إذا كُنت مُتابعاً للأخبار خلال الفترة الأخيرة، فبالتأكيد قد سمعت مُصطلح "نظام هواوي الجديد" أو نظام HongMeng OS . ماهو هذا النظام، وما سبب تطوير هواوي له، وما الذي سيختلف فيه هذا النظام عن أنظمة Android و iOS، وما الذي قد يجعلك تشتري هاتفاً يعمل به، فرص نجاحه وحقيقة الشائعات التي تدور حوله وموعد إصداره، الكثير والكثير من الأسئلة عن نظام هواوي الجديد، ولذلك، فإليك عزيزي القارئ هذه المقالة من سلسلة حلقات الحكاية والرواية لنتعرف من خلالها على كُل ما يدور حول نظام هواوي الجديد، HongMeng OS.


أصل الأزمة بين هواوي والولايات المُتحدة الأمريكية

تحدثت سلفاً عن سبب الأزمات التي حدثت بين شركة هواوي والولايات المُتحدة الأمريكية، فإذا كُنت قد شاهدت الحلقة السابقة بالفعل، يُمكنك الانتقال إلى الفقرة التالية مُباشرةً، أما إذا لم تُشاهدها، فإليك سريعاً ما حدث بين هواوي والولايات المُتحدة قبل أن ننتقل للحديث عن النظام الجديد. في عام 2012، تم اتهام شركة هواوي بسرقة أداة جديدة كانت تُطورها شركة T-Mobile، وذلك عندما رفضت الأخيرة بيع الأداة لشركة هواوي، وذلك بسبب خوفها من أن تقوم هواوي بتطوير هواتف ذكية تُنافس بها شُركائها.

وفي العام ذاته، قامت USPannel باستدعاء شركتي هواوي و ZTE كي تُحقق معهم بتهمة تهديد الأمن الوطني. ومُنذ ذلك الوقت، شعرت هواوي بأنها لا تُعامل كبقية شركات وادي السيليكون، وأن الولايات المُتحدة وحُلفائها قد أنشئوا حزباً جديداً هي ليست فيه. لذلك; قررت شركة هواوي -وِفقاً للتقارير- أن تقوم ببدأ تطوير نظام التشغيل الخاص بها مُنذ عام 2012،  ولكن; ظهرت هذه التقارير واختفت بعدها بفترةٍ قصيرة، ولم نسمع عنها أية أخبار جديدة قبل ست سنوات مُنذ ذلك التاريخ، وذلك; حين بدأت المشاكل في الازدياد.

كان عام 2018 هو العام الذي بدأت فيه الولايات المُتحدة بإظهار عدائها الشديد للشركة الصينية، حيث أن المشاكل قد بدأت في شهر ديسمبر من ذلك العام، فبينما كان الرئيس الصيني Xi JinPing مُجتمعاً في إحدى القمم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صدرت أخبار مُفجعة تُشير إلى اعتقال ابنة رئيس شركة هواوي Meng Wanzhou، وقبيل هذه الحادثة بعِدة أشهر، كان دونالد ترامب قد وقع على قرار حظر استخدام أجهزة ومُعدات شركتي Huawei و ZTE في المُؤسسات الحكومية، وذلك بسبب اتهام الولايات المُتحدة لشركة هواوي بقيامها بعمل أبواب خلفية تقوم من خلالها بالتجسس على المُوظفين والمُواطنين الأمريكيين.

في السنة ذاتها، قامت شركة Huawei كعادتها بعرض تنفيذ البنية التحتية لشبكات الاتصالات من الجيل الخامس على كُلٍ من نيوزيلندا واستراليا، وعلى عكس العادة، فقد أيدت الدولتين الولايات المُتحدة ورفضتا أن تقوم هواوي بتنفيذ البنية التحتية لديهم في دعم للموقف الأمريكي من الشركة. تمُر الأيام، ولا يمُر شهرٌ بدون أزمة جديدة على الشركة الصينية.

حتى وصلنا إلى السادس عشر من مايو من عام 2019 الجاري، وهو اليوم الذي وقّع فيه دونالد ترامب على أمر تنفيذي يمنع الشركات الأمريكية من إمداد الشركات الأجنبية بالمعدات والبرمجيات والخدمات، وقام حينها بإطلاق قائمة بالشركات التي يُحظر التعامل معها، وكان على رأس هذه الشركات شركتي Huawei و ZTE. وبعد ذلك بعِدة أيام، جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، وهي إعلان شركة Google الأمريكية عن وقف التعامل مع شركة Huawei، وذلك بُناءً على قرار الرئيس الأمريكي. كان هذا الإعلان هو الشرارة التي أفصحت الشركة بسببها لأول مرة بشكلٍ رسمي عن تطويرها لنظام تشغيل جديد هو HongMeng.

المُستقبل بدون شركات أمريكية .. هل تستطيع هواوي تصنيع هاتف ذكي بمفردها؟!

نظام تشغيل HongMeng OS من هواوي

بدايةً، نعلم جميعاً أن شركة هواوي وكُل شركة تقوم باستخدام نظام Android في هواتفها تحصل على النسخة مفتوحة المصدر من نظام Android وتقوم بإجراء مجموعة من التعديلات عليها كي تُقدِّم في النهاية نُسختها الخاصة من النظام بواجهتها الخاصة مثل ما تقوم به شركة Samsung بتقديمها واجهة One Ui وشركة شاومي مع واجهة MIUI وهواوي مع واجهة EMUI.

مميزات نظام HongMeng OS وفرص نجاحه أمام أنظمة Android و iOS
طالع أيضاً: أول نظرة على واجهة هواوي EMUI 10 المبنية على نظام تشغيل Android Q

قررت هواوي بعد قرار جوجل بأن تبتعد تماماً عن نظام Android، وبدلاً من أن تقوم بإجراء مجموعة من التعديلات على النظام، ستقوم بإنشاء وتطوير نظام جديد بالكامل، وذلك كي تخرج من أسفل رحمة شركة جوجل. ولكن; اعتمدت شركة Huawei في الوقت ذاته على بيئة Linux، وقد أسمت الشركة النظام بعِدة أسماء حتى الآن، أشهرهم هو HongMeng OS، وهو اسم أحد الأساطير الصينية، وذلك كما أسمت من قبل شرائح Kirin التي تستخدمها في هواتفها على اسم أحد الأساطير الصينية أيضاً والتي تُعرف ب Qilin.

ولكن; ففي الوقت ذاته، قامت شركة Huawei بتسجيل النظام في أوروبا باسم Harmony، مع وجود اسم آخر للنظام هو Ark OS. بطبيعة الحال، لا يهُمنا الاسم قدر ما يهُمنا النظام ذاته، وذلك مع العلم أنه من المُتوقع أن يكون اسم النظام مُعتمداً على منطقة توفره، أي أنه قد نجد النظام باسم HongMeng OS في الصين ودول شرق آسيا، وباسم Harmony في أوروبا، واسم آخر تماماً في الشرق الأوسط وما إلى ذلك.

مميزات نظام HongMeng OS

أهم ميزة في نظام HongMeng OS هي أنه سيكون Universal Operating System، وذلك في مُحاولة من الشركة الصينية لمُنافسة شركتي Apple و Microsoft في هذه النُقطة. يُذكر أن شركة Huawei كانت قد بدأت بالفعل في عمل توافق بين واجهة EMUI وأجهزة الحواسيب المحمولة التي أصدرتها في وقتٍ سابق في هذا العام MateBook X، حيث أصبح بإمكان مالكي هواتف Huawei الحديثة والإصدار الأخير من حواسيب Huawei المحمولة أن يقوموا بعمل مُزامنة بين الهاتف الذكي والحاسب المحمول مثل أن يقوموا بنقل الملفات والصور وعرضها من وإلى أياً من الجهازين.

مميزات نظام HongMeng OS وفرص نجاحه أمام أنظمة Android و iOS 

ولكن: لم يتوقف الأمر عند هذه النُقطة. كما نرى دائماً في أنظمة Apple والتي تتمثل في macOS و iOS، بالإضافة إلى ما رأيناه في نظام Windows Phone و Windows 8 من ميكروسوفت، فيُمكنك أن تقوم بعمل مُزامنة بين الحاسب المحمول والهاتف الذكي بسهولة للغاية بما يتضمن الكثير من المُميزات التي لم تكن لتجدها في واجهة EMUI، وهو ما تسعى إليه هواوي في الوقت الحالي لتُحقق مُبتغاها النهائي وهو Huawei Ecosystem أو النظام البيئي الخاص بهواوي. بهذه الطريقة لن تستغني فقط شركة Huawei عن نظام Android في هواتفها الذكية، ولكنها أيضاً ستستغني عن أنظمة Windows في حواسيبها المحمولة، كما أن النظام سيتواجد في كافة أجهزة الأُخرى مثل الساعات الذكية على سبيل المِثال، وذلك بالإضافة إلى السيارات، وإذا انضمت هواوي للمُنافسة في سوق شاشات التلفاز فبالتأكيد سنرى تلفاز ذكي بنظام HongMeng OS.

ولكن; ما فائدة نظام التشغيل إذا لم يحتوي على تطبيقات؟

تُعد هذه أكبر مُشكلة تُواجهها شركة هواوي في الوقت الحالي، ففي بداية الأزمة بين شركتي جوجل وهواوي في شهر مايو الماضي، كانت شركة هواوي قد بدأت بالفعل في البحث عن بدائل لمتجر Google Play Store، وأول بديل كان متجرها الخاص بالتطبيقات AppGallery، ولكن كان يعيب هذا المتجر عدم احتوائه على الكثير من التطبيقات مُقارنةً بمتجر Google Play Store، ولذلك، ومع تأكيدها أكثر من مرة على أن نظام HongMeng OS سيكون قادراً على تشغيل كافة تطبيقات نظام Android، فقامت الشركة بالاتجاه إلى إبرام شراكة مع Aptoide، وهو متجر للتطبيقات يحتوي على أكثر من تسعمائة ألف تطبيق مُختلف.


إذاً، فإن شركة هواوي ببعض العمل والتعاقدات والشراكات، ستكون قادرة على توفير كم كبير للغاية من التطبيقات على نظامها الجديد. ولكن; مازال نظام Huawei قيد التطوير، لم يتوفر ولم يلقى انتشاراً بعد، وإذا انطلق فسيتطلب انتشاره وقتاً طويلاً لا يقل عن خمسة سنوات على الأقل. ما الذي قد يدفعني كصاحب شركة مثل Facebook على سبيل المِثال أن أجلب المُطورين ليقوموا بتطوير التطبيقات الخاصة بي وتوفيرها على متاجر شركة Huawei.

ولكن; دعنا نفترض أنه لا حاجة لتطوير نُسخ خاصة من التطبيقات على هواتف Huawei التي ستعمل بنظام HongMeng OS، ماذا عن ميزة النظام الأكبر، وهي كونه Universal Operating System؟ هُنا تكمن المُشكلة، فكم من المُمكن أن يصل عدد مستخدمي حواسيب هواوي المحمولة التي ستعمل بالنظام الجديد والذين سيستغنون عن الأنظمة المُتواجدة حالياً مثل نظام Windows و macOS؟ بِكُلِ تأكيد لن يكون الرقم كبيراً مُقارنةً بهاذين العملاقين، وذلك بسبب سيطرتهما على سوق أنظمة تشغيل الحواسيب المحمولة والمكتبية مُنذ عقود، والحل حينها سيكون أن تدفع شركة هواوي أموالًا طائلة للشركات كي تقوم بتوفير التطبيقات على نظامها الجديد، وهو ما سيعود بطبيعة الحال على المُستخدم بشكلٍ سلبي حيث أنه سيُزيد من تكلفة الحواسيب المحمولة ويُزيد من سعرها في النهاية.

هل يتفوق نظام HongMeng OS على أنظمة Android و iOS؟

قد يكون هذا السؤال هو أهم سؤال في هذه الحلقة، فما الذي يدفعني كمُستخدم لشراء هاتف ذكي يعمل بنظام HongMeng OS ولا أشتري هاتفاً يعمل بأحد أنظمة Android أو iOS؟ ولكن; قبل أن نسأل هذا السؤال، دعنا أولاً نُفكِّر في الاختلافات التي قد نجدها في نظام HongMeng OS عن أنظمة Android و iOS.

أولاً، لا تُصدِّق مقولة أن نظام HongMeng OS أسرع بنسبة 60 بالمائة من النظامين الآخرين، وذلك لأن شركة Huawei لم تقم نفسها بإصدار بيان رسمي يخُص هذا الأمر، وفكرة أن يكون نظام أسرع من نظام تعتمد على العتاد بشكلٍ كبير، بمعنى ألا تقوم بصُنع نظام يحتوي فقط على خلفية سوداء ولا يحتوي على أية تنقلات في الشاشة أو شريط إشعارات على سبيل المِثال على هاتف يحتوي على شريحة Snapdragon 855 وذاكرة عشوائية بسعة 6 جيجابايت وتقول أن هذا النظام أسرع بنسبة 60 بالمائة من الأنظمة الأُخرى، فهذا غير منطقي.

إذاً، فأول شيء هو أن نظام HongMeng OS ليس سريعًا، إلا إذا كان ذلك على حساب المُميزات أو سعر الهاتف. ثاني النقاط، إذا نظرنا إلى تجارب الشركات التي سبقت شركة Huawei في عمل أنظمة خاصة بها لمُنافسة أنظمة Android و iOS، سنجد أن جميعها تجارب فاشلة. قامت ميكروسوفت بعمل نظام Windows Phone، وقد فشل هذا النظام فشلاً ذريعاً بسبب عدم دعم المُطورين له وعدم اهتمام ميكروسوفت به، حتى أن صديقاً لي قد أخبرني أن تطبيق WhatsApp لم يتوفر على هاتفه العامل بنظام Windows Phone سوى قبل إيقاف الشركة لتصنيع هواتف Lumia بعِدة أشهر.

مميزات نظام HongMeng OS وفرص نجاحه أمام أنظمة Android و iOS

وذلك; بطبيعة الحال، بسبب استحواذ الأنظمة الأُخرى على السوق، فما الذي يدفعني إلى إنشاء تطبيق يتطلب توظيف مُبرمجين ومُصممين لنظام لا يستخدمه نسبة خمسة بالمائة من مُستخدمي الهواتف الذكية.

إذاً، فإذا لم ينتشر نظام HongMeng OS بشكلٍ كافي سيخسر تماماً في هذه النُقطة.

كذلك; بالنسبة للتطبيقات أيضاً، فإن هُناك مجموعة تطبيقات Google التي تتمثل في تطبيقات Gmail و Hangouts و Google Drive و Google Chrome وغيرهم، كُلها تقوم بتطويرها جوجل، ولأن توفير التطبيق على متجر مثل متجر Huawei يتطلب تطوير مالكه لإصدار خاص به، فإن تطوير جوجل لتطبيقاتها على نظام HongMeng OS قد يكون أمراً من الخيال، فكيف سأقوم كشركة بتطوير تطبيقاتي على نظام شركة جاءت لتُنافسني في المقام الأول؟

طالع أيضاًمقبرة جوجل .. العشرات من تطبيقات جوجل التي تلقى حتفها سنوياً

وتكون هذه هي النُقطة الثانية التي تخسر فيها شركة هواوي.

ولكن; في الناحية الأُخرى، ونظراً لأننا قد اعتدنا من شركة هواوي على هواتف ذكية بمُواصفات عالية للغاية بأسعار لا تُقارن بمُنافسيها، فسيكون بمقدرتك في المُستقبل أن تحصُل على نظام مُتكامل يجمع بين الهاتف الذكي والحاسب المحمول وساعة ذكية على سبيل المِثال بسعر يقل عن سعر حاسب محمول فقط من شركة Apple، وذلك باختلاف ما يُقدمه كُل من الاثنين بطبيعة الحال.

ماذا سيحدث إذا ردت الصين على الولايات المتحدة بحجب أبل ؟!

إذاً، فأقوى نُقطة في نظام Huawei الجديد هو أنه Universal System كما ذكرت سلفاً، وهي ميزة لا يُمكن تجاهلها، ولكن شخصياً لا أتوقع أنها نُقطة قوية كفاية مُقابل النقاط الأُخرى التي تخسر فيها هواوي، وذلك لأنك ستمتلك نظاماً مُتكاملاً، ولكن غير مدعوم بعدد كافي من التطبيقات التي قد تُغنيك عن أنظمة Windows و macOS. وهذا ما قد أكده Ren Zhengfei نفسه في لقائه مع صحيفة Le Point الفرنسية عندما قال إنه مُقارنةً ب Apple و Google، فمازلنا كشركة هواوي نُعاني من قِلة عدد التطبيقات عالية الجودة المُتوفِّرة على النظام.

خِتامًا ..

إذا كُنت تتساءل الآن عن سبب عدم قيام كُل شركة بتطوير نظام تشغيل خاص بها للقضاء على احتكار شركتي Apple و Google، والذي سيعود بطبيعة الحال بشكلٍ إيجابي على المُستخدم الذي سيتوفر لديه الكثير من الخيارات بدلاً من خيارين اثنين، فأُجيبك بأن الأمر ليس بذلك القدر من السهولة. أن تقوم بإنشاء نظام تشغيل ليس أمراً هيناً على الإطلاق.

كما نرى، بدأت شركة هواوي في تطوير نظام HongMeng OS مُنذ عام 2012، ووِفقاً للتقارير، ستُعلن عنه رسمياً أخيراً في نهاية عام 2019 الجاري أو ربيع العام المُقبِل. لم تصل شركة Google كذلك إلى ما وصلت إليه في نظام Android بين ليلةٍ وضُحاها، فقد اشترت جوجل نظام Android في عام 2005، وذلك بعدما قد بدأ تطويره بالفعل في عام 2003، لتقوم أخيراً بإطلاقه بشكلٍ رسمي في عام 2008، أي بعد خمسة سنوات من العمل عليه، كما أنها لم تصل إلى ما هي عليه في نظام Android حالياً إلا بعد عقدٍ من الزمان.

بطبيعة الحال ليس الماضي كما الحاضر، فإذا كنت تستهلك من وقتك عِدة ساعات في ترجمة ورقة بحثية في الماضي، أصبح الآن بإمكانك أن تقوم بترجمتها في نصف دقيقة أو أقل.

ولكن; تظل عملية تطوير نظام تشغيل عملية ليست سهلة، وإذا تمكنت من تطوير النظام بالفعل، فستأخذ سنوات كي تصل به إلى الشكل المطلوب في النهاية باعتمادك على المُختبرين الذين تقوم بتعيينهم بنفسك، بالإضافة إلى آراء المُستخدمين الذين تصل إليهم النُسخ التجريبية، كما أنك ستُعاني لسنوات من وجود المشاكل والأعطاب المُستمرة حتى تصل إلى حل كافة المشاكل التي تُواجه المُستخدمين.

ولذلك; فإن شركة هواوي قد دخلت تحدياً كبيراً، تحدي مع الوقت ومع المُطورين ومع Google و Apple اللذان ثبتا أرجلهما بالفعل في سوق الهواتف الذكية، ولكن; سيُجنبها هذا في المُقابل العديد من المشاكل التي كانت من المُمكن أن تسقط بسببها في لحظة إذا لم تكن قد حضرت نفسها مثلما قامت الآن. وفي الوقت ذاته، فإن الولايات المُتحدة لم تعد مصدراً للأمان بالنسبة للشركات الصينية بعد الآن، ولن تكون كُل شركة قادرة على أخذ خُطوة جريئة بهذا الحجم مثل شركة Huawei.

ولذلك; فمن المُمكن أن نجد الشركات الصينية مثل Xiaomi و Oppo وغيرهم قد قررت استخدام نظام HongMeng على هواتفها الذكية، وستكون فُرص نجاح النظام حينها أكبر بكثير بسبب ازدياد وكِبر قاعدة المُستخدمين. وفي الناحية الأُخرى، فإن توفُّر نظام هونج مينج على الهواتف الذكية أمراً غير مضموناً حتى الآن، خاصةً أن Ren Zhengfei قد تحدث بخصوص هذا الأمر في وقتٍ سابق وأكد على عدم وجود نية لاستغناء الشركة عن نظام Android في هواتفهم الذكية حتى يحدث أمرًا جديدًا، وأننا سنرى النظام الجديد في الأجهزة الأُخرى فقط حتى إشعارٍ آخر -والمُتمثلة في الساعات الذكية والسيارات والأجهزة التي تندرج تحت تصنيف إنترنت الأشياء-.

شخصياً، لا أُصدِّق هذه الادعاءات، خاصةً مع التقارير التي أفادت إطلاق الشركة لمليون هاتف ذكي يعمل بنظام هونج مينج وتصاريحها المُستمرة عن تطبيقات نظام Android وغيرها من التصاريح التي تُؤكد أن النظام قد وُلِد ليكون على الهواتف الذكية.

إلى هُنا أصل إلى نهاية هذه المقالة، وتكونون قد تعرفتم على كُل ما يدور حول نظام هونج مينج، وتظل هذه مُجرد بداية، ومع الوقت ستزداد الشائعات وسنعرف أكثر عن النظام، وكي يصلكم كُل ما هو جديد بخصوص نظام هونج مينج، تابعوا موقع عرب هاردوير واشتركوا في قناة Artech، وشاركونا برأيكم وتوقعاتكم بخصوص نظام Huawei الجديد في قسم التعليقات بالأسفل.