
سوني تستحوذ على STATSports: حين يدخل هاري كين ميدان التكنولوجيا
- سوني تستحوذ على STATSports لتعزيز تقنيات تتبّع الأداء الرياضي عالميًا.
- الصفقة تجمع بين تحليل البيانات والرؤية الحاسوبية لابتكار أنظمة تدريب ذكية.
- هاري كين أحد أبرز المستثمرين في STATSports وداعم لمستقبل الرياضة الرقمية.
- الخطوة تثير تساؤلات حول خصوصية بيانات اللاعبين واستخدامها التجاري.
في خبرٍ لفت أنظار عشّاق كرة القدم والتقنية، أعلنت شركة سوني اليابانية عن استحواذها على حصة الأغلبية في شركة STATSports المُتخصصة في تتبُّع الأداء الرياضي وتحليل بيانات اللاعبين، وهي الشركة التي يُعدّ نجم الكرة الإنجليزي هاري كين أحد أبرز المستثمرين فيها. تمثّل الصفقة الجديدة اندماجًا مثيرًا بين عالَميّ الرياضة والتكنولوجيا، وتكشف عن سباقٍ متسارع نحو «الملعب الذكي» الذي تُدار فيه القرارات بالبيانات لا بالحدس.
اقرأ أيضًا: النجم كريستيانو رونالدو سفيرًا رسميًا لكأس العالم للرياضات الإلكترونية
من غرفة الملابس إلى السحابة الرقمية
استطاعت STATSports -منذ تأسيسها في عام 2008- أن تتحوّل من شركة ناشئة في أيرلندا الشمالية إلى لاعبٍ رئيسي في عالم الرياضة الرقمية.

تُستخدم أجهزتها الصغيرة -التي تُرتدى أسفل القميص- في أكثر من 800 نادٍ حول العالم بينها أرسنال ومانشستر سيتي ويوفنتوس، لقياس كل تفصيلة في أداء اللاعب: سرعته، معدّل تسارعه، المسافة المقطوعة، ومؤشرات الإجهاد التي قد تُنذر بإصابةٍ قبل وقوعها.
ولم تقتصر تقنياتها على كرة القدم، بل وصلت إلى فرقٍ كبرى في رياضات أخرى مثل الرجبي، لتصبح الاسم الأبرز في تكنولوجيا تتبُّع الأداء الرياضي. نجاحها اللافت هو ما جذب اهتمام سوني التي رأت في الشركة مفتاحًا لتوسيع نفوذها في مجال «الرياضة الذكية».
لماذا تهتم سوني بتتبُّع اللاعبين؟
قد يبدو استحواذ سوني خطوة غريبة من شركة اشتهرت بالكاميرات وأجهزة البلايستيشن، لكن الصورة أوضح ممّا تظن، تسعى الشركة لدمج خبرتها في تقنيات التصوير والرؤية الحاسوبية مع بيانات STATSports لبناء نظام شامل لتحليل الأداء الرياضي.
ترى سوني أن المستقبل الرياضي سيكون قائمًا على الدمج بين التحليل البصري والبيانات القابلة للقياس؛ فالكاميرا لن تكتفي بعرض اللقطة بل ستحوّلها إلى رقمٍ يُغذّي لوحة تحليلية لحظية داخل غرفة المدرب أو حتى في بث مُباشر للجماهير.

يقول آلان كلارك -المؤسس المشارك لـSTATSports- إن هذه الشراكة علامة فارقة في رحلة الشركة نحو جعل بيانات اللاعبين لغة الأداء الجديدة.
أمّا في الطرف الآخر، فتؤكّد سوني أن الهدف هو تطوير أدوات لا تخدم المحترفين فحسب، بل تمتد إلى الرياضيين الهواة والشباب من خلال أجهزة مُدمجة مع الهواتف الذكية.
حين يصبح العرق بيانات
وراء هذه الصفقة قصة أعمق من الاستثمارات العادية التي نسمع عنها كل يوم، فحين يرتدي اللاعب جهاز STATSports أثناء التمرين، تتحوّل كل حركةٍ إلى نبضة رقمية تُخزَّن في السحابة، فيعرف المدرب من يحتاج إلى راحة، والمحلل يعرف كيف تغيّر أداء الفريق خلال المباراة.
ومع دخول سوني على الخط، يمكن أن نرى مستقبلًا تُدار فيه المباريات كما تُدار ألعاب الفيديو، حيث تُقرأ الأرقام لحظةً بلحظة.
لكن هذه الثورة الرقمية في الملاعب تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية:
- من يملك بيانات اللاعب بعد تسجيلها؟
- هل يمكن أن تُستخدم هذه البيانات تجاريًا أو ضد مصلحة الرياضي؟
- وما حدود الخصوصية في زمنٍ أصبح فيه الأداء جسدًا مكشوفًا بالأرقام؟
هي أسئلة أخلاقية لا تقل أهمية عن الجانب التقني وقد تحدّد شكل الرياضة في المستقبل.
بين الشغف والبيانات
الصفقة التي شارك فيها هاري كين ليست مُجرّد رهان على شركة تقنية، بل على شكل المستقبل الرياضي نفسه، فالملاعب لم تعد تُدار فقط بالمهارة بل بالتحليل، والقرارات لم تعد تُتخذ بالعاطفة بل بالأرقام.
بهذا المعنى، قد لا تكون صفقة سوني مع STATSports حدث اقتصادي اعتيادي، بل لحظة فاصلة تُعيد تعريف ما يعنيه أن تكون رياضيًا في القرن الحادي والعشرين، حيث يصبح العرق هو الوقود، والبيانات هي اللغة الجديدة للعبة الجميلة.
?xml>