بعد الإطلاق المُخيب للآمال للعبة Modern Warfare 3 العام الماضي، وضع كل مُحبي Call of Duty آمالهم على فريق Treyarch وRaven لتقديم تجربة تعود بالسلسلة لمسارها الصحيح الذي جعلنا نقع في حب كول أوف ديوتي طوال تلك السنوات الماضية. لحسن الحظ، جاءت لعبة Black Ops 6 على قدر التوقعات، وأعاد لنا فريق Treyarch أمجاد الاستمتاع بالأونلاين والزومبي، مع قصة مفاجئة بأحداث ومهام مميزة جعلتني مندمجًا معها لساعاتٍ طويلة. إليكم مراجعتنا الكاملة للعبة Call of Duty: Black Ops 6.

أفضل قصة Call of Duty منذ سنوات!

تستكمل القصة أحداث Black Ops Cold War و Black Ops 1 وذكريات Black Ops 2 بعد وفاة Alex Mason حيث نلعب بشخصية جديدة كليًا ونتعاون مع Frank Woods وMarshall وبعض الشخصيات الأخرى لمواجهة خطر يُهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية. فعملاء الـ Black Ops متأكدين من وجود اختراق داخل وكالة الاستخبارات، وأن شخص من الداخل يعمل لحساب جهة أخرى من أجل تدمير أمن البلاد وفرض سيطرتهم عليها بشكل كامل عن طريق إطلاق سلاح بيولوجي إلى العلن وإصابة المواطنين به!

تقع أحداث اللعبة في فترة حرب الخليج بين العراق والكويت ونزور البلاد العربية أكثر من مرة على مدار أحداث القصة من أجل تتبع صدام حسين، الذي يكون -بشكلٍ ما أو بآخر- متورط في عمليات فرقة البانثيون التي تنوي السيطرة على الولايات المتحدة، فهل صدام حسين فعلًا له دور، أم لفقت له التهمة لتحويل الأنظارعن بعض الشخصيات الأخرى؟

القصة هذا العام رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقدمت مجموعة من الشخصيات الجديدة المميزة التي تتطور على مدار ثماني ساعات تقريبًا. نعم، قصة Black Ops 6 هي الأطول في تاريخ السلسلة تقريبًا وتستمر لقرابة ثماني ساعات أو أكثر حسب طريقة لعبك مع مجموعة ضخمة من المهام المُنوعة. اللعبة أعادت لنا أيضًا بعض الشخصيات المُفضلة من السلسلة مثل Woods و Adler واللذان ضافا للأحداث وجعلا القصة أكثر روعة وجمالًا مما كنا نتوقع!

تصميم المهام في Black Ops 6 فجأني، فكل مهمة تقريبًا لها طابع مختلف بأفكار جديدة ومُبتكرة، مع وجود بعض المهام المتعلقة بإجراء التجارب على البشر والاستيلاء على العقل بالطبع كما اعتدنا من سلسلة بلاك أوبس، وتلك المهام في حد ذاتها جعلت من اللعبة تجربة رائعة مالت إلى لرعب في بعض الأحيان، مما أضافى عمقًا على التجربة ككل. تحتوي اللعبة على 11 مهمة ولن تشعر بملل وأنت تلعب أي واحدة منهما. واستطاع فريق Raven أن يُخرج اللعبة بطريقة إبداعية جعلتني لا أستطيع القيام من على حاسوبي، ولم أستطع مقاومة اللعبة وختمتها كلها على مرتين فقط.

لكن هذا لا يعني أن تجربة القصة مثالية، فلم أُعجب بطريقة تنظيم المهام في بعض الأحيان. على سبيل المثال، ستجد القصة تتقدم وتتقدم وتتقدم وتزداد في التسارع والأكشن وفجأة كل هذا يهبط دون سابق إنذار وتجد نفسك في مهمة تخفي وتسلل لم تتوقع وجودها أساسًا بعد كل التطور الذي شهدته في المهام السابقة. أيضًا، شعرت بأن القصة أطول من اللازم قليلًا وأن بها بعض التمطيط، وكان من الممكن اختصار بعض المهام للنصف تقريبًا بدلًا من القيام بالشيء نفسه لمدة نصف ساعة متواصلة. لكن عمومًا، قصة Black Ops 6 من بين الأفضل في السلسلة وأعادت ذكريات الأجزاء القديمة، لذلك ننصح بتجربتها.

مالتي بلاير Black Ops 6 ممتع، لكن تصميم الخرائط ليس الأفضل

أول شيء ستلاحظه عندما تفتح أونلاين Black Ops 6 هو الحركة. تعتمد الحركة في اللعبة على نظام جديد كليًا طوره فريق Treyarch يُدعى Omni Movement وهي إمكانية التحرك على مدى 360 درجة دون أي إعاقة من اللعبة. كان النظام بالنسبة ليّ رائعًا رغم أنني استغرقت وقتًا حتى أتعود عليه وأستطيع تطبيق كل الحركات الجديدة بسلاسة دون الشعور بقيامي بشيء خاطئ مثلًا، وصدقني عندما أقول لك أنني مُتّ كثيرًا حتى أتقنت نظام الحركة الجديد في اللعبة!

على عكس سلسلة Modern Warfare، فتعودنا دائمًا من Black Ops على أنها Arcady أكثر، وهذا هو الحال مع بلاك أوبس 6. الحركة أبسط وأسرع وأكثر سهولة وسلاسة من الألعاب السابقة في سلسلة Call of Duty وستستمتع بها إذا كنت من مُحبي مالتي بلاير Cold War. التحكم بالأسلحة أكثر ثباتًا وبساطة من الأجزاء السابقة ،ووقت القتل يبدو مثاليًا من وجهة نظري، مما سيجذب الكثير من اللاعبين لتجربة اللعبة مقارنةً بالإصدارات السابقة.

ترقية العتاد والأسلحة أكثر بساطة أيضًا، فكل ما عليك فعله هو إيجاد الكومبو المثالي لك بأسلحتك المُفضلة عبر وضع الملحقات التي تُزيد من سرعتك وثبات السلاح في يدك، مع شريط صغير يُحدد لك ما إذا كانت تلك الملحقات تُزيد أو تقلل من نقاط قوة محددة. بشكل عام، اللعبة تُسهل التجربة على اللاعبين ولا تُعقدهم بالكثير من المصطلحات الغريبة والأرقام المزعجة. فقط افتح اللعبة والعب واستمتع مع أصدقائك.

ستقضي وقتًا كبيرًا في نمط الأونلاين - Multiplayer؛ حيث إن اللعبة تتمكن من جذبك لتلك الفترات بسبب وجود تحديات كثيرة و Skins رائعة يمكنك فتحها لعميلك أو لأسلحتك، وكعادة كل سنة، من الممكن أن تجلس أمام اللعبة لعشر ساعات مثلًا حتى تفتح Skin مُلون لسلاحك، وهذا ليس جديد على Call of Duty، بل هو من الأشياء التي تجعل اللاعبين مهووسين باللعبة طوال السنة حتى نرى الجزء الجديد!

لكن للأسف أهم شيء في المالتي بلاير وهو تصميم الخرائط كان أسوأ شيء في اللعبة. فرغم أن Black Ops 6 تحتوي على 16 خريطة وقت الإصدار، فأن الخرائط نفسها تصميمها لم يُعجبني وشعرت في الكثير من الأوقات أن مناطق الـ Spawns غير منطقية، فمن الممكن أن تخرج من مكان وفجأة يخرج عدو آخر من ورائك مباشرةً. الخرائط مليئة بالتداخلات الغريبة التي جعلتها مُعقدة أكثر من اللازم والتنقل فيها أصبح ممل بعد مجموعة من المباريات. وشخصيًا أتمنى أن الخرائط القادمة على مدار العام المُقبل يكون تصميمها أفضل من ذلك.

أما أطوار الأونلاين، فلدينا أطوار 6 ضد 6 التقليدية التي اعتدناها، وطور جديد يجب على الفريق فيه حماية لاعب واحد من الفريق الآخر. لكن للأسف اللعبة تفتقر للـ War Modes وتجارب اللعب الكبيرة المليئة بالمركبات والدبابات والطائرات. فإذا كنت من هواة هذه الأنماط في ألعاب الأونلاين، فللأسف لعبة بلاك أوبس 6 ستكون مُخيبة جدًا للآمال بالنسبة لك. عمومًا، نحن لا نزال في بداية إطلاق اللعبة ومن المفترض أنها ستحصل على تحديثات ضخمة على مدار العام المُقبل، لذلك سننتظر المزيد من الخرائط والأطوار والأسلحة والاستماع عمومًا إلى آراء اللاعبين الذين سيلعبونها لمئات الساعات على مدار الأشهر القادمة.

وأخيرًا عودة الـ Round-based زومبي!

بعد مجموعة من إصدارات الزومبي الغريبة في الأجزاء الأخيرة من Call of Duty، قرر فريق Treyarch أخذ زمام الأمور في يده وإعادة تجربة الزومبي التي تعودنا عليها في ألعاب بلاك أوبس القديمة. فرغم أن أفكار Sledgehammer Games و Infinity Ward كانت مختلفة، فإنها لم تُعجب كل الذين يحبون الزومبي التقليدي المعتمد على الجولات المتتالية وحل الألغاز سويًا مع الأصدقاء للكشف عن القصة.

تُقدم لنا بلاك أوبس 6 خريطتي زومبي مع الإصدار، خريطة Liberty Falls وخريطة Terminus. بالطبع، ستحصل اللعبة على المزيد من الخرائط مع المواسم القادمة خلال الأشهر المُقبلة، لكننا الآن سنستمتع بخريطتين مختلفتين. الخريطة الأولى Liberty Falls تقع أحداثها  في النهار وسط مدينة، وخريطة Terminus تقع على متن جزيرة وسط البحر بها مختبرات ومعامل وهي أكثر ظلامًا ورعبًا من الخريطة الأولى. كل خريطة منهم لها ألغازها المختلفة وقصتها تتكامل بشكل مثير، وشخصيًا أحببت خريطة Terminus أكثر لأنها أكثر سوداوية وهذا ما يليق على الزومبي من وجهة نظري الشخصية!

الألغاز هنا يجب عليك فهمها مع أصدقائك ومجتمع اللاعبين وإذا تمكنت من حلها في الوقت الحالي قبل التحديث القادم ستحصل على هدية خاصة. حسنًا، ما السبب في ذلك؟ ببساطة فريق Treyarch سيُقدم تجربة لعب جديدة في الزومبي تُدعى Directed Mode حيث سيُوجِّهُك الفريق لحل الألغاز وفهم القصة بدلاً من الاعتماد على نفسك والآخرين، لذلك اجمع أصدقائك واستمتع بنمط الزومبي وحل الألغاز سريعًا للحصول على الجوائز الخاصة!

رغم أن تجربة الزومبي في بلاك أوبس 6 أعادت لي ذكريات بلاك أوبس 3، فإنها لم تستعد نفس الإحساس القديم. لا أعلم لماذا أشعر بذلك، لكن الخرائط القديمة من بلاك أوبس 2 و3 كان لها طابع خاص ومميز بتصميم بصري مذهل يختلف تمامًا عن أي شيء آخر في عالم كول أوف ديوتي. الخرائط المتاحة في بلاك أوبس 6، رغم جودتها، تبدو مشابهة لبقية اللعبة في التصميم، ولا تمنحك انطباعًا بأنها نمط خاص ومميز. لعل خريطة Terminus فقط هي الأقرب لتجربة الزومبي المثالية التي أبحث عنها.

لديّ مشكلة مع الزومبي في الوقت الحالي وهي توزيع الأعداء، فعندما تتوالى الجولات والتحديات تجد أن اللعبة تضع أمامك كمّ ضخم من الزومبيز الأقوياء بطريقة غير منطقية. بالأخص، أنك لم تستطع الحصول على الموارد والأموال الكافية لترقية نفسك وعتادك وأسلحتك في الوقت الكافي قبل ظهور كل هؤلاء الزومبي أمامك. اللعبة أصعب من الطبيعي في هذه الناحية ويجب على فريق Treyarch إعادة توزيع خروج الزومبي بطريقة أكثر منطقية لتبسيط التجربة نسبيًا، لأن ليس كل اللاعبين يستطيعون التعامل مع كل هؤلاء الزومبي في آنٍ واحد!

آخر ميزة في الزومبي أود التحدث عنها هي إمكانية اللعب بشكل منفرد الآن وحفظ تقدمك في اللعبة كأنك تلعب قصة. مثلًا، يمكنك الدخول إلى خريطة Liberty Falls والاستمتاع بتجربة الزومبي عند اللعب بمفردك وتحل جزء من اللغز وتصل للجولة العاشرة، لكن فجأة تجد اتصال هاتفي مهم أو تريد الاستراحة قليلًا. في العادة لن تستطيع فعل ذلك لأن الزومبي لا يمكن إيقافه، لكن بلاك أوبس 6 قدمت ميزة إيقاف الزومبي وحفظ التقدم إذا كنت تلعب بمفردك ثم يمكنك العودة في أي وقت واستكمال لعبتك، وهذا يُريح كل اللاعبين الذين يستمتعون بتجربة اللعبة دون مساعدة.

التجربة التقنية لـ Black Ops 6 ليست أفضل شيء..

في 2020 عندما صدرت Cold War، استخدم فريق Treyarch محرك Call of Duty القديم وقدّم تجربة تقنية ممتازة بدعم لتقنيات تتبع الأشعة ورسومات خلابة وتفاصيل مُبهرة. لعبة Black Ops 6 هي أول لعبة يستخدم فيها الاستوديو المحرك العام الذي أصبحت تستخدمه كل فرق Activision لتطوير ألعاب كول أوف ديوتي عليه، وصراحةً يستمر هذا المحرك في تخييب آمالي عام بعد عام برسومات ليست قوية بما فيه الكفاية على الجيل الحالي و Textures ضعيفة حتى على أعلى إعدادات!

عندما كان كل فريق من فرق Activision يُبدع بطريقته الخاصة كان يُقدم لنا رسومًا مثالية تليق باللعبة، وآخر مثال هو لعبة Cold War التي لا تزل تتمتع برسوم أفضل من Black Ops 6. بسبب المحرك الجديد، أصبحت كل ألعاب كول أوف ديوتي شبيهة ببعضها، وهذا هو الحال مع بلاك أوبس 6 ورغم تجربتي للعبة على أعلى إعدادات على الحاسب الشخصي، فإنها كانت لا تزل تفتقر لبعض التفاصيل التي ميزت سلسلة بلاك أوبس قديمًا.

هل هذا يعني أن رسومات اللعبة سيئة؟ بالتأكيد لا، فالمحرك الجديد ليس سيء رسوميًا، وأعلم أن سبب استخدامه بشكل متكرر هو توحيد تجارب كول أوف ديوتي على تطبيق الـ HQ. لكني أتمنى أن يتخلوا عن هذه الفكرة في أقرب فرصة ممكنة، وعودة كل فريق ليطور لعبته بالشكل الذي يراه مناسبًا بدلاً من كون كل ألعاب كول أوف ديوتي تُشبه بعضها البعض مع اختلاف الحقبة الزمنية فقط!

لحسن الحظ يوجد تنوع كبير في تصميم البيئات سواء في مهام القصة الرئيسية أو خرائط الأونلاين Multiplayer، وكل مكان له طابعه الخاص وتصميمه المميز الذي يجعل من كل خريطة لوحة مختلفة تستكشفها وتتعود على أفكارها وتفاصيلها. القصة أيضًا كانت مميزة في هذه الناحية فتوجد مهام في مخابئ تحت الأرض ومناطق جليدية وغابات ووسط المُدن ومناطق مُدمرة بسبب الحرب، مما أضاف التنوع على التجربة ككل.

التجربة الصوتية أيضًا كانت جيدة معظم الوقت، فكل الممثلين الجدد الذين شاركوا في اللعبة أدوا أدوارهم باحترافية وقدموا لنا شخصيات ما بين مقبولة ورائعة، وأعجبتني أيضًا الموسيقى التصويرية الجديدة المبنية بشكل أساسي على زيادة الحماس عند اللاعب في كل المواقف حتى لو كنت تتخفى وتتسلل. اللعبة تأخذ طابع فيلم هوليوودي بشكل رئيسي بإخراج يُركز على زوايا الأكشن والانفجارات والأشياء التي لن يستطيع شخص عادي القيام بها. لكن واجهتني مشكلة في الصوتيات وهي أن الموسيقى أو الكلام كان يختفي بعض الأحيان وأجد الشخصية تُحرك شفتيها دون خروج أي كلام أو صوت، لكن هذه مشكلة بسيطة من الممكن حلها بتحديث مستقبلي.

آخر شيء سنتحدث عنه هو الأداء التقني والذي كان رائعًا بصراحة. جربت اللعبة على حاسوب متوسط بالمواصفات الآتية:

  • معالج Intel Core i5-10400F
  • 32 جيجا بايت من الرامات بتردد 3200 MHz
  • بطاقة رسومية Nvidia GeForce RTX 3050 8 GB

وضعت اللعبة على أعلى إعدادات ودقة 1080p للاستمتاع بطور القصة وحصلت على 60-80 إطار في الثانية معظم الوقت. أما في الأونلاين والزومبي فكنت أُركز على الحصول على أفضل أداء بإعدادات بين ضعيفة ومتوسطة على نفس دقة الـ 1080p، وحصلت على إطارات تتراوح بين 100-120 إطار في الثانية دون أي مشكلات ولم أواجه أخطاء تقنية كثيرة تُذكر في اللعبة. الأداء التقني هذا العام لا غُبار عليه من فريقي Treyarch و Raven!

في النهاية

بقصتها الأسطورية ونمط الأونلاين الممتع وعودة الزومبي إلى نظام الجولات المحبوب، استطاعت Black Ops 6 إعادة سلسلة Call of Duty على المسار الصحيح وهي تجربة ننصحكم بشرائها لأنكم ستقضون فيها مئات الساعات تستمتعون بها مع أصدقائكم. الجديرٌ بالذكر أن اللعبة مُتاحة بنسختها العادية مجانًا على اشتراك Xbox Game Pass للحاسب الشخصي وأجهزة Xbox، لذا ليس لديكم عذر لعدم تحميلها وإعطائها الفرصة التي تستحقها!