نحن عالقون في المنازل، مع فرض حظر التجول الحالي، بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، كم من حياتك تقضيه على الإنترنت بالفعل؟ وهل تغير ذلك منذ اندلاع الوباء وفرض الحظر؟

كيف تغير سلوكك على الإنترنت كمستخدم؟ هل هناك مواقع تزورها وتطبيقات تستخدمها أكثر من غيرها؟ كيف أثر حظر التجول والفيروس التاجي على طريقة تعلمك واستكمالك للدراسة، وكذلك على اللعب والترفيه والتواصل عبر الإنترنت؟

في محاولة لتوضيح الأمر دعنا نلقي نظرة على التقرير الذي أصدره الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والذي يظهر ارتفاع مؤشرات استخدام خدمات الاتصالات في مصر، في ظل الاجراءات الحالية وتطبيق حظر التجول خلال شهري مارس وأبريل، حيث يوضح التقرير، كما كان متوقعًا بالطبع، زيادة هائلة في استهلاك الإنترنت، وكذلك تحميل واستخدام التطبيقات المختلفة خلال فترة الحظر.

حيث قارن التقرير مؤشرات خدمات الاتصالات خلال الأسبوع الثاني من شهر أبريل الجاري وبين الأسبوع الثاني من شهر مارس الماضي وبالتالي زيادة ساعات الذروة على الشبكة، نتيجة بقاء المستخدمين لفترات أطول في المنزل. لتتضاعف عدد ساعات الذروة على الشبكة من 7 ساعات إلى 15 ساعة يوميًا من 12 ظهرًا حتى 3 ليلًا. كما ظهرت زيادة في استهلاك الإنترنت المنزلي بنسبة 87%، وكذلك زيادة في استهلاك إنترنت شبكات المحمول بنسبة 18%.

التعليم من المنزل

بالطبع كان أول من يعاني من فرض حظر التجول هو الفصل الدراسي الثاني لهذا العام الدراسي، انتقلت الفصول والمحاضرات إلى غرفة المعيشة والصالة وربما المطبخ. ومن الواضح أن هذا هو التغير الأكبر في سلوك المصريين على الإنترنت، بشكل خاص الطلبة وهم بالتأكيد الشريحة الأكبر من المستخدمين.

حيث ذكر التقرير زيادة بنسبة 367% في تصفح المواقع التعليمية، مثل موقع وزارة التربية والتعليم وموقع وزارة التعليم العالي، على الشبكة في الأسبوع الثاني من شهر أبريل مقارنة بالأسبوع الثاني من شهر مارس.

على ما يبدو أن الطلاب لم يقتربوا سابقًا من المواقع التعليمية، أو اكتشفوا وجودها فجأة مثلًا!

البحث عن وسائل ترفيه جديدة

مع توقف كل وسائل الترفيه الأخرى، وإلغاء كل الأنشطة الخارجية، وإغلاق السينمات والمولات التجارية، كان لابد من البحث عن وسائل جديدة، وهذا الاتجاه هو اتجاه عالمي بالطبع.

فمثلًا استخدام منصات بث المحتوى مثل يوتيوب وشبكة Netflix تضاعف بشكل هائل خلال فترة تفشي الوباء حول العالم أجمع، ومصر لم تكن استثناءً بالطبع.

ذكر تقرير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن استخدام تطبيق Netflix قد زاد بنسبة 69% خلال شهر أبريل مقارنة بشهر مارس، أما بالنسبة لتطبيق يوتيوب فقد زاد هو الآخر بنسبة 41%. كما زاد استخدام تطبيق منصة شاهد، المنصة العربية التي تقدم خدمة بث المحتوى ومشاهدة الأفلام والمسلسلات في منطقه الشرق الأوسط، بنسبة 40%. كما زاد استخدام تطبيقات الألعاب على شبكة الانترنت بنسبة وصلت إلى 96%.

ربما كان هذا التغير إجباريًا لعدم وجود بدائل لمشاهدة الأفلام، أو أي وسائل ترفيه أخرى مثل مشاهدة مباريات كرة القدم، في الوقت الحالي، لكن من المتوقع أن تزداد نسب استخدام هذه المنصات حتى بعد انتهاء الأزمة. بالنظر لأنها كانت في زيادة مستمرة منذ فترة من الأساس.

تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

بالتأكيد لن نحتاج أن نذكر أن استخدام شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي قد زاد بنسبة هائلة أيضًا، فربما هذا أكثر شيء ملموس في الوقت الحالي، وربما لن نعتبر هذا تغيرًا في استخدام الإنترنت، لأن هذا هو الوضع الطبيعي على كل الأحوال.

يذكر التقرير مثلًا زيادة استخدام تطبيق فيسبوك بنسبة وصلت إلى 151%، وزيادة استخدام Instagram بنسبة 59%، برغم أن التطبيق يعاني على مستوى العالم، وهذا منطقي إلى حد ما، فمن سوف يشارك صوره وهو في المنزل، لكن على ما يبدو أن المصريين يحبون استخدام التطبيق في كل الأوقات. كما زاد استخدام تطبيق المحادثة الفوري WhatsApp بنسبة 34%.

أما عن تطبيق TikTok، المليء بمقاطع فيديو قصيرة من المزاح والمقالب وكل شيء تقريبًا، زاد استخدامه بنسبة وصلت إلى 194%، بالطبع لم يكن الأمر مفاجئًا، لأن معظم من يستخدم التطبيق هم الطلاب، لكن الملاحظ حاليًا أن الأمر لم يعد يقتصر عليهم أو على السن الصغيرة، ومن الواضح أن الاتجاه لاستخدامه بدأ ينتشر في مختلف الأعمار مع هذه الزيادة في الاستخدام، حيث كان أعلى التطبيقات استخدامًا خلال الأسبوع الثاني من شهر أبريل، وفقًا للتقرير.

الخلاصة

بالطبع ستحدث تغيرات في سلوك واستخدام المصريين لمواقع الإنترنت بسبب الظروف الحالية، وما فرضته علينا من بقاء مدة طويلة في المنزل!

فهل ترى عزيزي القارئ أن هناك تغيرًا ملحوظًا في استخدامك لشبكة الإنترنت والتطبيقات عليها؟