عودة السلسلة المفضلة للجماهير | مراجعة لعبة Little Nightmares 3

نجحت سلسلة ألعاب Little Nightmares في جذب جزء كبير من اللاعبين، حيث تميزت بأسلوب لعبها المُميّز وعالما الفريد منذ صدورها لأول مرة عام 2017. منذ ذلك الوقت، استطاعت سلسلة Little Nightmares أن تحجز مكانًا مميزًا في قلوب اللاعبين، بفضل أسلوبها الفريد الذي يدمج بين الغموض، والرعب النفسي، والرمزية الطفولية. لكن ما يميز السلسلة حقًا هو اعتمادها على التفاعل مع البيئة والتفاصيل البصرية الدقيقة بدلًا من الحوارات أو مشاهد القتال، مما يمنحها هوية فنية خاصة وأجواء مفعمة بالتوتر والدهشة في آن واحد.

تتمحور فكرة السلسلة حول شخصيات صغيرة تواجه كوابيس في عوالم مشوهة ترمز إلى الضعف الإنساني والخوف الداخلي. ومع كل جزء جديد، يحاول المطوّرون الحفاظ على هذا الجو الغامض والمضطرب مع تطوير التجربة البصرية والسمعية. ومع إطلاق الجزء الثالث من لعبة Little Nightmares 3 في أكتوبر 2025، ارتفعت توقعات اللاعبين استنادًا إلى النجاح الكبير الذي حققته الأجزاء السابقة، لكن هل حقّق الجزء الجديد هذا النجاح المنشود؟ دعونا نعرف معًا!

قصة اللعبة

من دون حرق للأحداث، يمكن القول إن Little Nightmares 3 تأخذنا إلى عالم جديد كليًا يُعرف باسم The Spiral، وهو عالم أوسع وأكثر تنوعًا من العوالم السابقة، مع احتفاظ اللعبة بالأجواء الكئيبة والمضطربة التي عرفناها. يتضمن هذا الجزء أربعة فصول رئيسية: المقبرة، ومصنع الحلوى، والكرنفال، ثم المؤسسة، مع خطط مستقبلية لإضافة فصلين إضافيين في توسعة مدفوعة.

القصة لا تُكمل أحداث الأجزاء السابقة، لكنها تركز على ثنائية جديدة بين شخصيتي Low و Alone، اللذان يسعيان معًا للهروب من مخاوفهما ومواجهة الرعب المحيط بهما. هذا التعاون يمثل خطوة جديدة في أسلوب السرد، لكنه لا يقدّم تغييرات جوهرية كافية تجعل اللعبة مختلفة جذريًا عن الأجزاء الماضية.

طريقة اللعب

أسلوب اللعب في الجزء الثالث يحافظ على جذور السلسلة: حيث البيئات التفاعلية، والألغاز البسيطة لكنها ممتعة، ومراحل تتطلب التركيز والبحث. يمكن للاعب اختيار التحكم بإحدى الشخصيتين، ولكل منهما قدرات فريدة؛ حيث يمتلك Alone مفتاح براغي ضخم لتكسير الجدران أو تشغيل الآلات، بينما يستخدم Low قوسًا لقطع الحبال والتفاعل مع الأجسام المُعلّقة.

في نمط اللعب الفردي، يتحكم اللاعب بإحدى الشخصيتين بينما يدير الذكاء الاصطناعي الأخرى. إلا أن هذا النظام لا يخلو من العيوب؛ فالذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان يتصرف بعشوائية، مما يؤدي إلى مواقف مزعجة أو أخطاء غير مبررة أثناء اللعب.

وضع اللعب التعاوني (Co-op)

أحد أهم الإضافات في Little Nightmares 3 هو طور اللعب التعاوني Co-op، الذي طال انتظاره من عشاق السلسلة. إلا أن فرحة اللاعبين لم تكتمل تمامًا، إذ أن الطور متاح أونلاين فقط، مما يعني أنك لا تستطيع اللعب محليًا مع صديق يجلس بجانبك. هذا القرار أثار استياء بعض اللاعبين الذين كانوا يتطلعون إلى تجربة مشتركة أكثر تفاعلية على نفس الجهاز. رغم ذلك، يظل وجود هذا الطور خطوة إيجابية نحو تنويع تجربة اللعب.

الرسوميات والتصميم الفني

تستمر اللعبة في تقديم تجربة بصرية غامرة تُجسد عالم الكوابيس بطريقة مذهلة. الإضاءة الخافتة، والظلال الكثيفة، وتفاصيل البيئة الدقيقة كلها تعزز الإحساس بالخوف والعزلة. كل منطقة في اللعبة تتمتع بهوية بصرية خاصة، خاصة المقبرة والكرنفال، حيث يمتزج الرعب بالجمال الفني في مشاهد مبهرة.

الموسيقى وتصميم الأصوات يلعبان دورًا جوهريًا في بناء التوتر النفسي؛ بداية من همسات الرياح إلى صدى الخطوات، كل تفصيل يخدم الغرض الجمالي والدرامي. ورغم جودة الرسومات، إلا أن اللعبة لا تتطلب أجهزة قوية، ما يجعلها متاحة لشريحة واسعة من اللاعبين دون الخوف من مستويات الأداء.

الملخص

رغم جمالها البصري وأجوائها الغامرة، لا يقدم الجزء الثالث من Little Nightmares تجربة ثورية أو مختلفة تمامًا عما رأيناه سابقًا. القصة أقصر، والذكاء الاصطناعي لا يزال يحتاج إلى تحسين، وطور اللعب التعاوني يُعد من الإضافات المخيبة للآمال لأنه مقصور على اللعب الأونلاين فقط. لكن في المقابل، يظل العالم الساحر والمظلم، والموسيقى المقلقة، والتصميم البصري المتقن أسبابًا كافية لخوض هذه الرحلة الجديدة داخل أعماق الخوف والرمزية.