اعتقال مؤسس تليجرام بافيل دوروف في باريس.. وموسكو تستنكر
ًنقلت القنوات الإخبارية خبر إن بافيل دوروف -مؤسس تطبيق تليجرام للمراسلة ومديره التنفيذي- اعتقل في مطار بورجيه في فرنسا مساء أمس، وقالت قناة تي إف 1 على موقعها الإلكتروني إن دوروف كان مًسافرًا على طائرته الخاصة، مُضيفةً أن قرار اعتقال مؤسس تليجرام كان مُستهدفًا بموجب مذكرة اعتقال في فرنسا كجزء من تحقيق أوّلي للشرطة.
ركّز التحقيق على نقص المشرفين على تيليجرام، وأن الشرطة اعتبرت أن هذا الوضع يسمح للنشاط الإجرامي بالاستمرار دون رادع على تطبيق المراسلة، ويواجه دوروف اتهامًا مُحتملا يوم الأحد، وفقًا لوسائل إعلام فرنسية.
اقرأ أيضًا:
تليجرام بيزنس: ما هي مميزاته؟ و كيف يتنافس مع ماسنجر و تليجرام؟
مصطفى سليمان | تعرف على الشخصية العربية التي تترأس شركة Microsoft AI
يُعتبر تطبيق تليجرام المشفر -الذي يضم ما يقرب من مليار مستخدم- مؤثرًا بشكل خاص في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وهو يُصنّف كواحد من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستجرام وتيك توك ووي تشات.
أسّس دوروف -المولود في روسيا- تطبيق تليجرام مع شقيقه في عام 2013. وغادر روسيا في عام 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب الحكومة بإغلاق مجتمعات المعارضة على منصة التواصل الاجتماعي فكونتاكتي، التي باعها.
قال دوروف للصحافي الأمريكي تاكر كارلسون في أبريل الماضي عن خروجه من روسيا والبحث عن مقر لشركته والتي شملت فترات عمل في برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو: "أفضِّل أن أكون حرًا بدلاً من تلقّي الأوامر من أي شخص".
بعد أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في عام 2022، أصبح تليجرام المصدر الرئيسي للمُحتوى غير المُفلتر -وأحيانًا المضلل- من كلا الجانبين حول الحرب والسياسات المُحيطة بالصراع.
أصبحت المنصة ما يسميه بعض المُحللين "ساحة معركة افتراضية" للحرب، يستخدمها بكثافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولوه، فضلاً عن الحكومة الروسية.
كما أصبح تطبيق تليجرام -الذي يسمح للمُستخدمين بالتهرُّب من التدقيق الرسمي- أحد الأماكن القليلة التي يمكن للروس من خلالها الوصول إلى الأخبار المُستقلة عن الحرب بعد أن زاد الكرملين القيود المفروضة على وسائل الإعلام المُستقلة بعد غزوه لأوكرانيا.
قالت وزارة الخارجية الروسية إن سفارتها في باريس توضّح الوضع حول دوروف ودعّت المنظمات غير الحكومية الغربية إلى المُطالبة بالإفراج عنه.
بدأت روسيا في حجب تليجرام في عام 2018 بعد أن رفض التطبيق الامتثال لأمر قضائي بمنح أجهزة أمن الدولة إمكانية الوصول إلى الرسائل المُشفرة لمُستخدميه.
تسبب هذا الإجراء في انقطاع العديد من خدمات الطرف الثالث، ولكن لم يكن له تأثير يُذكر على توفر تليجرام هناك. ومع ذلك، أثار أمر الحظر احتجاجات حاشدة في موسكو وانتقادات من المُنظمات غير الحكومية.
اعتقال مؤسس تليجرام
قالت قناة تي إف 1 إن دوروف المقيم في دبي كان مُسافرًا من أذربيجان وتم القبض عليه حوالي الساعة 8 مساءً، وقال دوروف -الذي قدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 15.5 مليار دولار- إن بعض الحكومات سعّت إلى الضغط عليه لكنه يريد أن يظل التطبيق "منصة مُحايدة" وليس "لاعبًا في الجغرافيا السياسية".
ومع ذلك، دفعت الشعبية المُتزايدة لتطبيق تليجرام إلى التدقيق من جانب العديد من الدول في أوروبا -بمّا في ذلك فرنسا، بشأن المخاوف الأمنية واختراق البيانات.
سارع مُمثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا -ميخائيل أوليانوف- والعديد من الساسة الروس الآخرين يوم الأحد إلى اتهام فرنسا بالتصرف كدكتاتورية، وهي لسُخرية القدر؛ نفس الانتقادات التي واجهتها موسكو عندما وضعت مطالب على دوروف في عام 2014 وحاولت حظر تيليجرام في عام 2018.
كتب أوليانوف على X: "لا يزال بعض الأشخاص السُذّج لا يفهمون أنه إذا لعبوا دورًا أكثر أو أقل وضوحًا في مجال المعلومات الدولي، فليس من الآمن لهم زيارة البلدان التي تتجه نحو مجتمعات أكثر شمولية".
قال إيلون ماسك -مالك X (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، بعد تقارير عن اعتقال مؤسس تليجرام دوروف: "إننا في عام 2030 في أوروبا ويتم إعدامك لإعجابك بميم".
قال روبرت إف كينيدي جونيور -الذي تخلى عن حملته الرئاسية الأمريكية وأيّد ترامب- على X بعد التقارير أن الحاجة إلى حماية حرية التعبير "لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى".
دعا العديد من المدونين الروس إلى تنظيم احتجاجات أمام السفارات الفرنسية في مُختلف أنحاء العالم ظهر الأحد.