المقدمة, التصميم والشاشة

منذ عودة نوكيا مرة أخرى إلى سوق الهواتف الذكية تحت مظلة شركة HMD وهي تخطو بخطوات ثابتة، رؤية الشركة التي كانت واضحة منذ اللحظات الأولى لعودتها كانت تكمن في البساطة ... سواء كانت البساطة في التصميم، استخدام نسخة خام غير مُعدلة من أندرويد بجانب شراكات مُتعددة أبرمتها الشركة لتضمن حصول المُستخدمين على تجربة جيدة في كل مرة يستخدمون واحدة من هواتفهم.

كان شعار الشركة دائماً (الهاتف الذي يتطور دائماً) أو (It just keeps getting better) وهو الذي يرمز إلى سرعة التحديثات التي تصل إلى كل هواتف الشركة بغض النظر عن الفئة السعرية التي يقع بها ذلك الهاتف.

ولكن هل الاعتماد على تلك الخلطة سيُساعد نوكيا على العودة إلى الواجهة مرة أخرى في زمن أصبحت تستخدم فيه شركات الهواتف المُنافسة نحو الأرقام فقط؟ دعونا وللإجابة على هذا السؤال نتسعرض معكم تجربتنا لهاتف Nokia 7.2.

 الشاشة والتصميم

أول ما سيجذب انتباهك عند النظر لهاتف Nokia 7.2 هو لون الهاتف المميز كان اللون الأخضر الذي انطلق بيه الهاتف عالمياً أو اللون الأسود الأكثر انتشاراً في مصر. نحن في عرب هاردوير حصلنا على النسخة السوداء والتي في رأي لا تقل أناقة عن النسخة الأخرى.

نوكيا قررت أن تسير عكس الاتجاه تماماً فيما يخص تصميم الهاتف فهو يعتبر الوحيد تقريباً في فئته السعرية الذي لا يأتي بالتصميم اللامع والألوان المتدرجة واعتمدت نوكيا في المقابل على لونٍ وحيد مطفي مع القليل من اللمعان الخفيف يظهر عند سقوط الضوء مباشرة على ظهر الهاتف.

وكما اتجهت نوكيا للاعتماد على تصميم مختلف اعتمدت أيضاً على مواد مختلفة في تصنيع الهاتف فجسم الهاتف مصنع من مادة البوليمر كومبوزيت وليس البولي كاربونيت المستخدمة في هواتف مؤخراً. بشكل عام تقدم هذه المادة متانة أقوي من البولي كاربونيت ولكنها ليست في متانة المواد الأخرى المصنوعة من المعدن.

شاشة الهاتف هي شاشة IPS LCD بحجم 6.3 بوصة بدقة 2280×1080 بيكسل وبكثافة 400 بيكسل في البوصة. لا جديد يذكر حول تلك الشاشة فهي الأكثر انتشاراً بين هواتف تلك الفئة ولكن نوكيا ميزتها بدعمها لتقنية HDR10 وإمكانية تحسين المحتوى التقليدي إلى محتوى HDR عبر إعدادات الهاتف.

عند تجربة هذا الخيار لم تسير الأمور دائماً في الاتجاه الأفضل ففي بعض الأحيان كانت تُحسن من الصورة المعروضة ولكن في أوقات أخرى يكون من الأفضل إيقاف تفعيل هذه الخاصية.

حواف الشاشة الواضحة في الأعلى وفي الأسفل هي أكثر ما يفسد جمال التصميم, الحافة السلفية الكبيرة حتى لا تكون بلا فائدة مدون عليها اسم الشركة Nokia وهو شيء لم يعد منتشرا فالشركات تعمل يوماً تلو الواحد على التخلص من الحواف بصورة عامة والحافة السفلية بصورة خاصة. على كل حال وإن كانت الحواف تفسد التصميم فنوكيا قد تعوض هذه النقطة بحماية الشاشة بطبقة Corning Gorilla Glass 3 والتي وإن لم تكن الأحدث ولكن الكثير من الشركات تتخطى هذه الخطوة في تلك الفئة السعرية.

على الجانب الأيمن من الهاتف نجد زر الطاقة والذي استغلته نوكيا أفضل استغلال بإضافة مصباح بطول الزر ليكون بدلاً من مصباح الاشعارات. الجهة المقابلة للهاتف وفي المكان المقابل لزر الطاقة نجد زر مخصص لمساعد جوجل الشخصي Google Assistant. أزرار الصوت في هذا الهاتف متواجدة أعلى زر الطاقة على اليمين.

أسفل الهاتف يوجد منفذ الشاحن الذي يأتي من نوع USB-C بجانب سماعة Mono تقدم تجربة صوت مرتفع ولكن ليس بأفضل جودة في كل الأحيان. مخرج السماعات 3.5 مم متواجد في الجهة الأخرى أعلى جسم الهاتف. مستشعر بصمة الإصبع متواجد أسفل الكاميرا, المستشعر سريع في التعرف على بصمة المستخدم ولكن الشاشة يوجد فارق زمني لمدة ثانية تقريباً بين التعرف على البصمة وإصدار صوت فتح قفل الهاتف وبين إضاءة الشاشة.

الأداء وتجربة الاستخدام

إذا ذكر اسم نوكيا فيجب أن نذكر الاندرويد الخام دون أي تعديلات فمرة أخرى تعتمد نوكيا على Android One كنظامٍ لهاتفها الجديد. الهاتف يأتي بإصدار Android One Pie ومن المتوقع أن يحصل على تحديث Android One 10 قبل نهاية العام الجاري فنوكيا ومنذ عودتها للهواتف الذكية وهي تهتم بتقديم أفضل تجربة ممكنة فيما يخص تحديثات النظام والتحديثات الأمنية.

الهاتف وكهواتف نوكيا السابقة مدعوم بعامين من تحديثات النظام وثلاثة أعوام من التحديثات الأمنية.

تجربة الاستخدام بشكل عام كتصفح الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الأفلام والتنقل بين التطبيقات تجربة سلسلة ولا يعوقها أي شيء ولكن إذا كنت ممن يستخدمون هاتفهم في الألعاب أو في تعدد المهام وفتح عدد كبير من التطبيقات في الخلفية فهذا الهاتف ليس مناسباً لك.

استبعاد هذا الهاتف إذا كانت تنطبق عليك الشروط الأخيرة يرجع لاعتماد الشركة على معالج كوالكوم Snapdragon 660. الهاتف يأتي في المقابل بذاكرة وصول عشوائي بحجم 6 جيجابايت وذاكرة تخزينية بحجم 128 جيجابايت ولكن استخدام هذا المعالج وتوفير الهاتف بهذا السعر تجعل صموده أمام منافسيه أمراً غاية في الصعوبة ليس بسبب لغة الأرقام السائدة حالياً ولكن لأنه ليس من المنطقي شراء هاتف بهذا السعر وتشغيل لعبة COD Mobile على أقل إعدادات كما حدث عندما قمنا بتجربتها على الهاتف.

محاولة استخدام الإعدادات الرسومية المتوسطة لن تجعل من تجربة اللعب مستحيلة ولكنك ستلاحظ الفارق في عدد الإطارات.

في رأيي يجب أن تغيير نوكيا سياسة اختيار المعالجات في هواتفها ككل ليس فقط لأن السوق أصبح يتحدث بلغة الأرقام ولكن لأن المستخدمين أصبحوا يستخدمون هواتفهم لأكثر من التنقل داخل النظام وتصفح الإنترنت بصورة سلسلة.

البطارية

إذا كان اختيار معالج الهاتف اختيار كارثي لهاتف بهذا السعر فاختيار البطارية ليس أفضل حالاً. نوكيا قررت أن تعتمد في Nokia 7.2 على بطارية بسعة 3500 ميللي أمبير. لن اعتمد على الرقم لتقييم أداء البطارية ومقارنتها بما نشاهده في الهواتف المنافسة ولكن تجربة الاستخدام تفرض علينا أن نذكر نوكيا أن بطاريات هواتف الشركة الأخرى تقدم أداء أفضل من ذلك.

بطارية الهاتف تكفي حتى يوم من الاستخدام بصورة متنوعة ولكنك ستكون دائماً في موقف تتمنى أن تكون أكبر قليلاً حتى لا تشغل بالك بأنها اقتربت على النفاذ. الأسوأ من هذا الشعور في رأي والذي يدفعني أن أقول إن اختيار البطارية كان سيئ هو الشاحن الذي لا يدعم الشحن السريع.

لا أفهم سبب الاعتماد على منفذ USB-C إذا لم يدعم الشحن السريع. كان الاقدر الاعتماد على micro USB حتى وإن عافا عليه الزمن ودعم الهاتف للشحن السريع عن هذا الاختيار الي يضع المستخدم أمام هاتف بشاحن 10 وات في عام 2019 تحتاج فيه لنصف ساعة للوصول لثلث سعة البطارية وإلى ساعتين كاملتين لشحنها حتى 100%.

الكاميرا والتصوير

Nokia 7.2

تقدم نوكيا كاميرا خلفية ثلاثية للهاتف تأتي مع الفلاش داخل حلقة دائرية بارزة عن الهاتف. الكاميرا الأساسية هي كاميرا بدقة 48 ميجابيكسل وفتحة عدسة f/1.8. الكاميرا الثانية بدقة 8 ميجابيكسل وفتحة عدسة f/2.2 أما الكاميرا الثالثة فهي مخصصة للعزل وبدقة 5 ميجابيكسل. جميع عدسات الكاميرا من تطوير Zeiss.

التجربة الفعلية للكاميرا تبرز أداء هواتف نوكيا الجيد في تطوير كاميرات هواتفها. الصور الملتقطة بالكاميرا الأساسية أثناء النهار تقدم مستوى جيد من الصور بألوان مشبعة ومستوى مقبول فيما يخص المدى الديناميكي بدون ظهور أي ضوضاء قد تفسد الصور.

فيما يخص الكاميرا الـ Ultra Wide فجودة الصور قد تقل قليلاً مقارنة بالصور الملتقطة بالكاميرا الأساسية خاصة فيما يخص درجات الألوان. الاختلاف ليس بالكبير وهو أمر منطقي يحدث في كافة الهواتف.

عند التقاط صور الـ Portrait بالكاميرا الخلفية للهاتف ينجح الهاتف في تحديد ملامح الوجه بشكل جيد ولكنه قد يخطأ قليلاً في تحديد بعض مناطق الجسم. أداء العزل في المجمل يتحسن كلما صغر الجسم المراد تصويره.

نوكيا وفرت في تطبيق الكاميرا في Nokia 7.2 نمط مخصص للتصوير الليلي. الصور الملتقطة عند استخدام هذا النمط وبالكاميرا الأساسية تقدم مستوى صور جيدة خاصة عند مقارنتها بالصور الملتقطة دون استخدام هذا النمط. في بعض الأحيان وعند انخفاض مستوى الإضاءة المحيطة يعجز النمط الليلي في تقدم نفس المستوى من جودة الصور وتبدأ الضوضاء في الظهور مع مصاحبتها بنعومة في بعض الأسطح.

وبالانتقال للكاميرا الأمامية سنجد Nokia 7.2 يأتي بكاميرا وحيدة بدقة 20 ميجابيكسل. التقاط صور السليفي مميز أثناء النهار وحتى تحت إضاءة المصابيح مع الاحتفاظ بتفاصيل الوجه حادة بصورة كافية ومع الإبقاء على الألوان بجودة عالية. العزل أيضاً مميز بالكاميرا الأمامية للهاتف ومن الصعب أن يخطئ في تحديد ملامح الوجه.

في المقابل وأثناء التقاط صور السلفي أثناء الليل تقدم الكاميرا مستوى متدني من الجودة كلما انخفضت مستوى الإضاءة. الصور الملتقطة تظهر نعومة كبيرة لتفاصيل الوجه وكذلك ظهور الضوضاء.

السعر والتقييم

تطرح نوكيا هاتفها الجديد Nokia 7.2 في الأسواق المصرية بسعر 5200 جنية مصري.

هل نجحت نوكيا مرة أخرى في تقديم تجربة مميزة بعيداً عن لغة الأرقام؟

للأسف الإجابة هي لا, نوكيا لم تبتعد فقط عن لغة الأرقام ولكنها أخطأت في خلق تجربة مثالية للهاتف كما فعلت مع هواتفها السابقة. هاتف Nokia 7.2 لا ينقصه فقط معالج أفضل بل وبالمقارنة بهواتف الشركة الأخيرة نجد أن تجربة الهاتف الكلية تنقصها العديد من النقاط بعضها متعلق بالأرقام وبعضها غير متعلف بها.