في المستقبل، يبدو أننا سنعمل جنبًا إلى جنب مع ذكاء اصطناعي مصنوع على شكل موظفين. بحسب الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia جنسن هوانغ، فهذا الأمر لا مفر منه.

في حديثه الأخير عبر بودكاست "No Priors"، قال جنسن هوانغ: "لا شك في أننا سنمتلك موظفي ذكاء اصطناعي من كل الأنواع". يرى هوانغ أن هؤلاء "الموظفين الرقميين" سيكونون قادرين على أداء مهامٍ متعددة في مختلف المجالات، بدايةً من التسويق وحتى تصميم الرقائق وإدارة سلاسل التوريد.

أوضح هوانغ أن هؤلاء الموظفين سيعملون كما لو كانوا بشرًا، حيث سيُطلب منهم أداء مهام محددة مثل التي تُطلب منا. وكان هوانغ قد أشار سابقًا إلى هذه الفكرة من خلال مفهوم "الوكلاء الرقميين"، الذي يعني دمج الذكاء الاصطناعي في كل وظيفة تقريبًا لتعزيز الإنتاجية. وفي إحدى محادثاته السابقة، ذكر هوانغ رؤيته لمستقبلٍ لا تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي مكان الموظفين فحسب، بل توظف أنظمة ذكاء اصطناعي أخرى!

نظرة تفاؤلية

العجيب -بالنسبة للبعض- أن جنسن هوانغ يرى في هذا المستقبل فرصةً لنا، إذ يدعي أن هذا الاتجاه لن يكون مصدرًا للاستغناء عن الوظائف بقدر ما سيعزز من فرص العمل ويزيد من إنتاجية الشركات.

يعتقد هوانغ أن نماذج "منصات البرمجيات كخدمة- SaaS" تحديدًا سيكون لها مستقبل مشرق في ظل هذا التوجه، حيث ستشهد نموًا فيما يُسمى "الوكلاء المتخصصين" الذين يمكنهم العمل كفريقٍ متكامل يمكن تأجير خدماته في مجالات مثل التصميم والتسويق وغيرها.

كما أكد على ذلك في أمثلة ملموسة، مشيرًا إلى إمكانية إنشاء وكيل ذكاء اصطناعي خاص، وتخيل شركات تصميم رقائق، مثل شركة Synopsys، تتيح "تأجير" مهندسين رقميين للمساهمة في مشاريع معينة، حيث يقول: "قد أستأجر مليون مهندس من Synopsys أو Cadence لدعم مشروع معين".

وفي سياق مشابه، تحدث المدير التنفيذي لشركة Zoom، إريك يوان، عن مفهوم "التوائم الرقمية"، وهي عبارة عن نُسخ ذكاء اصطناعي للموظفين يمكنها حضور الاجتماعات وكتابة الرسائل الإلكترونية، ما يتيح للموظفين التركيز على مهام أخرى أو حتى الحصول على عطلات أطول.

لذا، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيكون الذكاء الاصطناعي داعمًا أم بديلًا لنا في أماكن العمل؟ شارك برأيك حول هذه المسألة، وكيف ترى تأثير هذا التوجه على مستقبل الوظائف؟