أظن أننا أمام واحدة من الألعاب التي لا تحتاج لمُقدمة، ولكني سأعطيها واحدة على أي حال. لعبة Starfield كان حولها هالة من التشاؤم خاصةً بعد الإطلاق المُخيب للآمال للعبة Fallout 76، لكن يُسعدني قول أن خبرة استوديوهات Bethesda تظهر هنا بأفضل حُلةٍ، مع وضوع دعم Microsoft Xbox للمشروع والمساعدة في تحسين كافة جوانبه. هذه ليست فقط واحدة من أفضل تجارب تقمص الأدوار في التاريخ، بل واحدة من أفضل الألعاب التي جربتها في حياتي. إليكم مراجعتنا الكاملة للتحفة الفنية المرتقبة Starfield.

ما الذي يخبئه الكون من أسرارٍ في Starfield؟

تقع أحداث Starfield في عام 2330، ووقتها تمكنت البشرية من الانتقال للفضاء والنجوم بفضل محركات الجاذبية التي تسمح بالسفر بين الكواكب والأنظمة الشمسية، وأحد الأسباب الرئيسية لترك كوكب الأرض وراء ظهرنا هو كارثة حدثت ستعلمون تفاصيلها أكثر خلال أحداث القصة. وأؤكد لكم أن القصة هنا من أكثر قصص الألعاب عمقًا وإثارة التي لعبتها في الآونة الأخيرة مع وجود الكثير من الشخصيات والمفاجآت الرائعة التي ستجعلكم مندهشين من مدى قوة فريق الكتابة في الاستوديو!

نحن نلعب بدور عامل منجم مُلكف بمهمة جمع الموارد على أحد الأقمار في الفضاء، لكن سرعان ما تأخذ القصة مُنحنى مختلف بعد أن يجد عامل المنجم ذلك نفسه وجهًا لوجه مع قطعة أثرية غريبة الشكل تُخرج أصواتًا ورؤى عندما يلمسها، ومن هنا ننضم لمنظمة Constellation المسؤولة عن استكشاف الفضاء ومعرفة أسرار الكون، على أمل الوصول إلى سر هذه القطعة الأثرية ومن أين جاءت ومن صنعها.

تُقدم لنا القصة العديد من الشخصيات المميزة خاصةً أولئك الذين يعملون معنا في منظمة Constellation، وكل شخصية منهم لها أسلوب وطابع مختلف عن الأخرى، وسيأخذونا معهم في الكثير من المهام الرائعة، وبالفعل توجد بعض المهام هنا التي يمكن اعتبارها من الأفضل في تاريخ الصناعة مع أنظمة لعب وميكانيكيات رائعة بالتحديد في النصف الثاني من قصة اللعبة!

تستمر أحداث القصة على مدار 25 ساعة تقريبًا إذا قررت التركيز عليها بشكل رئيسي، ولكن هذه Starfield، وعالمها الشاسع سيجذبك لاستكشاف الكثير من المناطق البعيدة كليًا عن أحداث القصة، لذلك توقع أن تأخذ منك أول تختيمة حوالي 50 ساعة تقريبًا إذا أنهيت بعض المهام الجانبية والـ Quest Lines المميزة لبعض الفصائل. تأخذنا قصة اللعبة لمجموعة من المدن والمناطق الرائعة مثل New Atlantis و Akila و Neon و Cydonia، وكل مدينة من المدن الأربعة الرئيسية بها الكثير والكثير من المهام والشخصيات والمناطق القابلة للاستكشاف، مع طابع خاص مميز يجعلك تود أخذ صورة مع كل خطوة تخطوها على أرض هذه المدن. يوجد اهتمام كبير بالتفاصيل في كل شيء هنا، وسأتحدث عن الأمر بتفصيل أكثر لاحقًا في المراجعة.

إذا سيكون لديّ عتاب على قصة اللعبة، فهو عدم وجود خيارات كثيرة طوال أحداثها مما يؤدي إلى نهاية موحدة في آخر المطاف مع عدم وجود اختلافات كثيرة في كيفية الوصول لها. لكن بالنسبة ليّ شخصيًا، فالأمر لم يؤثر على تجربتي، وليس عندي مشكلة مع وجود قصة خطية في هذا العالم الضخم المليء بالاختيارات في كل مكانٍ من حولك، وأنا شبه متأكد من أن قصة Starfield هي مجرد التجهيز لعالم أضخم وأكبر سيستمر في المستقبل على مدار إضافات وأجزاء أخرى. 

التختيمة الأولى ليّ في Starfield أخذت مني حوالي 70 ساعة تقريبًا على مدار الأسبوعين الماضيين، وقضيت معظم وقتي في استكشاف الكواكب وإنهاء المهام الجانبية والتطوير من العتاد والسفينة.

أفضل أسلوب لعب قدمه استوديو Bethesda

إحساس القتال بالأسلحة رائع!

رغم أن أسلوب لعب Skyrim و Fallout 4 كان جيدًا، إلا أن ألعاب Bethesda غير معروفة بأن (احساس) اللعب يكون رائع فيها، لكن الأمر يختلف مع Starfield حيث من الواضح أن الاستوديو قام بتعيين فريق جديد متخصص كليًا في صُنع الأنيميشن والحركات لتبدو بهذه السلاسة خاصةً وأن اللعبة مثلها مثل ألعاب الاستوديو السابقة يمكن تجربتها من المنظورين الأول والثالث، والمفاجئ هنا أن الحركات تبدو سلسة بأي طريقة تلعب اللعبة بها، وهنا نرفع القبعة لفريق الأنيميشن لمدى اهتمامهم بكافة التفاصيل في اللعبة! 

ليس ذلك فحسب، بل احساس الأسلحة نفسه رائع وواقعي، ويبدو أن مساعدة استوديو id Software لفريق بيثيسدا على اللعبة لم تتمحور على الجانب الرسومي فقط، بل كان لهم دورًا أيضًا في تحسين أسلوب اللعب خاصةً وأن ستارفيلد بها كمية عملاقة من الأسلحة القابلة للاستخدام، وبعض الأسلحة تستخدم الطاقة والليزر وليس الذخيرة فقط.

بالحديث عن الأسلحة فيجب أن نتطرق قليلاً للمواجهات نفسها، والتي كانت ممتعة مع وجود الـ Jetpack على ظهرك والتي تُمكنك من القيام بحركات بهلوانية مميزة في الكواكب التي تقل فيها الجاذبية، وتوجد أيضًا بعض الأفكار الأخرى والميكانيكيات التي تُقدمها اللعبة لك بمرور الوقت، لكن لن أحرقها عليكم خاصةً وأنها متعلقة بأحداث القصة.

بالنسبة للأسلحة فيمكنك ترقيتها وإضافة أجزاء جديد تساعدك على القتال وتزيد من قوتها، لكن لا تتوقع أن تحصل على منظومة ترقية وتخصيص أسلحة مثل الموجودة في Call of Duty مثلاً، فالأمر هنا أبسط من ذلك بكثير، ومن وجهة نظري سيكون من الأفضل لك البحث عن الأسلحة والعتاد الأفضل (البدلة الفضائية والخوذة وغيرها) في البيئة أو في المناطق التي تتواجد بها الأعداء مرتفعة المستوى.
 


ماذا عن منظومة تقمص الأدوار وشجرة المهارات؟ 

مثل أي لعبة تقمص أدوار، فستبدأ رحلتك في عالم Starfield وأنت تصنع شخصيتك ويمكنك تخصيصها واختيار الجنس والشكل وكل شيء، والتخصيص هنا هو الأعمق في تاريخ الاستوديو مما يسمح لك بصُنع شخصية أحلامك حتى لو أردت صُنع نفسك داخل اللعبة فستتمكن من فعل ذلك. ستختار أيضًا سمات الشخصية وتاريخها والذي يكون له تأثير في بعض المهام وبعض المواقف ويُكسبك مهارات مُعينة من بداية اللعبة، وشخصيًا اخترت أن أكون Bounty Hunter والذي كان له دورًا كبيرًا في أحد المهام الجانبية الأكثر روعة باللعبة.

شجرة المهارات عملاقة وبها مجموعة مختلفة من الأقسام الخاصة بكل شيء يمكن لشخصيتك فعله من القتال والتخفي والتسلل وصُنع وترقية العتاد أو حتى تحسينات كبيرة لمنظومة السفينة الفضائية. كلما تُزيد من مستواك في اللعبة، ستحصل على نقطة مهارة، وبنقاط المهارة بتلك يمكنك ترقية قدراتك بما يتناسب مع أسلوب لعبك وما الذي تريد فعله في عالم Starfield.

كأي لعبة RPG، فبالتأكيد هي مليئة بالحوارات والاختيارات، ويمكن تغيير أحداث مجموعة من المهام (أو تغييرها كليًا) بناءً على اختيارك في بعض المواقف، وترقية قدرات مُعينة يُمكنك مثلاً من إقناع الآخرين بتنفيذ ما تريده بدون اللجوء إلى القتال أو دفع الرشاوي مما يوفر عليك الذخيرة والمال. لكن كما أوضحت في حديثي عن القصة، فالخيارات غير مؤثرة كثيرًا معظم الوقت رغم كثرتها، وتشعر أن اللعبة تحاول أن تجعل لك يد في القرار أو سير الأحداث، لكن الحقيقة أن قصتها الرئيسية خطية ستنتهي بنفس الشكل في النهاية. لعل تأثير القرارات الأكبر يحدث في عالم اللعبة والمهام الجانبية وكيفية الانتهاء منها.

لكن الحق يُقال، هذه فعلاً واحدة من أفضل تجارب تقمص الأدوار التي لعبتها في حياتي، وقد استطاعت غمري في عالم اللعبة وأحداثه وشخصياته المُثيرة جدًا للاهتمام. فحتى إذا كان تأثير القرارات غير صريح في جزء واضح من المهام، إلا أن الأمر لم يؤثر على تجربتي الشخصية أو استمتاعي العام باللعبة.

هل يزال الذكاء الاصطناعي بنفس مستوى ألعابهم السابقة؟ 

الذكاء الاصطناعي ليس من أكثر نقاط القوة في Starfield، ولكنه تحسن قليلاً عن ألعاب الاستوديو السابقة، وفي بعض الأحيان ستجده يُقدم فعلاً مواجهة أمامك. لا تفهموني خطأ، فالذكاء الاصطناعي هنا لا يزال غبيًا، ولكن ليس بنفس مستوى غباء الذكاء الاصطناعي في Fallout 4 مثلاً، وستجد أن مواجهة الأعداء البشر تتطلب منك الاحتماء وراء حائط أو صندوق واطلاق النيران من خلف جدار الحماية حتى لا تتعرض للأذى بشكلٍ سريع.

نفس الأمر لا ينطبق على مواجهة المخلوقات الفضائية التي نواجهها خلال رحلتنا على مختلف الكواكب، فهم أغبياء بمعنى كلمة أغبياء، وحتى المخلوقات التي كانت الشخصيات خائفة منها في أحداث اللعبة، كانت بالنسبة ليّ مجرد تحديًا إضافيًا بسيطًا لم يأخذ مني وقت. على العموم، مشاكل الذكاء الاصطناعي ليست كثيرة هنا، ولن تؤثر على التجربة الكلية رغم أنني كنت أتمنى أن يكون أفضل قليلاً!

أحد أفضل العوالم التي قضيت فيها وقتي بأي لعبة!

تصميم المهام الرئيسية والجانبية

نأتي هنا لنقطة من أقوى النقاط في لعبة Starfield، وهي تصميم المهام. مهام اللعبة الرئيسية هنا أسطورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مع وجود الكثير من الأفكار المميزة والميكانيكيات الرائعة التي يتم تقديمها واستغلالها بأسلوب مميز. توجد بعض المهام في النصف الثاني من اللعبة الغير مسموح ليّ بالحديث عنها ستجعلكم مندهشون من كمّ الأفكار والتفاصيل التي قدمها فيها استوديو Bethesda!

لكن المُفاجئ هنا أن نفس الاهتمام هذا تم تطبيقه على المهام الجانبية ومهام الفصائل مثل الـ Crimson Fleet و الـ UC Vanguard و الـ Rangers. كل Questline منهم من الممكن أن تستمر معك لحوالي 5 ساعات أو أكثر، بتقديم العديد من الشخصيات والمفاجآت والاغتيالات والخيانة وغيرها من الأفكار المميزة. شعرت أن كل Questline منهم كانت من الممكن أن تُصبح إضافة خاصة بها وستكون ممتعة بدون شك، لكن ها هو استوديو Bethesda يُضيف مثل هذه التحف الفنية داخل عالم اللعبة نفسه.

كل المهام في اللعبة سواء الرئيسية أو الجانبية تم تصميم مراحلها بالكامل من قبل المصممين في الاستوديو وليس عبر الذكاء الاصطناعي أو التوليد الإجرائي، وهذا يظهر في مدى اهتمامهم بالتفاصيل ومحاولة شرح قصص مختلفة عبر البيئة، وهذا هو النوع المُفضل بالنسبة ليّ في شرح القصص بجعل اللاعب نفسه يستنتج ما الذي حدث في هذا المكان قبل أن يأتي إليه.

هل اللعبة تضم فعلاً 1000 كوكب قابلين للاستكشاف؟

هذه هي أحد النقاط التي يجب التركيز عليها نسبيًا خاصةً مع رؤية الكثير من الحديث السلبي عن اللعبة خلال الأيام الماضية على تويتر. في البداية، نعم، لعبة Starfield تضم 1000 كوكب قابلين للاستكشاف مع وجود أكثر من 100 نظام شمسي مختلف يضمون العديد والعديد من الكواكب والأقمار التي يمكنك الهبوط عليها واستكشافها وبناء المستعمرات والقيام بالمهام الرئيسية أو الجانبية. 

لكن لنتحدث بشكل منطقي هنا، اللعبة بها عشرات الكواكب الرئيسية التي تم تصميم جزء كبير منها بيد استوديوهات Bethesda بشكل رئيسي، وهي الكواكب التي تقع عليها أحداث المهام الرئيسية والجانبية وتضم المستعمرات والمدن والكهوف وغيرها. لكن في نفس الوقت توجد مئات ومئات الكواكب التي تم تصميمها بخاصية التوليد الإجرائي، وهي نفس الخاصية المُستخدمة في لعبة مثل No Man's Sky، مما يعني أننا سنجد الكثير من الكواكب القاحلة التي لا يوجد عليها مهام أو أماكن لاستكشافها، والهدف الرئيسي منها هو الهبوط عليها لبناء المستعمرات وجمع الموارد النادرة مثلاً.

نقطة أخرى حدث عليها جدال كبير في الآونة الأخيرة على تويتر هي أن الكواكب غير قابلة للاستكشاف بشكلٍ كامل، وهذا كلام خاطئ. أي كوكب في ستارفيلد يمكنك استكشاف كل شبر فيه، ولكنك لا تمتلك الحرية الكاملة في فعل ذلك، فدعوني أشرح كيف يتم الأمر.

كل كوكب عليه نقاط هبوط مُحددة، وعندما تهبط على نقطة مُعينة، تقوم اللعبة بتحميل منطقة كبيرة حول هذه النقطة قابلة للاستكشاف. إذا وصلت لحدود تلك المنطقة، فستقول لك اللعبة أنه يجب عليك العودة للسفينة الفضائية واختيار نقطة هبوط أخرى من أجل استكشاف باقي الكوكب، ويستمر الأمر هكذا بهبوطك على مختلف النقاط والبدء في رحلتك بمختلف المناطق على سطح الكوكب.

الأمر منطقي، فكان من الصعب توقع أن تقوم اللعبة بتحميل كوكب كامل وجعله مفتوحًا للاعبين في كل الأرجاء، وأتوقع أن محرك Creatine Engine 2 لن يسمح لك بالقيام بهذا الأمر، لذلك الحل المنطقي الذي اتخذه استوديو Bethesda هو وضع نقاط هبوط مختلفة على كافة الكواكب والسماح للاعبين بالهبوط عليها واحدة تلو الأخرى لاستكشاف الكوكب بأكمله، وهذا ليس عيبًا في اللعبة على الإطلاق!

عالم اللعبة ديناميكي بشكل مميز 

من الممكن أن أتحدث من الآن وحتى الغد عن مدى قوة عالم Starfield الديناميكي والذي يُدهشني في كل مرة أتجول فيه. شعرت في ستارفيلد بنفس الإحساس الذي قدمته ليّ لعبة Red Dead Redemption 2، وهو وجود العديد من الأحداث الديناميكية التي تحدث من حولك والتي من الممكن أن تتابعها من بعيد، أو تشارك فيها ويكون لك دورًا في كيفية نهاية هذا الحدث!

أيضًا من الممكن أن تُصدف مناطق أو أشخاص يتحدثون عن شيء وأنت تتجول في عالم اللعبة، وفجأة تجد اللعبة تُقدم لك مهمة جانبية جديدة من الممكن أن تستمر معك لساعة أو ساعة ونصف مثلاً. 

أريد أن أحكي لكم موقف بسيط حدث معي في اللعبة، فأثناء ما كنت أتجول بالسفينة الفضائية خاصتي على أطراف أحد الكواكب، وجدت سفينة أخرى تطلب التواصل معي ووافقت بالفعل. وقتها تفاجأت بأن التي تواصلت معي هي امرأة عجوزة تدعوني لأهبط على السفينة الخاصة بها وأتناول العشاء معها حيث أنها تمتلك الكثير من الطعام ولا تحتاج كل ذلك.

في البداية ظننت أنه فخًا وأنني سأموت عندما أدخل السفينة، ولكنها كانت صادقة، وظلت تُحدثني عن عظمة الحياة والتجول في الفضاء وأنها تعيش من أجل أحفادها التي تذهب لزيارتهم دائمًا. موقف لم يستمر أكثر من 15 دقيقة، ولكنه يظل عالقًا في ذهني حتى الآن لمدى جماله وتأثير عليّ حيث شعرت بالاسترخاء التام وأنا ألعب اللعبة وكأني أعيش في دور الشخصية بالفعل!

ما أعظم التحكم بالسفينة الفضائية في ستارفيلد! 

لن أكون أبالغ إذا قُلت لكم أن Starfield بها لعبة محاكاة طيران بداخلها، فالسفينة الفضائية ليست مجرد وسيلة تنقل بين الكواكب والأنظمة الشمسية فقط، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير!

تُعطيك لعبة Starfield إمكانية تخصيص كل شبر في السفينة حرفيًا، فيمكنك تغيير المحرك والـ Grav Drive ومنطقة القيادة وإضافة الأسلحة والمُعدات المختلفة التي تخدم أسلوب لعبك. يمكنك أيضًا تكبير حجم السفينة الفضائية أو شراء سفن فضائية أخرى جاهزة أكبر وأضخم في الحجم لتسمح بإضافة المزيد من الموارد وفتح المجال لوضع المزيد من طاقمك بداخلها.

بالحديث عن الطاقم، فيمكنك تعيين الكثير من الشخصيات المختلفة لتصطحبها معك على متن السفينة لمختلف المعارك الفضائية والكواكب وغيرها من الأمور الرائعة التي ستحتاج لمساعدة هذا الطاقم فيها، خاصةً إذا قررت إنشاء مستعمرات على كواكب مُعينة وترك جزء من الطاقم فيها لامتلاكهم خبرة مُعينة قادرة على تحسين المستعمرة وزيادة سرعة صُنع الموارد والعتاد.

أسلوب اللعب بالسفينة الفضائية لا يقل متعتًا عن أسلوب اللعب بشخصيتك الرئيسية لأن ستارفيلد تُحاكي الواقع في تلك الناحية، وفجأة تجد اللعبة تنقلب لتجربة استراتيجية أثناء المعارك حيث يجب عليك توجيه طاقة السفينة بالشكل المثالي للموازنة بين كافة عناصر السفينة المختلفة مثل الأسلحة أو الدرع أو المحرك وهذا بالطبع بناءً عما يحدث حولك في البيئة. إذا كنت تتعرض لضغط كبير من الأعداء فستُزيد من قوة الدرع، إذا كنت تريد تدمير الأعداء سريعًا فتُزيد من قوة الأسلحة، وإذا كنت تُريد الانتقال سريعًا من المكان فتوجه الطاقة وتزيد من قوة المحركات. وبذلك نرى أن اللعبة بها مجموعة من عناصر ألعاب المحاكاة للطيران الواقعية!

من الـ 70 ساعة التي قضيتها في Starfield، حوالي 3 أو 4 منهم ركزت فيهم على تطوير السفينة وبناء سفن أخرى من الصفر تمامًا لأن المميز في نظام بناء السفن هو أنه يتحول للعبة بسيطة بمرور الوقت لأن كل جزء من أجزاء السفينة له رتبة مُعينة ويجب عليك تجميع الأجزاء الصحيحة مع بعضها البعض وكأنك تُركب Puzzle، وشخصيًا الأمر كان ممتعًا بالنسبة ليّ.

قمّ ببناء المستعمرات على مختلف الكواكب 

لأكون صريحًا معكم، ففكرة بناء المستعمرات هي الوحيدة التي لم أعيرها أي انتباه يُذكر خلال تجربتي للعبة Starfield لأن ليس هذا هو السبب الرئيسي الذي ألعب عناوين بيثيسدا من أجله. لكن إذا كنت من هواة هذا الأمر خاصةً بعد التجربة الرائعة التي قدمها في كلٍ من Fallout 4 و Fallout 76، فالمنظومة هنا أكبر وأضخم من أي لعبة سابقة. 

فكرة بناء المستعمرات في Starfield مُطورة ومُحسنة بشكلٍ كبير حيث يمكنك بناء الكثير من المستعمرات على الكثير من الكواكب، وهنا يأتي دور الكواكب النائية، فرغم خلوها تمامًا من المهام والمدن، إلا أنها مليئة بالموارد التي تنتظر أن يتم جمعها، لذلك يمكنك الاستفادة من تلك الكواكب ببناء المستعمرات وتعيين طاقم كامل عليها ليجمعوا لك الموارد، وبها ستتمكن من تطوير العتاد وبدلة الفضاء والعتاد الخاص بك لتُصبح أقوى في مواجهة مختلف الأعداء والمخلوقات التي تقف في طريقك.

ضفّ على ذلك أنك إذا كنت من هواة تجميع الـ achievements للألعاب، فسيجب عليك بناء المستعمرات واستثمار بعض الوقت حيث لن تتمكن من الحصول على كافة الـ achievements إلا بعد انشاء مستعمرات وتطوير العتاد ومثل تلك الأمور. أما إذا هدفك الأساسي هو استكشاف العالم والقصص والشخصيات والأحداث المختلفة، فيمكنك الإبتعاد عن فكرة إنشاء المستعمرات ولن يؤثر ذلك على التجربة ككل.


تجربة Starfield التقنية شبه خالية من المشاكل

محرك Creation Engine 2 يتألق برسوماتٍ خلابة

ألعاب Bethesda لم تركز سابقًا على تقديم مستوى رسومي خلاب، فرغم أن رسوماتها كانت مقبولة في كل سنة صدرت فيها، إلا أنه تواجدت ألعابًا أخرى في نفس السنة أقوى وأفضل رسوميًا بمراحل، لكن كلنا نعلم أننا نلعب عناوين Bethesda من أجل الاستمتاع بأشياءٍ كثيرة، والرسومات ليست واحدة منهم.

الأمر يختلف تمامًا هنا مع Starfield، فهي مبنية على أحدث نسخة من محرك Creation Engine والتي شهدت تحسينات عملاقة مقارنةً بألعاب الاستوديو الأخيرة Fallout 4 و 76. هذه تجربة جيل جديد بشكلٍ كامل وهذا يظهر من مدى الاهتمام بالتفاصيل في كافة أرجاء اللعبة حتى على الكواكب النائية المُصممة بالتوليد الإجرائي. لكن اللعبة تتألق فعلاً عندما تدخل المدن الضخمة أمثال New Atlantis و Neon وتنظر إلى مدى اهتمام الاستوديو بتقديم تجربة خلابة بصريًا وواقعية.

مستوى رسومات Starfield يصل في بعض الأحيان إلى نفس مستوى لعبة Cyberpunk 2077، وهذا أثناء تجربة اللعبة على اعدادات متوسطة، فما بالكم إذا كنتم تمتلكون حاسوبًا خارقًا و قمتم بتشغيل اللعبة على أعلى إعدادات بدقة 4K مثلاً. التجربة ستكون أسطورية بلا شك. يُذكر أن استوديو id Software (الذي طور سلسلة DOOM وأنشأ محرك id Tech) ساعد استوديوهات Bethesda في التصميم الرسومي للعبة Starfield، بل وأضاف لهم أيضًا خاصية الـ Motion Blur التي لم تتواجد في أي لعبة من ألعابهم سابقًا.

المستوى الرسومي الخرافي للعبة ليس حصريًا للبيئات فقط، بل أن الشخصيات أيضًا تصميمها كان خرافيًا مع التركيز على تقديم Textures بجودة عالية للبشرة والملابس. بالتأكيد تلك هي ليست أفضل لعبة بصريًا، وتوجد ألعاب أخرى صدرت في الآونة الأخيرة أفضل من Starfield، لكن عندما تنظر إلى حجم اللعبة العملاق والمستوى الرسومي الذي تُقدمه، فيجب أن ترفع القبعة لاستوديو Bethesda على اهتمامهم الكبير بتقديم تقنيات مميزة وتطور محرك Creatine Engine الخاص بهم.
 


تجربة صوتية على أعلى مستوى من الجمال 

كما ذكرت في حديثي عن القصة، فكل الشخصيات في Starfield سواء الرئيسية أو الجانبية هي شخصيات رائعة، والسبب الرئيسي في جعلها شخصيات محبوبة سنتذكرها لسنواتٍ قادمة هو التمثيل الصوتي الممتاز. اختيار الممثلين هنا كافةً كان رائعًا، وأحببت شخصية مثل Sarah Morgan التي رافقتني طوال التجربة وكانت جزء رئيسي من طاقم سفينتي الفضائية.

بالنسبة للمؤثرات الصوتية، فكل شيء في Starfield مُصمم بأسلوب مميز، ورغم أن معظم الأشياء التي في اللعبة تأتينا من المستقبل البعيد ولا توجد أشياء مماثلة لها حتى يستند عليها فريق الصوتيات في Bethesda، إلا أنهم تمكنوا من صُنع تجربة تغمرك في العالم بسبب أصواته، خاصةً صوت أسلحة الليزر والطاقة الذي كان مميزًا للغاية.

لا يوجد غبار أيضًا عن الموسيقى التصويرية، فهي من تلحين الرائع Inon Zur الذي عمل على تقريبًا كل أجزاء Fallout، وقد تمكن Zur من أسر روح الفضاء والمغامرة بطريقةٍ لم أتوقعها. يوجد لحن واحد رئيسي ستسمعه طوال أحداث القصة مع الكثير من الألحان الأخرى التي تلائم كل مهمة وتزيد من عظمتها خاصةً في النصف الثاني من الأحداث. بالإضافة إلى أن الموسيقى التي تسمعها أثناء استكشاف الكواكب قمة في الجمال والروعة!
 


مشاكل اللعبة التقنية نادرة! 

لعلها هذا أغرب كلام ستسمعه عن لعبة من Bethesda خاصةً بعد ما رأيناه في Fallout 76، لكن فعلاً لعبة Starfield شبه خالية من المشاكل التقنية. خلال 75 ساعة لعب لم أواجه إلا 5 bugs تقريبًا وكلهم كانوا أمورًا بسيطة لم تؤثر على التجربة، وحدث Crash مرة واحدة فقط، وهذا مقبول جدًا على لعبة بهذا الحجم بكل تلك الشخصيات والأماكن التي من الممكن زيارتها.

السبب الرئيسي وراء خروج اللعبة مصقولة بهذا الشكل هو دعم مايكروسوفت بكل تأكيد، واعتزام Phil Spencer وفريق Xbox تأجيل اللعبة لمدة سنة كاملة لضمان خروجها بدون مشاكل. اللعبة في نسخة المراجعة كانت بإصدار 1.6 مما يعني أنها مرت بالكثير من ضمان الجودة خلال الأشهر الماضية، وبالفعل تمكنت الفرق المسؤولة عن ضمان الجودة من حل كافة مشاكل اللعبة تقريبًا، والنتيجة النهائية هي تجربة تجعلك تشعر أنها تأتينا من استوديو مختلف تمامًا وليس من نفس الاستوديو الذي قدّم لنا Fallout 76 منذ 5 سنوات فقط!

جدير بالذكر أن تحديث اليوم الأول للعبة Starfield تم إصداره أثناء مراجعة اللعبة، وتم حل كافة المشاكل البسيطة التي واجهتني.


ماذا عن الأداء التقني؟ 

تلك هي لعبة جيل جديد، ولذلك كنا نتوقع بالفعل أنها ستكون ثقيلة من ناحية الأداء خاصةً بعد الكشف عن أنها مُغلقة على 30 إطار في الثانية لأجهزة Xbox Series X|S، وقد علمنا بالفعل السبب بعد تجربتها. تجربتي للعبة كانت على حاسوب شخصي متوسط بالمواصفات الآتية:

  • معالج Intel Core i5-10400F
  • 32 جيجا بايت من الرامات بنوعية DDR4 وتردد 3200 MHz
  • بطاقة رسومية Nvidia GeForce RTX 3050 8 GB
  • تخزين على هارد NVMe M.2 SSD 

تمكنت من تشغيل اللعبة بدقة 1080p على اعدادات متوسطة (وبعضها على مرتفعة)، وحصلت في المقابل على 30 إطار في الثانية في المناطق المفتوحة، و 60 إطار في المناطق المُغلقة. لم تُعجبني التجربة وهي تتراوح بين الإطارات بهذا الشكل، ولذلك توجهت إلى Nvidia Control Panel واغلقتها على 30 إطار حتى تُصبح تجربة سلسة ومتشابهة في كافة الأوقات سواء في المناطق المُغلقة أو أثناء استكشاف الكواكب.

وبالفعل التجربة أصبحت مثالية وشبيهة بأجهزة الكونسول بهذا الشكل، ولم تسقط اللعبة عن 30 إطار في أي موقف حتى في المواقف التي كانت مليئة بالأكشن والانفجارات والمواجهات الكبيرة على مساحات شاسعة. التجربة مصقولة تقنيًا بإمتياز، ولكنك ستحتاج لعتاد متوسط/قوي لتستمتع بها بدون مشاكل.

كل هذه الروعة معك ضمن اشتراك Xbox Game Pass! 

لعل أكثر شيء يُزيد من قيمة Starfield عمومًا هو أن تحفة فنية بهذا الشكل متوفرة معك ضمن اشتراك Xbox Game Pass على الحاسب الشخصي وأجهزة Xbox Series X|S. هذا الاشتراك الرائع يُكلفك 90 جنيه مصري في الشهر فقط، ويمكنك الاستمتاع من خلاله بلعبة Starfield وغيرها من حصريات Xbox القوية القادمة في الأشهر والسنوات القادمة.

قيمة الخدمة تزداد يومًا بعد يوم بوجود مجموعة عملاقة من ألعاب الـ AAA، ولعل Starfield هي أضخم لعبة تنضم للخدمة حتى الآن، وهي الرد المثالي على كل من كانوا يقولون أن الخدمة تُركز على الألعاب المُستقلة فقط! هذا ليس إعلان لخدمة الجيم باس، ولكنها مجرد نصيحة بأن تتوجه فورًا وتشترك في الخدمة إذا لم تفعل ذلك حيث ستوفر الكثير من الأموال في الفترة القادمة.

في النهاية

لعبة Starfield هي واحدة من أفضل تجارب تقمص الأدوار في تاريخ صناعة الألعاب، وهي رسالة حب من استوديو Bethesda و Todd howard لعشاقهم الذين انتظروا عنوانًا جديدًا لأكثر من 25 سنة. إنها النتاج المثالي لخبرة الاستوديو الطويلة التي استمرت لـ 30 سنة، ويمكن اعتبارها بداية عصر جديد لمايكروسوفت لأنها أحد الألعاب التي ننصح بشراء جهاز Xbox خصيصًا لتجربتها. استوديو Bethesda عاد لأمجاد الماضي، وثقتنا عادت في Todd Howard، والآن نضع أنظارنا على المنتظرة The Elder Scrolls VI كالتحفة الفنية التالية.