يعود إلينا أستوديو Team Cherry ليقدم لنا لعبة Hollow Knight Silksong، الجزء الثاني من سلسلة Hollow Knight التي أُطلقت خلال عام 2017 وتمكنت وقتها من تحقيق ردود فعل عظيمة ونالت إعجاب اللاعبين بصورة كبير جدًا.

لعبة Hollow Knight Silksong تأتي هذه المرة مع الكثير من التفاصيل الجديدة المثيرة لعل أبرزها يتمثل في بطلة اللعبة التي تدعى Hornet. ونعم، كما توقعت Hornet كانت أحد الزعماء في الجزء الأول وكانت شخصية مهمة جدًا في أحداث اللعبة.

في الوقت نفسه، عندما ننظر إلى لعبة Hollow Knight Silksong لأول مرة سوف تشعر أن اللعبة مجرد توسعة من الجزء الثاني. لكن عند الانغماس في اللعب ستجد أن التجربة مختلفة تمامًا وبها الكثير من الإضافات التي تجعل شخصيتها مستقلة ولها طابعها الخاص حتى ولو كانت جزءًا ثانيًا ضمن سلسلة.

قصة لعبة Hollow Knight Silksong

هذه المرة تأخذنا لعبة Hollow Knight Silksong إلى رحلة داخل أعماق مملكة Pharloom، حيث ننطلق في رحلة مع بطلتنا Hornet في محاولة لتخليص شعبها من استعباد إحدى الشخصيات الشريرة التي تستعمل الحرير للتحكم في رعايا المملكة.

خلال الرحلة ستقابل Hornet العديد من الشخصيات التي تتفاعل معها وستكون أعداء وحلفاء في الوقت نفسه. هنا نلاحظ أن اللعبة تقدم قصة أكثر وضوحًا على عكس الجزء الأول من اللعبة الذي كان يعطينا لمحات بسيطة عن القصة ويترك اللاعب يستنبط فكرة اللعبة.

لدينا الآن قصة كاملة لها بداية ووسط ونهاية، ونعرف دوافع وميول Hornet وفي الوقت نفسه نلاحظ اختلاف شخصيتها بالمقارنة مع بطل الجزء الأول. بطلنا في الجزء الأول كان بلا مشاعر مجرد وعاء خالي من الداخل، بل خلاص المملكة كان يكمن في التضحية بنفسه والغوص داخل أعماق مملكة Hallownest.

أما في هذا الجزء فإن Hornet مُدركة وعاقلة ولها المشاعر والأحاسيس الخاصة بها، ورحلتها داخل مملكة Pharloom تكمن في المقاومة والصعود لأعلى حتى تتمكن من تخليص المملكة من العبودية. بالطبع، هذه النقطة كانت إضافة قوية جدًا لأنني شخصيًا تعلقت بـ Hornet كثيرًا خصوصًا وأنها شخصية نبيلة ولكن حازمة وقوية على نحو متزامن.

عمومًا، القصة في Hollow Knight Silksong يمكن وصفها بالممتازة. القصة لها بُعد فلسفي كبير جدًا يمكن قياسه على الكثير من الأمور الحياتية مثل علاقة الحاكم والمحكوم أو الأسباب التي قد تدفع البشر إلى التخلي عن حريتهم عمومًا.

في الوقت ذاته، قُدمت القصة بصورة أكثر وضوحًا بالمقارنة مع الجزء الأول، نحن الآن نفهم قصة Hornet ودوافعها والهدف التي تسعى نحوه. وفي الحقيقة، وجدت دوافع Hornet رائعة وبها الكثير من الإسقاطات الفلسفية وخلال فترة اللعب اندمجت للغاية معها ووجدتها شخصية مثيرة للاهتمام أكثر بكثير من بطل الجزء الأول.

هنا أيضًا يجب الإشارة إلى أن اللعبة طويلة جدًا عكس ما تبدو عليه. وسوف تحتاج لعشرات الساعات لكي تنهي أحداث القصة عمومًا، وننصح هنا باستكشاف العالم والقيام بالمهام الجانبية ولهذا الأمر أسبابه.

نهاية فرعية في Hollow Knight Silksong

يمكنك في لعبة Hollow Knight Silksong التركيز على أحداث المهام الرئيسية، خصوصًا وأن اللعبة تعطي الآن مؤشرًا واضحًا على الاتجاه الذي يجب أن تتبعه Hornet. وإذا ركزت على المهام الرئيسية فسوف تحتاج إلى 25 لـ 30 ساعة تقريبًا حتى تصل إلى مشهد النهاية.

نهاية اللعبة دون حرق سوف تجدها جميلة وممتعة ولكنها نمطية وبلا أي مفاجئات. لكن إذا قررت القيام بالهام الجانبية واستكشاف العالم أكثر فسوف تصل إلى نهاية مخفية جديدة.

النهاية المخفية الموجودة داخل اللعبة يمكن أن نقول إنها تقدم نهاية ملحمية بمعنى الكلمة ومن الأفضل أن تختبرها؛ لذلك ننصحك باستكشاف عالم اللعبة والقيام بالمهام الجانبية لتفتح هذه النهاية المخفية المميزة.

أسلوب لعب Hollow Knight Silksong

تنتمي لعبة Hollow Knight Silksong إلى فئة ألعاب Metroidvania وتعتمد اللعبة على تقديم تجربة لعب صعبة جدًا تجعلك تشعر في بعض الأوقات أنها غير عادلة ولكن مع الاستمرار في اللعب سوف تجد أن التجربة صعبة ولكنها عادلة بشكل كبير.

اللعبة بالفعل صعبة للغاية كما أنها تعاقبك بقوة عند الموت بسبب قلة نقاط الحفظ. إذا سقطت عند نقطة معينة سوف تعيد اللعب من آخر نقطة حفظ، التي يمكن أن تكون بعيدة بدرجة كبيرة. حتى الزعماء في هذا الجزء يقدمون مستوى تحدي عالي جدًا خصوصًا وأنه يوجد بعض الزعماء يسببون خصم نقطتين من الصحة مقابل ضربة واحدة وليس نقطة واحدة.

مستوى الصحة عمومًا أحد أهم الجوانب في اللعبة بسبب قلة أماكن استعادة الصحة واحتياجك لاستخدام مورد Silk لإعادة الصحة. عمومًا، خلال فترة اللعب ستحاول دائمًا أن لا تتلقى ضربات من الأعداء وفي حالة تلقي ضربات من أعداء هامشيين سوف تشعر بغضب كبير جدًا بسبب فقدان نقاط صحة مهمة قد تحتاجها في مواجهة أهم.

القتال

تُظهر Hornet رشاقة أعلى بكثير في الحركة، فهي تقفز بحرية تامة، وتستخدم خطافها للتشبث بالجدران والتنقّل بسرعة عبر البيئات المختلفة. وفي المقابل، تمتلك شخصية قوية وحاسمة، وتوجّه ضربات حادة وسريعة تمنحها قدرة واضحة على السيطرة في القتال.

هذه الرشاقة والقوة تشعر بها أثناء القتال بالفعل، تشعر وكأنك تتحكم بقاتلة محترفة قادرة على تخطي أي خصم حتى وإن كان زعيم عملاق، لكن في الوقت ذاته يحتاج القتال إلى تناغم كبير وانغماس في اللعب حتى تكون رقصة على الشاشة وليس مجرد قتال.

يعتمد القتال في اللعبة على القفز والمراوغة لتفادي الضربات إلى جانب تصدير الضربات في التوقيت المثالي، ثم توجيه بعض الضربات للخصم. هذا الإطار هو عام جدًا ويتشابه مع الكثير من الألعاب لكن المميز هنا هو جودة التصميم وعمق أسلوب اللعب.

وعلى الرغم من صعوبة القتال، فإن فكرة استخدام مورد Silk أضافت بُعد استراتيجي للقتال نفسه. يمكنك تجميع Silk من خلال توجيه ضربات للأعداء وبهذا المورد يمكنك استعادة قدر كبير من نقاط الصحة دفعة واحدة.

هذه الفكرة أعطتني حرية كبيرة جدًا أثناء القتال، لأنه في الكثير من الأوقات كنت مُدرك أنه ما زال يوجد فرصة كبيرة جدًا لاستعادة أكبر قدر من نقاط الصحة، وفي الوقت نفسه هذه الفكرة أعطت تجربة اللعب طابعًا هجوميًا أكثر بكثير.

تخصيصات التمائم في Hollow Knight Silksong

ذكرنا كثيرًا أن اللعبة تقدم مستوى صعوبة متقدم ولكنه عادل في الوقت نفسه، هذا العدل يأتي من فكرة التمائم الموجودة داخل اللعبة حيث يمكنك تزويد Hornet بعدد من التمائم التي تجعلها تُحدث تأثيرًا معينًا.

على سبيل المثال، يوجد تميمة تقلل أي ضرر ناري إلى النصف، وهي تميمة ممتازة جدًا لمقاومة أي زعيم أو عدو يستخدم النار أثناء توجيه الضربات.

التمائم تُقسم داخل اللعبة إلى ثلاثة ألوان رئيسية هي:

  • تمنحك الحمراء هجمات إضافية محدودة الذخيرة مثل السكاكين القاذفة أو الفخاخ الشوكية الهوائية.
  • تزوّدك الزرقاء بقدرات دفاعية مثل زيادة سعة تخزين Silk أو مقاومة النار.
  • تقدم الصفراء تأثيرات دعم عامة مثل جذب المال المتساقط إليك تلقائيًا أو تحديد موقع Hornet الحالي على الخريطة.

نظام التمائم ممتع جدًا ويساعد على تخفيف صعوبة اللعبة ولو قليلًا ولكن سوف تحتاج إلى استكشاف العالم بشكل أكبر بكثير لتجميع هذه التمائم واستخدامها.

الرسوم والموسيقى

تمتلك لعبة Hollow Knight Silksong رسوم مميزة جدًا والأهم أنها ذات طابع فني ساحر. تعتمد اللعبة على الألوان القاتمة وفي الوقت ذاته تشعر أنها ملونة جدًا ولامعة جدًا.

تصميم الشخصيات مثالي جدًا وبالطبع Hornet كان لها نصيب الأسد من هذا التصميم الساحر. وعمومًا، طبقات عالم اللعبة كانت متنوعة جدًا وأخذتنا إلى الكثير من البيئات المختلفة.

أما عن الأصوات فهي أيضًا كانت مثالية والموسيقى ساحرة تجعلك تنغمس في أحداث اللعبة بشكل كبير جدًا، وبالفعل تجعل القتال أشبه برقصة ساحرة تحتاج منك إلى الانغماس في اللعب أكثر من التركيز.

الخلاصة

على عكس المتوقع تمامًا، تمكنت لعبة Hollow Knight Silksong من تقديم تجربة لعبة أكثر عمقًا وثقلًا من الجزء الأول بكثير، ومع الوضع في الاعتبار أن الجزء الأول من اللعبة كان ممتاز في الأصل. فيمكنك تخيل مدى جودة هذا الجزء.

تمكن فريق Team Cherry من تقديم لعبة ببطلة أكثر شخصية وعمق، أسلوب قتال أمتع وأكثر رشاقة وقوة، قصة أقوى بكثير من الجزء الأول، تصميم عالم وبيئة متراكبة وبها الكثير من التفاصيل. كل هذا والمزيد سوف تختبره مع اللعبة.

بالطبع، ننصح بلعب الجزء الأول إذا أردت الحصول على التجربة الكاملة من اللعبة، ولكن عمومًا إذا قررت الدخول إلى عالم اللعبة من خلال بوابة Hollow Knight Silksong سوف تكون تجربة متكاملة جدًا وممتعة جدًا، ولكن استعد لبعض الإحباطات الكثيرة بسبب صعوبة اللعبة.