نتذكر جميعاً بداية تطبيق WhatsApp حيث كان التطبيق فور طرحه متاح للمستخدمين بصورة مجانية لمدة عام واحد على أن يكون بعد ذلك باشتراك سنوي بثمن 1 دولار أمريكي. الأمر لم يدم طويلاً فمع انتشار التطبيق بصورة كبيرة للغاية مع انطلاقة نظام اندرويد بإصداره السابق 2.3 أصبح التطبيق مجاني للجميع فيمكنك إرسال واستقبال الرسائل والصور أينما كنت ومتي أردت دون أن تتكلف أية مصاريف.

ومع تحويل التطبيق من الاشتراك السنوي إلى كونه مجاناً بصورة كاملة أثيرت حينها شكوك كبيرة حول تمويل التطبيق ومن أين يجني مطوره الأموال وإذا ما كانت جهات أخري تطلع على الرسائل وظل هذا الأمر لقرابة الثلاث سنوات حتي أشترت فيس بوك التطبيق في صفقة تعتبر الأكبر من نوعها بمبلغ 44 مليار دولار أمريكي.

مع انتقال ملكية WhatsApp إلى فيس بوك حصل التطبيق على الكثير من التحسينات والمميزات الجديدة مع الاحتفاظ بمجانية التطبيق وتقديم خاصية التشفير من الجهتين End-To-End Encryption للتأكيد على أنه لا يمكن لأحد وحتى فيس بوك الاطلاع على الرسائل المرسلة والمستقبلة. بالتأكيد الشكوك استمرت وشكك الكثير في تلك الخاصية إما لأنهم يشاهدون إعلانات على فيس بوك حول ما يتحدثون عنه على WhatsApp أو لأن برامج أخري استخدمت تلك التقنية ولكنه تم حجبها في العديد من الدول تاركة علامة استفهام أمام استمرارية WhatsApp وتوقفها هي.

وبعيداً عن تكلفة خدمة التطبيق أو شكوك الكثير من مستخدميه حول سرية رسائلهم وثمن الخدمة المقدمة إلا أن فيس بوك أصرت في الكثير من المناسبات على التأكيد على مجانية التطبيق وسرية رسائل مستخدميه ولكن وعلى ما يبدو فهذين الأمرين لن يدوما طويلاً. فبحسب تصريح Brian Acton أحد مؤسسي تطبيق المحادثة الأشهر على الإطلاق فإن فيس بوك كانت تملك نوايا لتقديم إعلانات بداخل التطبيق حتي قبل استحواذها عليه كما أنه قد صرح أيضاً بأنه قد باع خصوصية مستخدمه إلى فيس بوك فيما يبدوا أن سرية الرسائل قد تكون وهم وأن فيس بوك تتجسس عليها.

وبحسب التسريبات الأخيرة فإنه من المتوقع ومع بداية العام المقبل 2019 ستبدأ فيس بوك بوضع الإعلانات في قصص Stories بداخل تطبيق WhatsApp على نظامي iOS و Android كخطوة أولي ليكون جزء من منظومتها الإعلانية الكبيرة على أن توسع الإعلانات فيما بعد مثلما حدث مع تطبيق الصور الشهير Instagram. وبخلاف إزعاج الإعلانات فإنه من المتوقع أن تلقي فيس بوك نظرة على الرسائل المتداولة على التطبيق لتحدد اهتماماتك ونشاطاتك المختلفة من أجل الإعلانات, البعض قد يري أنه تهكماً على فيس بوك إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى ذلك خاصة بعد استقالتي كل من Brian Acton و Jan Koum أحد مؤسسي التطبيق والذي أشاروا إلى أنهم قدموا استقالتهم نتيجة خلاف حول خصوصية المستخدمين ورسائلهم.

فهل يتحول WhatsApp إلى فيس بوك جديد وتنتهك خصوصيتنا سراً هذه المرة؟