بطلنا ريكو رودريجز عاد ولكن هذه المرة يواجة نوعاً جديداً من الأعداء ومع ذلك يعتبر " الطقس المتطرف " الخيط المشترك الذي يمر عبر القصة والفيزيائية الجديدة ويتصدر العرض المتفجر الذي لطالما إشتهرت به السلسلة وإلى جانب الأدوات الجديدة لإرسال الأشياء ( واعني بذلك أي شئ حرفياً ) عبر العالم والي السماء دون أي قيود ، أصبحت Just Cause ملعبًا للفيزياء وبكل أسف جاء ذلك التركيز المبالغ فيه علي عناصر الطقس والفيزياء بداخل اللعبة بالتأثير علي الجوانب الأخري فبنية اللعبة المهملة المضطربة ووجود عالم ضئيل في الأنشطة المغرية جعلت من "Just Cause 4" مجرد لحظات ممُتعة قصيرة الأمد تتمتع بإمكانيات غير مستغلة .

[embed]https://www.youtube.com/watch?v=LZjrcumdPsA[/embed]

لن إتطرق كالعادة في الحديث عن تفاصيل قصة اللعبة تجبناً لأي حرق ، ولكن اعتدنا من قصص ألعاب سلسلة Just Cause ان تتمحور حول مساعدة الثوار علي الإنتصار علي الحاكم الفاسد في اي مكان يتواجد فيه ريكو ، Just Cause 3 شهدت مُغامرة ريكو محاولة تحرير وطنه مدينة ميديشي في السواحل الجنوبية لأوروبا ولكن في هذا الجزء كان الوضع مختلفاً قليلاً حيث ان ريكو سيواجة نوعاً مختلفاً من الاعداء وهي جماعة Black Hand التي قامت بالاستيلاء علي سوليس ووضعت البلاد في حالة اضطراب وهي مجموعة مرتزقة شبه عسكرية لا تعرف الرحمة ولقد سبق لهم أن ظهروا في أجزاء Just Cause 1 و 3 ، لكن هذه المرة يبدو أنهم أكثر فتكًا ومجهزين بشكل أفضل عما كانوا عليه في الماضي وذلك باستخدام تكنولوجيا الأسلحة والمدافع الرشاشة الثقيلة وغيرها ، كانت القصة جيدة الي حد ما في المُجمل ولكنها ليست الجانب الأفضل في اللعبة ، فما هو الجانب الإفضل ؟

[caption id="attachment_228590" align="alignnone" width="1919"] القصة كانت جيدة[/caption]

إن تركيز إستيديو Avalanche Studios علي مُحرك Apex والذي وصفتة الشركة أنه أكبر محركات الشركة علي الإطلاق كان سلاح ذو حدين ، حسناً بالفعل المُحرك يقدم نظام طقس ديناميكي هو الأروع في عالم الألعاب وكان وصف الشركة قبل الإطلاق دقيقاً وربما تكون هذه المؤثرات هي الجانب الأفضل في اللعبة علي الإطلاق ، ايضاً أداء اللعبة مع كم المؤثرات الرهيبة لم يتأثر وهو انجاز جيد للمطور ولكن جاء ذلك علي حساب جوانب اللعبة الاخري  في اللعبة حيث ظهر محتوي اللعبة ضعيف وليس ضعيف انه سئ ولكن نقصد بذلك أن المحتوي أقل كثيراً اذا ما قورن بتركيز الشركة علي جانب واحد في اللعبة ، فعلي سبيل المثال المهام الجانبية في اللعبة شبه " منعدمة " ولا يوجد سوي بعض الانشطة المملة التي تستطيع ان تقوم بها في هذا العالم الضخم ، حتي المهام الأساسية للعبة لم تكن بالتنوع الكافٍ مثل الجزء السابق علي الرغم من اني لا انكر انها ممتعة .

[caption id="attachment_228588" align="alignnone" width="3840"] المؤثرات في اللعبة هي أفضل ما يميزها[/caption]

بالاستمرار في الحديث عن ما يمكن فعلة في جزيره سوليس ، فهذا الجزء قدم نوعاً جديداً من الاستكشاف لم يكن متواجداً في اياً من اجزاء اللعبة السابقة وهو استكشاف المقابر والأماكن الأثرية ولكن كانت مهام الاستشكاف هذه ضعيفة من ناحية المحتوي فلا يوجد اي مبني او مكان أثري يستحق المشاهدة فهي مجرد اماكن خالية من التفاصيل ولا يوجد بها اي نشاط يذكر ، علي العكس من ذلك كان النتقل في عالم اللعبة ممتعاً كالمعتاد من السلسة بل كان في هذا الجزء أفضل ما يكون بفضل الخطّاف Grapple Hook الخاص بريكو حيث كان للخطاف وظائف جديدة وتخصيصات أكبر بجانب انه يساعدك في التنقل بسرعة في عالم اللعبة الا انة ايضاً يمكنك اختيار مرفقات مختلفة مثل تعيين ثلاثة Loadouts مخصصة لـ Rico للتبديل بينها أثناء المعارك .

[caption id="attachment_228589" align="alignnone" width="3840"] عناصر الطقس الديناميكي كانت مذهلة[/caption]

عالم اللعبة كبير ومتنوع حيث توجد المناطق الألبية استنادًا إلى جبال الأنديز والغابات المطيرة التي تُعد أكبر منطقة حيوية على الخريطة وكذلك المناطق الصحراوية والمنطقة الاحيائية ذات الكثافة السكانية العالية والذي ستجد فيها ناطحات السحاب والمباني العملاقة ، حسنا كل هذا جيد ولكن عالم اللعبة في الواقع خالي وهي أحد أكثر الأشياء المزعجة في ألعاب العالم المفتوح ان تُقدم خريطة كبيرة ومتنوعة بيئياً ولكنها خالية من النشاطات وبالتحديد يوجد تناقض بين الأماكن في عالم الالعاب فبعض الاماكن حيوية والبعض الاخر وهو الاكثر لا يوجد به اي نشاط يُذكر .

بالحديث عن الرسوميات فلا يوجد اي شئ تم اضافتة علي الجزء السابق ربما الإختلاف يكمن في إختلاف المكان ما بين جزيرة ميديشي في السواحل الجنوبية لأوروبا في الجزء السابق ومدينة سوليس في إمريكا الجنوبيه في الجزء الحالي ، اما رسومياً فلم يقم استيديو أفلانيش بالكثير من العمل ويبدو ان السبب في ذلك ان المطور لا يريد ان " يثقل " اللعبة مع وجود هذا الكم من المؤثرات الفيزيائية في اللعبة ، الرسوميات في اللعبة ليست سيئة بالطبع ولكن لا يوجد ما هو جديد عن الجزء الماضي لذلك كان الامر محبطاً نوعاً ما .

[caption id="attachment_226042" align="alignnone" width="3840"] عالم اللعبة يفتقر الي الأنشطة[/caption]

أسلوب اللعب كان أحد الجوانب المُهمة في اللعبة ، لطالما عرفت سلسلة Just Cause بأنها لعبة مليئة بالفوضى وكانت الفوضي في هذا الجزء اكثر مما عليه سابقاً ولكن أهم ما يميز أسلوب اللعب هو انه تم تحسين الذكاء الاصطتناعي لـ AI في اللعبة والتي تشمل كل من المدنيين والأعداء حيث أن كلا المجموعتين تتصرف بطرق أكثر واقعية ، الأمر الذي جعل من المعارك اكثر خطورة وفتكاً من الجزء الماضي ، اما فيما يخص بذلة الـ Wingsuit في اللعبة والتي أعتبرها علي المستوي الشخصي واحدة من أفضل ميكانيكا بذلات الطيران التي قمت بتجربتها في أي لعبة فلم يتم تغيير الكثير من الأشياء الا هم اضافة التيارات الهوائية التي من الممكن ان تعزز سرعة الطيران الخاصة بك او تكون ضدها بحسب اتجاهك ، ايضاً المركبات كانت كثيرة ومتنوعة لكن أبرز ما وجدتة مميز في أسلوب اللعب لم يكن متواجد في الجزء الماضي هو الـ Airlifters حيث يمكن استخدامها لحمل البالونات على المركبات وركوبها في السماء وبالمثل يمكنك نقل البراميل الحمراء المُفتجرة باتجاه قاعدة العدو وتفجيرها ، هذه الاضافة كانت ممتعة وشيقة للغاية .

[caption id="attachment_226039" align="alignnone" width="3840"] أسلوب اللعب مُرضي ولكن لا يوجد الكثير من التغييرات[/caption]

الدبجلة باللهجة اللبنانية ربما تكون محل جدال للبعض حيث يُفضل الكثير من اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط إستخدام الدبجلة باللغة العربية الفصحي عوضاً عن استخدام اي من لهجات بعينها ،  علي المستوي الشخصي أعجبتني في الجزء السابق واعجبتني ايضاً في هذا الجزء ولكن هذا ليس موضوعنا ، فعند الحديث عن الدبلجة بحد ذاتها فكان التمثيل الصوتي جيد وعلي قدر المستوي ولكن المشكلة تكمن في الترجمة واستخدام الضمائر كان به الكثير من الأخطاء فستشاهد ريكو يقول لشخصية انثي " انت " او العكس وهي نفس المشكلة التي وقعت بها لعبة شادو اوف ذا تومب رايدر وهي بالمناسبة من نشر نفس الشركة Square Enix ويبدو ان سكوير اينكس تتعامل مع فريق مترجمين ليس علي قدر المستوي .