جوجل تطلق عصا Nano Banana السحرية لتعديل الصور بالذكاء الاصطناعي

قدمت جوجل عبر تطبيق Gemini نقلة نوعية في تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي مع نموذج Nano Banana الذي يحافظ على ملامحك كما هي حتى بعد عشرات التعديلات، ليمنح صورك واقعية غير مسبوقة.
الميزة الجديدة تفتح بابًا واسعًا للإبداع من تغيير الأزياء والمشاهد إلى دمج صور متعددة أو إنشاء تصاميم مبتكرة، مثل فستان مستوحى من أجنحة الفراشات أو حذاء بلون زهرة، وكل ذلك بخطوات متسلسلة تحافظ على انسجام الصورة.
ومع أن المجال مليء بالخيال، إلا أن جوجل لم تنسَ الشفافية، فجميع الصور تأتي مزودة بعلامة مائية مرئية وبصمة رقمية غير مرئية لضمان الاستخدام المسؤول، وهذا يجعل التجربة ممتعة وآمنة في نفس الوقت.

قليل من اللحظات تلك التي تشعر فيها بأنك أمام نقلة حقيقية في عالم التقنية، وهذا ما حدث مؤخرًا مع نموذج جديد من Google DeepMind يحمل اسمًا طريفًا هو Nano Banana (الاسم الرسمي Gemini 2.5 Flash Image)، وخطف النموذج الأضواء بسرعة وتصدر منصات تقييم الذكاء الاصطناعي مثل LMArena، والآن أصبح متاحًا مباشرةً في تطبيق Gemini ليُغيّر الطريقة التي نحرّر (نعدّل) بها الصور إلى الأبد.

ما يميّز هذا التحديث أنّه لا يكتفي بإضافة مؤثرات أو تحسينات بصرية، بل يحافظ على جوهر الصورة الأصلية وكأنك تحمل عصًا سحرية تقول لها: "غيّري ولكن لا تنسي الملامح"، هذه القدرة على الاتساق والثبات جعلت التقنية محطّ حديث بين المستخدمين حول العالم، خصوصًا من جرّب النماذج السابقة التي كانت أحيانًا تغيّر التفاصيل بشكل عشوائي وغير متوقع.

نموذج Nano Banana وأزمة ثبات التفاصيل

من أقوى التحديات في الذكاء الاصطناعي أن يظل الوجه أو الملامح مُتطابقة بعد عدّة تعديلات، وهذا بالضبط ما عالجه Nano Banana، يمكنك الآن رفع صورة لصديقك أو لقطتك المفضلة، ثم تغيير ملابسه أو حتى وضعه في مشهد مختلف، ومع ذلك ستبقى النتيجة قريبة جدًا من الواقع وكأنها صورة التقطت حالًا.

تقول جوجل إن هذه الميزة تتيح للمستخدمين تجربة أنماط مختلفة من الأزياء أو فترات زمنية متباينة من تسريحة الستينيات الشهيرة إلى أجواء التسعينيات المرحة، وهذا أشبه بفتح بوابة إلى أزمنة وأماكن أخرى بينما تظل الشخصية كما هي.

إمكانات النموذج المُبتكرة

دمج الصور وصناعة لقطات استثنائية: تستطيع الآن جمع صورتك مع صورة صديقك أو حتى حيوانك الأليف لتنشئ مشهدًا جديدًا تمامًا، مثل صورة لكما على ملعب كرة السلة أو في مكان لم تزوراه من قبل، هذا الدمج "Blend photos together" يفتح بابًا واسعًا أمام الخيال ليمنحك لقطات مميزة يصعب تمييزها عن الصور الحقيقية.
التحرير متعدد المراحل: ميزة Multi-turn editing الجديدة لا تجبرك على الاكتفاء بتعديلٍ واحد، بل تسمح لك بالعمل على الصورة بشكل متسلسل، يمكنك البدء بغرفة فارغة، ثم طلاء الجدران بلون يعجبك، وبعدها إضافة مكتبة أو أريكة أو أي تفاصيل أخرى، بينما يحافظ الذكاء الاصطناعي على كل التغييرات السابقة بدقة وانسجام، وكأنك تبني المشهد لبنة فوق أخرى.
مزج التصاميم بأسلوب فني مبتكر: تقدّم جوجل ما تسميه تصميم المزج "Design mixing"، حيث تستطيع نقل ألوان زهرة إلى حذاء رياضي أو استخدام أنماط أجنحة الفراشات لصنع فستان فريد، هذه الإمكانية تمنح المستخدمين مساحة مفتوحة للتجريب والابتكار بلا قيود وتحول أي فكرة غريبة إلى تصميم ملموس يمكن رؤيته بوضوح.

أمان وشفافية

مع كل هذا الإبداع لم تهمل جوجل عنصر الشفافية، فجميع الصور التي يتم إنشاؤها عبر Gemini مزوّدة بعلامة مائية مرئية توضح أنها صادرة عن الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بصمة رقمية غير مرئية تدعى SynthID يمكن اكتشافها حتى بعد التعديلات، هذه الخطوة تضمن التمييز بين الصور الحقيقية والمولّدة آليًا، وتضع حدودًا واضحة للاستخدام المسؤول.

ميزة Nano Banana متاحة الآن لمستخدمي التطبيق حول العالم سواء المجانيين أو المشتركين المدفوعين، كما ستصل قريبًا إلى واجهات المطورين مثل Gemini API وVertex AI.

في النهاية، ما تقدمه جوجل ليس مُجرد أداة تحرير صور، بل تجربة جديدة للتعبير عن الذات بلمسة إبداعية تحافظ على المصداقية، ولعل أجمل ما في الأمر أنّ التقنية صارت أقرب إلينا وأكثر إنسانية، واليوم يبدو أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح تلك المرآة الحديثة التي تعكس ملامحنا وتمنحنا القدرة على إعادة رسمها كما نريد.