مما لا شك فيه أن عام 2020 كان عاماً صعباً على الكثير من الصناعات حول العالم، ومنها بالطبع صناعة السيليكون، التي عانت بشكل واضح في تلك الفترة بسبب مشاكل التوريد وهو ما أدّى للقصور الحاصل في الإمداد الحالي بشكل ما. حيث أن صناعة السيليكون بدورها ليست مهمة سهلة، أو بسيطة. فأنت بحاجة إلى توفر جميع المستلزمات والمكونات اللازمة لعملية الصناعة في كل وقت وبشكل دائم...ويعد الماء أحد أكثر المكونات استخدامًا في صناعة السيليكون. حيث تحتاج كل عملية تقريبًا إلى ذلك ويجب أن تكون المياه متاحة باستمرار للشركة المصنعة.

ووفقًا للتقرير الصادر من رويترز ، تعاني شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC) وشركة الإلكترونيات الدقيقة المتحدة (UMC) من نقص شديد في المياه. حيث أن جزيرة تايوان في مأزق ، وذلك بسبب أن موسم الأعاصير كان معتدلاً إلى حد ما ، وهو ما أدّى لوصول إمدادات المياه إلى أدنى مستوياتها التاريخية، وهو ما تسبب في فرض قيود على المياه في جميع أنحاء الجزيرة....كما أن سعة الخزانات الطبيعية في المناطق الوسطى والجنوبية هو 20٪ فقط من إجمالي مساحة الخزانات في تايوان.

وبالتأكيد، سيُمثل نقص المياه هذا مشكلة كبيرة لشركتي TSMC و UMC ، حيث تعتمد الشركتان على كمية ثابتة من المياه لعمليات التصنيع... لذلك ومع فرض قيود على المياه ، يتعين على TSMC توفير بديل لهذا النقص للحفاظ على تشغيل منشآتها. وهذا هو السبب في أن أكبر شركة لتصنيع السيليكون في تايوان (وأحد أكبر الشركات في العالم) تقوم الآن بشراء كميات بسيطة من المياه ، يتم نقلها بواسطة الشواحن!!. حيث تتوقع شركة TSMC تعويض نقص المياه القادمة من مصادرها العادية بحمولات الشاحنات هذه.

وبالرغم من أننا لا نعرف أرقامها أو كميات هذه المياه، يمكننا أن نتوقع أن يكون استخدام المياه مرتفعًا للغاية إذا أخذنا في الاعتبار عدد الرقاقات التي تنتجها TSMC في منشآتها. ويبقى السؤال هنا، هل من الممكن أن يتسبب مثل هذه المشكلة الصغيرة في التأثير على الأسعار ؟!