قال نائب رئيس الوزراء التايواني تشنغ لي تشون أن حكومة بلاده سترفض مقترح وزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك بنقل إنتاج 50% من الشرائح الموجهة للولايات المتحدة إلى الأراضي الأمريكية.

أفادت وكالة Bloomberg أن لوتنيك ذكر الاقتراح خلال مقابلة مع المسؤول التايواني، قائلًا أن الولايات المتحدة أصدرت هذا الاقتراح لتقليل اعتمادها على سلاسل الإمداد الخارجية.

الرفض التايواني وتوتر العلاقات بين البلدين الحليفين

Taiwan, USA
تايوان وأمريكا - المصدر: CNN

لقد كان الرد التايواني حازمًا وسريعًا بشأن رفض المقترح الأمريكي بتقسيم إنتاج الشرائح الموجهة للولايات المتحدة بين البلدين، حيث قالت وقالت لن تقبل التقسيم، وأنه لم يكن جزءًا من المحادثات التجارية.

قال تشنغ: "لم تتم مناقشة هذه المسألة في هذه الجولة من المفاوضات، ولن نوافق على مثل هذا الشرط"، وأضاف أن تايوان تريد التركيز على التنازلات المتعلقة بالرسوم الجمركية القادمة مع المادة 232.

بموجب هذه المادة، تحقق واشنطن في مدى التهديدات التي تشكلها واردات أشباه الموصلات على الأمن القومي الأمريكي.

قال الرئيس دونالد ترامب أنه يفكر في فرض ضريبة قدرها 200% أو حتى 300% على أشباه الموصلات، مما سيؤثر بشكل كبير على كبار الصناعة مثل تايوان، والتي تمثل أشباه الموصلات 70% من صادراتها!

وفي حين فرضت الولايات المتحدة بالفعل تعريفات جمركية تبادلية قدرها 20% على السلع التايوانية، إلا أن الشرائح وأشباهها ما زالت مستثناة حتى الآن، ولكن تغير الأمر مرهون بنتيجة تحقيق البيت الأبيض.

المقترح الأمريكي يمثل تهديدًا على سيادة تايوان

Taiwan, USA
أمريكا وتايوان والصين - المصدر: The Heritage Foundation

يسلط الرفض التايواني الضوء على النقاش الحاد بين البلدين الحليفين، حيث تريد الولايات المتحدة إنتاج المزيد من شرائحها داخل أراضيها، قائلةً أنه من غير المقبول أن يتم إنتاج معظم أشباه الموصلات التي تعتمد عليها البلاد في "جزيرة تبعد 80 ميلًا عن سواحل الصين!"

كثيرًا ما تستغل تايوان مكانتها العالمية باعتبارها مصنعًا رائدًا عالميًا لأشباه الموصلات المتقدمة، مما يمنحها "درعًا سيليكونيًا"، ونقل إنتاج أكثر من 50% من الشرائح الموجهة للولايات المتحدة إلى الأراضي الأمريكية مخاطرة ليست مستعدة لتحملها، فقد تنزع الولايات المتحدة حمايتها عن تايوان ضد الصين بمجرد تأمين إمدادات الشرائح.

بيد أن التهديد الصيني لجزيرة تايوان لا يشكل خطرًا على تايوان فقط، بل على جميع دول الغرب تقريبًا، فإذا تمكنت الصين من إحكام قبضتها على تايوان، فلن يمنعها شيء عن استغلال عقود من الخبرة التايوانية في صناعة أشباه الموصلات لفرض شروطها على بقية دول العالم، خاصةً وأننا رأينا كيف يستغل الغرب هيمنته التكنولوجيا للتحكم في الدول الأخرى.