لعبة Kena Bridge Of Spirits..من أين أبدأ يا ترى؟ دعوني أتحدث في مقدمتي للعبة مليئة بالفن و الإبداع و المشاهد عن مطورها Ember Lab وهي أول لعبة له بالمناسبة ، لعبة ارتقت إلى مستوى من الإبداع غير طبيعي ، كنت أظن في بداية الأمر أن المطور قد حصر نفسه في خانة ألعاب الآندي ولكن مع كم التفاني الموجود هنا ، أتوقع لهذا المطور مستقبل باهر للغاية … دعوني أتطرق للحديث عن اللعبة نفسها في المراجعة ، من دون أن أُنهي كلماتي في المقدمة عزيزي القارئ.

"الأرواح تدفعنا دائماً إلى الأمام ، ستظل تحارب حتى النهاية"!

قصة لعبة Kena Bridge Of Spirits مليئة بالعمق على عكس المظهر الطريف الذي تظهر به دوماً في المقاطع الدعائية و بعض المشاهد السينمائية ، القصة تسرد لنا حكاية عن بطلتنا Kena التي تغامر بسلاحها الذي يعود إلى أجدادها عبر أجيال و أجيال في غابة مليئة بالكنوز و الأسرار ، أحاط بها الظلام من كل ناحية ، و تسعى Kena في هذه الغابة بحثاً عن الأرواح التي ستعيد تلك الغابة إلى ما كانت عليه ، ولكن أولاً على Kena أن تحارب "أشباح الماضي" وصولاً إلى جبل Shrine الملئ بالأسرار.

من أكثر الشخصيات المؤثرة في القصة والتي أنعكس وجودها على أسلوب اللعب بالطبع كائنات الـ Rot الطريفة ذات العيون الكبيرة ، تفتنك بجمالها الساحر و لكن تناقض جوهرها ، أيضاً هناك المعلم Rusu الذي سيعلمك في هذه الرحلة الكثير من المهارات التي ستؤثر بلا شك على رحلتنا الخيالية.

التحدي الأكبر هنا هو صنع قصة متقنة من استوديو صغير للغاية بأكثر من أربعين دقيقة من المشاهد السينمائية بغض النظر عن المشاهد الحوارية العادية إلا أن تلك المشاهد السينمائية مصممة بإتقان غير عادي، الإخراج..الإخراج والإخراج مجددداً الشبيه بأفلام Pixar كفيل أن يوصل إليك إحساس الشخصية دون أن تتحدث، وهذا أمر لم أره في ألعاب كثيرة ، لأن هذا بالفعل ما تمتاز به أفلام Pixar عموماً وهي النقطة التي ركزت عليها Kena Bridge of Spirits وأتقنتها بشكل بالغ.

مشكلتي كانت مع الحوارات نفسها التي ظهرت ساذجة بعض الشئ في اللعبة ، وخصوصاً عندما تبدأ Kena الحوار حيث تقول في بداية الحوار لشخص ما "أنا Kena" دون أن تعرف حقاً الشخصية الموجودة أمامها ، وهذا جعل الأمر ساذج ولزج إلى حد ما … "ولكن هذا طبيعي في لعبة تشبه الأفلام الكارتونية".

[quote "أنا أعلم أنك كمطور تحب دائماً أن تضع وسام البطولة على بطلك دائماً و أبداً ، ولكن الأمر وصل إلى مستوى من اللزوجة نوعاً ما ، ويجعلني في بعض الأحيان أود تخطى المشهد الحواري لأنه للأسف لم يضيف أي شئ إلى القصة ، وهذا بالتأكيد ليس في المشاهد برمتها"]

عن السرد نفسه فكان جيداً حيث شرحَت اللعبة من تلقاء نفسها الأفكار دون مشاهد شرح غريبة تقنعني بأن المؤلف مبتدئ ، هذا ليس بشئ خرافي ولكن حقاً المطور يعرف جيداً معنى صنع لعبة تستحق وقت اللاعب من جميع النواحي، أو معظمها على الأقل بجانب أن اللعبة هي الأولى في تاريخ هذا الإستوديو ، وقد نرى في المستقبل توجه قصصي فريد من نوعه من خلال مشاريع الإستوديو القادمة.

مع كون فكرة الأرواح وإنقاذ الغابة و الموقف ليست بالفكرة الفريدة من نوعها ، لكن التنفيذ هنا رائع للغاية مع عالم خيالي و مرن في إمكانياته يعكس روح زمن الـ Viking بعض الشئ أو الأزمان البدائية مع الموسيقى المليئة برقع الخشب المذهلة، و التي سنتطرق لها في وقتها.

خشبة وبلورة قادرين على صنع أكثر من ذلك!

فكرة الإعتماد على سلاح واحد دوناً عن التعددية التي نراها عادةً في الألعاب هي بحد ذاتها مخاطرة ولكنها مخاطرة ذكية، لا أتحدث عن الفكرة بذاتها ولكن عن ذكاء و دهاء المطور في توفير الوقت و المال وإمكانيات تطوير أسلحة كثيرة متعددة (خصوصاً وأن هذا المشروع الأول) كما أن صولجان Kena مليء بالمفاجآت ويخدم جيداً على الأجواء العامة للعبة التي تتعكز على السحر و الأرواح و مثل هذه الأشياء وهو تطبيق جيد لعناصر اللعبة.

اللعبة تقدم تجربة مصبوغة بعنصر الآر بي جي بعض الشيء ، وهذا ما يجعلها نقطة قوة لكل من يفكر في اللعب و القتال بشكل تخطيطي نوعاً ما وفي نفس الوقت لا تقدم اللعبة عمق كبير في هذا النوع الذي يمتص منك وقتاً لا بأس به وهو أمر متوازن هنا بشكل جيد ومنطقي أيضا لأنك إن كنت تريد تخصيصات و إضافات أكثر على المهارات فكيف لك أن تفعل ذلك وكل ما تمتلكه هو الصولجان الذي تعلوه بلورة زرقاء و كائنات الـ Rots؟ ، وقبل أن أنسى … دعوني أتحدث قليلاً عن تلك الكائنات التي من دونها لكانت اللعبة تحولت Kena Bridge of Spirits للعبة أخرى مملة.

الـ Rots ، محور كُل شئ!

كائنات الـ Rots ليست كما تظن، بل إنها سبب كبير في هزيمة العدو و أحياناً هي السبب الرئيسي في هزيمته، و أيضاً في حل الألغاز … الكائنات هذه لا تتعب إطلاقاً وهذه  ميزة و سلبية في الوقت ذاته ، لا تُشعرك تلك الكائنات بأي قلق أو تفكير كما تساعد في موازنة القتال، على سبيل المثال عندما أُحارب زعيماً وتموت بسببه Kena أو حتى يُصيبها بعض الإجهاد فيظهر دور الـ Rots بشكل جلل في مساعدتها ومعافاتها ولكن أمام ذلك، تضطرني اللعبة للبحث عن طعام حتى أشحن طاقتهم مرة أخرى أو أبحث عن غيرهم عندما يموتوا أو يفنوا.

بالفعل الطعام موجود لهذه الكائنات ولكن فقط لترقية سلاحك و مهاراتك ، لكن ما الفائدة … ما الفائدة أصلاً من تحرير كائنات أسفل الصخور وهم أقوياء لهذه الدرجة وقادرين على الإنتقال من مكان إلى الآخر لحظياً ، سؤال يشغل تفكيري كلما أحرر كائن Rot وفي الحقيقة أزعجتني كثيراً ، وكان يُمكن أستغلال تلك الكائنات في صنع تجربة أكثر تفصيلاً.

ألغاز تخدم العقل..على عكس القتال!

تصميم المراحل جيد نفسه، الألغاز تحتاج إلى تفكير وخلال بعض المهام توقفت لمدة لا بأس بها لحل لغز، والأماكن في الغابة بها تشابه إلى حد ما يُزيد من مستوى الصعوبة وحل اللغز ،بالإنتقال إلى القتال فإنه فقير إلى حد ما ، لا أقول أنه لا يمتلك الكثير من الخيارات لتنفيذها خلال قتال خصومك ، ولكنني لست في حاجة لفعل الكثير من الحركات لهزيمة الخصم ، مجرد ضغطة على زر الفأرة الأيسر كفيلة لإنهاء عدوي بجانب الدرع بالطبع.

إن قمت بإعادة اللعبة مرة أُخرى مع عدم إحداث ترقيات للمهارات لن تشكل فارقاً كثيراً على أسلوب القتال وهذه سلبية كبيرة للغاية ، هذا بالإضافة إلى مراحل الزُعماء المُكررة في طريقة تقديمها مع افتقارها إلى الحوارات الحماسية ، ولكن أُقدر هذا لعدم امتلاك المطور الميزانية الكافية لكل هذا ، ولكن بشكل عام الزُعماء مُكررين بشكل كبير.

عالم ساحر … خطي!

إن برعت لعبة Kena Bridge Of Spirits في تقديم شيء فهو العالم الساحر ومرئياته و رسوماته ، الذي يُشبه أفلام Pixar بنسبة كبيرة ، بالطبع لعبتنا تأتي بعالم مفتوح ولكن المهام الجانبية لا تقدم تأثير على القصة ، ناهيك عن العالم نفسه الفارغ نوعاً ما ، وأغلب الأنشطة الموجودة في هذا العالم مُكررة ، أعلم أن أحداث اللعبة تدور في غابة يسودها الظلام ، لكن ما الفائدة إن جعلت اللعبة بعالم مفتوح ، هذا غريب بعض الشئ.

فيلم لـ "ديزني"

تتربع الرسومات على العرش هنا ،اللعبة لا تدعم تتبع الأشعة على سبيل المثال لكن الرسومات مذهلة ، حتى على جهاز PS4 الذي سيموت قريباً تعمل اللعبة عليه بشكل جيد جداً و الفارق بينه وبين الجيل الحالي ليس الفارق الجبار في الرسومات ، هذا لأن الاستوديو أبدع في تطوير اللعبة و جَعَل البيئة مُلائمة لكل جهاز ، جربت اللعبة على منصة الحاسب الشخصي وكانت تعمل بشكل جيد جداً ، لكن على الفئة الأقل من المتوسطة ستعاني اللعبة بعض الشيء.

بالنسبة للآداء التقني فإن اللعبة كانت تصل إلى 60 إطار في الثانية دون مشاكل ولكنها متطلبة بعض الشئ ، ميزة أُخرى في اللعبة لن نلاحظها كثيراً خلال هذا الجيل وهي مساحة اللعبة التي لا تتخطى حاجز الـ 25 جيجابايت، بجانب أن اللعبة بحوالي 40 دولار أمريكي فهذا لا يشكل عائق إطلاقاً لأن التجربة تستحق أكثر من ذلك من وجهة نظري ، ولكن مدة إنهاء اللعبة لها عامل في سعر اللعبة ، و التي لا تتخطى الـ 12 ساعة إن كنت من رواد التأني.

الموسيقى!

الموسيقى هي عصا التحكم هنا في المشهد ، تتلاعب بكل شئ لأنها مصنوعة بفن وحب وتغاضى الإستوديو عن تأليف موسيقى إلكترونية وبدلاً من ذلك قد أحضر أمهر الفرق الموسيقية لصنعها من الألف إلى الياء كان فكرة في محله خصوصاً صوت الرقع على الخشب والذي عكس طبيعة اللعبة ما جعل للموسيقى في اللعبة بشكل عام طراز خاص بها.

الخلاصة

"لعبة kena Bridge of Spirits لعبة نقية تماماً من استوديو طموح خلق تجربة قصصية مثيرة بأفكار عادية ، تناقض مظهر اللعبة و جوهرها أذهلني، إخراج المشاهد قد تخطى مرحلة الألعاب بل يواكب الأفلام الكارتونية ذائعة الصيت في تجربة أهنىء بها فريق  Ember Lab على شق أول طرق النجاح ، حتى مع تواجد بعض العيوب المزعجة"