• G42 الإماراتية تسعى لتنويع موردي الرقائق بعيدًا عن NVIDIA لتعزيز الاستقلال التكنولوجي.
  • مفاوضات مع Amazon AWS وMicrosoft وGoogle لجذبهم إلى حرم الذكاء الاصطناعي.
  • المشروع أُعلن خلال زيارة ترامب وصفقات تجاوزت 200 مليار دولار.
  • الإمارات تسعى لتكون مركزًا عالميًا بين الشرق والغرب في الذكاء الاصطناعي.

تتحرك مجموعة G42 المدعومة من أبوظبي بخطوات متسارعة لتقليل اعتمادها على NVIDIA التي تسيطر حتى الآن على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.

ويأتي هذا التوجه في إطار مشروع الحرم الجامعي المشترك للذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة، الذي يهدف إلى توفير بنية تحتية متقدمة للحوسبة الفائقة.

ومن خلال تنويع موردي الرقائق، تسعى المجموعة إلى بناء منظومة أكثر مرونة، قادرة على مواجهة أي تقلبات في الأسواق العالمية أو قيود تصدير قد تفرضها الظروف السياسية.

محادثات مع عمالقة التكنولوجيا الأمريكية

تجري G42 مفاوضات مع كبرى شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة من أجل أن تصبح جزءًا من المستفيدين من قدرات مركز البيانات الجديد. وتشمل قائمة الشركات Amazon AWS وMicrosoft وMeta، إضافة إلى xAI التي أسسها إيلون ماسك.

ويبدو أن Google هي الأقرب للتوصل إلى اتفاق نهائي، ما يعكس ثقة الشركات الأمريكية في جدوى المشروع وأهميته الاستراتيجية. إذ يعزز وجود هذه الأسماء الكبرى داخل الحرم الجامعي للذكاء الاصطناعي مكانته كمركز عالمي قادر على منافسة أهم المراكز البحثية والتقنية في العالم.

البحث عن شركاء جدد في صناعة الرقائق

لم يقتصر تحرك G42 على جذب الشركات المشغلة للخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، بل امتد ليشمل مفاوضات مع شركات متخصصة في تصنيع الرقائق. ويجري حاليًا التفاوض مع AMD وCerebras Systems وQualcomm لتوريد جزء من القدرة الحوسبية اللازمة للحرم.

يشكل هذا التوجه خروجًا عن الاعتماد المفرط على NVIDIA التي ظلت لعقود اللاعب المهيمن في هذا المجال. وإذا ما نجحت هذه الجهود، فإن الإمارات ستصبح من أوائل الدول التي تؤسس قاعدة حوسبية متنوعة تعزز استقلالها التكنولوجي.

إعلان المشروع خلال زيارة ترامب

جاء الإعلان عن الحرم الجامعي للذكاء الاصطناعي في مايو الماضي خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإمارات. وقد تخللت الزيارة توقيع صفقات تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار، شملت مجالات مختلفة أبرزها التكنولوجيا والطاقة.

ويكشف هذا الرقم الضخم عن حجم الرهان الاستراتيجي الذي تضعه الإمارات على قطاع الذكاء الاصطناعي باعتباره ركيزة اقتصادية للمستقبل، كما يعكس رغبة أمريكية واضحة في توطيد التعاون مع الخليج بعيدًا عن المنافسة الصينية المتزايدة.

غياب التعليق يفتح باب التكهنات

حتى الآن لم تصدر أي من الشركات المعنية تصريحات رسمية بشأن هذه المفاوضات، فقد امتنعت AMD وCerebras وQualcomm إضافة إلى G42 عن الرد على طلبات التعليق التي وجهتها وكالة Reuters.

أما NVIDIA فاكتفت برفض الإدلاء بأي تصريح حول مستقبل علاقتها مع G42. يعكس هذا الصمت حساسية الملف، خصوصًا أن سوق الرقائق يشهد منافسة شرسة بين اللاعبين الرئيسيين وسط قيود أمريكية صارمة على التصدير نحو أسواق بعينها.

انعكاسات على NVIDIA وسوق الرقائق

قد تشكل خطوة G42 ضربة غير مباشرة لهيمنة NVIDIA التي تعيش فترة ازدهار غير مسبوق مع ارتفاع الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي.

فإذا ما نجحت G42 في بناء شراكات طويلة الأمد مع منافسين مثل AMD وCerebras، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة توزيع حصص السوق على المدى المتوسط.

كما أن دخول Qualcomm التي تمتلك خبرة في رقائق الهواتف الذكية إلى مجال الحوسبة الفائقة قد يضيف عنصرًا جديدًا يغير معالم السوق. وفي الوقت ذاته، قد تضطر NVIDIA إلى مراجعة استراتيجيتها في الشرق الأوسط لتفادي خسارة أحد أكبر المشاريع الإقليمية.

البعد الاستراتيجي للمشروع الإماراتي

يتجاوز مشروع الحرم الجامعي للذكاء الاصطناعي كونه مجرد مركز بيانات، إذ يمثل رؤية إماراتية لبناء منظومة متكاملة تستقطب أفضل العقول والشركات العالمية.

ومن خلال تنويع مصادر الرقائق وجذب شركات التكنولوجيا العملاقة، تضع الإمارات نفسها في قلب السباق العالمي على الذكاء الاصطناعي.

لا ينفصل هذا التحرك عن السياسة الإماراتية الهادفة إلى تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، واستبداله باستثمارات ضخمة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة.

موقع الإمارات في خريطة الابتكار العالمي

تؤكد هذه الخطوة أن الإمارات لم تعد مجرد سوق مستهلكة للتكنولوجيا، بل تسعى لأن تكون طرفًا فاعلًا في تطويرها.

ومع تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على ريادة الذكاء الاصطناعي، قد تلعب الإمارات دور الوسيط الذي يوازن بين القوى الكبرى، مستفيدة من موقعها الجغرافي ومرونتها السياسية.

وإذا نجح مشروع G42 في تحقيق أهدافه، فإن الإمارات قد تتحول إلى مركز عالمي يربط بين الشرق والغرب في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي.