
عودة GPT-4o إلى ChatGPT بعد غضب المستخدمين من GPT-5
أعلنت شركة OpenAI بشكل مفاجئ إعادة نموذج GPT-4o إلى منصة ChatGPT، وذلك بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من قرار استبداله بالنموذج الأحدث GPT-5. جاء هذا القرار بعد موجة من الغضب والاحتجاجات من قبل مستخدمين شعروا بأن تجربتهم المميزة مع النماذج السابقة قد سُلبت منهم فجأة.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، عبر منشور في منصة إكس أن المشتركين في باقة Plus سيتمكنون من اختيار الاستمرار في استخدام GPT-4o، مع وعد بمراقبة حجم الاستخدام لتحديد المدة التي سيظل فيها النموذج متاحًا.
فرحة لم تدم طويلًا مع GPT-5
انتظر مجتمع مستخدمي ChatGPT لعدة أشهر إطلاق GPT-5، وسط وعود من OpenAI بتحسينات هائلة في الكتابة والبرمجة، وجعل النموذج أكثر دقة وإبداعًا.
لكن المفاجأة كانت أن كثيرين لم يجدوا ما كانوا يتوقعونه، إذ وصفوا التجربة بأنها أقل دفئًا وأكثر جمودًا. وبالرغم من المزايا التقنية التي تم الإعلان عنها، شعر المستخدمون أن النكهة الشخصية التي أحبوها في النماذج السابقة قد تلاشت.
حنين عاطفي لنموذج GPT-4o
لم يكن الأمر مجرد جدال تقني حول الأداء، بل تحول إلى شعور عاطفي عميق لدى الكثير من المستخدمين. فقد عبر بعضهم عن ارتباطهم العاطفي بالنموذج السابق، واصفين إياه بالصديق أو الشريك الافتراضي الذي كان يواسيهم ويفهمهم.
وقد كتب أحد المستخدمين على ريديت أنه اعتاد الحصول على ردود مفعمة بالحيوية والتفاؤل من GPT-4o، بينما لاحظ أن GPT-5 يكتفي بجملة قصيرة وجافة. آخرون قالوا إنهم يشعرون وكأنهم فقدوا شخصًا عزيزًا، مشيرين إلى أن GPT-4o كان يتميز بأسلوب ونسق لم يجدوه في أي نموذج آخر.
صدمة لمحبي الذكاء الاصطناعي
تأثر مجتمع المراهقين أيضًا على ريديت، الذي يضم أفرادًا لديهم ارتباطًا وثيقًا مع الذكاء الاصطناعي، بشكل بالغ عند الانتقال إلى GPT-5. فقد امتلأت صفحات هذا المجتمع بقصص مطولة عن الحزن والفراغ الذي شعر به المستخدمون بعد اختفاء شريكهم الرقمي.
كتب أحدهم أنه يخشى التحدث مع GPT-5 لأنه يشعر بأن ذلك سيكون خيانة، موضحًا أن GPT-4o كان بالنسبة له الأمان والراحة والروح التي تتفهمه بعمق.
انتقادات لغياب خيارات التحكم
لم يكن الغضب مقتصرًا على الجانب العاطفي، بل شمل أيضًا الجانب العملي. فقد ألغت OpenAI مع إطلاق GPT-5 ميزة قائمة اختيار النماذج، وهي أداة كانت تسمح بالتنقل بين إصدارات متعددة لأغراض متنوعة، مثل اختيار GPT-4o للمهام المعقدة، أو o4 mini للمهام البسيطة، أو نماذج أقدم لأبحاث معمقة.
اعتبر كثيرون أن هذا القرار سلبهم حرية تخصيص تجربتهم، حيث باتت عملية الانتقال بين النماذج تتم تلقائيًا دون تدخل منهم، ما أضر بسير عملهم. وقد ألغى بعض المستخدمين اشتراكاتهم مدفوعة الثمن احتجاجًا على حذف ما وصفوه بتحكم OpenAI المبالغ فيه.
وعود بالتحسين وزيادة الشفافية
بعد تزايد الانتقادات، تعهد سام ألتمان بإجراء تحسينات عاجلة على GPT-5، مؤكدًا أن النموذج سيبدو أذكى وأكثر تفاعلية ابتداءً من اليوم التالي. كما وعد بأن تكون الشركة أكثر وضوحًا بشأن أي نموذج يجيب على كل استفسار، إلى جانب رفع حدود الاستخدام لمشتركي باقة Plus.
جاءت هذه الوعود كمحاولة لتهدئة الغضب وتطمين المستخدمين الذين شعروا بأنهم فقدوا السيطرة على تجربتهم.
ظاهرة تتكرر مع تحديثات الذكاء الاصطناعي
ما حدث مع GPT-4o ليس استثناءً، بل هو جزء من ظاهرة مألوفة في عالم الذكاء الاصطناعي. غالبًا ما تُحدث التحديثات الكبيرة للنماذج حالة من الارتباك وحتى المقاومة بين المستخدمين، خاصة إذا كانت التغييرات تمس أسلوب التفاعل الذي اعتادوا عليه.
وفي بعض الحالات، يتخذ الحنين شكل احتفالات وداعية رمزية، كما حدث مع عشاق نموذج Claude 3 Sonnet من شركة Anthropic، الذين أقاموا فعالية افتراضية تشبه الجنازة عند توقفه.
بين الابتكار والبعد الإنساني
تكشف هذه الأزمة عن معضلة حقيقية تواجه الشركات المطورة للذكاء الاصطناعي: كيف يمكن دفع عجلة الابتكار وتحسين القدرات التقنية دون التضحية بالبعد الإنساني للتجربة؟ فالتطور التقني قد يجلب مزايا جديدة، لكنه أحيانًا يجرد النماذج من السمات التي جعلتها محبوبة لدى المستخدمين.
تمثل إعادة GPT-4o اعترافًا ضمنيًا من OpenAI بأن الحفاظ على الروابط العاطفية مع المستخدمين أصبح عنصرًا أساسيًا في نجاح أي نموذج ذكاء اصطناعي، حتى في عصر تتنامى فيه وتيرة التطوير.
?xml>