لطالما كانت الأجهزة اللوحية ذات مكانة خاصة في قلبي؛ فهي القطع التقنية المُفضلة عندي بلا منازع! والآن، تُقدم هواوي أحد أقوى أجهزتها اللوحية على الإطلاق؛ الجهاز الذي يجمع بين الفخامة في التصميم، وجمال الشاشة، وقوة الأداء، مع تجربة استخدام ذكية ومُذهلة تجعلك لا ترغب في التوقف عن استخدام هذا الجهاز. نتحدث اليوم عن التابلت الرائع من هواوي Huawei MatePad Pro 12.2.

أطلقت هواوي جهاز MatePad Pro 12.2 اللوحي في أغسطس 2024. ويسعى العملاق الصيني إلى الارتقاء بتجربة استخدام الأجهزة اللوحية لتتمكن من استبدال أجهزة الكمبيوتر بشكل كامل، على الأقل في المهام المكتبية. وتتضح هذه الاستراتيجية من الكيبورد المُميز ولوحة اللمس الموجودة في غلاف التابلت، بالإضافة إلى دعم استخدام الماوس؛ لتصبح تجربة الاستخدام في سلاسة أجهزة الكمبيوتر.

ولكن أبرز ما يُميز هذا الجهاز اللوحي هو الشاشة الرائعة التي تُقدمها هواوي بتقنية Tandem OLED، التقنية التي سمحت لها برفع درجة سطوع شاشة الأوليد إلى مستويات غير مسبوقة تصل إلى 2000 شمعة! ناهيك عن تقنية PaperMatte التي تجعل تجربة المشاهدة أشبه بالنظر إلى لوحات ورقية مرسومة. ذلك بفضل التقنية المتقدمة التي تمنع الانعكاسات والتوهجات من على الشاشة، مما يتيح رؤية واضحة حتى في ظروف الإضاءة الصعبة.

في هذه المقالة سأنقل لكم تجربتي الكاملة لهذا الجهاز اللوحي على مدار أسبوعين من الاستخدام المُكثف. كما سنستعرض نتائج اختبارات الأداء والمميزات والعيوب التي واجهتني خلال تجربة الجهاز.

نظرة عامة على تابلت Huawei MatePad Pro 12.2

وصلنا تابلت MatePad Pro 12.2" من هواوي نسخة 12/512GB باللون الذهبي. ومن النظرة الأولى، ستلاحظ الفخامة والأناقة في تصميم هذا الجهاز؛ إذ تتأكد سريعًا أن العملاق الصيني قد اعتنى بأدق التفاصيل خلال بناء هذه الجهاز اللوحي، خاصةً مع السُمك النحيف الذي يصل إلى 5 مليمترات تقريبًا. فقد أبهرتنا هواوي في بناء جهاز بهذا السُمك النحيف مع بطارية عملاقة تصل إلى 10 آلاف ملي أمبير!

يأتي هذا التابلت أيضًا مع لوحة مفاتيح ولوحة لمس مُدمجة بالغلاف، التي يجعل التحكم في التابلت مُطابقًا لأجهزة اللابتوبات. ولم تظهر أمامي أي مشكلات في دقة وسلاسة المؤشر عند استخدام لوحة اللمس، كما تدعم هواوي أيضًا استخدام ماوس مستقل يُمكن اتصاله بالتابلت لاسلكيًا، وذلك لتكتمل التجربة المحمولة التي تجعلك قادرًا على إنجاز كافة المهام المكتبية المُعقدة على جهاز MatePad Pro.

عند تشغيل الجهاز لأول مرة، لفتت انتباهي جودة الصوت الاستثنائية. كانت قوة مكبرات الصوت ملحوظة لدرجة أنني ظننتها في البداية محركات اهتزاز! هذه التجربة الصوتية المتميزة نادرًا ما صادفتها في معظم الأجهزة التقنية الرائدة الأخرى؛ فقد أصبحت متحمسًا منذ اللحظة الأولى لاكتشاف الإمكانيات الصوتية في هذا الجهاز اللوحي.
لاقتناء تابلت Huawei MatePad Pro 12.2 بالإمارات  

محتويات الصندوق

  • تابلت Huawei MatePad Pro 12.2"
  • غلاف التابلت مُدمج مع لوحة المفاتيح Huawei Glide Keyboard
  • كابل USB Type C
  • قماشة صغيرة لتلميع الشاشة (تأتي فقط في نسخة PaperMatte)
  • ورقيات (الضمان ودليل الاستخدام)

نبدأ بالتصميم – الأنحف على الإطلاق!

الأبعاد:

الطول182.53 مليمتر
العرض271.25 مليمتر
السُمك5.5 مليمتر
الوزن508 غرام
وزن لوحة المفاتيح420 غرام

يتميز تابلت Huawei MatePad Pro 12.2 بسُمكه النحيف الذي لا يتعدى النصف سنتيمتر تقريبًا! وهذا السُمك يجعله أنحف تابلت على الإطلاق ضمن الأجهزة اللوحية التي تأتي بشاشة 12 بوصة. ويتميز الجهاز أيضًا بوزنه الخفيف الذي يبلغ 508 غرامات تقريبًا؛ مما يجعل التابلت مُريحًا في الاستخدام عند حمله لفترات طويلة.

حصلنا من هواوي على اللون الذهبي، وتتميز هذه النسخة بأعلى درجات الفخامة في التصميم؛ إذ تُسميها هواوي «الحرير الذهبي». وذلك لأن الطلاء الذهبي على ظهر التابلت أشبه بملمس الحرير، كما تتخلله بعض الخيوط اللامعة التي تجمع بين عنصرين من أعلى عناصر الفخامة؛ الذهب والحرير! 

تصميم الحرير الذهبي في Huawei MatePad Pro 12.2

يأتي التابلت أيضًا بمستشعر جانبي للبصمة على زر التشغيل، وهو مستشعر دقيق وسريع للغاية لم تواجهني أي مشاكل في استخدامه. كما يدعم التابلت أيضًا خاصية التعرف على الوجه أو FaceID من عبر الكاميرا الأمامية. ولكن كان غياب منافذ شرائح SIM ضمن أولى النقاط السلبية التي واجهتها عند استخدام التابلت للمرة الأولى. فهذا التابلت لا يدعم أي أنظمة اتصال لشبكات المحمول، ويقتصر فقط على الاتصال عبر الواي فاي! ويحتوى التابلت في الإطار السُفلي على منفذ USB Type-C.


وبالنسبة لمنظومة الكاميرا، لاحظت أن هواوي ما زالت تستخدم البروز الدائري التقليدي للكاميرا الخلفية في سلسلة MatePad Pro، وهو مناسب إلى حد كبير ولم يُزعجني مُطلقًا خلال تجربة الاستخدام في مختلف الأوضاع، كما أن غلاف التابلت يُعادل البروز بالكامل بشكل انسيابي ليصبح الظهر مُسطحًا بالكامل. وبالنسبة للكاميرا الأمامية، فهي داخل ثقب صغير بمنتصف إطار الشاشة لن تلاحظه تمامًا أثناء الاستخدام. 

الكاميرا الأمامية على إطار الشاشة

لوحة مفاتيح Huawei Glide Keyboard

تتميز لوحة المفاتيح المُدمجة في الغلاف بتصميم فريد يُضفي جانبًا من السلاسة والراحة في الاستخدام، خاصةً وأنها تحتوي مكان مُخصص لقلم Huawei M-Pencil، الذي يُثبت مغناطيسيًا داخل ممر خاص أعلى لوحة المفاتيح. وهي طريقة فعالة ومريحة لتثبيت القلم بدلًا من الطريقة التقليدية على إطارات الجهاز، التي غالبًا ما تتسبب في سقوط القلم بشكل مستمر كما أنها تشحن القلم لاسلكيًا في حالة اتصالها بالتابلت. كما صنعت هواوي الغلاف من مواد معالجة لمقاومة التصبغات المختلفة المائية والزيتية.

ممر حفظ وشحن القلم في لوحة المفاتيح

تدعم لوحة المفاتيح Glide Keyboard كافة الاختصارات المعتادة على أجهزة الويندوز، وذلك بفضل التناغم السلس بينها وبين نظام التشغيل من هواوي HarmonyOS. فمع هذه الاختصارت لن تشعر بأي اختلاف عن تجربة استخدام أجهزة اللابتوب. كما تتضمن الكيبورد لوحة لمس ضخمة بمساحة 107 × 55 مليمترًا.

كما تدعم اللوحة، بالإضافة إلى قلم M-Pencil، خاصية NearLink المُميزة التي تُقدمها هواوي في الاتصال اللاسلكي. وتدعم هذه الخاصية أيضًا ماوس هواوي اللاسلكي الذي يُمكن ربطه بكل سهولة وتلقائية مع التابلت. وتُقدم خاصية NearLink سرعة اتصال استثنائية؛ فأنا لم أشعر مُطلقًا بعملية الاتصال عند نزع التابلت عن الكيبورد وإعادته مرةً أخرى إليها؛ إذ يعمل الاتصال تلقائيًا بشكل لحظي لتصبح لوحة المفاتيح جاهزةً للعمل بمجرد وضع التابلت داخل الغلاف.


بشكل عام، تُعد تجربة الكتابة على لوحة مفاتيح Glide Keyboard مُريحةً ومُطابقةً إلى حد كبير لتجربة الكتابة على أجهزة اللابتوب. وشخصيًا، لم أشعر بأي فرق بين الكتابة على تابلت Huawei MatePad Pro 12.2 والكتابة على حاسوبي الشخصي. 

هذه الفقرة بالكامل كُتبت على تابلت Huawei MatePad Pro 12.2 باستخدام لوحة مفاتيح Glide Keyboard!

الشاشة - لوحة فنية بفضل تقنية PaperMatte

المواصفات:

نوع اللوحةTandem OLED
المساحة12.2 بوصة
الدقة1840 × 2800 بكسل
معدل التحديث144 هرتز
معدل حساسية اللمس (Touch Sampling)480 هرتز
درجة السطوع2000 شمعة في ذروتها
مزايا أخرى
  • تغطية لونية واسعة حتى مليار لون مع تغطية 100% لألوان DCI–P3 وsRGB
  • تقنية PaperMatte المُضادة للانعكاسات والتوهج
  • دعم قلم M-Pencil من هواوي
  • حساسية استشعار الضغط على الشاشة حتى 16384 مستوى

الشاشة هي العنصر الأقوى في Huawei MatePad Pro 12.2 بلا منازع! فقد أبهرتني منذ اللحظة الأولى بواحدة من أروع التجارب البصرية التي يُمكن أن تحظى بها في أي جهاز لوحي. وذلك بفضل لوحة الأوليد والدعم الواسع للألوان، ناهيك عن تقنية PaperMatte المُذهلة التي تجعل النظر إلى التابلت أشبه باللوحات الورقية المرسومة. ذلك بفضل التقنية المتقدمة من هواوي التي تُخفف من حدة الانعكاسات والتوهج ليصبح سطح الشاشة مطفيًا بلمحة فنية، وهو ما يجعل الجهاز مثاليًا لأعمال الرسم والتصميم الإبداعي.

وتُقدم هواوي أيضًا نسخةً من التابلت بشاشة Tandem OLED قياسية دون تقنية PaperMatte. ولكني سأنصح دائمًا باقتناء هذه النسخة المُذهلة التي ترتقي بالتجربة البصرية للشاشة إلى مستويات الإبداع الفني.

تُعد الدقة أيضًا ضمن أبرز سمات الشاشة في تابلت MatePad Pro 12.2؛ إذ قدمت تجربةً بصريةً تتناسب بشكل كبير مع المساحة الشاسعة للشاشة التي تبلغ 12.2 بوصة. وتُطلق هواوي عليها اسم دقة 2.8K، وهو اسم جديد نوعًا ما استنادًا على أبعاد دقة الشاشة التي تصل إلى 2800 بكسل.

تأتي هذه الشاشة بمعدل تحديث خارق مُوجه للألعاب يصل إلى 144 هرتز، وهو رقم كبير جدًا لا نراه غالبًا إلا في الهواتف الذكية المُوجهة للألعاب. ويظهر أثر هذه الخاصية بشكل كبير عند تصفح التطبيقات، إذ تُصبح الحركة سلسةً وسريعةً مقارنةً بأي جهاز آخر. كما تدعم الشاشة أيضًا معدل مرتفع لحساسية اللمس أو (Touch Sampling) يصل إلى 480 هرتز، وهي خاصية تُحسن من استشعار أدق اللمسات على الشاشة لمساعدة الفنانين على الرسم باستخدام القلم.

وستُلاحظ أيضًا من الوهلة الأولى مدى السرعة والسلاسة في استخدام التابلت والتصفح بين التطبيقات المختلفة بفضل معدل التحديث السريع؛ فهذه الخاصية لا تؤثر على تجربة الألعاب فحسب، بل إنها ترفع من تجربة استخدام التابلت ككل.

تُوجه هواوي هذا التابلت بشكل رئيسي إلى الرسم والأعمال الفنية، خاصةً مع قلم M-Pencil وتطبيق GoPaint. ولهذا اهتمت هواوي بشكل كبير بدقة عرض الألوان على الشاشة، وهو أمر ملحوظ من الوهلة الأولى التي ستنظر فيها إلى شاشة التابلت؛ فهذه الشاشة تدعم قطاعًا لونيًا واسعًا يضم أكثر من مليار لون! مع تغطية 100% من ألوان DCI-P3 وsRGB.

وتتميز الشاشة أيضًا بدعم معدلات استشعار ضغط عالية تصل إلى 16,384 مستوى، وهو معدل أعلى 60% تقريبًا من الأجيال السابقة التي تدعم استشعار الضغط حتى 10 آلاف مستوى فقط. هذه الخاصية مُوجهة بشكل أساسي إلى القلم وتطبيق GoPaint، إذ تستشعر الشاشة مقدار الضغط بسن القلم لتقديم تجربة رسم احترافية لا تختلف كثيرًا عن تجربة الرسم الفعلي على اللوحات المادية.

وأخيرًا، تأتي تقنية Tandem OLED التي تُميز هذه الشاشة. وهي أحدث تقنيات الأوليد على الإطلاق التي تعتمد على تكديس طبقتين من الأوليد على بعضهما البعض، وذلك لرفع دقة العرض والألوان، بالإضافة أيضًا إلى مضاعفة درجة السطوع على الشاشات الضخمة. ومن خلال هذه التقنية، تمكنت هواوي من رفع درجة سطوع الشاشة إلى 2000 شمعة في ذروتها، لتصبح أكثر شاشات الأوليد سطوعًا في هذه الفئة.

نظام التشغيل - HarmonyOS 4.2 

أبهرتني هواوي في واجهة HarmonyOS 4.2 التي تُقدم تجربةً ضمن أذكى تجارب الاستخدام الموجودة حاليًا على الساحة. وذلك بفضل المزايا الذكية التي تأتي ضمن واجهة المُستخدم والتطبيقات الأساسية، مثل خاصية Note Replay في تطبيق Huawei Notes.

تعمل هذه الخاصية على تسجيل الصوتيات التي تُبث من خلال سماعات التابلت عند تسجيل الملحوظات على التطبيق؛ ذلك لإعادة تشغيلها مرةً أخرى عند العودة إلى هذه الملحوظات. هذه الخاصية مُوجهة بشكل أساسي إلى الطلبة الذين يحضرون مسارات تعليمية مختلفة على التابلت؛ إذ تُساعدهم على استذكار السياق الذي كُتبت فيه المُلاحظات. كما يُمكن الاعتماد عليها أيضًا عند حضور اجتماعات العمل عبر الإنترنت.

وكما ذكرنا، تسعى هواوي في هذا التابلت إلى تقديم تجربةً مُشابهةً لتجربة استخدام الحواسيب المحمولة إلى حدٍ كبير. ويظهر ذلك من خلال مزايا «المهام المُتعددة» التي تُقدمها واجهة HarmonyOS 4.2، التي تسمح بتشغيل عدة تطبيقات في آن واحد بشكل متراكب تمامًا كتجربة الويندوز. وتمكن المعالج من إدارة هذه المهام المُتعددة بأعلى أداء ممكن دون أي مشاكل. وبشكل عام، كانت تجربة تصفح التطبيقات سلسةً وسريعةً بفضل معدل التحديث المُرتفع للشاشة.

يُقدم HarmonyOS 4.2 أيضًا مزايا ذكية عند استخدام القلم، خاصةً عند الاتكاء براحة اليد على الشاشة في أثناء الكتابة. ولم أواجه هنا أي مشاكل خلال استخدام القلم للكتابة مباشرةً؛ فقد تأقلم النظام بسرعة مع وضع الكتابة بالقلم حتى يمنع استجابة الشاشة لأي لمسات عرضية غير مرغوب فيها.

وعلى ذكر القلم، لا يُمكن أبدًا أن نغفل تطبيق GoPaint؛ التطبيق الذي يُحول الجهاز إلى منصة فنية متكاملة للرسم. ويُعد تابلت MatePad Pro 12.2 ضمن أجهزة هواوي الأولى التي تدعم ذلك التطبيق.

يُقدم GoPaint تجربةً احترافيةً في الرسم، خاصةً مع أداة Fluid Brush التي تُحاكي الرسم بالألوان المائية. ويظهر ذكاء التطبيق هنا عند الرغبة في خلط الألوان، إذ يُعالج التطبيق الألوان الناتجة بشكل ذكي مُطابق للواقع. كما يعتمد التطبيق على حساسية الشاشة الدقيقة للضغط لتحديد سُمك وثِقل الخطوط والألوان في أثناء الرسم على الشاشة؛ تمامًا كالرسم على اللوحات المادية!

يعيب هذا النظام فقط افتقاره لخدمات جوجل، وذلك إثر المشاكل السياسية بين الولايات المُتحدة والصين. ولكن يُمكن حل هذه المشكلة ببساطة عن طريق تطبيق يُدعى Gbox، وهو تطبيق يُمكن الحصول عليه من متجر تطبيقات هواوي المُثبت افتراضيًا على نظام HarmonyOS باسم App Gallery. من خلال Gbox، يُمكنك الحصول على كافة خدمات جوجل، بما يتضمن متجر Play Store، وGoogle Maps، وYoutube، ومتصفح Chrome، وغيرها من تطبيقات جوجل التي لا غنى عنها على أي جهاز ذكي.

وبالطبع لم تنس هواوي الإيماءات الذكية في Harmony OS 4.2، إذ يأتي النظام مع عدد من المزايا الذكية التي تجعل تجربة الاستخدام سهلةً وسلسةً. فعلى سبيل المثال، يُمكنك التقاط صورة للشاشة عبر الطرق عليها مرتين بإصبعك، كما يمكنك البدء في تصوير مقطع فيديو للشاشة عبر الطرق عليها بإصبعين!

الأداء والألعاب

المواصفات:

نظام التشغيلHarmonyOS 4.2
الشريحةHiSilicon Kirin T91
الرامات والتخزين
  • نسخة 12 جيجابايت رام و256 جيجابايت مساحة داخلية
  • نسخة 12 جيجابايت رام و512 جيجابايت مساحة داخلية

لا يُمكن وصف الأداء هنا بالأقوى على الإطلاق؛ ولكن بشكل عام، ستحصل على أداء مُرضي جدًا بالنسبة لتجربة الاستخدام التي يتفوق فيها التابلت على منافسيه، وهي الأعمال المكتبية، والرسم والتصميم. 

لم أواجه أي مشاكل خلال تجربتي للجهاز على مختلف التطبيقات باستثناء بعض التقطيع خاصةً في متصفح هواوي الافتراضي، ولكن اختفت المشكلة تقريبًا بعد استخدام متصفح كروم. ولهذا قد تكون المشكلة ناتجةً عن خلل برمجي ما في المتصفح، وهو أمر بسيط يُمكن إصلاحه عن طريق التحديثات البرمجية. ومع ذلك، كانت التجربة سلسةً وسريعةً في كافة التطبيقات الأخرى، حتى عند تشغيل عدة تطبيقات في آن واحد. فقد أدى التابلت أداءً مثاليًا في المهام المتعددة؛ ناهيك عن النقطة التي يتميز فيها بشكل خاص، وهي الرسم والتصميم على تطبيق GoPaint الذي قدَّم تجربةً سلسةً دون أي معوقات أو مشاكل في الأداء. 

الألعاب

لم تكشف هواوي عن أي معلومات مُفصلة حول معالج تابلت MatePad Pro 12.2. فكل ما نعرفه الآن أنه معالج ثماني النواة باسم Kirin T91. وتُقدم هذه الشريحة تجربةً متوسطةً في الألعاب، بل قد تكون متواضعةً أيضًا إلى حد كبير في بعض الألعاب الضخمة المتطلبة للمواصفات العالية.

ولكن توجه هواوي هذا التابلت بشكل رئيسي إلى المهام المكتبية والأعمال الإبداعية؛ رغم أنه ما زال قادرًا على تقديم تجربة ألعاب مقبولة ومُرضية إلى حد كبير. فقد كنت مستعدًا للتنازل عن بعض الإطارات في مقابل الاستمتاع بالشاشة المُذهلة خلال ممارسة ألعابي المُفضلة.

هذا الفيديو يُوضح مُقتطف من تجربتي لواحدة من ألعابي المفضلة على الهواتف الذكية؛ لعبة Diablo Immortal التي تُعد ضمن الألعاب المُتطلبة للمواصفات العالية. وهنا حرصت على رفع إعدادات الرسوميات إلى أعلى درجة مُمكنة.

نلاحظ هنا أن معدل الإطارلت يتراوح بين 22 و60 إطارًا في الثانية - أقصى معدل إطارات في اللعبة للجهاز - بمتوسط يبلغ تقريبًا 41 إطارًا في الثانية. ولكن كانت هناك بعض اللحظات التي انخفض فيها معدل الإطارات حتى وصل إلى حد أدنى بلغ 22 إطارًا. ولكن تظل التجربة النهائية مُرضيةً إلى حد ما.

فيما يلي نتائج اختبارات أداء الرسوميات عبر منصة 3DMark:


أجريت اختبارين على منصة 3DMark، حيث كان الاختبار الأول هو Sling Shot Extreme، الذي يعمل على اختبار أداء الجهاز على معالجة أعلى الإطارات الرسومية على دقة 2K من ناحية الإضاءة والظلال وحقل الرؤية وغيرها. وتراوح مُعدل الإطارات في هذا الاختبار بين 46 إطارًا في الثانية نزولًا إلى 20 إطارًا في الثانية في أقصى مرحلة بالاختبار. كما أجريت أيضًا اختبار Wild Life Extreme Stress Test، وهو اختبار مُوجه بشكل أساسي لاختبار قدرة الجهاز على الثبات في ظروف المعالجة القاسية لمدة 20 دقيقةً بشكل متواصل، ونجح التابلت في تحقيق نسبة ثبات تصل إلى 97%.

أخيرًا، بالنسبة للحرارة، لم تواجهني أي مشاكل خلال تجربة ألعاب مُطولة استمرت لمدة ساعة ونصف على أعلى إعدادات. كما كان التابلت مُريحًا جدًا في الاستخدام؛ إذ كانت درجة الحرارة في الحدود الطبيعية والمُحتملة. ولهذا قد أُجادل واعتبر تجربة الألعاب ممتازة بالنسبة لتابلت مُوجه في المقام الأول إلى الأعمال المكتبية والفنية.

الكاميرا وتجربة التصوير

منظومة الكاميرا:

الكاميرا الخلفية

منظومة ثنائية تتكون من:

  • كاميرا رئيسية بدقة 13 ميجابكسل وفتحة عدسة f/1.8
  • كاميرا للتصوير الواسع بدقة 8 ميجابكسل وفتحة عدسة f/2.0

تدعم المنظومة تصوير فيديو حتى دقة 4K على معدل تحديث 30 إطارًا في الثانية.

الكاميرا الأماميةكاميرا للاستشعار الذكي بدقة 8 ميجابكسل بفتحة عدسة f/2.2

لا تهتم الأجهزة اللوحية عادةً بعنصر الكاميرا؛ فتجربة التصوير بهذه الأجهزة الضخمة قد تكون غير مُريحة في أغلب الأحيان. ولكن قدمت هواوي تجربة تصوير مقبولة في تابلت MatePad Pro 12.2، وذلك بفضل الكاميرا الرئيسية التي أظهرت أداءً مميزًا في ظروف الإضاءة المتوسطة. ولكن تُعاني الكاميرا بالطبع في الحفاظ على دقة التفاصيل في مستويات الإضاءة المنخفضة.

والجدير بالذكر أيضًا أن الكاميرا الرئيسية تدعم التصوير حتى دقة 4K، وهي دقة عالية قد لا تراها في أغلب الهواتف الذكية بالفئة المتوسطة وما دونها. وحسَّنت هواوي التجربة بإضافتها كاميرا مُخصصة للتصوير الواسع، وهي أهم العدسات الإضافية بلا منازع في أي منظومة تصوير. 


ولكن في رأيي الخاصية الأقوى بمنظومة التصوير هي خاصية Smart View. وتعمل هذه الخاصية على استشعار الأشخاص داخل مجال رؤية العدسة بشكل ذكي؛ لتبدأ في ضبط إعدادات التصوير تلقائيًا، من ناحية زوايا الرؤية والزوم، وذلك لضمان ظهور جميع الأشخاص داخل كادر التصوير. ويُمكن تفعيل هذه الخاصية الذكية من إعدادات الجهاز.

أظهرت الكاميرا الأمامية أداءً معقولًا في ظروف التصوير العادية، ولكن كانت تجربة التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة غير مُرضية تمامًا. ولكن سأكرر هنا إعجابي بموقع الكاميرا الأمامية داخل إطار الشاشة؛ فقد ظننت من الوهلة الأولى أن الجهاز لا يُقدم كاميرا للسيلفي!

بشكل عام، هذه الأجهزة ليست مُوجهةً للتصوير؛ فهذه التجربة المتواضعة يُمكن تجاوزها عند النظر إلى نقاط القوة التي يتفوق فيها تابلت هواوي MatePad Pro 12.2.

الصوتيات

لم أتوقع أبدًا أن يُبهرني التابلت بهذا الأداء الخارق في الصوتيات! فقد شعرت بشدة اهتزاز الجهاز نتيجةً لقوة المكبرات الصوتية في تابلت MatePad Pro 12.2. 

يأتي هذا الجهاز بأربعة مكبرات صوتية مُوزعة على إطاري الجهاز العلوي والسفلي. وتتكون هذه المنظومة من ثمانية مُشغلات صوتية ضخمة. ويبلغ حجم الغرفة الخلفية في مُكبرات الصوت إلى 3.5 سنتيمتر مكعب! وهو الأكبر على الإطلاق ضمن كافة الأجهزة التقنية الذكية. ويفسر ذلك الحجم الضخم النبضات القوية التي شعرت بها عند تشغيل الملفات الصوتية على الجهاز.

هذه المزايا الصوتية الفريدة ارتقت بتجربة الألعاب إلى مستوى آخر من المتعة. فقد استمتعت بتجربة غامرة في ألعابي المفضلة، اعتمادًا على التجربة الصوتية للتابلت مع الشاشة الضخمة. كما ساعد توزيع مكبرات الصوت الأربعة على تقديم تجربةً محيطيةً بعض الشيء عند ممارسة الألعاب التنافسية على التابلت.

حصلت هواوي على اعتماد رسمي لمنظومتها الصوتية من شركة SGS السويسرية، وهي شركة عالمية مُتخصصة في مجال الفحص والتحقق، وإصدار شهادات الاعتماد.

وبالنسبة لنظام الإدخال، يأتي الجهاز بأربعة ميكروفونات لنقل الأصوات إلى التابلت بشكل دقيق من الاتجاهات المختلفة. كما تدعم هذه المنظومة تقنيات الذكاء الاصطناعي لعزل الضوضاء أثناء المكالمات والاجتماعات. 

بشكل عام، التجربة الصوتية في تابلت MatePad Pro 12.2 مثالية ومُبهرة بدرجة تتفوق على أغلب الاجهزة الذكية الموجودة على الساحة حاليًا.

البطارية والشحن السريع

أخيرًا، يأتي تابلت Huawei MatePad Pro 12.2 ببطارية عملاقة سعة 10100 ملي أمبير ساعة! كما يدعم التابلت الشحن السريع حتى مئة واط. 

تُقدم البطارية تجربةً ممتازةً تصل إلى 14 ساعةً من تشغيل الفيديو المتواصل. وكانت الشحنة الواحدة تدوم لمدة يومين كاملين أو حتى يومين ونصف! وذلك رغم اعتمادي على الجهاز بشكل يومي في أغلب مهام العمل. وبالنسبة للشحن، يتمكن الشاحن الخارق المُرفق مع الجهاز (قدرة 100 واط) من شحن البطارية كاملةً في 55 دقيقةً تقريبًا.

تدعم البطارية أيضًا خاصية Smart Power Conserve من هواوي، وتعمل هذه الخاصية على الاحتفاظ بشحن البطارية على مدى طويل جدًا عند ترك الجهاز دون استخدام لفترة طويلة. ويصل المدى إلى شهر كامل إذا كان شحن البطارية تحت 20%، كما يُمكن أن يمتد إلى 380 يومًا إذا كان شحن الجهاز أعلى من 80% قبل تفعيل الخاصية! وذلك طبقًا لهواوي بالطبع. وسيعمل الجهاز تلقائيًا بمجرد الضغط على زر التشغيل، ويستغرق النظام 12 ثانيةً فقط للاستيقاظ من وضع الخمول، واستعادة آخر جلسة تصفح للتطبيقات قبل تفعيل هذا الوضع.

السعر والتقييم النهائي

أطلقت هواوي تابلت MatePad Pro 12.2 في الإمارات بسعر 2999 درهمًا، ما يُعادل 800 دولار تقريبا لنسخة 12 جيجابايت رام و256 جيجابايت مساحة داخلية. كما تُقدم الشركة قلم M-Pencil بشكل منفصل بسعر يصل إلى 600 درهم.

يُقدم هذا السعر تجربةً رائدةً على كافة المستويات؛ فحتى قصور الأداء بالألعاب يُمكن تعويضه بتجربة لا مثيل لها من معدل التحديث المرتفع - الذي تحصل عليه مقابل خفض الإعدادات الرسومية - مع دقة ألوان الشاشة الساطعة بتقنية Tandem OLED، بالإضافة أيضًا إلى السماعات المُميزة التي تُقدم تجربةً غامرةً في الألعاب. ولكن عمومًا يُوجه هذا التابلت خدماته بشكل رئيسي للأعمال المكتبية والرسم والعمل الفني، وقد نجح في تقديم تجربة مثالية في هذه المجالات.

وحتى هذه اللحظة، لم أر أي شاشة بجمال شاشة MatePad Pro 12.2، تحديدًا نسخة PaperMatte التي جعلت الصور المعروضة على التابلت كاللوحات الفنية.

تابلت Huawei MatePad Pro 12.2 هو الجهاز الأفضل في هذه الفئة من الأجهزة اللوحية!