أمس كانت الذكرى السنوية الثامنة على رحيل مؤسس أبل ستيف جوبز حيث تسلّم القيادة من بعده تيم كوك ولكن هل كان اختيار كوك صائبا وهل هو خليفة ستيف جوبز للتقدم بشركة الآيفون.

خلال الشهر الماضي، قامت أبل بكشف النقاب عن بعض الأجهزة الجديدة وأهمها عائلة آي -فون 11 خلال حدثها السنوي والذي حمل هذه المرة شعار "By Innovation Only" والذي يعني حرفيا " فقط بالإبتكّار" للدلالة على أنها ما سوف تقدمه الشركة مبتكر وجديد وليس شيئا تقليديا.

تيم كوك

ولكن المفارقة أن هناك العديد من الإنتقادات التي وجهت لمؤتمر أبل هذا العام حيث وصف النقاد الأجهزة والخدمات الجديدة التي تم إطلاقها من قبل أبل على أنها كانت أي شيء ولكن ليست بالمبتكرة ويري البعض أن شركة التفاحة تحتاج لتغيير مسارها سريعا وعلى ما يبدو فإن السبيل الوحيد للقيام بذلك هو استبدال الرئيس التنفيذي الحالي "تيم كوك" بشخص آخر أكثر موهبة مثل ستيف جوبز.

أبل تأخرت كثيرا بسبب تيم كوك

تيم كوك

في الوقت الذي تقوم فيه الشركتين المنافستين لأبل وهما العملاق الكوري سامسونج والصيني هواوي بإطلاق ليس فقط هواتف ذكية بتقنية الـ 5G ولكن وصل الأمر لهواتف بشاشات قابلة للطي، فإن الشركة الأمريكية تشعر أن تزويد جهازها الرئيسي بكاميرا مُحسّنة مع زيادة طفيفة في عمر بطارية قد سد الفجوة بين الآيفون وهواتف سامسونج وهواوي.

وحتى بالنسبة لخدمة البث +Apple TV فلم تستخدم شركة أبل أي ابتكار يجعلها تتخطى منافسيها الأقوياء مثل ستان أو نيتفليكس ولكنها تعتمد على السعر حيث يمكن الإشتراك في خدمة أبل للبث مقابل 7.99 دولارا شهريا أي حوالي نصف سعر الخدمة المماثلة من منافسيها.

تيم كوك

ويرى جيسون كالاكانيس وهي أحد رواد الأعمال المهتمين بالتقنية أن على تيم كوك أن يرحل من الشركة لأنه كارثة عليها كما أنهم لم يبتكروا شيئا منذ سماعات AirPods، أما الاستثماري الأمريكي بيتر كوهان فيعتقد أن عجز كوك عن الإبتكار هو ما تسبب في تخلف شركة التفاحة عن منافسيها على عكس عهد ستيف جوبز والذي أطلق العديد من الابتكارات الرائدة ولكن مع تيم كوك تغيرت الشركة إلى الأسوء.

الأرقام تقول عكس ذلك

تيم كوك

إذا نظرنا لحجم شركة أبل عندما تولى تيم كوك الإدارة في أغسطس 2011 نجد أن قيمتها السوقية بلغت 300 مليار دولار أمريكي ولكن في 2018 وصلت الشركة مع تيم كوك لذروتها من حيث القيمة والتي وصلت إلى 1.1 تريليون دولار ولكن الآن انخفضت القيمة لتصبح 990 مليار دولار أي حوالي ثلاثة أضعاف قيمتها عندما كانت تحت إدارة ستيف جوبز.

ويرجع الأمر في ذلك إلى أن تيم كوك قدم إصدارات مختلفة وجديدة للإبتكارات التي خلقها وعمل عليها ستيف جوبز وإذا حاولنا تقييم الشركة بمقاييس أخرى فسوف نجد أن إيراداتها ثابتة بشكل أساسي حيث بلغت 53.8 مليار دولار في الربع الثالث أي أعلى بنسبة 1% فقط عن الربع المماثل من العام الماضي كما تراجعت الأرباح الخاصة بالسهم الواحد للشركة بنسبة 7% على أساس سنوي.

إقرأ أيضا : مدير أبل التنفيذي Tim Cook يرفض فكرة إنشاء عملة Libra الرقمية

ويقول مدير الأصول والشريك المؤسس لشركة ألفا كابيتال بارتنر "دان نايلز" أن سعر السهم القوي لشركة التفاحة هو ما يخفي افتقارها للإبتكار، كما أن القيمة الحالية لأبل لا تأتي كلها من الإبتكار وبيع منتجاتها وخدماتها بل من خلال خطة إعادة شراء الأسهم وأرباح الأسهم النشطة، ويقول دان نايلز عن ذلك أن الشركة تقوم بإعادة شراء ضخمة للأسهم من خلال السيولة النقدية التي تتوفر لديها ومن ثم تعمل على توزيع بعض الأرباح على المساهمين ولكن إذا نظرت للشركة خلال الخمسة أعوام القادمة وبمجرد أن تنتهي عملية إعادة الشراء سوف تبدأ ميزانتيها في التراجع.

أبل متأخرة بعام في تقنية الـ 5G

تيم كوك

يتوقع الكثير من الخبراء ومحللي السوق أن مبيعات الآيفون ستنخفض في العام المقبل ويعزى ذلك إلى إفتقار الجهاز للإبتكار كما ان أبل لن تُطلق آيفون بتقنية الـ 5G قبل عام من الآن ، على عكس سامسونج والتي أطلقت أول هاتف بتقنية الجيل الخامس.

وقد يقول البعض أن عدم وجود تلك التقنية ليس بالأمر السيء خاصة بأنها مازالت جديدة ولم تُطرح في العديد من البلدان، بالتأكيد هذا الكلام صحيح ولكن يجب أن تُدرك أن أبل لم تكن أحد الشركات التي قفزت إلى تلك التقنية مبكرا بل يبدو أنها تنتظر حتى تنضج وتصبح أكثر شيوعا ولكن بمجرد أن تقفز أبل لتلحق بالسباق سوف يكون الآوان قد فات ولن يكون هناك أي تأثير عندما تدعم تلك التقنية (وكما يقولون في الأمثال بعد العيد ما يتفتلش الكحك).

أخيراً،  نعلم أن مستخدمي الآيفون مخلصون للغاية للشركة الأمريكية لدرجة أنهم لن ينتقلوا إلى ماركات أخرى حتى لو كانت أكثر ابتكارا، في انتظار أن تلحق أبل بالآخرين وعندما تستفيق أبل وتوفر دعم لتقنية الـ 5G سوف نتوقع الكثير من الترقيات والوظائف المحسنة والتي قد تعوض الركود الذي عانى منه الجميع بسبب الوتيرة البطيئة التي يعتمدها تيم كوك عندما يتعلق الأمر بالإبتكار.

في رأيك هل تعتقد أن أبل قادرة على استعادة مكانتها مرة أخرى أمام المنافسين وهل تيم كوك نعمة أم نقمة على شركة التفاحة؟