مراجعة لعبة The Dark Pictures: The Devil in Me
معلومات سريعة
The Dark Pictures
The Devil in Me
Supermassive Games
Bandai Namco Entertainment
18/11/2022
PS4,PS5,Xbox One,Xbox Series X|S,PC
الموسم الأول من سلسلة The Dark Pictures قدم لنا تجارب رعب مقبولة. نعم بعضها لم يكن بالمستوى المطلوب، ولكن على الأقل جزء House of Ashes كان مميزًا. الآمال كانت مرتفعة حول الجزء الرابع والأخير من الموسم الأول الذي يأتينا بعنوان The Devil in Me، خاصةً وأنه أكثر جزء في السلسلة مبني على قصة رائعة تستطيع نقل السلسلة واستوديو Supermassive Games إلى الأمام. للأسف، لعبة The Devil in Me هي أكثر الألعاب المُخيبة للآمال في السلسلة، بالأخص عندما تأتينا بعد لعبة الاستوديو الأخيرة The Quarry.
فكرة القصة شيقة، لكنها تطبيقها مُخيب للآمال
تتحدث قصة The Devil in Me عن طاقم عمل برنامج تلفزيوني يركز على صنع أفلام وثائقية حول جرائم قتل حقيقية حدثت في الماضي. أثناء عملهم على وثائقي خاص بأول قاتل متسلسل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية H.H. Holmes، تصلهم دعوة من شخص غريب للتصوير في فندق مُصمم كنسخة طبق الأصل من فندق H.H Holmes الحقيقي. يرى الطاقم أن هذه فرصة العمر لتقديم أفضل حلقة في البرنامج، وبالفعل يتجهون إلى هذا المكان.
سرعان ما تنقلب الأمور رأسًا على عقب، ويتضح أن هذا الشخص يريد أن يُحيي ذكرى H.H Holmes بطريقته الخاصة. الآن بدلاً من القيام بتصوير الفيلم الوثائقي، يجب عليهم النجاة والبقاء على قيد الحياة أمام قاتل متسلسل جديد ينوي القضاء عليهم جميعا ليكون هو H.H Holmes في العصر الجديد.
على الورق، القصة تبدو جيدة، ولكن كتنفيذ، فالحقيقة عكس ذلك تمامًا. استوديو Supermassive لم يستطع الاستفادة بالقصة المميزة التي صنعها، والنتيجة هي أحداث غير شيقة وغير حماسية بالمرة. هذه تعتبر أول قصة في السلسلة كلها لم تستطع جذبي، ولم أهتم بالشخصيات ولم أخف على حياتهم بأي شكل من الأشكال.
كالعادة، فإن القصة لها أكثر من نهاية والأمر كله يعتمد على أسلوب لعبك واختياراتك. لكن إذا كنت تريد تختيم اللعبة مرة واحدة، فتطلب منك حوالي 6 ساعات لعب تقريبا وهي المدة الطبيعية لكل اجزاء The Dark Pictures. يمكنك بالطبع إعادة تختيم اللعبة بعد ذلك واتخاذ بعض القرارات الأخرى للحصول على نهاية مختلفة.
لا جديد يذكر، ولا قديم يُعاد في أسلوب اللعب
لسببٍ ما، الخيارات لا تؤثر على الأحداث بالشكل المطلوب
في أي لعبة من ألعاب Supermassive، من المفترض أن يكون للخيارات تأثيرًا على الأحداث، ودائمًا تكون العواقب وخيمة إذا قمت بالكثير من الأخطاء بشكل متكرر. بشكل مفاجئ، فهذا لم يحدث هنا مع The Devil in Me.
توجد شخصية أردت أن أقتلها في موقف مُعين وقمت ببعض الأخطاء بشكل متتالي، ولكن الشخصية لم تمت في النهاية. توجد الكثير من الخيارات في The Devil in Me التي لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على النتيجة النهائية مما جعلني أشعر أن التجربة خطية بشكل أكبر. هذا أدى إلى أنني وصلت إلى النهاية الجيدة منذ أول تجربة، وهذه هي أول مرة أصل فيها للنهاية الجيدة من البداية في أي لعبة من ألعاب Supermassive!
فكرة الضغط السريع على الأزرار (Quick Time Events) لا تزال متواجدة هنا، وتم تطبيقها بشكل جيد جعل الكثير من المواقف أكثر إثارة خاصةً وأن اللعبة تحتاج منك سرعة بديهة وتركيز قوي. هذا أيضًا ينطبق على المشاهد التي من المفترض أن تحافظ فيها على ضربات قلبك وتكتم أنفاسك. نعم الأمر أصبح مكررًا من الألعاب السابقة، ولكنه لا يزال مُخيف في بعض الأحيان.
أين الرعب، أنا لا أراه
لعبة The Devil in Me طلبت مني حوالي 6 ساعات للانتهاء منها، وخلال تلك الفترة بأكملها لم أشعر بالرعب إلا في مشهد واحد مدته 10 دقائق يكون مطلوبًا منك فيه السير في الظلام وإتباع الأصوات من حولك حتى تُكمل في أحداث القصة. حرفيًا هذا هو المشهد الوحيد الذي جعلني أشعر بالرهبة، الخوف، وتمكن من جعل جسدي يقشعر.
بعيدًا عن ذلك المشهد الوحيد، فاللعبة لا يوجد بها أي شيء آخر مرعب، والمخرج اعتمد بشكل رئيسي على الخضات والفزعات الرخيصة التي لا تُخيفني كأحد الأشخاص الذين لعبوا ألعاب رعب طوال حياتهم. إذا كنت تريد الاعتماد على هذا النوع من الرعب، فقدمه بشكل أفضل من ذلك!
أريد أن أتحدث قليلاً مع من صمم زوايا الكاميرا
مثلها مثل House of Ashes، فاللعبة تعتمد هنا بشكل رئيسي على كاميرا 360 درجة يمكنك تحريكها بأي شكل. هذا من المفترض أن يكون أمرًا جيدًا يتيح لك كلاعب إمكانية الاستمتاع بكل شيء في اللعبة. لكن يبدو أن مُصممي زوايا الكاميرا في استوديو Supermassive كان لهم رأي آخر.
زوايا الكاميرا وتحركاتها هنا من أسوأ ما رأيت في هذه السلسلة. في الكثير من المواقف تكون الكاميرا أقرب من اللازم من الشخصيات مما يعوق رؤية الكثير من المشاهد أمامك. أتمنى أن يعود الاستوديو مرة أخرى لنظام الكاميرات الثابتة الذي قدموه بشكل فوق احترافي في ألعاب مثل Until Dawn و The Quarry. هذا المنظور وحده جعل تلك التجارب أكثر رعبًا.
الرسوم والصوتيات
لعل أكثر شيء مُخيف في اللعبة هو تصميم وجوه الشخصيات!
أتريد أن ترى الرعب بحق في The Devil in Me؟ فقط أنظر إلى وجوه الشخصيات وتعابيرهم. في بعض الأحيان تشعر وأنك تشاهد لعبة تم إصدارها من 10 سنوات وليس لعبة صدرت في عام 2022. الأوجه شكلها غريب للغاية لدرجة أن بعض المشاهد أدخلتني في حالة ضحك هستيرية بسبب تعابير وجوه الشخصيات وردود أفعالهم.
قارن هذه اللعبة بـ The Quarry أو House of Ashes, وستجد فرق ضخم في الإلتقاط الحركي الذي يبدو أنه تم على استعجال كبير في لعبة The Devil in Me. هذا ينقلني إلى الممثلين وللأسف لا توجد شخصية وحيدة تمكنت من جذبي لها طوال الأحداث. ردود الأفعال باردة أكثر من برودة الفريزر الخاص بثلاجتي!
لحسن الحظ، هذا لا ينطبق على تصميم البيئات
أخيرًا يوجد بعض الأشخاص الذين قاموا بعملهم بضمير وعلى أكمل وجه في استوديو Supermassive وقدموا لنا تصميم بيئات خرافية. يوجد اهتمام كبير بالتفاصيل في تصميم كل غرفة من غرف الفندق. حتى المناطق المُحيطة بالفندق تجعلك تشعر وأنها لعبة جيل جديد بشكل كامل من مدى الجمال الرسومي الذي حصلنا عليه.
على الرغم من أن تجربتي للعبة كانت على منصة PlayStation 4، إلا أن اللعبة تبدو رائعة عليها من الناحية الرسومية، وكالعادة لا يوجد فرق كبير بين نسخة PS4 و PS5 إلا في دقة العرض نفسها. الرسومات واحدة على المنصتين تقريبًا!
الصوتيات والموسيقى التصويرية تم تقديمهم بإحترافية كبيرة
على الرغم من أن أصوات الشخصيات والأداءات التمثيلية لم تُعجبني، إلا أن أصوات اللعبة نفسها مثل الحركة، البيئة، والتفاعل مع الأشياء كانت رائعة. المشهد الذي تحدثت عنه في بداية المراجعة (الذي جعلني خائفًا) تم تصميم الصوتيات فيه بإحترافية فوق الوصف. أنصح بتجربة اللعبة مع سماعات رأس محيطية الصوت حتى تتمكن من الاستمتاع بالتجربة الكاملة.
نفس الأمر ينطبق هنا على الموسيقى التصويرية والتي كانت هي الأخرى رائعة ومميزة جدًا في الكثير من المواقف والمطاردات مع القاتل المتسلسل. المُلحن قام بدور عظيم وموسيقاه وحدها حسنت التجربة بشكل ملحوظ.
لا يوجد دعم للغة العربية بسبب المثلية الجنسية!
لسببٍ ما غير مفهوم (وعلى عكس كل ألعاب The Dark Pictures)، فاللعبة هنا أصبحت تدعم المثلية الجنسية في مشهد بين فتاتين لا يوجد له داعٍ في الأساس. هذا المشهد هو السبب الرئيسي في منع اللعبة بمنطقة الشرق الأوسط، مما أدى بالطبع إلى عدم ترجمتها للغة العربية وهذا يجعلها اللعبة الوحيدة في سلسلة The Dark Pictures الغير مدعومة للغة العربية.
الشيء المُستفز هنا هو أن المشهد الذي أتحدث عنه هو مجرد قبلة عابرة كان من الممكن تفاديها تمامًا في اللعبة خاصةً وأن علاقات الفتاتين لا يظهر فيها أي نوع من أنواع الحب. حتى في نهاية اللعبة عندما ماتت واحدة منهما، لم تبكي الأخرى ولم تشعر بأي حزن عليها. إنه دعم للأجندات بدون أي سبب واضح أو منطقي!
في النهاية
جزء The Devil in Me يفوز "بجدارة" بلقب أسوأ جزء في سلسلة The Dark Pictures، لدرجة أن جزئي Man of Medan و Little Hope "اللذان عليهما اختلاف كبير بين مجتمع اللاعبين"، لا يزالان أفضل منه. كل شيء في هذه اللعبة تم صُنعه بطريقة تجعلك تشعر أن الإستوديو كان على عجلة من أمره للانتهاء منها في أسرع وقتٍ ممكن. أسلوب اللعب ليس به أي جديد يُذكر، مشاكل ملحوظة وبالجُملة في الرسوم وحركات الوجوه، وللأسف التجربة ككل غير مُرضية بالمرة.
سيتم إفتتاح الموسم الثاني من سلسلة The Dark Pictures بلعبة Directive 8020، ونتمنى أن يتعلم الإستوديو من أخطاء الموسم الأول، ويُقدم لنا تجربة تليق بتاريخه المميز مع ألعاب مثل Until Dawn و The Quarry.
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- تصميم ورسومات البيئات رائعة وبالأخص الفندق
- المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية حسنا من التجربة
- أحد المشاهد في اللعبة جعلني خائفًا لدقائق متتالية
العيوب
- قصة ليست شيقة على الإطلاق
- شخصيات مُملة لا تجذبك ولا تجعلك تهتم بهم و بحياتهم
- تصميم الشخصيات و إلتقاطهم الحركي سيء للغاية
- المخرج اعتمد على رعب الخضات التي لم تخضني
- إنها لعبة رعب غير مُرعبة أساسًا
- الخيارات لا تؤثر كثيرًا على مجرى الأحداث
- زوايا الكاميرا جعلتني أود أن أخبط رأسي بالحائط
- عدم دعم اللغة العربية بسبب مشهد لا يوجد له داعي