كم عدد البكسلات الذي تحتاجه في كاميرا هاتفك؟ - أي حاجة بتقول آلو
وصلت كاميرات الهواتف الذكية إلى مراحل مُتقدمة للغاية من التطور، حتى أنها أصبحت أهم المُواصفات التي يُلقى عليها النظر عند شراء هاتف ذكي جديد، وذلك لأنك لن تشتري ببساطة كاميرا DSLR كي تلتقط مجموعة من الصور العائلية الاعتيادية، فيكون الحل حينها هو الحصول على عِدة أجهزة في جهاز واحد، ألا وهو الهاتف الذكي. لسوء الحظ، استغلت الشركات التي تقوم بتصنيع الهواتف الذكية نُقطة عدم قُدرة المُستخدمين وعدم احتياجهم إلى شراء كاميرا DSLR ذات تكلفة عالية للغاية تزيد عن 40 ألف جنيه مصري كي يلتقطوا صوراً جيدة وِفقاً لحاجتهم لمُشاركتها فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحسينها عبر مزايا تطبيقات مثل Instagram و SnapChat وغيره، ولهذه الأسباب كافة أصبحت الكاميرات واحدة من أهم النقاط التسويقية التي تعتمد عليها شركات الهواتف الذكية لأنها أصبحت وببساطة أسهل وسيلة للبيع.
طالع أيضاً: كيف تختار الهاتف الذكي المناسب لك؟ الحلقة الأولى - المقدمة
أي حاجة بتقول آلو - الكاميرا
تتواجد الكثير من الكاميرات حالياً وتقوم الشركات بزيادة أرقام عدد البكسلات يوماً بيوم، فهذا يقول 20 ميجا بكسل، وآخر يقول 30 ميجا بيكسل، وينضم لهم أخير ليصل بعدد البكسلات إلى 50 ميجا بيكسل، وكُل ذلك في هاتف من الفئة الاقتصادية، وهو ما يعني أن الهاتف لن يرقى إلى كاميرا ببضعة جنيهات في النهاية. في مُحاولة منا، سنقوم اليوم بمُحاولة لمُساعدتك على فهم كاميرا الهواتف الذكية، وذلك ببساطة كي لا يُنصب عليك إذا كُنت تُريد شراء هاتف ذكي جديد وأكبر تركيزك على الكاميرا. https://www.youtube.com/watch?v=58YE8SvCj40
البيكسل – Pixel
أول ما يجب علينا الحديث عنه عندما نتطرق إلى الكاميرا هو البيكسل أو البكسلات عموماً، سواءً من ناحية العدد أو الحجم، وهل تحتاج حقاً إلى شراء هاتف يحتوي على كاميرا أكبر من 12 ميجا بيكسل كي تحصل على الجودة التي تُريدها؟ دعني أُعرفك على ماهية البيكسل في البداية قبل أن تُغلق صفحة المقال. في البداية، كلمة بيكسل أو Pixel جاءت من جمع كلمتين هُما Picture أي صورة و Element أي عُنصر. مهمة كُل بيكسل في الكاميرا هو أن يمتص الضوء الذي تستقبله العدسة ويقوم بتحويله إلى بيانات، وذلك كي يتم تجميع ومُعالجة هذه البيانات وتظهر الصور كما تراها في النهاية. تستطيع أن ترى البكسلات ببساطة إذا قُمت بالتقريب بشكلٍ كبير للغاية أكبر من قُدرة الكاميرا المُصور بها أحد المقاطع، وحينها سيظهر لك كمية كبيرة من المربعات الصغيرة وهو ما يُسمى Pixel Grid، وذلك لأنه عبارة عن شبكة كبيرة من البكسلات.
حجم و عدد البكسلات – Pixel Size and Number
لكل بيكسل حجم، ويُدعى هذا الحجم Pixel Size، كما أن لِكُل مجموعة من البكسلات عدد، وهذا العدد يُقاس بالميجا بكسل، وذلك لأنه وببساطة، لن تمنحك أية كاميرا جودة مقبولة إذا كانت دقتها أقل من ميجا بكسل. بالنسبة لحجم البيكسل، فهذا يُعد واحداً من أهم العوامل المُؤثِّرة على جودة الصورة النهائية. يُقاس حجم البيكسل بالميكرون، وكُلما ازداد حجم البيكسل، كُلما ازدادت قُدرته على استقبال ضوء أكثر، وهذه هي مهمته. بسبب هذا، فإنه عندما تنظر إلى التحسين الموجود في الهواتف الذكية، على سبيل المِثال هواتف Samsung Galaxy S7 و S8 و S9، ستجدهم جميعاً بدقة 12 ميجا بكسل، وكُل هذا في الوقت ذاته الذي نجد فيه كاميرا هاتف Galaxy S6 بدقة 16 ميجا بكسل. التفسير لهذا ببساطة هو أنه مع ثبات حجم المُستشعر في هذه الهواتف، ومع انخفاض عدد البكسلات، يُصبح حجمها أكبر، وبالتالي قُدرتها على امتصاص كمية ضوء تكون أكبر، فيكون الناتج النهائي صورة أفضل. يبقى السؤال هُنا، هل أبحث الآن عن هاتف بكاميرا 2 ميجا بكسل بمُستشعر كبير فيكون حجم البكسلات أكبر لتمتص كمية ضوء أكبر وتكون النتيجة صور أفضل من حيث الجودة؟ للإجابة على هذا السؤال، ولكي تعرف عدد الميجا بكسل التي تحتاجها في الكاميرا الخاصة بك، يجب عليك أولاً أن تعرف الحد الأقصى لاستخدام الصور التي تقوم بالتقاطها، هل ستقوم بعرضها على شاشة؟ ما هو أقصى قياس ودقة لهذه الشاشة؟ هل ستطبعها، هل ستقوم بمُشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أنا لا أطلب منك هُنا بالطبع تحديد استخدام واحد للكاميرا الخاصة بك، ولكني فقط أقصد الإطار العام لاستخدامك لها. دعني أقول لك أنه في حالة امتلاكك لكاميرا ذات عدد ميجا بيكسل كبير، فإن الدقة ستكون مُرتفعة، ولكن ليست الدقة كُل شيء. دعنا نتفق على أن ميجا تُساوي مليون، وميجا بيكسل تُساوي مليون بيكسل، و2 ميجا بيكسل تُساوي 2 مليون بيكسل، وثمانية مليون فاصلة سبعة بكسل تُساوى ثمانية فاصلة سبعة ميجا بكسل. لما هذا الرقم بالتحديد؟ دعني أسألك سؤال، هل فكرت يوماً في كيفية حساب عدد الميجا بيكسل التي تحتاجها لتعرض صورك على ورقة A4 بجودة عالية؟ نتفق سوياً على أن الصور الموجودة على المجلات وتحديداً المجلات مُرتفعة الثمن وعالية الجودة تكون جودتها عالية للغاية، ودعنا نتفق أيضاً على أنه لا أحد يقوم بإمساك المجلة ويقف بعيداً عنك مسافة تصل إلى متر أو متر ونصف كي تقرأها وأنت تجلس على الأريكة. لذلك، فنحن هُنا نحتاج إلى تغطية كامل صفحة المجلة، وبكافة التفاصيل، فدعنا نختر 300dpi ليكون هو كثافة البكسلات التي سنقوم باستخدامها، ولكن قبلاً، ماهو ال dpi؟
كثافة البكسلات – Pixel Density
ببساطة، كثافة البكسلات أو Pixel Density هو رقم يُوضِّح لك عدد النقاط -وذلك في حالة القياس ب dpi أو Dot per Inch-، وهو القابل لمُصطلح بكسل لكل بوصة ولكن هذا في الأوراق. لذلك، فكي تحصل على جودة جيدة ومرئية من مسافة قريبة مع وضوح التفاصيل على ورقة A4 على سبيل المِثال، سنحتاج إلى 300dpi. نبدأ هُنا في ضرب الرقم 300 في عرض الورقة والذي يُساوي 11.69 بوصة، وبعد ذلك نضربها في طول الورقة والذي يُساوي 8.27 بوصة، ليظهر لك في النهاية رقمين، نضرب هذين الرقمان في بعضهما لينتج لنا عدد البكسلات اللازمة لعرض الصورة بالوضوح الذي تُريد، وفي هذه الحالة، فإن عدد البكسلات سيُساوي ثمانية ملايين وسبعمائة، ومن ثم نقوم بقسمتهم على مليون ليكون الناتج في النهاية 8.7 ميجا بكسل. إذاً، فإن هُناك عامل ثاني ومُهم بجانب عدد البكسلات وحجمها، وهو كثافة البكسلات والذي يتمثل في dpi في حالة الطباعة على الورق، و ppi في حالة العرض على الشاشات الإلكترونية مثل شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية وغيرها، وهو بطبيعة الحال النوع الأكثر شيوعاً، ولسوء الحظ، فإن عدد من يلتفتون إلى كثافة البكسلات عند شراء هواتفهم الجديدة قليل للغاية. لا تُعد كثافة البكسلات أحد مُواصفات أو خصائص الكاميرا، ولكنه أحد أهم خصائص الأجهزة التي ستعرض عليها الصور التي تم تصويرها بواسطة هذه الكاميرا، ولذلك، فهو مُهم للغاية عند اختيارك للهاتف الخاص بك من حيث الكاميرا، وذلك عن طريق تحديد الجهاز أو الكيفية التي ستقوم من خلالها بعرض الصور الخاصة بك، وذلك ببساطة لأنك إذا قُمت بالتصوير بكاميرا ذات عدد بكسلات ضخم للغاية وحاولت عرضها على شاشة هاتف ذكي بكثافة بكسلات مُنخفضة، ستكون النتيجة عدم ظهور الكثير من التفاصيل إلا بعد التكبير.
حجم المُستشعر – Sensor Size
يُعد حجم المُستشعر أحد أهم ما يجب عليك النظر إليه عندما تقوم بشراء هاتفك الذكي الجديد. تخيل معي أنك تمتلك كوباً من الماء، وقُمت بفتح صنبور الماء على هذا الكوب وبدأت بملئه، وفجأة، نسيت الصنبور مفتوحاً فامتلأ الكوب عن آخره، هل ستشرب الماء المسكوب؟ بالطبع لا، وهو الحال ذاته بالنسبة لحجم المُستشعر، فهو ببساطة المكان الذي يحتوي على البكسلات أو عناصر استقبال الضوء، وكُلما كبِر حجم المُستشعر، كُلما زادت قُدرته على حمل المزيد من البكسلات. أما إذا كان المُستشعر صغيراً، فسيكون أمامك كمُصنع للهواتف الذكية خيارين. الأول، هو أن تقوم بتكبير حجم البكسلات وتُقلل من عددها، وستُصبح حينها جودة الصور مقبولة، ولن يقل عدد البكسلات عن 10 أو 12 ميجا بكسل بطبيعة الحال. أما الثاني، فهو أن تقوم بتقليل حجم البكسلات، ليُصبح عددها أكبر، ليكون الناتج في النهاية كاميرا 40 ميجا بكسل، ولكن تحتوي على بكسلات صغيرة، وسترى حينها أن الصور لا تصل إلى جودة هواتف الفئة العُليا أو هواتف الفئة المُنخفضة، فهي تقع في الواسط.
البيكسل الميت – Dead Pixel
كي لا نقوم ببخس حق البكسلات صغيرة الحجم، فإن لها ميزة هامة، وهي تظهر عند حدوث ظاهرة البكسلات الميتة أو Dead Pixels. ظاهرة البكسلات الميتة هي عبارة عن بكسلات مطفأة، لا تظهر باللون الذي يُفترض أن تظهر به، هي مثل المرض الذي يأتي للزجاج، فلا يُمكن معرفة سببه أو تجنبه، ولكن ظهورها بطبيعة الحال يعتمد على حجم البكسلات، فكُلما ازداد حجم البكسلات ازدادت فرصة مُلاحظة هذه الظاهرة، والعكس صحيح.
العدسة - Aperture
نصل بعد ذلك إلى العدسة، وهذه تُعد واحدة من أهم النقاط التي يجب عليك التركيز عليها عند شراء هاتف جديد. تخيل معي أنك تمتلك مُستشعر جيد، وعدد بكسلات جيد، وكثافة بكسلات مقبولة، ومجموعة من التقنيات المُحببة إلى قلبك، وفي النهاية، تجد عدسة سيئة أو صغيرة. يُقاس حجم العدسة بحرف f مقسوم على رقم يبدأ من 1، وهو أكبر حجم عدسة مُمكن، وكُلما قل الرقم المقسوم عليه، كُلما ازداد الناتج، ليكون حجم العدسة أكبر. إذا كبِر حجم العدسة، فإن كمية الضوء التي تمر من خلالها ستكون أكبر، وبهذا ستستقبل ضوء أكبر بكثير، بنفس فكرة القُمع الذي تقوم باستخدامه لإدخال كمية أكبر من الماء داخل قنينة ذات فُوهة صغيرة. تسمح لك المساحة الإضافية لاستقبال الضوء بتصوير المزيد من التفاصيل والحصول على عزل أكبر، ويظهر تأثيرها بشكلٍ جلي في حالة الإضاءة المُنخفضة، وذلك لأن العدسة الأكبر تلك تستطيع استقبال المزيد من الضوء من أي مكان كي تمتصه البكسلات وتقوم بتحويله إلى صورة. يجب عليك أيضاً عند شرائك لهاتفك الجديد أن تقوم بالتركيز على الشركة المُصنعة للعدسة، وذلك لأن جودة ونقاء الرمال المُستخدمة في تصنيعها يُعد أحد أهم العوامل المُؤثِّرة في جودة الصورة النهائية. أشهر الشركات التي تقوم بتصنيع العدسات هُما بالترتيب ZEISS، وي شركة ألمانية بينها وبين شركة Sony شراكة في الوقت الحالي، كما أن شركة Nokia تتعامل معها أيضاً، وهي شركة تشتهر بنقاء الرمال التي تستخدمها وجودة عدساتها، وقد كانت أحد الأسباب الرئيسية في عودة سوني إلى المُنافسة في سوق كاميرات DSLR قد جعلت كاميرات هواتف Sony الذكية أحد أهم نقاط قوتها مُقابل ضعف الشركة من ناحية تصميم هواتفها التي لم تتغير طوال سنوات. أما ثاني الشركات فهي Leica، وهي شركة ألمانية أيضاً، وبينها وبين شركة Huawei شراكة حيث تستخدم الأخيرة عدساتها في هواتفها، وهي شركة أيضاً مشهورة للغاية في مجال تصنيع العدسات ونقائها.
طالع أيضاً: هاتف HUAWEI P30 Pro يبرهن على قدراته الخارقة بكاميرا فائقة رباعية العدسات
بخلاف هاتين الشركتين، فإن دورك كمُستخدم أن لا تبخل عند شرائك لهاتفك الذكي الذي تعتمد على الكاميرا الموجودة به اعتماداً كبيراً. أكون هُنا قد وصلت إلى نهاية هذه الحلقة من سلسلة مقالات وبرنامج "أي حاجة بتقول آلو"، وهي الحلقة التي تُعتبر الجزء الأول من سلسلة حلقات الكاميرا لأن الكاميرا يطول الحديث فيها للغاية. لا تنسى أن تقوم بمُتابعتنا على عرب هاردوير وعبر قناة Artech، ومُشاركتنا برأيك وتعليقك على هذه الحلقة في قسم التعليقات بالأسفل.
?xml>