bing في إلقاء نظرة سريعة على النقاط الأساسية في الملفات الكبيرة، ومقارنة المحتوى الذي تنشره أو حتى تضعه في مسودة عبر مواقع مثل لينكد إن مع تنسيق معين أو طول ونمط معين لإجراء التعديلات المطلوبة عليه ليكون متناسب مع الهدف الذي تصنعه من أجله.

توضح الواجهة الجديدة للمتصفح شريط جانبي جديد، حيث يُمكنك استخدام ميزة الدردشة في هذه المساحة لطرح الأسئلة كما تفعل مع محرك بحث Bing، كذلك يوجد خيار لإنشاء محتوى جديد بمساعدة المساعد الذكي لتجربة أفضل.

يعتمد كل من Bing و Edge الجديد على نموذج AI جديد، يُعرف باسم بروميثيوس "Prometheus"، تم إنشاؤه بمساعدة OpenAI، يحصل على المميزات الأساسية من روبوت ChatGPT AI الشهير للمحادثات، لكنه يُوصف بأنه أكثر قوة ومحسّنًا للبحث.

تقول مايكروسوفت أن منتجاتها الجديد منصة "مسؤولة" حيث توجد حماية ضد إساءة الاستخدام والأخطاء على كل المستويات.

مستقبل البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي

سبق إعلان مايكروسوفت اليوم إعلان من جوجل لروبوت دردشة ذكي جديد يحمل اسم Bard، لمنافسة ChatGPT، وصفه الرئيس التنفيذي، سوندار بيتشاي، بأنه "خدمة محادثة تجريبية للذكاء الاصطناعي" لكنه أشار إلى أنه لا يزال قيد الاختبار من قبل مجموعة صغيرة من المستخدمين وسيتلقى إطلاقًا أوسع في الأسابيع المقبلة.

والآن جاء حدث مايكروسوفت ليأخذ تجربة الذكاء الاصطناعي مسافة أبعد بخطوات من محاولات جوجل التي تم الإعلان عنها أمس. لكن هل هذا هو شكل مستقبل البحث؟ هل ستكون روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بديل جيد للبحث؟

إذا كنت لا تدرك المعضلة، فإن روبوتات الذكاء الاصطناعي تقدم لك الإجابات الأفضل والتي تراها مناسبة أكثر، لكنها أيضاً لديها قدرة على تقديم المعلومات الخاطئة في شكل حقائق. ومع الاعتماد عليها ستبدأ فكرة البحث التقليدي المعتمدة على عرض نتائج مختلفة والمقارنة بينهم حتى تختار الأفضل في الانحسار وتُصبح الإجابات التي يقدمها الروبوت هي المصدر.

هذه المشكلة حذر منها الباحثين لسنوات، وبالفعل هناك أمثلة لا حصر لها من الأخطاء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق ChatGPT على الويب - بدءًا من روبوتات الدردشة التي تختلق تفاصيل السيرة الذاتية عن الأشخاص الحقيقيين إلى اختلاق الأوراق الأكاديمية وتقديم المشورة الطبية الخطيرة.

هذا النوع من غباء الذكاء الاصطناعي يمثل مشكلة بالفعل تضر بالمستخدم وربما تُهدد حياته، ومن أشهر إخفاقات الذكاء الاصطناعي عندما تم سؤال جوجل عن التصرف المناسب عند التعرض لنوبة صرع، وكانت إجابة جوجل "قم بإمساك الشخص أو محاولة إيقاف تحركاته" – وهي إجابة خاطئة على عكس ما يجب فعله في هذا السيناريو تمامًا.

إلى جانب المعلومات الخاطئة، فإن البحث السريع بالذكاء الاصطناعي أو الاعتماد على إجابات روبوت الدردشة يمثل خطراً على المواقع التي تقدم المعلومات والأبحاث وتنشرها عبر الإنترنت.

حيث سيحصل الأفراد على المعلومات دون إعادة توجيه إلى مصدر المعلومة وزيارة الموقع الذي نشر المعلومة، الأمر الذي سيضر بدوره تلك الموقع ويؤثر على إمكانية تحقيق إيرادات من مشاركة المعلومات عبر الإنترنت الأمر الذي سيلغي حافز مشاركة المعلومات الصحيحة عبر الإنترنت.

الأمر معقد وله أبعاد كثيرة والشركات تتسابق لتقديم تقنيات أحدث، فهل نحن مستعدون لهذه المرحلة الجديدة مع الذكاء الاصطناعي؟