لا أستطيع إنكار أن لعبة The Callisto Protocol كانت واحدة من أكثر الألعاب المُرتقبة بالنسبة لي شخصيًا في عام 2022. لقد وضعت آمالاً عالية على فريق Striking Distance، وكيف لا أفعل عندما يوجد Glen Schofield في رئاسة الاستوديو. عندما تم الكشف عن موعد إصدار اللعبة، كنت أشعر بالاستغراب. فكيف سيتمكن استوديو جديد تم تأسيسه في عام 2019 من إصدار لعبته خلال 3 سنوات فقط؟

أيضًا كيف من الممكن أن يحدث أي خطأ مع تطوير The Callisto Protocol، فهي تأتينا من الفريق الرئيسي الذي عمل على ثلاثية Dead Space، لدرجة أننا من الممكن أن نقول عليها الجزء الرابع من السلسلة، ولكن بإسم مختلف. وعلى الرغم من بعض التخوفات، إلا أن آمالي كانت لا تزال مرتفعة، وتوقعت أنني أمام واحدة من أقوى ألعاب الرعب والبقاء في التاريخ. للأسف كل تلك التوقعات المرتفعة التي وضعتها، عادت لتهبط على رأسي كالقنابل، لأن The Callisto Protocol تفتقر للكثير من الأساسيات التي نتوقع رؤيتها في أي لعبة تصدر خلال عام 2022.

قصة The Callisto Protocol مُخيبة للآمال

تقع أحداث اللعبة في عام 2320 وتتحدث عن شخصية Jacob Lee (الذي يقوم بدوره الممثل الرائع Josh Duhamel) حيث يعمل وهو وصديقه Max Barrow بمثابة ناقلي شحن لصالح شركة كوكب المشترى المتحدة (UJC). شحنتهم الحالية لا يوجد عليها أي معلومات، وهي شُحنة موجهة من Europa إلى سجن Black Iron المتواجد على قمر Callisto الخاص بكوكب المشترى. لقد تم وعدهم بأن الأرباح التي سيحصلون عليها من هذه الشحنة ستكون كافية للتقاعد مدى الحياة بدون الحاجة للعمل مرةً أخرى.

أثناء الطيران بالشحنة، صعدت مجموعة إرهابية بقيادة Dani Nakamura (من تمثيل Karen Fukuhara) على سفينتهم الفضائية، ومن هنا تنقلب الأمور رأسًا على عقب حيث يقعون على سطح قمر Callisto. نظرًا لأن Dani و Jacob هو الناجين الوحيدين، فيتم أخذهما إلى سجن Black Iron بناءً على أوامر مأمور السجن. بعد عملية الدخول للسجن المؤلمة، يستيقظ Jacob ليرى أن السجن قد اجتاحه مساجين مُصابون بمرض مجهول، والآن يجب عليه البقاء على قيد الحياة في هذا الرعب، ومحاولة الخروج من السجن بأي شكل من الأشكال.

مشكلتي مع قصة اللعبة هي أنها ضعيفة من البداية للنهاية. أول 4 ساعات من اللعبة (حوالي 33% منها) تقضيها وأنت يتم أمرك بالقيام ببعض الأمور المتشابهة، وعندما تبدأ القصة أخيرًا في أخذ خطوة للأمام، تجد أنها خطوة ضعيفة لا تُقدم أي شيء. بالوصول إلى نهاية اللعبة، نكتشف الشخص الذي وراء تفشي هذا المرض المجهول، وبصراحة أسبابه Cliche وشهدنا مثلها كثيرًا في أفلام أو ألعاب أخرى.

بشكل عام، قصة The Callisto Protocol التي تستمر لأكثر من 10 ساعات تهدف لبناء عالم جديد كليًا سيتم التطوير عليه في المستقبل. وعلى الرغم من تواجد بعض اللحظات الجيدة في اللعبة، إلا أنها ليست أفضل شيء بشكل عام. إذا أردت الاستمتاع بقصة قوية في هذا العالم، فأنصحك بالإستماع إلى بودكاست Helix Station الذي يحكي ما الذي حدث قبل أحداث اللعبة. هذا البودكاست يمتلك قصة أقوى بكثير من اللعبة نفسها!

لعبة The Callisto Protocol

لا أستطيع تحديد رأي ثابت حول أسلوب اللعب

القتال اليدوي تم تدميره بسبب نظام التفادي العقيم

نظرًا لأن The Callisto Protocol هي تجربة رعب وبقاء، فلا توجد الكثير من الطلقات التي يمكنك استخدامها لقتل الأعداء، ومعظم الوقت ستضطر إلى اللجوء للمواجهات اليدوية بإستخدام عصا. تلك العصا هي أساس المواجهات في اللعبة، وصراحة أنا استمتعت كثيرًا بالمواجهات القريبة.

الفكرة هنا أن كل ضربة تضربها لعدوٍ ما يظهر تأثيرها عليه سواء بتقطيع الأطراف أو تناثر الدماء في كل أنحاء المكان. أنا أحب هذا العنف والأكشن القوي في الألعاب، لكن للأسف الأمر هنا لا يستمر على نفس الهيئة دائمًا بسبب نظام التفادي العقيم الذي تُقدمه اللعبة.

نظام التفادي يطلب منك استخدام نفس الأزرار التي تستخدمها في التحرك بالشخصية لتفادي الهجمات سواء يمينًا أو يسارًا. مع مرور الوقت، تُصبح تجربة The Callisto Protocol كالآتي:

  • قم بتفادي الهجمة الأولى يمينًا، ثم الثانية يسارًا
  • قم بضرب العدو ضربتين أو ثلاث ضربات
  • الآن يبدأ العدو في ضربك ضربتين أو ثلاثة ويجب عليك تفاديها يمينًا أو يسارًا
  • ثم يحين دورك في ضرب العدو

هذا الأسلوب هو أحد أكثر أساليب المواجهات مللاً التي شهدتها في عام 2022. ضف على ذلك أن تفادي ضربات الأعداء يُصبح أكثر صعوبة عندما تجد نفسك في مواجهة أكثر من عدوين أو ثلاثة، وأي خطأ منك سيؤدي إلى موتك مما يُعيدك لمنطقة الحفظ السابقة، والآن يجب عليك إعادة بضع الدقائق من اللعبة مرةً آخرى حتى تصل لهذه المواجهة وتبدأ نفس الملل لمرة جديدة!

اللعبة بها تخفي وتسلل، لكن وجوده مثل عدمه

تُقدم لك The Callisto Protocol نظام تخفي وتسلل لقتل الأعداء بدون إحداث أي ضجة. لكن النظام ضعيف للغاية ولا يسير إلا على بعض الأعداء فقط، حيث يوجد أعداء أقوياء لا يُمكنك القضاء عليهم من ضربة واحدة. ضف على ذلك أن السكين التي تقتل بها الأعداء بالتخفي لا يُمكن ترقيتها طوال أحداث اللعبة، مما يجعل نظام التخفي ضعيف ولن يستمتع به الكثير من اللاعبين.

لحسن الحظ، فالمواجهات بالأسلحة النارية رائعة

عدم إعجابي بالمواجهات اليدوية لا ينطبق على المواجهات بعيدة المدى، حيث أن الأسلحة التي تُقدمها لك اللعبة مثل المسدس، الـ Shotgun، والـ Assault Rifle بنهاية اللعبة يقدمون لك تجربة ممتعة لأبعد الحدود. لا يوجد أفضل من إطلاق مختلف الطلقات على الأعداء ورؤية الدماء والأشلاء تتناثر في البيئة.

أكثر عنصر أعجبني في اللعبة هو قفاز الإمساك بالأعداء، والذي يُتيح لك رفع الأعداء في الهواء، ثم رميهم على الحوائط المُدببة لقتلهم بشكل سريع. هذا القفاز يحتاج لشحن مستمر، وبذلك تضمن اللعبة عدم استغلال إمكانياته لقتل كل الأعداء بسرعة من حولك، وتلك فكرة جيدة.

لعبة The Callisto Protocol

في كل أنحاء سجن Black Iron ستجد طاولات الترقية. في هذا المكان يمكنك ترقية كل الأسلحة التي تمتلكها حتى تكون قوتك مماثلة لقوة الأعداء خاصةً وأن اللعبة تُصبح أكثر صعوبة مع التقدم بها. فكرة طاولات الترقية مثلها مثل Dead Space حيث يمكنك أيضًا بيع بعض الموارد للحصول على الأموال التي تُساعدك على الترقية.

بإختصار، عندما يتم مزج كل عناصر أسلوب اللعب مع بعضهم، فنجد في النهاية تجربة مُسلية إلى حدٍ ما. قم بضرب العدو ضربتين أو ثلاثة وسيظهر لك نقطة ضعف سريعة يمكنك إطلاق النيران عليها، ثم قم برفع عدو آخر في الهواء وقذفه بعيدًا لقتله بسرعة. هذا الـ combo مميز، ولكنه كان بحاجة لبعض التحسينات (بالأخص في نقطة التفادي) حتى تُصبح تجربة لعب أكثر متعة. أريد أيضًا التحدث سريعًا عن الأعداء والذين كانوا متنوعين بشكل جيد خلال أحداث اللعبة. لكن للأسف هذا التنوع لا ينطبق على مواجهة الزعماء حيث كان بهم تكرار ملحوظ. لكن بشكل عام، الأعداء كلهم كانوا رائعين وتصاميمهم كانت مُرعبة بحق!

لعبة The Callisto Protocol

لقد بنيت عالمًا رائعًا، ولكنك لا تُريدني أن أستكشفه؟

سجن Black Iron هو أحد أكثر المناطق رُعبًا التي رأيتها في الآونة الأخيرة. كل منطقة من السجن مُصممة بشكل أكثر من رائع، وكل مرحلة لها طابعها الخاص الذي يتملك منك بقوة ويجعلك تشعر بالرهبة والخوف في كل خطوة. لكن للأسف اللعبة لا يوجد بها أي نوع من أنواع الإستكشاف!

أنا لا توجد عندي أي مشكلة مع الألعاب الخطية، وفي بعض الأوقات أُحبذ الإستمتاع بتلك الألعاب على حساب العوالم المفتوحة. لكن عالم The Callisto Protocol رائعًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكنت أريد إستكشاف المزيد من هذا السجن لأن كل منطقة منه تجذبك إليها. فقط قم بإضافة المزيد من الممرات الجانبية مع توسيع بعض المناطق الرئيسية في أحداث القصة. أنا أريد أن أنغمس أكثر في هذا العالم، لكن التصميم الخطي البسيط للغاية لا يُساعدني في تحقيق ذلك، وكثيرًا ما كنت أجد نفسي أسير في القصة والأحداث بشكل أسرع مما أتوقع.

رسومات وصوتيات The Callisto Protocol من الأفضل في الصناعة!

أكثر رسومات واقعية رأيتها في حياتي

لن أكون أبالغ إذا قُلت أن رسومات The Callisto Protocol هي أفضل رسومات شاهدناها في تاريخ صناعة الألعاب، وبالأخص في أوجه الشخصيات. الإلتقاط الحركي لكل الشخصيات هنا كان أكثر من مثالي، وكمية التفاصيل في رسومات الوجه تجعل بعض المشاهد تبدو وأنها مشاهد حقيقية وليست داخل لعبة!

المُفاجئ هنا هو أن اللعبة مبنية على آخر نسخة من مُحرك Unreal Engine 4، فما بالكم كيف سيبدو الجزء الجديد من السلسلة على محرك Unreal Engine 5. أتوقع أننا سنكون أمام طفرة تقنية خلابة في الصناعة.

الأمر لا ينطبق فقط على تصميم الشخصيات الرئيسية والممثلين المشهورين، بل أيضًا على كل شيء في بيئة اللعبة. إهتمام استوديو Striking Distance بالتفاصيل فاجئني. كل ركن من أركان سجن Black Iron ممتلئ بالتفاصيل، الغيوم، البخار، الإضاءات، والظلال الخلابة. أجواء اللعبة تجذبك وتجعلك تندمج مع كل ما هو حولك، وهنا يكمن أهم إحساس بالرعب في اللعبة. حتى تصميم المخلوقات والوحوش التي تواجهها، وبالتحديد تصميم الدماء والأشلاء التي تطير في الهواء كان فوق الممتاز. توجد في اللعبة بعض لقطات الموت العنيفة، ويبدو أن الاستوديو إهتم هنا بالتفاصيل أكثر من اللازم لأنها واقعية ومُقززة لأبعد الحدود!

لعبة The Callisto Protocol

المؤثرات الصوتية والأداء التمثيلي

المؤثرات الصوتية لها دور أساسي في أي لعبة رعب لأنها تعتبر نصف التجربة، وهنا المؤثرات الصوتية فوق الممتازة. يتم استخدام صوت ثلاثي الأبعاد في The Callisto Protocol مما يجعلك تشعر بأي شيء يتحرك من حولك خلف الحوائط أو على السقف، وهذا أحيانًا يُصيبك بنوبة فزع خاصةً مع اقتراب الأعداء منك.

كل الأصوات في اللعبة مُصممة بإحترافية كبيرة. صوت الأسلحة، صوت الأعداء وصرخاتهم، صوت الدماء والأشلاء عند ضرب الأعداء بالسلاح اليدوي. كل هذه الأمور عندما تندمج سويًا تجعل تجربة Callisto هي تحفة فنية من ناحية التصميم الصوتي، فلا تلعب هذه اللعبة بدون سماعات قوية تُقدم لك صوت مُحيطي.

لا يوجد عندي أي تعليق على التمثيل الصوتي، فنحن هنا أمام ممثلين مُخضرمين قدموا لنا الكثير من الأدوار الرائعة سابقًا. وعلى الرغم من أن الشخصية الرئيسية هي شخصية بسيطة من ناحية الهدف والدوافع، إلا أنني أُعجبت بها بسبب تمثيل Josh Duhamel. لا يُمكن أن ننسى أيضًا الرائعة Karen Fukuhara في دور Dani. لقد أحببنا تلك الممثلة في مسلسل The Boys، وها نحن نُحبها مُجددًا في The Callisto Protocol.

أين دعم اللغة العربية؟

أحد أكثر الأمور التي استفزتني في اللعبة هي عدم دعم اللغة العربية. بالطبع أنا لن يكون عندي أي مشكلة إذا لم يتم دعم اللغة في أي محتوى سابق للعبة، لكن إذا دخلت الآن إلى قناة استوديو Striking Distance، ستجد أن كل مقاطع اللعبة مُترجمة بالكامل للغة العربية.

السؤال هنا، إذا كنت لا تنوي دعم اللغة العربية في اللعبة نفسها، فلماذا من البداية قمت بدعم اللغة في المقاطع والدعاية الخاصة بها. ظننت في البداية أن الاستوديو كان يسمح لأي شخص بالدخول والتعديل على ترجمة المقاطع، ولذلك توقعت أن أحد المشاهدين العرب هو الذي أضاف ترجمة المقاطع. لكن لا، تلك الترجمة الخاصة بالمقاطع هي ترجمة رسمية من الاستوديو نفسه، ولذلك صُدمت عندما لم أجد اللغة العربية داخل اللعبة نفسها!

لعبة The Callisto Protocol

الأداء التقني تم تحسينه بعد التحديث الجديد

عانت لعبة The Callisto Protocol في يوم الإصدار من مشكلة تقنية كبيرة على منصة الحاسب الشخصي جعلت اللعبة غير قابلة للعب بالنسبة للكثير من المستخدمين. باختصار، تلك المشكلة كانت تجعل اللعبة تعاني من تقطيع مستمر كل بضعة ثواني والتجربة كانت غير مقبولة بشكل عام. يمكنكم قراءة المزيد حول تلك المشكلة عبر هذا التقرير.

لحسن الحظ، فقد صدر تحديث للعبة بعد يوم من الإصدار حل معظم مشكلة التقطيع، وأصبحت اللعبة الآن تجربة أكثر سلاسة من السابق. المشكلة لم يتم حلها بشكلٍ كامل، ولكن اللعبة أصبحت أفضل الآن.. تجربتي للعبة كانت على حاسوب شخصي متوسط بالمواصفات الآتية:

  • معالج Intel Core I3 10100F
  • 16 جيجا بايت من الرامات من نوعية DDR4 بتردد 2666 MHz
  • قرص تخزين NVMe M.2 SSD
  • بطاقة Nvidia GeForce RTX 3050 8 GB

تمكنت من تجربة اللعبة على دقة 1080p مع وضع الإعدادات بين متوسطة ومرتفعة، وفي المقابل حصلت على متوسط 60 إطار في الثانية تقريبًا بدون أي مشاكل معظم الوقت. تمكنت أيضا من تفعيل تقنية تتبع الأشعة للانعكاسات والظلال، ولكن كالمتوقع فقد هبطت الإطارات إلى متوسط 30 (أو أقل من ذلك في بعض المواقف). لا أنصح بتجربة اللعبة بتقنية تتبع الأشعة إلا إذا كنت تمتلك بطاقة RTX 3070 فما أعلى. اللعبة لم تستهلك كثيرًا من قوة المعالج (متوسط 30-40% تقريبا)، واستهلاك البطاقة الرسومية وصل إلى 99% معظم الوقت وهذا هو المطلوب. توجد مشكلة وحيدة حاليًا مع تقنيات اللعبة وهي أن تقنية AMD FSR 2.0 لا تعمل بالشكل المطلوب، وبشكل عام لا يتم تحسين الأداء كما تريد. أيضًا اللعبة لا تدعم تقنية Nvidia DLSS وقت الإصدار.

نصيحة: إذا كنت غير مُهتمًا بتجربة اللعبة بتقنية تتبع الأشعة، فقم بتغيير الـ DirectX داخل اللعبة من 12 إلى 11، وستجد أن أداء اللعبة أصبح أفضل مع زيادة ملحوظة في الإطارات.

لعبة The Callisto Protocol

في النهاية

مكونات The Callisto Protocol كان من الممكن أن تجعل منها وصفة شهية نستمتع بها لسنواتٍ قادمة، لكن الشيف الذي صنع الطبق نسى أن يضع بعض البهارات الأساسية، والنتيجة كانت منتجًا نهائيًا مُخيبًا للآمال. لحسن الحظ، فتلك اللعبة تهدف لأن تكون مجرد البداية في سلسلة رعب عملاقة، ومن المفترض أن تفتح الطريق للكثير من الأجزاء المُستقبلية، ولذلك أتمنى أن يتعلم الاستوديو من أخطائه لأنني بالفعل أريد رؤية المزيد من هذا العالم!