إنها عادة Sony الأقدم على الإطلاق، تبدأ القصة دومًا في  E3 ثم TGS ويليه Gamescom وتنتهي عند PlayStation Experience، أو عمومًا أي حدث كبير يمكن أن يخطر على بالك، تكشف الشركة النقاب عن حصريات PS4 الكبرى والجذابة لأعين الجمهور، ومن ثم نذهب جميعًا في حالة من التشوق والجنون والانتظار لتلك العناوين، نتبادل سويًا صورًا عالية الجودة من المقاطع التشويقية، ونعيد مشاهدة عروض الإعلان عن تلك الحصريات مرارًا وتكرارًا، لنعلن وبكل تأكيد أن Sony هي الفائز في كل تلك الأحداث الكبيرة -بالطبع نغض الطرف عن عدم تحديد موعد إصدار لتلك الألعاب وفي أفضل الأحوال يكون موعد الإصدار على بعد سنوات طوال من الإعلان- وعندما يقترب موعد الإصدار تخرج علينا Sony لتعلن تأجيل اللعبة لمدة تتراوح ما بين عدة أسابيع وحتى عام كامل .. إنها حقًا رحلة طويلة تلك التي تمر بها الألعاب منذ لحظة إعلانها وحتى لحظة إطلاقها.

خلال هذا الجيل، حصلت معظم عناوين الطرف الأول على تأجيل موعد إصدارها المعلن سابقًا مثل:

  • inFamous: Second Son
  • DriveClub
  • The Order 1886
  • Bloodborne
  • Uncharted 4: A Thief’s End
  • Ratchet and Clank
  • Horizon: Zero Dawn
  • The Last Guardian
  • Gravity Rush 2
  • Gran Turismo Sport

حتى أننا اعتدنا على فترة التأجيل؛ لقد تجاوزنا مرحلة أن التأجيل ربما يكون مصدر إزعاج لنا كلاعبين وصرنا ننتظره ونتوقعه ونسخر منه في نفس الوقت، إلى أن انتهى بنا المطاف في مرحلة: نعم سوف تقوم Sony بتأجيل لعبتها القادمة؛ ما الجديد في ذلك؟

ولكن وبنظرة أخرى للأمور؛ هل حقًا تأجيل موعد الإصدار شيء سيء؟ لقد رأينا هذا العام إصدار 3 ألعاب من القائمة أعلاه، وهم Ratchet and Clank, Uncharted 4, The Last Guardian، دعنا نتجاوز فكرة أنه خطأ Sony من البداية بأن تعلن عن الألعاب في وقت سابق لأوانه ولكن يبقى السؤال هل تأجيل الألعاب يشكل فارقًا بالنسبة لنا كلاعبين؟

تأجيل

وأؤكد عليك مرة أخرى قبل الإجابة على هذا السؤال، أن Sony لا تزال مخطئة برأيي بشأن عدم قدرتها على التنظيم الجيد لدورات تطوير ألعابها وبشأن سياستها حول خلق حالة من الضجيج والتشوق بين اللاعبين ولكن لنتحدث بشكل عملي؛ إذا كنت تملك PS4، فهل تأجيل لعبة بعينها سوف يؤثر عليك؟
ليس هناك شك حول حقيقة أن ألعاب Sony رائعة بشكل لا يصدق، وتستحق الانتظار عند تأجيلها، وعلى الرغم من أن بعضها ربما قد عانى قليلًا في بدايات هذا الجيل إلا أن كل شيء تقريبًا  ابتداءً من Bloodborne وما تلاه كان رائعًا، وفي نفس الوقت حصل على فترة تأجيل سابقة لموعد الإصدار مباشرة.
كذلك كان التأجيل المحبط أثناء فترة انتظارنا جميعًا للعبة Uncharted 4، ولكننا حصلنا عليها بالنهاية واكتشفنا أنها استحقت كل هذا العناء والانتظار حيث جاءت في أفضل صورة ممكنة لتخوض سباق أفضل ألعاب 2016 عن جدارة.
مما يضعنا أمام حقيقة أن التأجيل يتعلق مباشرة بجودة اللعبة، كواحد من اللاعبين اعتقدت أن التأجيل يعني أن اللعبة تمر بمشاكل في عملية التطوير، إلا أن هذا لم يكن صحيحًا على الأقل بالنسبة لألعاب مثل Uncharted, The Last Guardian, Ratchet and Clank،  في الواقع، لقد قام المطور بصقل اللعبة وجعلها أفضل مقارنة بما كان يمكن أن تبدو عليه إن تم إصدارها في الموعد المحدد مسبقًا قبل التأجيل.
فمثلًا Uncharted 4 تعد واحدة من أعلى الألعاب تقييمًا في هذا الجيل ومعلمًا مهمًا من معالم تطوير الألعاب، وبالمثل كانت The Last Guardian والتي استطاعت أن تحقق المستحيل بحفاظها على عشر سنوات كاملة من الضجيج والانتظار من مجتمع اللاعبين.
بعد عدة سنوات لن نتذكر أن اللعبة عانت من عدة تأجيلات وموعد إصدار متذبذب ولكننا سنتذكر ما إذا كانت اللعبة جيدة أم لا، وهذا هو الأهم برأيي.
تأجيل حصريات PS4 محبط ولكنه لا يؤثر على اللاعبين في النهاية
ومما يعزز من هذا الرأي، كثرة البدائل فنحن لا نتحدث عن Wii U هنا -حيث محتوى Nintendo وشركات الطرف الأول هو حرفيًا كل ما  هنالك للعب على المنصة ، و تأخير لعبة كبيرة يعني أن اللاعبين على Wii U سوف يضطرون إلى قضاء عدة أشهر وحيدين بلا عنوان جديد- وإنما PS4 المنصة الأكثر دعمًا في العالم في الوقت الراهن من قِبل كبرى شركات الطرف الثالث الغربية منها واليابانية، هذا بالإضافة إلى المطورين المستقلين، مما يعني أن هناك تقريبًا لعبة جديدة يوميًا.
لنضرب مثلًا عمليًا؛ إذا تم تأجيل لعبة Horizon Zero Dawn المنتظرة بشدة مرة أخرى في فبراير المقبل فلا يزال لديك Nioh أو Sniper Elite 4 في نفس الشهر  ولا يزال لديك أيضًا عدد كبير من الألعاب الجديدة المنتظرة في نفس الفترة الزمنية تقريبًا مثل Digimon, Resident Evil 7, Yakuza 0, Gravity Rush 2.
هذا ما حدث تمامًا مع Gran Turismo Sport و Horizon: Zero Dawn هذا العام عندما تم تأجيل كلاهما خارج موسم الإجازات بل وخارج 2016 كلها، حتى The Last Guardian تم تأجيلها بهدوء من موسم نوفمبر المزدحم إلى بدايات ديسمبر الخالية من أي منافسة، في ذلك التوقيت لم يكن هناك عنوان حصري لمنصة PS4 ليسيطر على الأجواء ولكن هذا لا يعني أنه كان هناك عجز في الألعاب الجديدة المتاحة على PS4 عمومًا، فقد واكب تلك الفترة Dishonored 2, Watch Dogs 2, Final Fantasy 15, and Call of Duty: Infinite Warfare, فضلًا عن الألعاب التي سبقتها بفترة مثل Skyrim, Battlefield 1, Titanfall 2.
وعلى الرغم من أن تأخير Horizon Zero Dawn كان الأكثر إحباطًا بين كل ما سبق إلا أنك لن تجد نفسك خاسرًا في نهاية المطاف، فلديك عدد من الألعاب الأخرى الجيدة التي تعوضك عما كنت تنتظره وفي الأخير سوف تحصل على Horizon Zero Dawn بجودة أعلى وفي أفضل صورة ممكنة.
تأجيل حصريات PS4 محبط ولكنه لا يؤثر على اللاعبين في النهاية

هناك مقولة قديمة من مصمم نينتندو الأسطوري Shigeru Miyamoto تصلح دائمًا في مثل هذه المواقف:

تأجيل لعبة جيدة يعني لعبة ممتازة بنهاية المطاف أما التهور في إطلاق لعبة جيدة قبل أوانها فإنه يعني لعبة سيئة إلى الأبد

لطالما صدقت تلك المقولة على مر الزمن وخصوصًا في عصر تحديثات ما بعد الإطلاق التي اتخذت منحنى خطرًا مؤخرًا وصل لتحديثات بغرض ترقيع أحداث القصة كما الحال مع Final Fantasy XV وغيرها.

ختامًا؛ قد يبدو هذا المقال كنوع من التبرير لشركة Sony، إلا أنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك، كل ما أردت قوله أن يعلم المطورون والمبدعون المستقلون منهم قبل المخضرمون أنه إذا احتاج مشروعك للمزيد من الوقت ليخرج في صورة أفضل، فمن نحن لنقول خلاف ذلك؟

إن آخر شيء نود أن نراه هو Assassin's Creed Unity أخرى فضلًا عن تجارب مشابهة لما حدث مع ألعاب مثل Mafia III, No Man's Sky,

بطبيعة الحال؛ التأجيلات محبطة خاصة مع طول الانتظار ولكن بالنظر لأقل الضررين، يمكننا أن نعلم أن التأجيل يصب في المصلحة النهائية للاعب الذي يرغب في الحصول على تجربة لا تُنسى مع لعبته المفضلة وللمطور الذي يريد أن يصنع اسمًا لنفسه ولمشروعه.

https://www.youtube.com/watch?v=kg4OcV0PYsI

في المقال تحدثنا عن أمثلة لألعاب تم تأجيلها إلا أنها خرجت في أفضل صورة ممكنة بالنهاية ولكن هل هناك ألعاب خرجت في صورة سيئة بعد فترة تأجيل طويلة؟ شاركنا تجربتك في التعليقات