كوريا الشمالية تستحوذ على 60% من سرقات العملات المشفرة في 2025
- كوريا الشمالية استحوذت على 60% من سرقات العملات المشفرة في عام 2025.
- سجل عام 2025 أعلى قيمة سرقات رقمية بإجمالي 2.7 مليار دولار.
- تطورت أساليب القراصنة مع انخفاض عدد الهجمات وارتفاع قيمتها.
- تصاعدت الضغوط السياسية الأمريكية لمواجهة غسل الأموال الرقمية.
سجل عام 2025 أسوأ حصيلة في تاريخ سرقات الأصول الرقمية، بعدما استولى مجرمون إلكترونيون على ما يقارب 2.7 مليار دولار من العملات المشفرة، وفقًا لبيانات صدرت عن شركات متخصصة في تتبع أنشطة البلوك تشين. وكشفت التقارير أن مجموعات قرصنة مرتبطة بكوريا الشمالية قادت هذا التصعيد، بعدما استحوذت على أكثر من ملياري دولار، بما يعادل قرابة 60 بالمئة من إجمالي السرقات المسجلة خلال العام.
أظهرت الأرقام تصاعدًا واضحًا مقارنة بالأعوام السابقة؛ إذ بلغت قيمة السرقات نحو 2.2 مليار دولار في عام 2024، ونحو ملياري دولار في عام 2023. وأشارت شركات الرصد إلى أن عام 2025 مثل نقطة تحول حقيقية في طبيعة الجرائم الرقمية، نتيجة انتقال القراصنة من استهداف منصات محدودة الحجم إلى مهاجمة كيانات كبرى تمتلك سيولة مرتفعة وبنية تقنية معقدة، ما ضاعف حجم الخسائر في كل عملية اختراق.
سرقات المجموعات الكورية الشمالية
تصدرت حادثة اختراق منصة بايبت، ومقرها دبي، قائمة أكبر السرقات الفردية في تاريخ سوق العملات المشفرة. استولى المهاجمون في فبراير على ما يقارب 1.5 مليار دولار من الأصول الرقمية في عملية واحدة. ونسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي هذا الهجوم إلى مجموعة قرصنة كورية شمالية تعرف باسم TraderTraitor، وتعرف أيضًا باسم Jade Sleet، وهي مجموعة مرتبطة بأنشطة سيبرانية ترعاها الدولة.
أكدت أبحاث صادرة عن شركة Chainalysis أن القراصنة الكوريين الشماليين سرقوا ما لا يقل عن 2.02 مليار دولار خلال عام 2025، مسجلين زيادة بنسبة 51 بالمئة مقارنة بعام 2024، الذي بلغت فيه السرقات نحو 1.3 مليار دولار.
رفعت هذه الأرقام إجمالي الأموال التي استولت عليها تلك المجموعات منذ عام 2017 إلى قرابة 6.75 مليار دولار، وهي أموال يرجح استخدامها في تمويل برامج كوريا الشمالية النووية وبرامج الصواريخ الباليستية الخاضعة لعقوبات دولية.
لفتت الجهات البحثية إلى أن ما ميز عام 2025 يتمثل في تحقيق هذا الرقم القياسي عبر عدد أقل من الهجمات المعروفة مقارنة بالأعوام السابقة. وفسرت ذلك بتطور أساليب القراصنة وقدرتهم على تنفيذ عمليات أكثر دقة وتعقيدًا، تستهدف خدمات كبرى وتحقق عائدًا ماليًا ضخمًا في وقت قصير.
أوضح مختصون أن الطبيعة العالمية للعملات المشفرة، وسهولة تحويلها عبر الحدود، وإتاحتها على مدار الساعة، شكلت عوامل جذب رئيسية لهذه الأنشطة.
كما شهد هذا القطاع خلال العام اختراقات كبرى أخرى عززت المخاوف المتعلقة بأمن البنية التحتية للعملات الرقمية. فمنصة Cetus اللامركزية تعرضت في مايو لخسارة بلغت 223 مليون دولار، بعدما استغل مهاجم ثغرة في مكتبة رياضية مشتركة تستخدم في حسابات السيولة.
أصاب هجوم آخر بروتوكول Balancer المبني على شبكة إيثيريوم في نوفمبر، وأسفر عن سرقة 128 مليون دولار نتيجة خطأ دقيق في طريقة التقريب داخل الشيفرة البرمجية للعقود الذكية.

تداخل السياسة مع العملات الرقمية
إلى جانب ذلك، تعرضت منصة Phemex، ومقرها سنغافورة، لاختراق في يناير أسفر عن سرقة أكثر من 73 مليون دولار، بعدما تمكن المهاجمون من استنزاف المحافظ الساخنة عبر 16 سلسلة بلوك تشين. سلطت هذه الحوادث الضوء على التحديات التقنية التي تواجه منصات التداول وبروتوكولات التمويل اللامركزي، خاصة مع الاعتماد الواسع على عقود ذكية معقدة قد تحتوي على أخطاء يصعب اكتشافها قبل وقوع الضرر.
تصاعد الاهتمام السياسي في الولايات المتحدة مع تنامي حجم الخسائر. السيناتور إليزابيث وارن وجهت رسالة في ديسمبر إلى وزير الخزانة سكوت بيسنت والنائبة العامة بام بوندي، تساءلت فيها عن مدى تحقيق السلطات الفيدرالية مع منصات التداول اللامركزية، في ضوء مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
أشارت الرسالة أيضًا إلى استخدام قراصنة كوريا الشمالية لتلك المنصات في غسل الأموال المسروقة، وطالبت بتوضيح الإجراءات الحكومية لحماية النظام المالي من الجرائم المدعومة من جهات أجنبية.
أعلنت السلطات الأمريكية في الفترة نفسها تفكيك منصة E-Note، وهي بورصة عملات مشفرة غير مرخصة، اتُهمت بغسل أكثر من 70 مليون دولار من عائدات غير مشروعة منذ عام 2017، شملت أموالًا ناتجة عن هجمات فدية رقمية. واعتبر هذا الإجراء جزءًا من جهود أوسع لتجفيف القنوات التي تُستخدم لتحويل الأموال المسروقة وإعادة إدخالها في النظام المالي.
أرى أن تصاعد قدرات القراصنة، خاصة المجموعات الكبرى المدعومة من الدول، يشكل تحديًا مستمرًا لصناعة العملات المشفرة، مع بقاء المخاطر مرتفعة في ظل التوقعات بزيادة تطور الأدوات والهجمات خلال السنوات المقبلة.