• xAI تعلن عن تسريح 500 موظف في تحول استراتيجي مفاجئ.
  • الشركة تعيد توجيه تركيزها نحو المدرسين المتخصصين بدلًا من العامين.
  • خطوة التسريح تمثل ثلث فريق وسم البيانات في xAI.
  • Grok يستهدف التفوق عبر بيانات دقيقة ومجالات متخصصة.

تشهد شركة xAI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والمملوكة لإيلون ماسك واحدة من أكبر موجات التسريح في تاريخها القصير. فقد أعلنت الشركة عبر رسائل داخلية، اطلعت عليها Business Insider، عن إنهاء عقود 500 موظف دفعة واحدة من فريق العمل المعني بوسم البيانات وتجهيزها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

جاء القرار ليلة الجمعة بشكل مفاجئ، وارتبط بما وصفته الشركة بالتحول الاستراتيجي السريع.

إعادة رسم الأولويات داخل الشركة

بدأت إدارة xAI في إعادة توجيه مواردها البشرية والتقنية نحو ما أسمته بالتوسع في مجال المدرسين المتخصصين للذكاء الاصطناعي.

وأوضحت الشركة في رسائلها الداخلية أن التركيز السابق على المدرسين العامين لم يعد مناسبًا لمرحلة النمو الحالية، وأنها ستمنح الأولوية لبرامج الذكاء الاصطناعي التي تتمتع بقدرة أكبر على معالجة مهام دقيقة ومعقدة في مجالات متخصصة.

تعني هذه الخطوة أن غالبية الوظائف العامة قد فقدت قيمتها الاستراتيجية، ما أدى إلى إنهاء عقود شريحة واسعة من الموظفين.

حجم التقليصات وتأثيرها على فرق العمل

يمثل هذا التسريح نحو ثلث فريق وسم البيانات داخل الشركة، والذي كان يضم قرابة 1500 موظف، حيث كان هذا الفريق يقوم بمهمة أساسية تتمثل في إعداد وتصنيف البيانات التي يجري استخدامها في تدريب برنامج الدردشة Grok، وهو المشروع البارز لشركة xAI في ميدان المحادثات الذكية.

يعكس فقدان هذا العدد الكبير من الموظفين تغييرًا جذريًا في البنية الداخلية للشركة ويطرح تساؤلات عن مدى اعتمادها مستقبلًا على فرق بشرية في عمليات وسم البيانات أو عن توجهها للاعتماد بشكل أوسع على أدوات الذكاء الاصطناعي ذاتية التنظيم.

الإعلان الرسمي عبر منصة X

عند محاولة وسائل الإعلام الحصول على تعليق رسمي، لم تقدم xAI توضيحات إضافية واكتفت بالإشارة إلى بيان منشور على منصة X، الشبكة الاجتماعية المملوكة أيضا لإيلون ماسك بعد استحواذه عليها في وقت سابق من هذا العام.

أوضح البيان أن الشركة ستعمل على مضاعفة عدد فريق المدرسين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي بمقدار عشرة أضعاف بشكل فوري.

وأشار الإعلان كذلك إلى بدء التوظيف في قطاعات متعددة مثل STEM والتمويل والطب والسلامة وغيرها من المجالات التي تتطلب خبرات دقيقة.

توسع في المتخصصين بدلًا من العامين

يؤكد هذا التوجه الجديد أن الشركة لم تعد ترى قيمة كبرى في المدرسين العامين الذين يقدمون تغطية واسعة لكن سطحية، بل أصبحت تبحث عن نماذج أكثر عمقا وتفصيلا في تخصصات بعينها.

يستطيع المدرسون المتخصصون تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات عالية الجودة ترتبط بمجالات محددة مثل البحوث الطبية أو الحسابات المالية أو قضايا الأمن والسلامة. وقد تمنح هذه المقاربة الجديدة Grok وغيره من منتجات xAI ميزة تنافسية أكبر أمام المنافسين مثل ChatGPT وClaude وGemini.

انعكاسات القرار على العاملين

لا شك أن هذا القرار أحدث صدمة لدى مئات الموظفين الذين فقدوا وظائفهم فجأة. فقد كان فريق وسم البيانات يمثل العمود الفقري للعمل اليومي في xAI، إذ يقوم أعضاؤه بتحليل وتوصيف كم هائل من المعلومات لتغذية خوارزميات الشركة.

لذا، فإن تسريح 500 موظف يثير تساؤلات عن مستقبل سوق العمل في هذا القطاع، حيث يواجه العاملون مخاطر فقدان وظائفهم مع تحول الشركات نحو التخصص والتقليل من الأدوار العامة. وقد يجد هؤلاء الموظفون أنفسهم أمام تحدي تطوير مهارات جديدة تتماشى مع متطلبات التخصصات الدقيقة.

الرؤية المستقبلية لشركة xAI

من الواضح أن إيلون ماسك يسعى إلى إعادة تموضع شركته في سوق الذكاء الاصطناعي عبر التركيز على الجودة بدلًا من الكم. كما أن مضاعفة أعداد المدرسين المتخصصين يشير إلى أن xAI تراهن على بناء نماذج أكثر دقة واحترافية تستطيع تقديم أداء أفضل في المجالات المعقدة.

قد يجعل هذا المسار منتجاتها أكثر جاذبية للمؤسسات الطبية والمالية والأكاديمية التي تبحث عن حلول متخصصة وليست مجرد أدوات عامة للمحادثة.

ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه المقاربة ستمنح Grok القدرة على منافسة عمالقة السوق، أم أنها مجرد مغامرة جديدة في مسيرة إيلون ماسك المثيرة للجدل.