معلومات سريعة
Age of Empires IV
October 28, 2021
Relic Entertainment
Xbox Game Studios
PC, Xbox Cloud Gaming
لقد صدر جزء جديد من لعبة Age of Empires.
جملة يتحمس لسماعها الكثير من عشاق الالعاب الاستراتيجية وخاصة من نوع RTS، ولم لا فهذه اللعبة تُعد أحد أيقونات هذا النوع من الألعاب، فقد صدر الجزء الأول من سلسلة Age of Empires في عام 1997.
في هذا الوقت كانت الألعاب الاستراتيجية رائجة بشكل كبير جداً وهي النوع الأشهر بين الألعاب لذلك رأينا العديد من الالعاب الاستراتيجية تنطلق في الأسواق، وعلى الرغم من كمية المعروض إلا أن كل لعبة تقريباً كان لها شخصيتها المستقلة تماماً وتجربة اللعب التي تميزها.
أنا هنا لا أتحدث عن اختلاف العصور والرسوم بل اتحدث عن طريقة تقديم اللعبة ككل والأفكار الموجودة بها، فيمكن القول بأن الألعاب الاستراتيجية في هذا الوقت تميزت بهويتها المستقلة التي أعطتها قيمة وثقل.
الآن في عام 2021 يصدر جزء جديد من سلسلة Age of Empires جزء جديد تماماً ليس نسخة ريميك أو ريماستر بل جزء أصلي جديد من تطوير فريق Relic Entertainment ونشر شركة Xbox Game Studios، واليوم سننطلق لنحلل اللعبة من جميع جوانبها ونرى إذا تمكن الجزء الجديد من المحافظة على إرث السلسلة الأسطوري أم لا.
أطوار اللعب.
طور المهمات.
أحد العوامل التي ساعدت على تكوين هوية لهذه السلسلة هي المهمات التي تقدمها لنا مع كل جزء، وفي الجزء الجديد اللعبة تقدم طور مهمات يحتوي على 4 مسارات:
- The Normans
- The Hundred Years Wars
- The Mongol Empire
- The Rise of Moscow
من الواضح من أسماء المسارات أن المهمات تناقش مواضيع تاريخية حقيقية مثل حرب المائة عام أو فترة صراع الملك هنري على منطقة الإدارة النورماندية، أو قيام حضارة المغول أو روسيا.
الأحداث تاريخية حقيقية فهي لا تأخذ الحقب الزمنية كغطاء لها فقط بل أن المهمات تقدم لك معارك حقيقية ومهمات مرتبطة بالحدث بشكل تاريخي واقعي وهو أمر ممتاز يشعرك دائماً أنك موجود داخل قلب هذا الحدث.
أما عن تصميم المهمات نفسها فأعتقد كون أنها مبنية على أحداث حقيقية زاد تنوعها ومتعتها وارتباطي كلاعب بها، على سبيل المثال في معظم الألعاب من هذه النوعية تجد جميع المهمات مبنية على فكرة بناء مدينتك والتخلص من العدو في تسلسل أحداث معين.
لكن الأمر مختلف هنا في Age of Empires لأنك تختبر حدث حقيقي فمثلاً ستجد مهمات تقوم أنت فيها بالغزو والهجوم، ومهمات أخرى تدافع فيها عن أحد الحصون، ومهمات أخرى لن تحتاج فيها إلى البناء أصلا وتجميع الموارد وتنصب بشكل كامل على إدارة المعركة والقتال.
أحد أفضل المميزات في طور المهمات هو أن اللاعب يتمكن من فتح بعض العناصر المصورة كلما قام بتخطي مهمة معينة في أحد المسارات، وهذه المقاطع المصورة تخبرك الكثير من المعلومات التاريخية حول الحقبة الزمنية التي تلعب بها، أو معلومات حول الاسلحة التي كان يتم استخدامها في هذا الوقت وطريقة بناء القلاع والحصون.
الأمر أشبه بمكتبة أفلام وثائقية كبيرة تحصل عليها كلما تقدمت في اللعب، في بداية الأمر وجدت أن هذه الفكرة لا فائدة منها وكنت أفضل في البداية أن يتم صناعة مشاهد سينمائية مخصصة لطور القصة تربطني به أكثر، ولكن مع مرور الوقت وجدت نفسي شغوفاً بهذه المقاطع الوثائقية وحرفياً أصبحت مشاهدة هذه المقاطع هي أول شيء أفعله بعد الانتهاء من أحد المهمات، حيث أقوم على الفور بفتح المقاطع وأبدأ في التعرف على الكثير من المعلومات التاريخية مثل أماكن الحصون وطريقة القتال في هذا الوقت واستعمال الأسلحة.
عيب وحيد!
طور المهمات كان يوجد به عيب وحيد، وهو أن مسار The Normans ومسار The Hundred Years of War يتشابهون من حيث الحضارات المتنازعة أي أنك تلعب بنفس الوحدات القتالية والمباني في المسارين تقريباً خصوصا وأنه لا يوجد فرق كبير بين الإنجليز والفرنسيين، وأعتقد أنه كان لابد أن يتم تغيير أحد هذه المسارات بحضارة أخرى لزيادة التنوع.
عندما انتهيت من مسار The Normans وبدأت في مسار The Hundred Years of War وجدت أنني سألعب مرة أخرى بنفس نوعية الجنود والمباني ونفس الحقبة المكانية، وهو الأمر الذي أشعرني بقليل من الملل وجعلني أغلق المسار وانتقل بشكل مباشر إلى مسار The Mongol Empire لاختبار حضارة جديدة بأحداث جديدة.
طور لعب Skirmish.
اللعبة بالطبع تحتوي على طور اللعب الأشهر في هذه النوعية من الألعاب وهو الطور الذي يمكنك من الدخول في مباريات استراتيجية، والطور في هذا الجزء يحتوي على معظم الأنماط المعروفة مثل 1 ضد 1، اللعب بجانب حليف من الذكاء الاصطناعي، اللعب بعدد أقل من الخصم، أو اللعب في خريطة يتحارب فيها الجميع ضد بعضهم، والكثير من الأشكال المعروفة الأخرى.
كما يمكن تخصيص معايير الفوز والخسارة، تحديد عصر بدء اللعبة، اختيار الخريطة التي ستلعب عليها وإذا كانت ستكون مكشوفة من بداية اللعب أم لا.
وعلى ذكر الخريطة فإن الخرائط في هذه اللعبة تأتي مع بعض الخصائص المميزة فمثلاً تجد خريطة تتميز بوجود الخشب بكثرة، وأخرى تتميز بوجود الحجارة، خريطة يوجد بها مساحات كبيرة من المياه وتعتمد بشكل كامل على السفن، وخريطة آخرى تحتوي على ممرات استراتيجية هامة يجب السيطرة عليها، والكثير من الخصائص المميزة الأخرى.
طور لعب Art of War.
هذا الطور عبارة عن مجموعة من المهمات الصغيرة التي يجب تأديتها وفق ظروف معينة وكلما تمكنت من تحقيق أرقام جيدة كلما حققت ميدالية أفضل، حيث يمكن الحصول على ميدالية برونزية، فضية، أو ذهبية.
الطور يقدم عدد جيد من المهام السريعة التي تختبر مدى إلمامك باللعبة بشكل عام وبعناصر اللعب الاستراتيجي عموماً.
طور اللعب الجماعي.
تحتوي اللعبة على طور لعب جماعي يمكن اللاعبين من اللعب ضد بعضهم البعض، أو حتى اللعب سوياً ضد الذكاء الاصطناعي، وعموما اللعبة تحتوي على نظام اونلاين كامل يحتوي على مباريات عادية وأخرى رانكد، كما يوجد في اللعبة مهمات يومية يمكنك عبرها زيادة مستوى حسابك وفتح Masteries خاصة بكل حضارة.
أسلوب اللعب.
كل حضارة مميزة.
اللعبة تحتوي على 8 حضارات والطبيعي في أي لعبة استراتيجية أن تكون كل حضارة لها السمات المميزة، وتعودنا دائماً من هذه السلاسل أن توجد حضارة متميزة بالزراعة، أخرى بالكثافة السكانية المرتفعة، أخرى بقدرتها على تجميع المعادن.
وهذا الأمر موجود أيضاً في لعبة Age of Empires IV ولكن الجديد هنا أن هذه المميزات تراها بعينك أثناء اللعب بشكل ممتاز فهي ليست مجرد Buff خفية تميز كل مملكة.
الآن الاختلافات المميزة واضحة جداً ولها تأثير كبير على أسلوب اللعب بل ولها بعد استراتيجي مؤثر أثناء اللعب، على سبيل المثال مملكة المغول لديها العديد من المميزات وأحد هذه المميزات هي الترحال.
إذا لعبت بمملكة المغول وقمت بوضع أي مبنى على الخريطة فإن هذا المبنى يمكن تفكيكه ليحول إلى عربة وتقوم بإعادة وضعه في أي مكان أخر دون الحاجة إلى أي مصاريف أو تكاليف ودون الحاجة إلى عمالة تقوم بهذا الأمر، وعند تحول المبنى إلى عربة فإنه لا يأخذ من السعة السكانية المسموح بها.
نحن هنا نتحدث عن ميزة جوهرية في أسلوب اللعب قد تؤثر على استراتيجية اللاعب بشكل كامل وتعطي الحضارة مذاقاً خاصاً مميز عن باقي الحضارات.
الأمر يمتد معنا إلى باقي الوحدات العسكرية أو الاقتصادية، فكل مملكة تمتلك بعض الوحدات المميزة التي لن تجدها في أي مملكة أخرى، وهذه الوحدات قادرة على القيام بمهارة معينة أثناء القتال، فعلى سبيل المثال رماة الأسهم لدى الأنجليز قادرون على وضع المتاريس أمامهم لزيادة حمايتهم.
معارك استراتيجية عميقة.
قد يختلف معي البعض في هذه النقطة، ولكني لا احب المعارك في سلسلة Age of Empires لأنني أشعر دائماً أنها معارك عشوائية وتفتقد إلى الاستراتيجيات، فاللعبة عموما تعتمد على سباق الموارد بشكل كبير جداً.
لكن في Age of Empires IV الأمر مختلف تماماً لأن المعارك هنا لها بعد استراتيجي كبير جداً، كالمعتاد اللعبة حافظت على نظام الحجر ورقة مقص الموجود في معظم الألعاب الاستراتيجية، فكل وحدة من الوحدات لها نقاط قوة ونقاط ضعف وكل وحدة تستطيع القضاء على وحدة أخرى.
الجديد هنا هو تفاعل البيئة المحيطة مع هذه الوحدات فمثلاً رماة الأسهم يكتسبون مدى رؤية أكبر عند وقوفهم أعلى تلة أو جبل، ونفس رماة الأسهم تأثيرهم أقل عند محاولة قتل أحد الجنود فوق جدارعالي.
الأمر الجديد أيضاً هو المهارات التي يمكن تأديتها خلال المعركة فاللعبة تحتوي على شخصيات مميزة في طور القصة وهم الأمراء والفرسان الذين تدور حولهم الأحداث وهي فكرة ليست جديدة بل موجودة في الأجزاء السابقة ولكن هؤلاء الفرسان لديهم مهارات يمكن الاستعانة بها أثناء القتال.
أثناء القتال ستفاجئ بأهمية هذه القدرات وكيف يمكن استخدامها في توقيتات معينة وبحساب دقيقة لكي تستفيد منها الاستفادة القصوى، كما أن اللعبة تلتزم بمبدأ الورقة حجر مقص بشكل كامل الأمر الذي يعطي اللعبة بعد استراتيجي.
فمثلاً قد تهجم بجيش كبير من الخيالة على مجموعة صغيرة من جنود الرماح وتجد أن جيشك تكبد خسائر فادحة هذا لأن الخيالة لا تستطيع مواجهة الرماح في أرض المعركة ولن يشفع لهم العدد الكبير الذي تهاجم به.
أدوات الحصار والدفاع.
للأسف أحد أبرز عيوب اللعبة هي أدوات الدفاع، وأنا هنا لا أتحدث عن الحضارات التي لا تمتلك وسائل دفاع مثل المغول الذين لا يمكنهم بناء أسوار، لكني أتحدث عن الممالك العادية التي تمتلك وسائل دفاع.
للأسف الشديد اللعبة لا تحتوي على الكثير من وسائل الدفاع فأنت يمكنك بناء سور وبوابة وبعض الأبراج فقط ويغيب عنها أي وسائل دفاعية معروفة مثل الحراب والزيت المغلي والأسهم النارية.
أيضاً عملية بناء الأسوار مرهقة جداً وستجد اللعبة ترفض وضع الأسوار في الكثير من الأماكن الأمر الذي يترتب عليه تصميم شكل مشوه لقلعتك عكس ما يدور في ذهنك.
أما بالنسبة لأدوات الحصار فهي محدودة جداً هي الأخرى ولكنها أقوى من وسائل الدفاع عند المقارنة لأنه يصعب جداً مواجهة هذه الأدوات إلا بعد أن تصل بالفعل إلى الأسوار.
الرسوم والموسيقى.
الرسوم.
حسناً اللعبة تحافظ على نفس طريقة الرسم التي تشتهر بها السلسلة ولكن مع أخذ فارق الزمن في الاعتبار، الألوان مشبعة وزاهية بقدر كبير جداً وعالم اللعبة به الكثير من الحيوانات والأشجار والانهار التي تجعلك تشعر أنك في بيئة حية بالفعل.
أما عن تصاميم الجنود فهي ليست الأفضل حيث تفتقد إلى التفاصيل فمثلا الفارق بين الفارس والخيال ليس كبير ربما في لون الحصان ولكن لا تشعر بالفارق الكبير بينهم، الامر يظهر أيضاً عند محاولة تقريب الشاشة إلى أقصى درجة لتجد أن الجنود بلا تفاصيل جيدة، أما عن المباني فقد كان وضعها أفضل بكثير فعلى الأقل ستتعرف بسرعة على نوعية المباني في كل حضارة ولن تجد صعوبة في الوصول ‘إلى مبنى معين من النظرة الأولى حتى وإن كنت تلعب بالحضارة لأول مرة.
أما عن المشاهد السينمائية في طور المهمات، فاللعبة تحتوي على العديد من المشاهد التي تم تصويرها بكاميرا سينمائية فهي ليست مشاهد أنيميشن، والمشاهد الموجودة داخل اللعبة تأخذنا إلى المناطق الحقيقية التي دارت فيها الأحداث الحقيقية والحقيقة استمتعت جداً بهذه المشاهد.
لكن في نفس الوقت يوجد بعض المشاهد التي تستخدمها اللعبة من داخل محرك اللعبة نفسه وفي الحقيقية هذه المشاهد لم تكن أفضل ما يكون وكنت أتمنى أن يتم استبدالها ببعض مشاهد الأنيميشن عالية الدقة.
الموسيقى والأصوات.
اللعبة تحتفظ بالكثير من الأصوات الكلاسيكية من الاجزاء القديمة مثل صوت خروج عامل جديد من المدينة أو صوت فتح المباني عموماً، أما أصوات الجنود والوحدات سواء أثناء الحركة أو القتال فهي جديدة والحقيقة يمكن أن نقول أنها متوسطة.
لكن ما يرفع قيمة أصوات اللعبة بشكل كبير هي الراوية الموجودة في طور المهمات، حيث نستمع إلى المعلومات التاريخية على يد صوت راوية دافئ جداً وكنت مستمتع أثناء الاستماع لهذه الراوية.
صوتها رقيق ودافئ ومخارج الحروف لديها كانت ممتازة وجعلتني أشعر أنني أستمع إلى قصة ما قبل النوم، والحقيقة اختيار راوية كان أمر مفاجئ وممتاز ففي المعتاد يتم استعمال راوي صوته قوي ولكن في هذه المرة اختيار راوية كان اختيار موفقاً جداً.
الخلاصة.
تمكنت لعبة Age of Empires IV من تقديم تجربة تحافظ على الجذور بشكل كبير جداً فهي مألوفة لأي شخص يلعب الأجزاء القديمة، وفي نفس الوقت وضعت اللعبة العديد من اللمسات الاستراتيجية الرائعة ومحتوى اللعب الثري الذي يعجب اللاعب المخضرم.
أما عن اللاعب الجديد الذي لم يسبق له تجربة أي جزء من اللعبة، فإن اللعبة ستكون أسطورية بالنسبة له حيث تحتوي اللعبة على كم كبير جداً من الأفكار التي تراكمت على مدار الأجزاء التي صدرت مُنذ عام 1997.
في الحقيقة أخطاء وعيوب Age of Empires IV هي أخطاء هامشية جداً فنحن قد تطرقنا إلى تفاصيل التفاصيل لنجد عيب هنا أو خطأ هناك، وبالمناسبة اللعبة تحتوي على قدر هائل من التفاصيل لم نتمكن من التطرق لها في المراجعة حتى لا تطول بشكل مبالغ فيه.
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- محتوى لعب مكثف وطور مهمات أسطوري
- المعارك أصبحت أكثر استراتيجية
- جميع الحضارات موزونة وكل حضارة لها متعتها الخاصة
- أحداث طور المهمات مبني على أحداث تاريخية عظيمة
- صوت الراوية ممتاز
- واجهة التحكم الخاصة باللعبة مثالية وواضحة عكس معظم الأالعاب الاستراتيجية
- اللعبة تحافظ على إرثها وطريقتها المعروفة
العيوب
- أساليب الدفاع ضعيفة
- تفاصيل الجنود وحركتهم ليست افضل ما يكون