مراجعة Diablo II: Resurrected
معلومات سريعة
Diablo II: Resurrected
September 23, 2021
Blizzard Entertainment
Blizzard Entertainment
PC,Xbox One, Xbox Series X|S,PS4, PS5,Nintendo Switch
توجد دائماً ألعاب جيدة وألعاب أخرى عادية ولكن في بعض الأحيان تظهر ألعاب أسطورية يمكن أن نعتبرها إرث للشركة التي قامت بتطويرها أو نشرها، ولعبة Diablo 2 هي أحد الألعاب الأسطورية التي حفرت إسمها بالذهب في تاريخ صناعة الألعاب.
صدرت لعبة Diablo 2 لأول مرة عام 2000 من تطوير فريق Blizzard North ونشر شركة Blizzard Entertainment، ولعبة تمكنت من تحقيق نجاحات أسطورية ودخلت ضمن أشهر قوائم الألعاب مثل قائمة أفضل 50 لعبة في تاريخ صناعة الألعاب لعام 2007، واستمرت اللعبة تحصد الجوائز عاماً بعد عام حتى أصبحت إرث بالمعنى الحرفي للكلمة.
الآن في عام 2021 تعود اللعبة من جديد مع نسخة ريميك تحت عنوان Diablo II: Resurrected من تطوير ونشر شركة Blizzard Entertainment، وتأتي نسخة الريميك وهي تحمل نفس محتوى اللعب الخاص بالنسخة الأصلية على الأقل بالنسبة لقصة اللعبة وأحداثها.
عند النظر إلى نسخة ريميك للعبة بهذا الإرث، نجد أن فريق التطوير أمام تحدي صعب جداً فنحن هنا نتحدث عن لعبة مازال يوجد لها قاعدة جماهيرية مقبولة جداً حتى بعد مرور كل هذه الأعوام، فمثلا إذا ذهبت إلى منصة يوتيوب وقمت بعمل بحث عن اللعبة ستجد أن اللعبة يوجد لها العديد من المقاطع الحديثة التي تتحدث عنها.
لذلك فإن عمل نسخة ريميك من هذه اللعبة هو أمر شائك بشكل كبير جداً، فأنت هنا تتحدث عن لعبة أسطورية في وقتها والآن يجب عليك إعادة تقديم اللعبة من جديد لكي تكون أسطورية ولكن بمعايير الوقت الحالي، فهل تمكنت اللعبة من ذلك؟
لمن لا يعرف Diablo.
قبل أن نبدأ في المراجعة يجب أولاً أن نتحدث عن لعبة Diablo بشكل عام لكي نتعرف عليها بشكل أكبر إذا كنت لا تعرفها بعد، اللعبة تقدم تجربة تقلد أدوار و Hack and Slash وتأتي من منظور Upside Down.
هذه العناصر قد تبدو عامة جداً ولكن الجديد هو أن اللعبة يمكن لعبها أونلاين عن طريق الإنترنت وفي النسخة الأصلية عن طريق الشبكة المحلية أيضاً، لكي تلعب اللعبة أونلاين يجب عليك تكوين شخصية مختلفة عن الشخصية التي تلعب بها أوفلاين وهنا تأتي فكرة جديدة أخرى، عموماً طريق اللعب أونلاين تعتبر فكرة فريدة من نوعها على الأقل وقتها حيث يمكنك الانضمام إلى خادم صغير يحتوي على عدد من اللاعبين للقيام بالمهام سوياً وتجميع الغنائم.
قصة اللعبة.
لعبة Diablo II: Resurrected تحتوي على نفس المحتوى القصصي الموجود في النسخة الأصلية من اللعبة، والقصة هنا يتم تقسيمها على عدد من الفصول وكل فصل يحتوي على عدد من المهمات التي من المفترض أن تدفع أحداث القصة إلى الأمام، ومع بداية كل فصل تنتقل أحداث اللعبة إلى مدينة جديدة مع مشهد سينمائي في البداية.
في الحقيقة لا يمكن أن نتحدث كثيراً عن قصة اللعبة لأن قصة اللعبة ليست السبب التي نلعب اللعبة لأجله، فقصة اللعبة هنا بسيطة وممتعة ولكن ليست عميقة خصوصاً وأن اللعبة لا تحتوي إلا على عدد قليل جداً من المشاهد السينمائية والقصة عموما تفهمها من بعض الأحاديث الجانبية مع الشخصيات التي تقدم لك المهام.
عموما هذه النوعية من الالعاب أنت تلعبها للتمتع بتجربة تقلد الأدوار والبحث عن أفضل العتاد والأسلحة الموجودة في اللعبة وبالتالي تكوين الشخصية الأفضل في الخادم، والقصة هنا مجرد دور ثانوي جداً.
لكن إذا كنا لا نستطيع التحدث عن القصة فيمكننا التحدث عن عالم اللعبة، عالم اللعبة رائع بكل المقاييس دوما أقولها شركة Blizzard هي الأب الروحي للقصص الخيالية، هي التي صنعت الوحوش والأورك والجان في عالم الألعاب.
هذا الابداع انتقل بكل تأكيد إلى تصميم عالم اللعبة أيضاً الذي جاء ملئ بالوحوش المتنوعة التي أكسبت اللعبة رونقاً من نوع خاص يشعرك أنك أمام لعبة فريدة من نوعها.
حالة نفسية فريدة!
اللعبة كئيبة ومظلمة وتحاول دائماً أن تنقل لك الخراب والدمار الموجود في العالم بسبب ظهور الشيطان على الأرض، تصاميم الوحوش مرعب بشكل كبير وكذلك عالم نفسه كئيب جداً وقاحل حتى وإن كان متنوع.
اللعبة تأخذك تقريباً إلى كل مظهر من مظاهر الطبيعة، ستلعب بين الأشجار، الصحاري، والجبال ولكن السمة السائدة أن كل هذه الأشياء كئيبة بشكل كبير جداً.
أيضاً تعتمد اللعبة بشكل كبير جداً على فكرة الظلام فالشخصية تتحرك في بقعة صغيرة جداً من الضوء وباقي عالم اللعبة مظلم تماماً وهو الأمر الذي يجعل اللاعب يدخل في حالة نفسية مظلمة قليلاً.
الأمر يكتمل مع موسيقى اللعبة التي تميل إلى الميتال والروك قليلاً على الأقل في بعض خرائط اللعبة وهو الأمر الذي يضاعف من التجربة المظلمة الخاصة باللعبة.
بكل صراحة بعد جلوسي لفترة طويلة أمام اللعبة بشكل متواصل بدأت حالتي المزاجية تتغير للأسوأ وبدأت أصبح منجذباً أكثر لها وأكثر عصبية في نفس الوقت، وأدركت هنا نقطة هامة أن لعبة Diablo هي لعبة تستنزف الوقت بشكل كامل ولا يمكن لعبها على أنها لعبة جانبية أو خفيفة يمكن التمتع بها إلى جانب العمل أو الدراسة، بل هي لعبة تحتاج إلى تخصيص وقت كثير جداً والانخراط في لعبها لساعات طويلة.
أسلوب اللعب.
كعادة أي لعبة من هذه الالعاب تكون أكثر من شخصية وكل شخصية لها المهارات المميزة لها، وكلما تقدمت في المستوى يمكنك فتح المزيد من المهارات القتالية، وتعتمد اللعبة بشكل كامل على مستوى الصحة ومستوى السحر.
الصحة هي عدد الضربات التي يمكن للشخصية تلقيها والسحر هو قدرة الشخصية على القيام بمهارات، كل هذا كلام طبيعي ومتكرر بشكل كبير جداً في هذه النوعية من الألعاب.
لكن الفريد هنا هو طريقة التعامل مع الأعداء على الخريطة، لأن معظم هذه الألعاب تتعامل مع الأعداء بنظام الضغطة الواحدة أي أنه إذا قمت بالضغط على العدو فسيتم توجيه ضربة له وإذا قام العدو بتوجيه ضربه لك ستصيبك لا محالة ويأتي هنا دور العتاد والسلاح الذي يحدد مقدار الضربة التي توجهها أو تتلقاها.
لكن في Diablo II: Resurrected يمكنك التحرك على الخريطة لتفادي ضربات الخصم، فمثلاً إذا أطلق الخصم عليك سهم يمكنك التحرك بعيداً عنه، بل يمكنك مراوغة ضربات السيف الخاصة بالعدو وأتحدث هنا عن مراوغة تقوم بها عن طريق الفأرة وليست مراوغة تتم عن طريق مهارة معينة.
هذا النظام يجعل أسلوب اللعب حماسي جداً وممتع على الرغم من أن نوعية هذه اللعبة لا تعتمد على المهارة عموماً، فهي تعتمد على فكرة تخصيص الوقت بشكل كامل فكلما خصصت وقت أطول كلما تمكنت من تطوير شخصيتك والحصول على عتاد أفضل أما المهارة فلا مكان لها في هذه النوعية من الألعاب.
نضع في الاعتبار أن الخريطة تضم عدد ضخم جداً من الوحوش والأعداء لذلك ستجد نفسك دائما تراوغ وتحاول توجيه الضربات بشكل محسوب قليلاً أو توجه مهاراتهم والضربات الخاصة بحساب، وعموما فإن أسلوب القتال الموجود داخل اللعبة لطيف جداً وأمتع من معظم هذه النوعية من الألعاب التي تعتمد بشكل كامل على الضغط على أزرار متكررة عادة ما تكون أزرار المهارات التي تمتلكها الشخصية.
حقيبة سيئة وخريطة أسوأ.
لعبة Diablo II: Resurrected تعتمد بشكل أساسي على شاشات التحميل، الخريطة التي تقدمها اللعبة ليست خريطة عالم مفتوح مثل ألعاب الـ MMO بل هي خريطة مقسمة تتنقل بينها عن طريق شاشات التحميل الممثلة في اللعبة عبر البوابات.
وهنا تتصادم مع خريطة اللعبة الأسوأ بين خرائط الألعاب عموماً، لأن اللعبة لا تمتلك خريطة واضحة بل تمتلك خريطة تبدأ في الظهور كلما اكتشفت المكان من حولك.
الفكرة ليست جديدة ففي العديد من الألعاب تظهر الخريطة كلما قمت بالاستكشاف من حولك ولكن السيئ هو طريقة رسم الخريطة وعرضها، فهي خريطة ضعيفة التفاصيل جداً وغير واضحة على الإطلاق.
في الحقيقة بعد اللعب لساعات طويلة بدأت في الاعتياد عليها واستخدامها بسهولة ولكن هذا الاعتياد لا يشفع للخريطة وكونها واحدة من سلبيات اللعبة بشكل كبير جداً.
الحقيبة الخاصة بالشخصية هي أيضاً أحد سلبيات اللعبة بشكل كبير جداً، لأن الأدوات التي تضعها بالحقيبة تأخذ عدد من الخانات يختلف حسب حجم وشكل الأداة، وهنا تظهر أكثر من مشكلة الأولى هي أن الحقيبة يتم استهلاكها بشكل سريع جداً، والثانية هي أنك تحتاج لترتيب الحقيبة من وقت لأخر حتى تضمن أنك تستخدم الحقيبة الاستخدام الأمثل.
في الحقيقة هذا النظام شائع جداً في كثير من ألعاب تقلد الأدوار و الـ MMO ولكنه في نفس الوقت قديم جداً، وكان لابد الاستغناء عنه في النسخة الجديدة من اللعبة، خصوصاً وأن اللعبة تدرك هذه الأزمة بالفعل وتضع لك أداة يمكنها إرجاءعك إلى البلدة ومن ثم العودة بك إلى نفس المكان مرة أخرى، وهنا ستجد نفسك تستخدم هذه الأداة مراراً وتكراراً لكي تبيع الأدوات الزائدة عن حاجتك وتعود مرة أخرى لاستكمال اللعب، هذا يعني أن اللعبة تدرك بالفعل المشكلة وتحاول حلها، ولكن الأسهل لها كان أن تجعل كل خانة في الحقيبة قادرة على حمل أداة واحدة وأيضاً كان من الممكن وضع أكثر من أداة في نفس الخانة عندما يكونوا من نفس النوع.
الرسوم والموسيقى.
في الحقيقة الرسوم هي أحد أهم العوامل التي ننظر لها عند القيام بمراجعة نسخة ريميك لأن أسلوب اللعب والقصة لا يحدث لها تغير، وهنا في هذه اللعبة الرسوم انتقلت إلى مستوى جديد تماماً.
الغريب في الأمر أن رسوم النسخة الأصلية كانت ضعيفة جداً على الرغم من أن اللعبة صدرت أصلاً عام 2000، أعلم أن هذا الإصدار كان قبل 21 عاماً ولكن رسوم اللعبة الأصلية تشعرك أن اللعبة صدرت عام 1995مثلاً.
رسوم النسخة الريميك أفضل بكثير من النسخة الأصلية وبالطبع أول ما تلاحظه هو دقة العرض والفارق الكبير، أيضاً من الواضح أن Blizzard عملت على تصميم اللعبة من جديد لأن الرسوم مختلفة عموما وليس مجرد رفع لدقة العرض، بل التصاميم في حد ذاتها مختلفة بشكل كبير.
أيضاً تم العمل على واجهة المستخدم وأماكن الأدوات وما إلى ذلك والحقيقة أن التصميم الجديد أفضل بكثير من الشكل القديم، وعموما عندما لعبت على نسخة الريميك واجهت صعوبة كبيرة بعد ذلك في العودة إلى النسخة الأصلية من اللعبة، وأعتقد أن هذا الشعور هو الهدف أصلاً من أي نسخة ريميك.
لكن في نفس الوقت رسوم النسخة الريميك ليست من الجيل الجديد على الإطلاق بل يمكن اعتبارها رسوم نهاية جيل الـ PS3 حتى، فهي مازالت رسوم بعيدة كثيراً عن ما نراه حالياً، خصوصاً في طريقة حركة الشخصيات وعرض الضربات.
أما عن موسيقى اللعبة فهي ممتازة بكل المقاييس ولكن كما ذكرت سابقاً الموسيقى ممتازة لدرجة أنها قادرة على تغيير حالتي المزاجية، ونحن نتحدث هنا عن موسيقى ميتال قليلاً أو روك وشخصياً الموسيقى أدخلتني معظم الوقت في حالة توتر أو قلق وفي بعض الحالات دخلت في حالات غضب بسبب هذه الموسيقى.
لكن لا يمكن أن نقول أنها موسيقى سيئة، بل على العكس تماماً من جودة الموسيقى أصبحت تؤدي الغرض منها بشكل كامل وأكثر أيضاً.
الذكاء الاصطناعي!
مازال الذكاء الاصطناعي الخاص باللعبة يعاني من بعض المشاكل، فمن الواضح أن Blizzard لم تهتم كثيراً بهذا الجانب، ويظهر قصور الذكاء الاصطناعي عند تأجير أحد الجنود لمعاونتك لتبدأ هنا حياتك تتحول لجحيم.
الجندي غير قادر على ملاحقتك معظم الأوقات وإذا كنت تركض فبكل تأكيد سيعلق الجندي في أحد الزوايا ولن يتعقبك، أيضاً عند الدخول في معركة ستجده غير قادر على المناورة تماماً وسيظل في محله يحاول توجيه الضربات حتى وإن كان بدأ يموت.
الخلاصة.
لعبة Diablo II: Resurrected قدمت تجربة لعب ممتعة جداً ومشوقة لكل شخص يحب أصلاً الجزء الأصلي من اللعبة، كما أنها تقدم تجربة جيدة تشوق أي شخص للعبة Diablo 4 الموجودة حالياً قيد التطوير.
لكن اللعبة لن تكون تجربة ممتعة لشخص بعيد تماماً عن هذه النوعية من الألعاب لأن الريمك يُعيد تقديم العديد من العناصر بشكل مُطابق مع النسخة الأصلية التي صدرت في عام 2000.
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- أسلوب القتال مميز جداً بالمقارنة مع هذه النوعية من الألعاب
- الرسوم محسنة بشكل كبير جداً والفارق ضخم بالمقارنة مع النسخة الأصلية
- موسيقى اللعبة ممتازة وتدخلك في أجواء اللعب
- القوائم الجديدة وطريقة العرض أفضل بكثير من النسخة القديمة.
العيوب
- بعض مشاكل الذكاء الاصطناعي
- حقيبة البطل نظامها غريب
- الخريطة سيئة جداً