سامسونج تفعلها مجدداً وتخطط لإطلاق نوت 4 بمعالج أفضل!
"ماذا أقول؟ وأي شيء يقال بعد كل ما قيل؟" هذا هو ما شعرت به عندما طالعتني الأنباء بوجود نسخة قادمة من هاتف سامسونج جلاكسي نوت 4 تحمل المعالج المنتظر سناب دراجون 810! والسؤال الذي دار بخلدي هو "ألن تحترم هذه الشركة عملائها المميزون أبداً؟" مهما كانت الأسباب فلابد من احترام من اختارك وسط كل المنافسين وجعل أرباحك تزداد وتتضخم لتملأ جيبك وتتطلع إلى المزيد في جشع.
خطوة ليست غريبة على الشركة التي جاءت تصريحاتها الفترة السابقة بوعود وردية للمستخدمين بالتقليل من عدد الأجهزة التي يتم إنتاجها في العام، والاهتمام بالجودة بدلاً من الكم، وسط فرحة من المستخدمين الذين كانوا قد بدأ ينتابهم اليأس تجاه الشركة بعدما ملّوا من سياستها الإنتاجية الغريبة بإغراق السوق بالأجهزة، وتستطيع متابعة هذا بالتفصيل من خلال الرابط الآتي: سامسونج تتدارك أخطائها وتقلل إنتاجية هواتف العام المقبل.
لماذا هذه السياسة خاطئة؟
ولكن يبدو بأن "ذيل الكلب لن ينعدل" وسيظل إرضاء المستخدم هو أخر ما تنظر إليه الشركة، ولكي تتفهم عزيزي القارئ شعور مستخدم سامسونج في هذه اللحظة تخيل أنك قد ظللت تدخر المال حتى تظفر بالهاتف اللوحي الرائع جلاكسي نوت 4 ليكون لديك أفضل هاتف من هواتف سامسونج وأحد أفضل الهواتف في العالم، وقد جاء الوقت الآن وابتعت الهاتف وسط فرحة غامرة بامتلاكك شيء مميز، ولم لا فهو أحد أفضل هواتف السنة الفائتة، ولكن تمر بضعة أيام من شرائك له وتجد أن سامسونج أصدرت نسخة من نفس الهاتف بمعالج أفضل بكثير!
إذن لما طرحت الشركة أمامك الخيار من الأساس لشراء هاتف كنت تعتقد أنه الأفضل، وهي تنوي أن تلحقه بنسخة أفضل؟ من يدفع حوالي 850 دولار لشراء هاتف بالتأكيد لن يستخسر بضعة دولارات إضافية لشراء النسخة الأفضل! إذن فمن لم يشتر الهاتف إلى الآن هو صاحب الحظ السعيد (مؤقتاً) لأنه يمكنه شراء نسخة أفضل وأحسن، بينما من ابتاعه بالفعل فلا عزاء له، ولكن هل تعتقد الشركة بأنها بهذا الشكل تكسب ثقة العميل؟
أنا شخصياً إن كنت أود شراء هذا الهاتف وحالفني الحظ ولم أقم بشرائه، وعلمت أنه هناك نسخة أفضل وأقوى، بالتأكيد لن أذهب واشتريها، فمن يضمن لي بأنه لن تلحق هذه النسخة الجديدة نسخة أخرى بمواصفات أفضل وأحسن كلما ظهر عتاد جديد في السوق؟ فلأذهب لشركة تحترم العميل وتقدم له هاتف بمواصفات فائقة يتمتع بها وبأنها أفضل مواصفات بالشركة لأطول مدة حتى لا يشعر بأنه قد تم صفعه على قفاه.
المبررات المحتملة
لا أجد مبررات لما تقوم به سامسونج إلا اثنان وهما:
- محاولة التواجد في السوق بأعلى العتاد الموجود قبل بقية الشركات، ولكن هذا لا يستقيم بإصدار نسخة من نفس الهاتف الذي لم يطرح في الأسواق إلا منذ حوالي شهرين، فلتقم الشركة بإصدار هاتف جديد حتى وليس نفس الهاتف بمواصفات محسنة احتراماً لعملائها الذي ابتاعوا الهاتف بالفعل، فالضرورة التي تبيح إصدار هاتف محسن بهذه السرعة هو وجود عيب في الهاتف الأصلي لا يحتمل انتظار إصلاحه.
- تقديم نسخ مختلفة من الهاتف كما تفعل دوماً فنجد نسخة الهاتف الأساسية، ثم نسخة أقل في الإمكانيات لتكون بسعر أقل، ثم نسخة مضادة للماء والغبار، ثم نسخة بكاميرا احترافية، ثم.... وهكذا، وهو الأمر السخيف الذي كانت تقوم به سامسونج دوماً، ولكن كل هذا شيء، وصدور نسخة أعلى في العتاد من الهاتف الأصلي شيء أخر، فالشركة في هذه الحالة لم تطرح جميع الخيارات أمام المستخدم ولم تكشف عن جميع أوراقها، لهذا سيشعر المستخدم بالخداع في هذه الحالة.
لا تعليق إذن على قرارات الشركة، فيبدو أنها لم تتعلم من أخطائها والخسائر التي انهالت فوق رأسها في الربع المالي الفائت HTC ولينوفو وإل جي يصعدون على أكتاف هواتف سامسونج وسوني، وسنظل نحن معها "نؤذن في مالطا".
?xml>