بعد أن أصابنا الملل والركود في تصميم الهواتف الذكية للأعوام القليلة الماضية وبعد أن اعتدنا على وجود النوتش القبيح كانت شركة أوبو من أولى الشركات التي تبنت تصميم الكاميرا المُنزلقة التي تستقر بداخل الجهاز وتفتح عند الحاجة إليها فقط ... هذا التصميم الرائع أتاح للمُستخدم أن يرى أخيراً كيف يكون هاتف المُستقبل الذى يحتوى على شاشة كاملة بدون أي نوتش أو أي شيء يشتتك عن رؤية المُحتوى المعروض أمامك على الشاشة.

بعد هاتف OPPO Find X تعود الشركة مرة أخرى بعدة إبداعات ولكن هذه المرة لا يكون الهاتف في الفئة العليا التي تُعتبر بمثابة حلم بعيد للكثير من المستخدمين وخاصةً مع تضخم أسعار تلك الهواتف من الفئة العليا ... فالأشياء التي كنت لا تستطيع الحصول عليها إلا بدفع ثروة صغيرة ستستطيع أن تحصل عليها الآن بسعر جيد في مستوي هواتف الفئة المتوسطة.

OPPO Reno (15)

منذ اعلان شركة أوبو عن هذا الهاتف في مؤتمر MWC السابق في برشلونة ونحن على شوق لتجربة هذا الهاتف الذى كان يجلب الكثير من الإبداعات في وقت وصلت الهواتف الذكية إلى مستوي من الركود وعدم التجديد في الإبداع ... بالطبع عند الإعلان عن الهاتف لأول مرة خلال المؤتمر لم يكن الهاتف قد اكتسب اسمه بعد ولكن أثناء المؤتمر تمكن الموجودين من تجربة الزوم الموجود بالهاتف الذى وصل إلى مدى تقريب بصري 10 أضعاف بدون خسارة أي تفاصيل.

ولكن عند حصولنا على النسخة النهائية من الهاتف لم يكن التقريب البصري هو أكثر شيء قام بإبهارنا ولكن بالأحرى التصميم الممتاز الذى تفوقت به أوبو على العديد من الشركات المُنافسة بفارق كبير.

التصميم

النسخة التي حصلنا عليها هي النسخة الأقل التي تأتي بمُعالج Snapdragon 710 لأن النسخة الأعلى التي ستأتي بالشريحة الرائدة Snapdragon 855 سيتم إطلاقها في شهر يونيو القادم ... ولكن الاختلافات بين الهاتفين في التصميم هي اختلافات طفيفة جداً تقتصر على وجود كاميرا إضافية التي تزيد الزوم البصري من ضعفين إلى عشرة أضعاف لصالح النسخة الأعلى من الهاتف.

تفتخر شركة أوبو بتصميم هذا الهاتف بشكل كبير وهو ما يظهر على ظهر الهاتف الذى مكتوب عليه Designed by OPPO ولا يمكننا أن نلوم الشركة على هذا الأمر فالهاتف يمتلك تصميم من أفضل التصميمات التي تستطيع الحصول عليها في هاتف ذكي حتى يومنا هذا.

OPPO Reno (5)

الهاتف يأتي بتصميم خلفي من قطعة واحدة من الزجاج المُنحني حيث أن الهاتف لا يحتوى على أي أجزاء بارزة في الخلف اللهم إلا قطعة صغيرة تشبه الكرة تم وضعها تحت الكاميرا لتجنب خدشها أثناء وضع الهاتف على سطح مُستوي ... مثل تلك التفاصيل الصغيرة هي التي تُميز هذا الهاتف عن غيره ... وهو المثال الذى يجب على الشركات الأخرى أن تحذو حذوه.

للوهلة الأولى قد تظن ـأن الهاتف لا يحتوى على فلاش ولكن الشركة لم تغفل عن هذه النقطة أبداً فقد قامت بوضع فلاش أمامي وخلفي في الكاميرا المُنزلقة الموجودة بأعلى الهاتف والتي تحتوي أيضاً على الكاميرا السيلفي ... فوجود تلك القطعة المُنزلقة قد ساهم في جعل الشاشة بدون أي قطعات أو نوتش قبيح يُفسد مظهر الهاتف ويجعل الهاتف يحتوي على شاشة كاملة ذات تجرُبة استخدام مُذهلة.

OPPO Reno Slider

الهاتف يحتوي على زر الطاقة بالجانب الأيمن من الهاتف ويأتي بلون أخضر يميزه عن باقي جسم الهاتف ويعطيه شكل مميز ... أزرار رفع وخفض الصوت تأتي في الجانب المقابل وهو أمر قد يفضله بعض المستخدمين ولكن شخصياً أُفضل أن تكون الأزرار كلها في جانب واحد من الهاتف ولكن هذا الأمر يخضع للتفضيلات الشخصية.

القطعة المُنزلقة تأتي بموتور يتحكم بعملها عند التقاط صورة سيلفي .. فتح الفلاش أو فتح القفل باستخدام الوجه ... لكن التغيير الجذري في هذا الهاتف عن OPPO Find X هو أنك لن تحتاج لأن تفتح تلك القطعة بشكل مستمر فالهاتف يحتوي على بصمة مُدمجة بالشاشة لتُغنيك عن فتح الهاتف باستخدام الوجه كما كان الحال مع هاتف OPPO Find X كما أن تلك القطعة أيضاً لا تحتوي على الكاميرا الرئيسية فلن تحتاج أن تفتح تلك القطعة كل مرة أردت استخدام الكاميرا وسيكون فتحها مُقتصراً على استخدام الكاميرا السيلفي أو الفلاش وهو ما يزيد من عمر الموتور الذي يتحكم في تلك القطعة بشكل كبير.

وجود القطعة المُنزلقة تلك كان لها عيب  على الهاتف وهي أنها قد زادت سُمك الهاتف قليلاً عن المُعتاد لتتمكن أوبو من وضع تلك القطعة بالهاتف ولكن الأمر لم يصل إلى سُمك الهاتف Mi Mix 3 الذى كان يأتي بسُمك كبير جداً عن المُعتاد بسبب وضع الشاشة بشكل منفصل عن باقي مكونات الهاتف كما أنها عامل جذب كبير للأتربة التي تستقر بداخل تلك القطعة وقد تصل لداخل الهاتف ... الشركة ضحت أيضاً بمقاومة الماء والغبار في سبيل وضع تلك القطعة فى الهاتف مع وجود تلك القطة المُتحركة والتي من الصعب عزلها عن الماء والغبار.

استخدام البصمة المُدمجة تحت الشاشة مكن الشركة من استخدام تصميم مُمتاز مثل ذلك الذى نراه في هذا الهاتف بدون أى فتحات في ظهر الهاتف.

 

الشاشة

لم تبخل شركة أوبو على هذا الهاتف حيث أنها قامت بتزويده بأفضل شاشة تستطيع الحصول عليها وهي شاشة أموليد بدقة 1080*2340 بقياس 6.4 بوصة لتعطي كثافة بيكسلات 402 بيكسل في البوصة.

بالطبع لا تعاني الشاشة من أي قطعات أو أي تشتيت للمُحتوي الذى ستشاهده على الهاتف فقط 6.4 بوصة من المُحتوى الكامل بنسبة استحواذ 93% ... أما عن الحماية فالشاشة تمتلك طبقة الحماية ذات السُمعة الممتازة Corning Gorilla glass 6 وهي أحدث نسخة من طبقة الحماية الأقوى للهواتف الذكية.

OPPO Reno (10)

تجربة الشاشة كانت مُمتازة خاصة إذا كنت من هواة مُشاهدة الأفلام والمُسلسلات أو اللعب على هاتفك فستحصل على تجربة مثالية خاصة مع احتواء الهاتف على منفذ سماعات تقليدي 3.5 مم فستكون قادراً على شحن الهاتف ووضع السماعة في نفس الوقت.

الشاشة ذات اضاءة جيدة جداً ولن تواجه أي مشكلة في استخدامها تحت أشعة الشمس وهو المُعتاد من تلك الشاشات من نوع أموليد.

الكاميرا

الهاتف يأتي بكاميرا 48 ميجابيكسل بالإضافة إلى كاميرا 5 ميجابيكسل لاستشعار العُمق وإضفاء تأثير العزل على صور البورترية ... في الحقيقة لن تُمثل لك الزيادة في عدد الميجابيكسل في كاميرا الهواتف الذكية بالضرورة زيادة في جودة الكاميرا وذلك بسبب أن الحساس الذى يأتي في الهواتف الذكية عموماً يكون ذو حجم صغير على العكس من الكاميرات الاحترافية.

على أي حال تأتي الكاميرا الأساسية في هاتف أوبو رينو بجودة ممتازة , تشبع لوني جيد ومدي ديناميكي ممتاز في الإضاءة الجيدة ... هناك أيضاً وضع التصوير الليلي من أوبو والذي يقلل من مستوي التشويش الذى قد يحدث في الصور التي تلتقطها في الإضاءة الضعيفة ويُحسن الجودة العامة للصور أيضاً

هذه النسخة من الهاتف لا تحتوي على مستوى التقريب الكبير الذى يصل له النسخة الأعلى ولكنه أيضاً يحتوى على مدى تقريب بصري وصل حتى الضعف (2X)

الكاميرا تُعطي عزل ممتاز في وضع البورترية مع الاعتماد على الكاميرا المُخصصة لتحسس العُمق وتحديد الأطراف بشكل فعال.

الكاميرا السيلفي في هاتف OPPO Reno هي كاميرا ممتازة أيضاً بالنسبة للهواتف المتوسطة حيث أنها تُعطي حدة جيدة ومُستوى ألوان جيد بالنسبة لما يتعلق بلون البشرة والذي تعاني معه بعض الشركات الصينية في ضبط مستوى لون البشرة.

لا يوجد نمط تصوير ليلي في الكاميرا السيلفي ولكن الشركة تعوض المُستخدم عن ذلك عن طريق الفلاش الأمامي الموجود بداخل القطعة المُنزلقة بالهاتف.

نظام التشغيل وتجرُبة الاستخدام

من ناحية الأداء فالهاتف لا غبار عليه بفضل العتاد القوي والمواصفات الممتازة التي يحملها سواء كنت ستختار النسخة الأعلى من الهاتف التي تأتي بالمُعالج الأقوى في عالم الهواتف الذكية حتى يومنا هذا Snapdragon 855 أو ستختار النسخة الأقل بمُعالج Snapdragon 710 والذي يعتبر الخليفة الشرعي للمُعالج Snapdragon 660 وهو يُعطى أفضل أداء في هواتف الفئة المتوسطة ... ضع في الحسبان أن الهاتف يأتي بنسختين أما 6 جيجابايت من الذاكرة العشوائية أو 8 جيجابايت وستجد أن الهاتف يعطي أداء مُمتاز في جميع المهام والألعاب.

يعتمد الهاتف على نظام تشغيل أندرويد الأحدث Android Pie 9.0 مع واجهة تشغيل أوبو الخاصة Color OS 6 والذى يضفي العديد من المزايا مثل القائمة الجانبية التي تحتوي على عدة تطبيقات لتستطيع أن تصل اليها بسرعة مثل ما هو موجود مع هواتف سامسونج.

واجهة التشغيل تحتوي أيضاً على عدة إيماءات لتساعدك على القيام ببعض المهام بسهولة ويُسر مثل التقاط صورة للهاتف أو التحول إلى وضع تعدد التطبيقات.

تحتوي الواجهة أيضاً على وضع مُخصص للألعاب يسمى بوضع Game space والذى يمنحك تجربة لعب أفضل عن طريق منع الاشعارات والمكالمات من مقاطعة لعبك ... كما أنه يساعدك في التركيز أكثر في اللعبة عن طريق تثبيت مُستوى الإضاءة في حالة كان وضع الإضاءة التلقائي مُفعل عن طريق النظام.

ولكن مع كل تلك الإضافات تأتي الضريبة على حساب استهلاك الذواكر التى تعاني من سرعة امتلائها خصوصاً عند استخدام عدة تطبيقات والتنقل بينهم.

البطارية وسرعة الشحن

الهاتف يأتي ببطارية بسعة 3800 ميللي أمبير وستكفيك لاستخدام يوم كامل فى حالة كان استخدامك للهاتف متوسط ويأتي الهاتف بشاحن VOOC Charger ذو قدرة 20 واط ليُعطي سُرعة شحن سريعة وصلت إلى 28 بالمائة خلال 15 دقيقة ونسبة 51 بالمائة خلال نصف ساعة ... هذه السرعة لا ترتقى بالطبع لسرعة شحن هواتف هواوي التي تمتلك في بعض الأحيان على شاحن بقدرة 40 واط وهو الذى يمكنها من الوصول إلى سرعة شحن لا تُضاهى.

الخاتمة والسعر

لا شك أن شركة أوبو الآن تُعتبر هى الرائدة في تصميمات الهواتف الذكية ومن الجيد أن نرى مثل هذا النوع من التصميمات يأتي في مُستوى الهواتف المتوسطة لتتمكن من شراء هذا الهاتف بدون ان تدفع ثروة صغيرة فالهاتف متوافر بسعر 1899 درهم اماراتي أو ريال سعودي وهو سعر مُمتاز بالسنبة لما يقدمه الهاتف من مزايا خاصةً من جهة التصميم والتي تتفوق بها أوبو من سنة لأخرى وتُرسى معايير جديدة للهواتف الذكية وتصميماتها العصرية.